2010/08/27 | 0 | 2631
المطيرفي تنشر الوان الفرح بمولد الإمام المجتبى علية السلام
وفي حضور بهيج بدء الحفل بمقدمه الأستاذ حسين الخلفية أبو القاسم بتقديم السيد عدنان الهاشم الذي رتل القران وأحسن ترتيله ، وبعدها ذكر المقدم بعض الروايات التي تعنى بصاحب الحفل ، وبعد التلاوة قدم كلمة الحفل سماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد فبدء سماحته كلمته بـ المباركة والتهنئة للإمام الحجة عجل الله فرجه وإلى مرجعنا الفقهاء وكذلك العلماء وللعموم المسلمين المحبين أهل البيت والشيعة عامة ، بعدها شرع في الكلمة التي بدئها بالآية :"لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة " وعذه نص لكلمة الشيخ عبدالجليل البن سعد :
لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً} التعددية مسألة دخلت المجدال العلمي وهي أحد قضاياه التي تتردد عليها الأقلام والخطابات وكأن الحيرة تجاه معناها و مبناها لم ترتفع بعد، فما هي في العرف الأدبي؟ وما هي في العرف الشرعي ؟ أسئلة تستغيث بالعلماء والمفكرين لإزاحة الغموض عن هذه المفردة معنى ومبنى . . والتعددية والحرية ـــ على ما يبدو ـــ ضربتان في مرمى واحد ولكن إحداهما أكثر حرفة من الأخرى . . ففي أي جانب من الدين تكون التعددية ؟ وهل لها تعلق بحياة ثالث الحجج القائمين بأمر الله عز وجل أعني السبط الزكي ؟ بين عيني البحث اربعة مواد.. المادة الأولى: عقلنة الدعوى إلى الله عز وجل والتعددية الدينية: إن التعددية ليست مطلبا دينيا (بمعنى لم يتضح لي ذلك شخصيا) ولكن التعددية تأتي نتيجة للخطوات الاستراتيجية والتكتيكية للحركة الإسلامية و المنهجية الرسالية..نتيجة تلقائية لحصر الدعوة على الأساليب العقلانية وعدم اللجوء إلى المعجز في تحول الناس واستبدالهم دياناتهم بدين الإسلام أي أن الناس قد تستجيب للدعوى وقد لا تستجيب فالأمر يرجع إلى ما تمتلكه من حاضرية وتقدمية في العقل والنفس {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}. وكذلك تأتي التعددية حالة طبيعية لعدم التصريح باستخدام القوة لفرض الدين على الآخرين {لا إكراهَ فِـي الدّين ِ}، فحينما يصبح منطلق القادة السماويين هو إشاعة التسامح فإن التسامح يتحول بالمجتمع إلى التعددية أي أن الكل مسؤول عن وجهته هو لا عن وجهة الآخر والأمر بعد ذلك لله سبحانه يأتي بجميع عباده ليصبحوا ماثلين بأعمالهم بين يديه {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا}. أي لا يشرع الحرب ولا التخاصم على الأعتناق والانتحال للدين بل يشرع لهدفين أحدهما آثر من الآخر الأول: هو الدعوى إلى الله عز وجل و إيصال الحجة {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} والثاني: هو أن تأمنوا الآخر ويأمنكم فالأمن مطلب أتاحه الله للجميع وحق للجميع واختلاف النسبة والانتماء في الديانة ليس محرضا على الحرب ! وحتى المشرك يمكن أن ترتبط به بعض المصالح ولا يقاتل إلا من خوف الفتنة أخذا بالرأي الصحيح في تفسير قوله تعالى:{وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} والمعنى في الرأي الصحيح أنهم مارسوا معكم الفتنة وما اقترفوه في حقكم أشد من قتلكم لهم !! وقبل ذلك كان الرسول صلى الله عليه واله وسلم يصالحهم ويفدي أسرائهم ولا يطل دمائهم قتلا وفتكا .. المادة الثانية: صفة الإسلام ليست ملكا لأحد (ماذا عن التعددية المذهبية؟): التعددية المذهبية هي الأخرى ليست هما أو مطلبا على جدول أعمال الرسالة فهي جزء من الواقع الذي ستعترض طريق رسول الله صلى الله عليه واله ككتل عظيمة ثابتة لا يستطيع تفتيتها وإزالتها ولكن لا بد عليه أن يختار جانبا شرقيا أو غربيا منها ليعبر بأهدافه وأغراضه السامية ولذا حينما تحدث عنها لم تبتعد كلماته عن نبرة التحذير والإشفاق: "" تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ""... فلو كانت هذه الأعداد من المذهبية والطائفية سالكة إلى الجنة لأمكن القول بأن التعددية مطلب أساسي لا فرعي في الدين ولكن هيهات فإن التعددية المذهبية تنفع لدار الدنيا فقط إذ أن التعامل في الدائرة الإنسانية العظمى وتحريك عجلة المصالح العامة لا تتلائم معها أساليب الإفراط والتفريط في النظرة إلى من نختلف معه ..وهكذا سبيلي قبول الآخر لذاته أو رفضه لذاته.. فكل هذه أساليب مرفوضة في التعايش ويمكن أن تـُـفقـِد الحياة العامة مزايا الحيوية وتتوقف عجلة المصالح إلى الأبد، فالشعار كان وسيبقى للأخوة وللوحدة فقط ثم الأمر بعد دار الدنيا لله وحده يحكم في عباده وهو خير الحاكمين: {وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ}. فإذا المنع من التكفير شأنا شرعيا ومنطقا عقديا وليس العكس فإن الظرف سيسمح بالتعددية المذهبية كمنطق بديل له أغراضه و مقاصده التي سنلوي على شيء منها ضمن باقي الحديث إن شاء الله تعالى. والأبرز في القضية هي ان الإمام الحسن سلام الله عليه سار على منهج أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام في حربه ضد المتحزبين عليه فلم يسمح لنفسه بجعل المقاتلين له كفرة أو أهل ردة ؟! بل إنه رسخ في وعي وعقول الناس أن هؤلاء مسلمين تنقل النصوص التأريخية أنه وعندما كان يتأهب لحرب أهل الجمل سجد لله عز وجل طويلا ثم رفع هامته ونصب وجهه لله واستقبل السماء ببطن كفيه وقال"" اللهم إن هؤلاء القوم قد خلعوا طاعتي وبغو عليّ ونكثوا بيعتي اللهم أحق دما ء المسلمين"" !! وعندما قربت ساعة الصفر رفع عقيرته في قومه : "" ولا تقربوا من أموالهم إلا ما تجدونه في معسكرهم ..."" ثم زاد في الإدلال على ما يريد بقوله : "" وما سوى ذلك فهو ميراث لورثتهم على كتاب الله "" !! مسائل ذات صلة: 1 تفكك جيش الإمام الحسن عليه السلام: إن النهج الذي شكلته خطوات علي عليه السلام إيجابية ولكن الإيجابية إذا كانت مثالية وتبذر على أرض قلوب ليست بمثالية فإنها كبذر دس في أرض عقيمة ؟!! وإذا كانت الإيجابية زهدا فليس كل المسلمين له قابلية المقاومة للإغراء ؟!! ولذا تعالت الصيحات في وجه علي والحسن عليهما السلام لمنعهما الناس من أن يسبوا أو يغنموا من خصومهم فصار هذا من أدعى الأسباب لتفكك جيش الإمام الحسن عليه السلام وإن معاوية أدرك منية الناس فصار يبعثوا إليهم بالآلاف من الدنانير والدراهم ؟!!! ولا غرو فالسعي وراء الغنائم كان طبعا واضحا عند البعض منذ فجر الرسالة وقد ألفت إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه واله : "" من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ...""