2023/11/27 | 0 | 1532
(نيتشه) والتخلص من قيود الحياة!!
يقول فريدريك #نيتشه في كتابه (إنسان مفرط في إنسانيته)
" إن إنساناً تخلص نهائياً من قيود الحياة بحيث أصبح يحيا فقط من أجل تحسين معرفته بإستمرار، عليه التخلي عن الأشياء التي قد تكون لها قيمة في عيون الآخرين، ينبغي أن تكفيه تلك الحالة التي تجعله يحلق بحرية وشجاعة فوق الناس والتقاليد وكل شيء يكون مرغوب من العامة أكثر.....
بعدما قرأت ماكتبه الفيلسوف (نيتشه) أكثر من مرة تبادر إلى ذهني مجموعة من الأسئلة التي سأجيب عليها بقدر الإمكان ما استطعت اختصاراً حول رأي (نيتشه)..
وللوقوف على الأسئلة التي سأبدي رأيي حولها... أسأل قبلاً...
هل من أحد حتى ( نيتشه) نفسه يستطيع أو استطاع أن يحقق ماذهب إليه في طرحه؟؟؟
الجواب متروك للقارئ..
السؤال الأول..
كيف يستطيع الإنسان الفرد أن يتخلص من قيود الحياة؟؟
السؤال الثاني..
كيف يستطيع أن يحسن معرفته بإستمرار إذا تخلص من قيود الحياة؟
السؤال الثالث..
كيف يتخلى عن الأشياء التي لها قيمة عند الآخرين؟
السؤال الرابع..
كيف يحلق فوق الناس والتقاليد وكل شيئ مرغوب فيه من العامة بشجاعة؟؟
للإجابة على هذه الأسئلة التي لاتمثل الواقع الإنساني لأي مجتمع في أصقاع المعمورة، ولا إنسانياً بما تحمل (الإنسانية) من معانٍ سامية بكل الأبعاد الفلسفية و الفكرية والإجتماعية...
أظن أنه قد يجب علينا التوقف ملياً متأملين الأسئلة حتى نتمكن من الإجابة عليها قدر ما أمكن...
للإجابة على السؤال الأول والثاني...
لابد لنا إلا أن نتأكد بما لامجال فيه للشك بأن الإنسان لايستطيع بأي حال من الأحوال أن يعيش منفرداً بسبب الضرورة الملحة والحاجة إلى الآخرين في كل الشئون الحياتية والمعاشية والفكرية بما فيها اكتساب العلوم والمعارف، ثم لايمكن للفرد النزوح لا إلى كوكب آخر ولا إلى مكان يخلو من البشر...
إن الفرد من البشر خلق بطبيعة اجتماعية (كائن اجتماعي) حيث أنه يتكيف لا إرادياً مع المجتمع الذي يعيش فيه، وهو يؤثر ويتأثر سلباً كان ذلك أم إيجابياً أو بكليهما معاً بسبب التفاعل اللا إرادي أو المقصود مع المجتمع الذي يُشاركه وجدانياً وعاطفياً ومادياً وبسبب ما اكتسبه من مجتمعه الذي يعيش فيه .. وعليه فلن تُحقق الوحدة والإنعزال ما ذهب إليه الفيلسوف ( نيتشه)
أما الإجابة على السؤال الثالث... لماذا يتخلى الإنسان عن الأشياء التي لها قيمة عند الآخرين؟؟؟
القيمة مفردة (قيَم) وتعني المبادئ العليا التي يحاول الإنسان أن يصل بها إلى الفضيلة أو إلى بعض منها... والقيمة الوزن المعنوي لمن له شأن كبير، ومعنىً مادي وهو الثمن المرتفع لذات قيمة مرتفعة ...
والقيمة التي هي سمو المبادئ وعلوها تُمثلها الأخلاق الفاضلة بكل صفاتها المحمودية حيث أن (القيم) ماهي إلا نتيجة حضارات أممية كانت ماضية أو حاضرة... وبما أن الإنسان بطبعه يتفاعل مع مجتمعه فإذاً يتعلم ويكتسب صنوف العلوم والمعارف والتقنيات التي تتطور وتُستحدث والسلوكيات التي تمثلها العادات والتقاليد سواءً مبتكرة أو موروثة أو موروثة محسنة والتي تحقق للإنسان الديمومة والبقاء في ظل قوانين عادلةٍ لتحقيق الحقوق الطبيعية للإنسان الفرد وللمجتمع والتي تضمن كرامة الكل ورفاهيتهم.... بناءً على ذلك لايمكن للفرد التخلي عن المجتمع بأي حال من الأحوال وهذا عكس ما ذهب إليه الفيلسوف (نيتشه) وهو التخلي عن الأشياء التي لها قيمة عند الآخرين...
أما الإجابة على السؤال الرابع...
وهو رأي (نيتشه) حول حالة التخلي التي تجعل المتخلي (يحلق بحرية وشجاعة فوق الناس والتقاليد وكل شيئ يرغبون فيه من العامة)
فإنني أعتقد أن الإنسان ليس بمقدوره التحليق وبالذات بمفرده حتى وإن امتلك الشجاعة التي أكد عليها ( نيتشه) وهو لايمتلكها بسبب الخوف والتردد والتفكير المنطقي، وإنني لا أظن أن ( نيتشه) ذهب إلى المعنى الآخر للتحليق والذي هو( التعالي والغرور) لأنه نفسه لم يكن ذلك المتعالي والمتغطرس وإنما قصد بها العزلة الاجتماعية ... التحليق الذي ذكره لايتفق مع سياق المعنى الكلي لنسَق العبارات ولتلك المعاني، حتى وإن حدثت فلا بدَّ إلا أن يمارسها مع وعلى مجتمع، أما وإن انفرد وانعزل عن المجتمع فعلى من يمارس فوقيته وغروره؟؟؟
إن التأكيد على طبيعة الإنسان بأنه (كائن اجتماعي) فإنه بكل حالاته يكون جزءاً من النسيج الإجتماعي بعاداته وسلوكياته وأنماط تفكيره حتى وإن حصل اختلاف أو تباين بين فرد وآخر..
وأخيراً ليست أقوال ( نيتشه) نظريات فيزيائية تجريبية لاتقبل الخطأ إلا بمقدار ضئيل أو لاتقبل الشك حيث الكثير من الفلاسفة الذين عاصروا (نيتشه) اختلفوا معه وكذلك من أتى بعده من الفلاسفة والمفكرين...
جديد الموقع
- 2024-12-24 الشاعر علي النحوي يشعل الجمهور بقصائده الفنّية الإنسانيّة
- 2024-12-24 جمعية الأدب بالأحساء تحتفي باليوم العالمي للغة العربية
- 2024-12-22 احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)
- 2024-12-22 يا يوم لغتي .. أينك أم أيني عنك
- 2024-12-22 ألم الرفض الاجتماعي
- 2024-12-22 نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته أبكر مما تظن
- 2024-12-22 الكتاب السادس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي (تطور اللغة واضطراباتها وعسر القراءة عند الأطفال)
- 2024-12-22 تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
- 2024-12-22 الزهراء (ع) .. المجاهدة الشهيدة
- 2024-12-22 نحو كتب في الشوارع