2022/02/26 | 0 | 4471
(أبو العلاء كما رآه الربيح والمعيوف)
آدم بن عليّ الصالح
في ليلةٍ أضاءتْ بالشّعر والطرب ، وتعطّرتْ بكلام الفنّ والأدب، وتوشّحتْ (بالحبّ والألقِ والإبداع) كلماتٌ افتتحَ بها فارسُ طماحِها.. ومنظّمُ مفتاحِها.. ومذكي مصباحها الأستاذ الشاعر عبدالله بن طاهر المعيبد..
الذي قدّم أول نجومها الشاعر الأستاذ حسن الربيح بورقة نقدية تفصح عن (تقنيات اللزوميات في الكتابة الشعرية):
تطرّق الأستاذ الربيح إلى محاولة أبي العلاء المعريّ إحياء اللغة القديمة والموروث من خلال طرق الغريب والغامض من الألفاظ حتى تكاد تكون من الأحاجي ، كما تطرّق إلى جملة من الموضوعات والقضايا:
دُعيتُ أبا العلاءِ وذاكَ مينٌ
ولكنّ الصحيحَ أبو النّزولِ
ومنها فيما يخص شر الناس:
كادتْ تساوى نفوسُ الناس كلِّهمُ
في الشـرّ ما بين مـنـبوزٍ ونـبّـــازِ
ظلمُ الحمامة في الدّنيا وإن حُسبتْ
في الصّالحات كظلم الصّقر والبازِ
وذكر أستاذنا الرّبيح رأي المعرّي في الفقهاء في شعره:
أجازَ الشّافعيُّ فعالَ قومٍ
وقال أبو حنيفة لا يجوزُ
فَضَلَّ الشِّيبُ والشُّبانُ منّا
ولا اهتدتِ الفتاةُ ولا العجوزُ
لقد نزل الفقيهُ بدارِ قومٍ
وكان لأمره فيه نحوزُ
ولم آمنْ على الفقهاء حبسًا
إذا ما قيلَ للأمناءِ جوزُوا
وقد أفاد الأستاذ الربيح إلى ميزة شعر المعري بأنه الشعر الذي لا يُسمع بل بجب أن يُقرأ بتمعنٍ على مهلٍ كما نوّه عن رأي أحد تلاميذ المعري أبي زكريا التبريزي الذي كان يقول: لا أعرف أنّ العرب نطقتْ بكلمة ولم يعرفها المعريّ .
وبعد هذه الورقة الدّسمة كان نصيب التحلية(وقد كانت دسمة بدورها)بقصيدة حواريّة مع المعرّي للشاعر الكبير الأستاذ جاسم الصّحيح منها:
مدّني بالأمان..فالعالم الآنَ
مرايا مصقولةٌ باكتئابي
وأنا الآية التي ـ ذات حزنٍ ـ
أفلتتْ من جوانح السَّيّابِ
وما إنْ أفاقتِ الأمسيةُ من قصيدة الصّحيح حتى قدّم المنظّمُ الشاعرَ الأستاذَ حسينَ المعيوف بورقته النقدية (لقاءٌ بعد تسعة قرونٍ بين المعريّ وتولستوي)بين شاعر عربيّ وشاعر روسيّ في محاورَ أربعة هي:
ــ أراؤهما في الفلسفة الخلقية.
ــ آراؤهما في محورية العقل ودوره في فهم الدين.
ــ نبذ آراء المجتع وتناقضاته.
ــ دور الأدب ...
وكذلك اتفاق فكريهما فيما يختص بالزواج والأسرة، فيرى بأنّ تولستوي نظير للمعري في قول أحمد شوقي:
إذا أنتَ جاورتَ المعريّ في الثّرى
وجاور(رضوى)في التراب ثبيرُ
وأقبلَ جمع الخالدين عليكما
وغالى بمقدار النظيرِ نظيرُ
بِهنّ يباهي بطن حواء واحتوتْ
عليهنّ بطن الأرض وهو فخورُ
وما ذاك إلا لاتّفاقهما في الأفكار وفي النظرة إلى الحياة والموت ولزوم البيت وتحريم أكل اللحوم والسمك.
وما أجمل الأستاذ عبدالله المعيبد الذي فتح باب المداخلات على أبهج مصراع، تقدم للمداخلة الآولى الأستاذ جاسم الصحيح الذي قسّم حرث الشعر قبل المعري في حقل الجمال ..وما بعد المعري في حقلي الجمال والسؤال ، السؤال بمعناه الفلسفي الفكري وليس بالمعنى السطحي ، كما قدم الأستاذ الصحيح أستفسارين هادفين للمعيوف أولهما عن سبب اختيار تولستوي هدفًا للمقارنة دون دانتي صاحب الكوميديا الإلهية .
وكان استفساره للأستاذ الربيح عن نسبة أبيات لا تليق بتدين أبي العلاء المعري وقد عُرف عنه الفقه وكونه من سلالة متديّنة..
وقد علق الأستاذ جاسم عساكر مبتدئًا بتأييدٍ لأبي تمّام الربيح وبالثناء على المعري الذي كان من النّعم الكبرى على الأدب العربي وجود هذا الشاعر العربيّ الكبير الذي علّمنا كيف نتعامل مع الماورائيات والسؤال والحيرة ، مقدمًا سوالًا مفاده: إن كان المعري يرى أن الدين يناقض العقل فما الضير أن يجنح..؟
كما تقدّم الأستاذ حسين الربيح والدكتور جابر الخلف بالحديث عن بعض أفكار أبي العلاء المعريّ واستخدامه لغريب اللفظ في أدبه الفريد.
وما أحنّها من ليلة على أدبائها وشعرائها الذين نالوا تكريمهم بين فرحة وغبطة وحبّ..تقدّم فيها الأستاذ السيد هاشم الشخص لتكريم الشعراء:
الأستاذ حسن الربيح والأستاذ حسين المعيوف والأستاذ عبدالله المعيبد والأستاذ عبدالعزيز الجاسم..
كما لم يكتفِ السيد هاشم بالتكريم بل نوّه بكلمة عن علاقة أبي العلاء المعري بالرموز المختلفة وألقى جزءا من قصيدة الجواهري عن المعرة والمعري.
ليُختتمَ اللقاءُ البهيجُ والمهرجان الحافل الذي اتّسم برائحة الخبز الشّعري والمائدة الأدبية النقدية الشهيّة بالصور التذكارية الحميمة على أمل لقاءٍ آخر في مناسبات لاحقةٍ.
للاستماع :
2- المهندس الشاعر الكبير جاسم الصحيح
التقرير المصور هنــــــــــــــــــــــا (PDF)
جديد الموقع
- 2024-12-22 احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)
- 2024-12-22 يا يوم لغتي .. أينك أم أيني عنك
- 2024-12-22 ألم الرفض الاجتماعي
- 2024-12-22 نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته أبكر مما تظن
- 2024-12-22 الكتاب السادس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي (تطور اللغة واضطراباتها وعسر القراءة عند الأطفال)
- 2024-12-22 تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
- 2024-12-22 الزهراء (ع) .. المجاهدة الشهيدة
- 2024-12-22 نحو كتب في الشوارع
- 2024-12-22 بين فيزيائية الكتب وكيميائية الكلمات
- 2024-12-22 من أجل القراء المترددين