، كما ألفت إليه القرآن الكريم: {سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ}، وهي القصة المعروفة في غزوة خيبر.. 2 الشيخ المفيد ومن أنكر الإمامة: لقد ضحك الكثير من الجماعة السلفية على أنفسهم وعلى الناس في مسألة تكفير الشيعة لكل من لم يؤمن بالإمامة وأسندوا ذلك إلى ابرز وجه علمي للطائفة وهو الشيخ المفيد .. ونحن وإن كنا لا نتدين للآراء الشخصية ولا تمثلنا النظرات الآحادية أيا كان قائلها إلا أن الحقيقة هي خطأ نسبة ذلك إلى الشيخ المفيد فإن جماعة السلفية وقفوا على عبارته التالية: "" تسمية جاحدي الإمامة ومنكري ما أوجب الله تعالى للأئمة: واتفقت الإمامية على أن من أنكر إمامة أحد الأئمة وجحد ما أوجبه الله تعالى من فرض الطاعة فهو كافر ضال مستحق للخلود في النار"".. فظنوا أن في ذلك تثبيتا لمزاعمهم ضد الشيعة ولكنهم لم يلتفتوا ــ أو لم يريدوا أن يلتفتوا ــ إلى أن الشيخ يقصد من المنكر من يعرف الحق ويستيقنه بالدليل ولكنه يخفيه بقرينة قوله بعد ذلك: وجحـــــد ما أوجبه قال المولى الحق {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}.. وليس هذه القرينة فقط بل إن الشيخ ردد القول بإسلام من لم يقل بإمامة علي عليه السلام في كتابه ولكنهم اطمئنوا بعدم قيام أحد بالبحث من ورائهم وهذا سوء ظن بالقارئ العربي والمسلم يصدر مثله من كثير من الكتاب وللأسف الشديد ؟! ونحن الآن سننقل لك نصين من كلامه وفي نفس الكتاب الذي أخذوا عنه هذه العبارة يقول في ص 46: "" أجمعت الشيعة على الحكم بكفر محاربي علي لكنهم لم يخرجوهم بذلك عن حكم ملة الإسلام"". المدقق في هذه العبارة يصل إلى أن الشيخ يقصد من الكفر معناه العام كالكفر بالنعمة الذي لا يخرج من الملة ولا يسحب الهوية الدينية .. ويقول في موضع آخر ص 45: "" أتفقت الإمامية على أن الأئمة بعد الرسول اثني عشر إماما وخالفهم في ذلك كل من عداهم من أهل الملة "". إلى هنا نعرف بأن المخالفين لنا في هذه المقولة العظيمة (الإمامة) هم من أهل الملة الإسلامية عند الشيخ المفيد وليسوا من أهل ملة أخرى !! إذن حينما يستفتح الدينُ بالأخوة والوحدة فإن التعددية ستكون مسألة تابعة لبرنامجه الوحدوي والأخوي وليست تطلعا بحد ذاتها نعم لا يمكن أن تلغى .. كيف لا تكون التعددية مطلبا حقيقيا؟ لو كانت التعددية شيئا مطلوبا (في دائرة الحق والباطل الخطأ والصواب) لصار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بلا موضوع.. و لفقد الناس الاهتمام بالحوار، ولأصبحت مهمة الدعوة والإبلاغ بلا موقعية أصلا ؟! فللشيعي كامل الحق أن يدعو غيره إلى ما يعتقد أنه صواب وللسني كذلك إلا أن هذا شيء لا يتم إلا في أطر علمية ومراكز متخصصة وليس بالتسلل إلى ضعاف الناس والعمل بالأساليب الرخصية كالريال والدولار ؟! كما لا نقول للمسيحي لا تتحدث بمعتقدك ومرئياتك ولكن ليكن حديثا محاصرا بالقوانين والاعتبارات العلمية وإلا فإن القرآن الكريم قد اشاد بمنهج الحوار وكانت المواجهة مواجهة الكلمة بالكلمة ولم يكن القتال إلا مرحلة مفروضة على الناس يسعون لتجاوزها بالتي هي أحسن .. نعم لقد رأيت لبعض الكتـّـاب من يتحدث عن الإثنية والاثنينيات كالزوجية بين الرجل والمرأة مثلا ويجعلها مثالا ميسرا على كون التعدد سنة كونية مثلا .. وفي أعتباري فإن هذا من النظر في الأمور بطريقة أعتباطية فقد جمع بين أمرين لا مساس بينهما إلا من وجه أي إذا كانت الإثنيات من باب التكامل كالزوجية فهي مقولة لا تشبه مقولة التعددية، وأما إذا كانت من باب التنافر والتعاند الفكري كثنائية الغلو والتقصير وثنائية الكفر والإيمان فهذه يمكن أن يفرض علينا الظرف القبول بالتعددية فيها أي الابتعاد عن التشنج مع استمرار الدعوة والحوار واستهداف التغيير ضمن أجواء حالمة ورطيبة ! المادة الثالثة: إذن لما وجبت الحرب على علي والحسن عليهما السلام؟ قلنا بأن التعددية ليست مسألة يسعى إليها ولكن هي مسألة يوقف عندها وهي مسألة حيوية وسبب من أقوى أسباب الاسترتيجية في الدعوة والعمل.. فإذا بدت قليلة في نفعها كثيرة في أضرارها حينئذ لا يمكن الاعتراف بها ومن ذلك القبيل إذا كان تطبيق التعددية على الإمامة ؟! فإن الإمامة لا تقبل التعددية وهذا الرفض يستند إلى: كون الإمامة زعامة عليا والزعامة تفسد بالتعددية ولأن الولاية لله وللرسول ولأولي الأمر مطلقة فمن أقوال ذي الجلال: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}، و {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ}، وفي الحديث الشريف: "" لا يجتمع إمامان إلا وأحدهما صامت "". وقد يكف الإمام عمن لم يقبل بإمامته ومن لم يمد اليد إلى بيعته بل قد يتجاوز حتى عمن نكث إذا لم يتزعم الحرب و لم يمارس الفتنة داخل الأمة الواحدة .. هل تتعدد ولاية الفقيه: إن أقرب منصب إلى منصب الإمامة هو منصب الولي الفقيه فهل يمكن التعدد فيها أم على غرار الإمامة الكبرى؟ هنالك اتجاهان فقهيان في ولاية الفقيه فمن رأي المشهور القائل بعدم الولاية المطلقة للفقيه وإلى الرأي الآخر غير المشهور أي القول بالولاية المطلقة والبحث في هذه الخصوصية مفيد على الرأي الثاني فقد هجس بعض المحققين الأجلاء بعدم جواز تعدد ولاية الفقيه والحالة هذه.. بينما أرتأ البعض الآخر أنه لا بأس بها في ظل التعددية المناطقية والتعددية الإقليمية كما ذكر أستاذنا الحائري في مجلس الدرس (النقل قديم) أن البأس من تعدد الولاية ينتفي في صورة عدم التزاحم بين الولي الفقيه والآخر .. واللافت أن هذا الفرع الفقهي ليس عليه نص فالمتبع فيه هو حكم القواعد والنظرات الثانوية في الفقه مثلا لو كان التعدد ـــ بعد القول بولاية الفقيه في الأكثر من الأمور الحسبية طبعا ـــ يؤدي إلى أنقسام الأمة والعالم الإسلامي و هدر المصالح العامة فذلك لا يجوز .. المادة الرابعة: سمات التعددية في عصر الإمام الحسن سلام الله عليه: لم يكن الإمام الحسن الزكي سلام الله عليه في مقابلة خطوط فكرية ومنهجيات متلونة من بعيد بل كان على مفترق طرق من جميعها .. وهذا مما يجعل القبول بالتعددية من قبل الإمام ظرفا طبيعيا وسنعرف عما قليل ماذا يعني القبول بالتعددية من قبله سلام الله عليه !كان هناك الخوارج وهم يمثلون خطا فكريا متنفذا .. وكان هناك العثمانية ويشكلون طبيعة فكرية مختلفة وذات أنتشار واسع وقد استمرت إلى ما بعد الحسنين عليهما السلام .. وبين هذا وذاك فقد كان الشيعة بالمعنى الأعم ولهؤلاء تأثيرهم العكسي فدائما الصعوبة تكون مع من يملك نصف الرؤية ولا يملك الرؤية كاملة ؟!!! يقول الذهبي وغيره من رجالاتهم أن التشيع الذي هو بمعنى تفضيل علي على غيره من الصحابة مع القول بحقانية الخلافة السابقة عليه أن هذا كان منتشرا في صفوف الصحابة والتابعين وهؤلاء يمثلون صوتا بطبيعة الحال فهم لا يرون العصمة الإلهية لعلي ولا لابنه الحسن الزكي عليهما السلام وعليه سوف يغلطون ويخطؤن ويزاحمون برأيهم رأي القيادة كما سوف يستصحبون أحكاما وسننا كانت