2013/05/22 | 0 | 3302
برامج التواصل .. وغسل الأدمغة
نحن نعيش في زمن المعرفة, أو مجتمع المعرفة. فكل ما يعيشه مجتمع ما من معرفة وقيم وحيوية وإنتاجية ونظام هو للأفكار التي تدور في أذهان أفراد ذلك المجتمع. وكذلك فإن ما يعيشه مجتمع ما من فوضى وتخلف وفقر وعوز وجهل ولا إنتاجية, هو أيضاً لأفكار تدور في أذهان الأفراد هناك. فمقياس حضارة المجتمع وتقدمه أو تخلفه هو الفكر الذي يملكه.
ولكن عندما تستطيع جهةٌ ما أن تسيطر على الأفكار التي تدور في أذهان الناس, وتصنعها كيف ما تشاء, فإنها تستطيع أن تنوّم ذلك المجتمع مغناطيسياً وتحركه كيف ما تشاء, وتسيطر على عاطفته, وإرادته وأفعاله, وتجعله يحقق الأهداف المرسومة له بكلّ دقة.
وهذا ما تصنعه بالتحديد الدول الكبرى عن طريق برامج التواصل الإجتماعي. فعن طريق نشر المعلومات الخاطئة أو المكذوبة أو المزيفة, وترويجها بشكل كبير. فإن النسبة الأكبر من المجتمع سوف تؤمن بهذه المعلومات, وتكون ردود أفعالهم محسوبة مسبقاً ومتوقعة. فالمعلومات هي التي تحدد أسلوب تفكير الإنسان, وعاطفته, وبالتالي تصنع قراراته وردات فعله.
فبرامج التواصل الإجتماعي تستخدم لتمرير الأفكار بشكل غير معلن. فلا يعرف الناس ما هي مصادر هذه المعلومات, ومدى مصداقيتها, فلذلك فإن الأكثرية لا تستطيع مناقشتها, بل تتقبلها كما هي. وقد تكون هذه المعلومات على شكل كلمات مكتوبة, أو تسجيلات صوتية, أو صور, أو مقاطع فيديو.
إذاً السيطرة والتحكم بمثل هذه البرامج يشكل أمن قومي لأي مجتمع, وتشخيص الأفكار المراد تمريرها للمجتمع, وتفنيدها وفضحها للعامة ومناقشتها هو مسئولية المثقفين بالدرجة الأولى. فمواجهة هذه الأفكار تجعل المجتمع أكثر وعياً, وبالتالي يصعب خداعه أو التلاعب به.
فالتطبيل أصبح ظاهرة إجتماعية بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي, فهناك من يطبل لفكرة, وهناك من يطبل لمفكر, وهناك من يطبل لطائفة, وهناك من يطبل لرجل دين, وهناك من يطبل للاعب كرة. فالجميع يعتبرون مطبلون إذا ما ابتعدوا عن الوعي. ولكن يا ترى, من الذي ينشر التطبيل, ويروج له, ويوزع أدواته. وماهي أهداف هذا الترويج. وهل هي السيطرة على المجتمعات عاطفياً, وبالتالي تحقيق الأهداف الخفية.
(وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)
جديد الموقع
- 2024-12-19 (قصة عجائبية من المخيال الاجتماعي الشعبي) (حلال المشاكل...القصة التي حفظتها أمهاتنا عن ظهر قلب)
- 2024-12-19 جمعية ابن المقرب تحتفي باللغة العربية في يومها
- 2024-12-19 سلطة النوع الأدبي وقراءة النص
- 2024-12-18 لماذا يتفوق الطلاب على الطالبات في مادة الرياضيات؟: وكيف يمكن تضييق الفجوة بينهم في هذه المادة
- 2024-12-18 الغذاء السيء لكل من الأم والأب قد يