2018/06/16 | 0 | 4162
نص خطبة عيد الفطر المبارك سماحة الشيخ محمد العباد
في البدء
الفرح هو حالة وجدانية تنتاب الإنسان عند حصول أسبابه وهو في قبال الحزن الذي يشعر به الإنسان عند وقوع أسبابه
إلا أن مفهوم الفرح في الإسلام الحنيف يجسد معنى قوة ارتباط الإنسان المسلم برسالته ، فكلما ارتبط الإنسان برسالته كما أراد الله عز وجل كلما تحقق مفهوم الفرح لهذا الإنسان بصورة اجلى و أوضح
قال تعالى متحدثا ً عن نبيه عيسى عليه السلام مع قومه : - ( قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيدًا لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَاَ)
يشير الى شعور النبي عيسى ع بالعيد انه مرتبط بنزول مائدة من الله لتكون آية من آيات عظمة الله عز وجل وآية من آيات صدق نبي الله عيسى في رسالته ،
والمؤمن فرحته في يوم العيد المبارك منبعثة من شعوره بالتوفيق لأداء فريضة إسلامية مهمة وهي فريضة الصوم وأداءه حق هذا الشهر الكريم، فكلما وفق الإنسان لأداء حق شهر رمضان كلما كان أكثر شعوراً بالفرح في يوم العيد .
قال تعالى : - ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْر ممَّا يَجْمَعُونَ )
إشارة الى ان مراسيم يوم العيد من الصلاة وتبادل التهاني والتبريكات إنما هي فرحة بما من الله به علينا من التوفيق لأداء فريضة الصوم ، وفضل الله علينا كثير لايمكن أن يعادله شيء من امور الدنيا كلها و لايمكن أن يعادل ذلك بما تفضل به الله عز وجل على الإنسان لأداء فريضة من الفرائض .
للصائم فرحتان
كل يوم عند إفطار المؤمن يشعر بالفرح لتوفيقه لأداءه فريضة الصوم في ذلك اليوم وكذلك الإفطار في يوم العيد ، وهناك فرحة كبرى وعظيمة عندما نلقى الله عز وجل يوم القيامة وهناك باب في الجنة إسمه باب الريان يدخله الصائمون ،
كذلك فرحة عندما نواسي الفقراء عند اخراج الزكاة التي فرضها الله عز وجل علينا ، كما أنه فرحة عندما نرى أنه يستحب تبادل التهاني بين المسلمين قاطبة في هذا اليوم المبارك ، وكذلك صلة الأرحام وإدخال السرور على الأطفال فإنها من الأمور التي تبعث على الفرحة في يوم العيد المبارك.
كيف يمكن للإنسان المؤمن ان يعبر عن فرحته؟
أهم مايمكن ان يأتي به الإنسان للتعبير عن فرحته بهذا اليوم المبارك هو أن يأتي بطاعة من الطاعات ومنها صلاة العيد،
وفي رواية في التعبير عن الفرح بالعبادة نرى أنه بعد فتح خيبر في السنة السابعة من الهجرة رجع جعفر الطيار مع من كان معه من الحبشه واستقبله النبي الأعظم(ص) بإستقبال حار وقال له (ماأدري في أيهماأنا اشد فرحاً لقدوم جعفر أم لفتح خيبر ) وقد عبر النبي الأعظم (ع) عن فرحته بإعطاءه هدية ليكون الفرح فرحاً رسالياً مرتبطاً بالله عز وجل
- قال(ص) له ألا امنحك ؟
- قال جعفر بلى يارسول الله
- فقال النبي الأعظم ص إني أعطيك شيئا اذا فعلته كل يوم كان خيراً لك من الدنيا ومافيها وإن صنعته بين يومين غفر الله لك مابينهما وهكذا علمه الصلاة المعروفة بصلاة جعفر ،
-- إحياء المناسبات مثل بيعة الغدير فإن الإمام الصادق (ع) قال أنه يوم عيد وفرح وسرور
-- من الأمور المسببة للفرح أيضاً ان بعض الحوادث فيها قوة للمسلمين وضعف للظالمين وهذا من دواعي الفرح و السرور
قال تعالى : - ( الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ) إشارة إلى أن في ذلك تضعيف لجبهة من جبهات الباطل و الأعداء و هذا من دواعي الفرح عند المسلمين و لإن في ذلك عزة للإسلام والمسلمين .
- *عندما يأتي المؤمن
بالحسنات والعمل الصالح ويجتنب سيئة . ( ليس العيد لمن لبس الجديد وإنما العيد لمن خاف الوعيد ) وطبعاً يستحب لبس الجديد لكن الرواية تشير الى ان الأهم من لبس الجديد هو ان يخاف الإنسان الله عز وجل
وفي أنه مما ناجي الله نبيه عيسى (ع) قال : - ( ياعيسى إفرح بالحسنة فإنها لي رضا وابكي على السيئة فإنها شين.. )
و في هذا الصدد فقد روي عن الإمام علي ابن ابي طالب عليه السلام متحدثاً عن الرضا والفرح : - ( فليكن سرورك بما نلت من آخرتك وليكن أسفك على مافاتك منها ، وما نلت من دنياك فلا تكثير فيه فرحاً ومافاتك منها فلاتأسى عليه حزناً )
هذه هي موارد الفرح الممدوح وهناك فرح مذموم وسأذكر هنا نموذجين : -
-- الفرح الموصل الى الطغيان إما بالاموال أو بالكرسي أو الوجاهة وهكذا
قال تعالى : - ( إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَىٰ فَبَغَىٰ عَلَيْهِمْ ۖ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ )
الوصول الى الطغيان من الفرح المذموم وغير ممدوح عند الله عز وجل.
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني