شعر وأدب واندية ادبيه
2022/04/12 | 0 | 3289
مرثية أخي العزيز وصديقي الحميم
( عبدالله بو خمسين )
مرثية أخي العزيز وصديقي الحميم توأم الروح ابن العم المهندس سليم بن أحمد بوخمسين المتوفي يوم الأحد تاريخ 10/4/2022..
الــجـود ديــدنـهُ ســحـاً إذا ظـهـرا
والـخُـلق أرفـعـه يـعلو بـما افـتخرا
والـنفح مـن عـطره يـختال من ألق
كما النسيمِ الذي قد عانق الشجرا
كـلُّ الخصال ستسمو من شمائله
تـبـقى لـتـذكره إن غــاب أو حـضرا
يُـعـانقُ الـوجـدُ مـنـه كــلَّ مـفـتقدٍ
يـرقـى بـحـسٍ رقـيـقٍ أيـنـما ذُكـرا
والـحـسن أجـمـله قــولٌ ومـعـرفةٌ
ثــم ابـتـسامةُ ثـغـرٍ عـانـق الـقمرا
والـشـدوُ لـحـنُ حـياةٍ زان مـوردُها
مــن الـكـريم إذا مــا نـبـعه انـهمرا
سـحَّت يـداه عـلى الأيتام محتسباً
مـا أجـود الـسحِّ سـراً حـينما مُطرا
شـبـيههُ نـخـلةُ الأحـسـاءِ سـامقةٌ
وتـمـرها يُـطـعمُ الأشـيـاخ والـفقرا
وتـمـرها فــي شـتـاءٍ نـسـتلذ بــه
وإن تـرطّـب بـسـرّ ســرّ مـن نـظرا
والله مــا كـلفت نـفسٌ ولا غـضبت
إلا وكـــــان بــحــلـمٍ صــاغــه دررا
سـليم حـازت سجاياه التي خَلقت
فـي نـفسه... لـيس جنياً ولا بشرا
رقــى بـقـلبٍ سـلـيمٍ سـالمٍ عـطرٍ
كـمـا مـلاكٍ إلـى الأفـلاك فـانتشرا
سليمُ كلُّ المعاني فيك قد رَسمت
نـقشاً مـن الـعزِّ يـاعزاً بـك اعـتمرا
وحـاز والله حـباً فـي الـنفوس كـما
قــد حـاز مـن ربِّـه الإيـمان والـعِبرا
رحـلتَ والـحزنُ فـي قـلبٍ أعـالجه
حـتى يـكون كـجلمودٍ هـوى حـجرا
لـكـنه انــزاح لـلـقلب الـذي طـرِبت
دقـاتُـه فــي هـزيع الـليل مـستترا
يُـعطي بـيمنى ولا تدرِ الشمال بما
أعـطـت يـمـينٌ إذا مــا قـلَّ أو كـثرا
آهٍ مــن الـفقد مـا أقـساه مـن ألـمٍ
ويــلُ الـعـيونِ ودمـعٍ كـان مـجتمرا
آه مـن الـفقد حـين الـفقد يُـثكلني
ويُـثكل الـحرف والألـحان والـشعرا
لـكـنـما رحــمـةُ الــبـاري ومـغـفرةٌ
تُـكـلل الــروح والأنـفاس والـقدرا..