قبل علي عليه السلام حتى لو لم يكن راض عنها كما جرى في معارضتهم له حينما أراد أن يمنع من صلاة نافلة شهر رمضان جماعة ؟! ويضاف على تلك الاتجاهات وجود الشيعة بالمعنى الأخص وهم الموالون لأئمة عليهم السلام القريبون منهم ففي النقل التأريخي: "" شدوا على فسطاطه فانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته ثم شد عليه الأثيم عبد الرحمن بن عبد الله بن جعال الأزدي فنزع مطرفه من عاتقه فبقي الإمام جالسا متقلدا سيفه بغير رداء ودعا عليه السلام بفرسه فركبه وأحدقت به طوائف من خاصته وشيعته محافظين عليه وطلب أن تدعى له ربيعة وهمدان فدعيتا له فطافوا به ودفعوا الناس عنه وسار موكبه ولكن فيه خليط من غير شيعته "" (حياة الإمام الحسن بن علي للشيخ القرشي: ج1/ 107). وتجديدا للسؤال السابق: ماذا تعني التعددية للإمام الحسن الزكي سلام الله عليه؟ إن التعددية تغيير موقعية لا شيء آخر ! فإن تغلب بعض الاتجاهات الذين ربما خدمتهم الظروف وتكاسل الهمم ممن يعول عليهم في المواجهة سوف يعني أقتراب الموت الحقيقي الذي يصبح معه الإنسان عدما فلا يبقى له ذكر أو يتحول إلى جذوة تزيد في نار الفتنة والتمزق وكلاهما خيار فاسد لا يرغب فيه الإمام الحسن سلام الله عليه كذلك إذا كان البطل (أي بطل) رقما صعبا فإنه إذا أختار المواجهة ووصل إلى الموت والقتل فإن رقميته ستتحول إلى خانة الصفر.. والإمام الحسن عليه السلام كان رقما صعبا ويريد أن يبقى كذلك فماذا صنع؟ أختار التعددية ورسم لها من خلال شروط الصلح الكثيرة التي قام بكتابتها وقراءتها على الملأ ([1]) لقد اشترط الأموال الكثير ففي نقل المؤرخين أنه جاء : "" استثناء ما في بيت مال الكوفة وهو خمسة الآف ألف فلا يشمله تسليم الأمر وعلى معاوية أن يحمل إلى الحسين كل عام ألفي ألف درهم ..."" (الإمامة والسياسية/200. الطبري: ج6/ 92) وأن لايتعرض لشيعة أبيه روي من الصلح قوله : "" وعلى أمان أصحاب علي حيث كانوا وأن لا ينال أحدا من شيعة علي بمكروه وأن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم وان لا يتعقب عليهم شيئا ولا يتعرض لأحد منهم بسوء ويوصل إلى كل ذي حق حقه ... "". (ابن الأثير ج3/ 166. شرح النهج:ج4/15وغيرهما مع أختلاف في الألفاظ) وهذا يعني أن الإمام كان يخطط للزعامة من دون كرسي وللقيادة من دون مجتمع عسكري أي أراد أن يبقى عددا ورقما صعبا تشهده الأوساط بقدرته المالية وحريته وحرية أصحابه فقد أمتط التعددية كوسيلة لرد الاعتبار !! ولا يضرنا إن لم يستجب معاوية لكل ذلك فإننا نتعلق في هذه الدراسة بالتخطيط ولا يهمنا معاكسة الظروف .. فمسألة التعددية على هذا الفهم هي حالة، ونتيجة، وتحولات طبيعية تتفق أثناء المسيرة وليست شيئا يجب أن نجمد عليه وأن نعجب به لإن الإعجاب يقف بنا عند هذا الحد والعجب يدعو إلى التقصير ثم تتحول التعددية إلى شرعية يحرم معها الدعوة والأمر بالمعروف ويقر من لا يريد الحوار على رأيه وفي ذلك تعطيل للنظام والحدود، والخوف كل الخوف أن يتحول شعار التعددية كما تحول شعار الحرية إلى حصانة تفرض من حول المنكر وأداة لإشاعة الخطأ وقلب الموازين !!
|
وبعد كلمة سماحة الشيخ عبدالجليل البن سعد قرأ السيد حسن تاج السيد تاج العلي مولد الإمام وذكر المعاجز والرواية التي تحدثت عن مولده الزكي بصوته الشجي الذي تعود الحضور عليه مستأنسين به .
وبعدها أتى دور دوحة الشعر التي كان بها الشاعر حيدر العاشور من قرية التوثير حيث بدء شعره في مدح ابا الفضل العباس عليه السلام وختم بمدح أيضا حيث انشد قائلا في مدح عضيد السبط بأبيات في مطلعها :
من قد ماغيور كربلاء عباس
وطافح للوديعة وايه احساسه
أما مدح الإمام الحسن عليه السلام فقال بداية ان الإمام الحسن عليه السلام عاش مظلوم ومات مظلوم وشرع في قصيدته التي كانت مطلع ابياته :
كافر بالقصيدة الماتهز قلوب
وكافر بالقعل ولاما بلغ حده
وبس وياك اشهد انك القرآن
ومن اقرء بحروفك اهوى للسجدة
واختتم في مدح ايضا ابا الفضل العباس في قصيدته :
وزعل سبع الطفوف وزعل رب الكون
ولين الدنيا اصبح بالحرب صبحه
لعب بالقوم لعبو طشر العدوان
وكلمن يدنى بالدم صار ماي يسبحه
وبعد تلك الفقرة جاء دور السيد صالح العلي من المبرز في فقرة تصحيح الاخطاء الشائع في القراءة لسورتي التوحيد والحمد لسيد صالح العلي والتي كان لها الاثر الكبير في الحضور والمستمعين حيث كانت شيقة واخطاء لم ترد على البعض لدقة القراءة بها وفرق بين بعض القراءة والاخرى وبين في مجمل الاخطاء الرئي الفقهي والرئي النحوي كذلك الرئي التجويد و القرآن الكريم سلسل وسهل النطق والحفظ وسبب صعوبته تكمن من الناس حيث أن حديث الناس العامي هو من افسد اللغة العربية لابتعادنا عن عصور اللغة العربية من حياة الرسول صلى الله عليه وآله وان العرب كانوا يتكلمون قواعد اللغة العربية من دون تعلم ودرسة لقواعدها من نحو وصرف وانهم يتكلمون بالسليقة ولذلك يقال انه قصة الطفلة التي كانت تمسك قربة فبدء الماء ينسكب فقالت أدرك فاها,قد غلبني فوها,لا طاقة لي بفيه وانها كانت سهلة لدرجة ان طفلة صغيرة جعلة من فعل فاه وكيف جلعت اسم من الاسماء الخمسة " فاها " مرة في حالة الرفع والنصب والجر في جملة واحدة من دون ان تخطى بالسليقة واصبحنا ندرس ونعاني حتى نوصل باللغة العربية وان ندرس بالتلقين حتى ينشى الاطفال بالسليقة والآن تكونت لنا لهجات كثيرة جدا فضرب مثل الاحساء انها تكونت اكثر من لهجات لكل قرية بل كل قريه لها لهجة وان البيت يحتوي على اكثر من لهجة فالفلاح غير الاكديمي لهجة حتى ان بعض الامهات تجعل تخطى في نطق مخارج الحروف والتي ترسخ لدى الاطفال مثل نطق الشخص للبرتقاله بالبرتغاله وهكذا تطرق في الاسباب التي ادت لعدم الإلمام بالقراء الصحيحة للقرآن الكريم بعدها بدء بالقراءة الخطئ للبسملة وتلاها الايات حرف حرف وآية آية حتى انتهى من قراءة سورتي الفاتحة والاخلاص ...
واخر المطاف في الحفل كان لفرقة الحفل بقيادة الردود ابراهيم النويصر الذي تفاعل معه الحضور بالفرحة والتصفيق وانهى الرادود بالتهويسه بالطريقة العراقية واتى في بعض الابيات :
شباب الصحة للمولد الليلة يرعون
ربي يحفظهم من كل إبليس وكل فرعون
واينطيهم إيمان الكرم كل ما يتعبون ويأدون
لا فاقدين ولا مفقودين ولا على السرير الأبيض ينامون
وينطيهم على قد النية ....
حيث تفاعل الحضور مع التهويسه .. ..
وأخيرا تقدم الحضور لاستكمال المعرض التو عوي للمنظمين من القطاع الصحي بالقرية المعرض التو عوي للسكر والضغط حيث تقسم الكوادر للعدة أقسام منهم بالنشرات التوعية والبعض يقيس الضغط وآخرون للتحليل نسبة السكر في الدم وأخيرا الميزان لعمل النسبة بين الطول والوزن وحسب النسبة بين الكتلة للجسم والذي كان تفاعل الجميع به من صغار وكبار ، واستأنس الجميع بالمعرض وما قاموا عليه الكوادر الطبية .
جديد الموقع
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد
- 2024-11-21 القراءة للكسالى
- 2024-11-21 القراءة واتباع الأحسن
- 2024-11-21 روايات أسامة المسلم بين جيلين.
- 2024-11-21 ( غرق في المجاز، مَجازٌ في الغرق ): قراءة في ديوان الشاعر جابر الجميعة
- 2024-11-20 الدكتور عبدالمنعم الحسين يدشن حملة التشجير الثالثة ببر الفيصلية