2024/11/21 | 0 | 308
روايات أسامة المسلم بين جيلين.
اليمامة
أتذكر في فترة الشباب كنا نقرأ بشغف روايات (عبير) و(أجاثا كاريستي)، وأحببنا شخصية (شرلوك هولمز)، وكان من يكبروننا سنًا ونضجاً يروننا مراهقين يتسلون بروايات عاطفية وبوليسية!
قد يكون ما يكتبه أسامة المسلم يمثل قيمة للمتعة والتسلية من قبل جيله! لكن لا أعتقد أن رواياته تستهوي جيلنا بعد كل هذا النضج والاهتمامات التي تجاوزنا فيها متعة القراءة للتسلية إلى القراءة للبحث عن إجابات للتساؤلات التي أصبحت تؤرقنا.
من هذا المنطلق أعتقد أن منح رواية وزارة الثقافة لأسامة المسلم هو تكريم لجيل الشباب في قراءته الاختيارية، وأرى أن اللجنة القائمة على الجائزة كانت ذكية في استيعابها لاهتمامات جيل الشباب. صحيح تم تجاوز جيل الرواد –كما رأى البعض- وطالبوا بجائزة فرعية للشباب، لكن منح الجائزة الرئيسة يعتبر بمثابة اعتراف، وجواز مرور لفن أدبي أصبح يشكل جزءاَ من هوية القراءة لجيل الشباب، أما من ينتقدون قراءاتهم لكتب المسلم وغيره من كتاب هذا النوع الأدبي، فهم يتحملون جزءاَ كبيراَ من المسؤولية بسبب غياب المجايلة، وعدم تراكم الخبرات من خلال التعالي على أدب الشباب وعدم بسطه على طاولة الأدب القرائية والنقدية، واعتباره أدباً طارئا خارج دائرة الجدية والاهتمام، لكن الطريقة التي تم بها استقبال روايات المسلم في المغرب والأردن والجزائر، وتدفق الجماهير التي حضرت للمعارض بالمئات حوله كما يحصل لنجوم الفن تطرح عدة أسئلة حول تشكل الوعي الأدبي الجديد للشباب.
قرأت بعض روايات أسامة من خلال الحصول عليها من معرض الرياض الدولي للكتاب، وجدت فيها خيالا وقصص رعب، كما لو أن القارئ يشاهد فيلما سينمائياً، وهذا النوع من القصص تستهوي الشباب، لكن لا يمكن لجيل الرواد أن ينصب محكمة لذائقة الشباب القرائية، ويصدر عليها حكماً من حيثيات قراءاته الحالية، وبعيداَ عن فهم متطلبات واهتمامات الشباب، وتأثرهم بوسائل التواصل الاجتماعي، وتشكيل عالمهم الأدبي والنقدي، فمن خلال عدد متابعي حسابات كاتب مشهور من الشباب عبر وسائل التواصل، وتجمهر القراء حوله في توقيع الكتب كفيل بطرح تساؤلات عميقة، وجدية من قبل جيل الرواد بديلاً عن تسخيف الجيل .
أتذكر في إحدى سنوات معرض الرياض الدولي للكتاب كان أكاديمي يوقع كتابه، وهو دراسة اشتغل عليها عدة سنوات، وبجانبه أحد مشاهير وسائل التواصل الذي قد كان أصدر كتابه البسيط في فكرته ولغته، كانت طوابير من رواد المعرض تنتظر الدور للحصول على توقيعه، بينما الأكاديمي لم يهد سوى عدداً من النسخ المحدودة
لأصدقائه بالمجان.
المسألة ليست – كما يبسطها البعض- فقاعة، وأن الغثاء سيذهب ويبقى الزبد.
المسألة هي أنه قد أصبحت هناك حالة انفصام بين الأجيال، إذ لم يستطع جيل الرواد والكبار التواصل مع جمهورهم، وهذا لا يعني النزول إلى القاع- كما يفعل بعض الأدباء-، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ستزداد الهوة بين الأجيال. ويبقى السؤال الأهم كيف يتم الارتقاء بهذا الجيل إلى مستوى الوعي؟
جديد الموقع
- 2024-12-25 القراءة للجنين
- 2024-12-24 الشاعر علي النحوي يشعل الجمهور بقصائده الفنّية الإنسانيّة
- 2024-12-24 جمعية الأدب بالأحساء تحتفي باليوم العالمي للغة العربية
- 2024-12-22 احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)
- 2024-12-22 يا يوم لغتي .. أينك أم أيني عنك
- 2024-12-22 ألم الرفض الاجتماعي
- 2024-12-22 نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته أبكر مما تظن
- 2024-12-22 الكتاب السادس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي (تطور اللغة واضطراباتها وعسر القراءة عند الأطفال)
- 2024-12-22 تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
- 2024-12-22 الزهراء (ع) .. المجاهدة الشهيدة