مصدر الصورة: مؤسسة التأتأة
يصادف يوم 22 أكتوبر من كل سنة اليوم العالمي للتوعية بالتأتأة، وهي مبادرة عالمية تهدف إلى زيادة وعي الناس بالتأتأة وتسليط الضوء على تجارب أولئك الذين يعيشون مع اضطراب الكلام المعقد هذا.
لويس ميغيل لاينز ريش Luis Miguel Lainez Reche، وهو مهندس برمجيات أول في سيدني يبلغ من العمر 33 عامًا، يعرف مدى صعوبة التعايش مع التأتأة.
"لقد أصبحت التأتأة رفيقًا مزعجًا لي في أسفاري طوال حياتي،" يقول لينيز ريتش. ويقول لينيز ريش تأتأته تمنعه من التعبير عن آرائه وعن المشاركة في المناسبات العائلية وحتى عن تكوين صداقات جديدة. "لقد عشت في حالة دائمة من القلق، المصحوب بالشعور بفقدان الأمل بالنجاح".
بيد أن حياة لينيز ريش اتخذت منعطفًا إيجابيًا بعد مشاركته في برنامج،iGlebe، وهو برنامج مجاني على الإنترنت (1) لمعالجة اللقلق الاجتماعي (الرهاب الاجتماعي (2)) طوره المركز الأسترالي لأبحاث التأتأة (ASRC) في جامعة سيدني للتكنولوجيا، استراليا (UTS).
وقال: "منذ أن بدأت العلاج، تحسنت ثقتي بنفسي بشكل ملحوظ، خاصة حينما أريد الحديث مع الناس، وانتهيت إلى أن أتقبل مشكلتي مع التأتأة".
تؤثر التأتأة فيما يقرب من 1% من السكان في استراليا، حيث يعاني حوالي 800 ألف أسترالي من التأتأة في وقت ما من حياتهم.
مشكلة التأتأة ناجمة عن صعوبة في التنسيق بين العضلات اللازمة للكلام. وسببها جيني (وراثي) وليست ناجمة عن قلق (3) أو أساليب التربية (4) أو ديناميكيات الأسرة [أي أنماط التفاعل بين أفراد الأسرة والعلاقات بينهم والأدوار التي يلعبها كل منهم (5)].
الحصول على علاج للتأتأة في الوقت المناسب وبتكلفة معقولة يمكن أن يؤثر بشكل كبير في التواصل وجودة الحياة، مع ما يترتب على ذلك من تبعات على الصحة والتعليم والتوظيف والسياسات الاجتماعية (6) .
بالرغم من الحاجة الماسة لعلاج التأتأة، فإن الحصول على الخدمات في المجتمع يمكن أن يكون محدودًا جدًا في وجود قوائم انتظار طويلة جدًا لكل من خدمات علاج أمراض النطق وعيادات العلاج النفسي - خاصة في المجتمعات الريفية والنائية.
لمعالجة هذه الفجوة، طور المركز الأسترالي لأبحاث التأتأة (ASRC) في جامعة سيدني للتكنولوجيا سلسلة برامج للعلاج المجاني متوفرة عبر الإنترنت للأطفال والمراهقين والراشدين المصابين بالتأتأة.
يقول روبين لوي Robyn Lowe، الأستاذ المشارك في جامعة سيدني للتكنولوجيا، وهو باحث رئيس في أحد البرامج، هذه البرامج على الإنترنت - والتي تخضع حاليًا لتجارب بحثية سريرية - تهدف إلى معالجة النقص في الموارد المتاحة في المجتمع. "هدفنا هو جعل علاج التأتأة المستند إلى أدلة علمية في متناول يد أي شخص، في أي مكان لديه اتصال بالإنترنت.
"الممارسات المعمول بها حاليًا لها فوائد، ولكن بالنسبة للبعض هناك عوائق مالية وجغرافية وحواجز تقف حائلًا أمام توفر الخدمات للحصول على خدمات علاجية لمشكلة التأتأة.
قال لوي: "قائمة الانتظار لبعض خدمات أمراض النطق أو العلاج النفسي المتخصصة يمكن أن تتجاوز 12 شهرًا في الوقت الحالي".
تهدف هذه البرامج على الإنترنت إلى توفير نموذج بديل لتقديم الخدمات العلاجية للمصابين بالتأتأة لضمان إمكانية وصولهم إلى العلاج وإتاحته لمن يحتاجون إليه، حين يحتاجون إليه، بحسب البرفسور لوي.
يعد المركز الأسترالي لأبحاث التأتأة (ASRC) في جامعة سيدني للتكنولوجيا مركزًا رائدًا في أبحاث التأتأة على مستوى العالم، يتوافر على مجموعة من البرامج المستندة إلى أدلة معتمدة باعتبارها من أكثر العلاجات استخدامًا لعلاج التأتأة طوال العمر والتي خضعت لدراسات بحثية مستفيضة.
في اليوم العالمي للتوعية بالتأتأة، يشجع المركز الناس على معرفة المزيد عن التأتأة وتأثيرها، ودعم الأصدقاء أو أفراد الأسرة الذين يعانون من مشكلات التأتأة، ونشر الوعي بالعلاجات المتاحة.
ليس المقصود من البرامج الجديدة المتوفرة على الإنترنت أن تحل محل العلاج الحضوري في العيادة أو العلاج الصحي للتأتأة عبر التلفون، لأنها قد لا تناسب الجميع. قد تكون الأساليب العلاجية أكثر شخصنة (مخصصة لشخص بعينه) ضرورية في بعض الحالات، حيث يمكن لبرامج الإنترنت هذه أن تكون مكملة للعلاج التقليدي، مما يسمح للأطباء بدمجها في ممارساتهم الاكلينيكية.
أمور لابد لنا أن نتذكرها في حال الكلام مع شخص يعاني من التأتأة:
- استمع تمامًا للمتكلم الذي يعاني من التأتأة كما لو أنك تتحدث مع أي شخص سويٍّ آخر
- تواصل بصريًا تمامًا كما تفعل مع أي شخص سويٍّ آخر
- لا تكمل جملة أي شخص لديه تأتأة أو تتسرع أو تقاطعه.