2024/11/21 | 0 | 322
البيت السعيد
مع كتاب أنا وزوجي (سنة أولى)، للمؤلف فهد إبراهيم أبو العصاري الطبعة الأولى 1429هــ/2008م.
{ وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَ ٰجࣰا لِّتَسۡكُنُوۤا۟ إِلَیۡهَا وَجَعَلَ بَیۡنَكُم مَّوَدَّةࣰ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِی ذَ ٰلِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ } [سُورَةُ الرُّومِ: 21]
1- الإحسان:
قال تعالى: {۞ إِنَّ ٱللَّهَ یَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَٱلۡإِحۡسَـٰنِ ...} [سُورَةُ النَّحۡلِ:90]
العدل هو إعطاء، كل ذي حق حقه، ومن شأنه أن يبعث في قلب الإنسان الرضا بما قسم الله عز وجل. لكن الإحسان معناه الإيثار وهو الإعطاء والمنح أكثر مما يجب على المعطي، ومن شأن ذلك أن يولد لدى الآخذ شيئا من الطمأنينة لشخص المعطي ويجذبه إليه، مما يساهم في إيجاد المحبة بين الطرفين، وإذا كنا محتاجين للعدل والإحسان مع كل الناس فإن حاجتنا إليهما في البيت ضمن الأسرة أكثر وضوحا، ويحتاج كلا الزوجين إلى الإحسان مع بعضهما البعض دون أن يتبع ذلك منا أو أذى فينغصه ودون أن ينتظر المعطى أن يحسن إليه وإن كان مستحقا.
قال تعالى: { هَلۡ جَزَاۤءُ ٱلۡإِحۡسَـٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَـٰنُ }[سُورَةُ الرَّحۡمَٰن: 60].
ولعل أهم ما يحتاج إليه بيت الزوجية من الإحسان هو الكلمة الطيبة الحلوة، والبخيل بالكلمة الطيبة لا بُدَّ أن يكون أكثر بخلاً إذا وصلت المسألة للجيب. على أن بعض الناس يظن أن الكلمة الطيبة تجرى الطرف الآخر عليه، مما قد ينقص من كبريائه، وهذا يُعد مريضا نفسيا؛ لأن الكلام الطيب يولد شعورا بالحب لدى الآخرين فينعكس إيجابيا على العلاقة والرابطة بينهما.
2- تغيير الرتابة:
كثير هم أولئك الرجال الذين يهربون من رتابة المنزل إلى رتابة المقاهي والاستراحات، ولكنهم يرون ذلك تغييرا. وكثيرات هن السيدات اللواتي يهربن من رتابة المنزل إلى رتابة التجمعات الخاصة هن ويرين بذلك تغييرا. لا شك أن الإنسان يمل من الرتابة، ولكن ينبغي أن نعرف أن الرتابة أمر جيد في بعض نواحيها، شريطة أن نطلق عليها اسم النظام بدلاً من اسم الرتابة.
فالحياة تحتاج إلى النظام، وشعورنا بهذه الحاجة يبعث فينا الرضا لاستمرارية الحياة على نسق واحد. لا شك أننا نحتاج إلى التغيير أحيانًا شريطة أن لا يمس هذا التغيير النظام، وإلا ستفسد هناك أمور كثيرة. فمثلاً، لا نستطيع أن نغير موعد بداية العمل، أو بداية الدراسة، ولا ساعة الانتهاء منهما، ولا يمكن أن يدخل أستاذ الرياضيات مثلاً ليعطي محاضرة أو درسا في الجغرافيا.
لو حصل ذلك مرة لا بأس، لكن التكرار غير موافق عليه أبدا. إنه النظام الذي يقضي بأن تراعى التخصصات، وأن يقوم كل شخص بما هو مطلوب منه. وإلا دبت الفوضى. كذلك في منزل الحياة الزوجية، هناك نظام لا بد أن يحكم هذه المملكة الصغيرة، وبالذات في سنتها الأولى حتى تتعود النظام، وتستعد لاستقبال الرعية من الأبناء والبنات.
من الصعب أن يغير الزوج موعد خروجه للعمل، ومن الصعب على الزوجة - تبعا لذلك - أن تغير موعد بعض الوجبات. لكنه يمكن لهذه العائلة كسر الرتابة وتغيير بعض الأشياء دون المساس بالنظام الأصلي. فمثلاً يمكن لهما في ليلة من الليالي ترك النوم في غرفة النوم، ويستبدلون بها الصالة أو غرفة الضيوف. كما يمكن بين فينة وأخرى، تناول طعام الإفطار في غرفة النوم. وقد يعود الزوج ليرى أن ديكور بعض الغرف قد تغير، وأن هناك لمسات فنية جديدة أدخلت، مما يوحي أن لدى زوجته ذوقا جميلاً. كل هذا يمكن أن يحدث في المنزل شريطة أن نتنبه له، فكسر الرتابة ليس من الضرورة أن يكون خارج المنزل، وإن كان يحسن أن يكون هناك - بين وقت وآخر - رحلات خلوية خاصة بالعائلة، أو مع بعض الأهل أو الأصدقاء.
قال لي أحد الأصدقاء إنه خصص ليلة من ليالي الأسبوع للخروج في رحلة عائلية. فقلت له: ألا ترى أنها باتت رتيبة؟ قال: بلى، ولكن ما العمل؟ قلت: حاول أن تغير من الليلة، وأن لا تكون أسبوعية، وحاول تغيير الأماكن التي تذهب إليها، فكل ذلك من شأنه أن يضيف عليها حلاوة أكثر. بل ربما لو صعدتها إلى سطح المنزل لتناول العشاء هناك إذا كان الطقس يسمح بذلك لأمكن حساب ذلك من جملة الأشياء الجميلة التي تؤدي إلى كسر الرتابة. والمهم هو الشعور بهذا التغيير واستعمال الكلمات اللائقة بالمناسبة.
3- الشعور بالآخرين:
بعض الرجال يظن أن هذه المرأة التي تزوجها وجدت لخدمته. وهذا النوع يعيش لنفسه فقط وغارق في الأنانية إلى أذنيه. بعض النساء ترى أن هذا الرجل الذي تزوجها في حاجة إليها كليا، ولذا باستطاعتها التسلط والتحكم في أموره كلها، عندها - آلة من ممتلكاتها الخاصة، تتحكم فيه كيف تشاء. وهو ومثل هذه المرأة بعيدة عن الواقع وغارقة في أنانيتها أيضا إلى أذنيها. والحقيقة أنه ما استحق العيش من عاش لنفسه فقط. إن كلمة إنسان مأخوذة من الأنس، وهو أن يأنس كل واحد منا بمن معه. وقد خلقت أمنا حواء (ع) لتؤنس أبانا آدم (ع).
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني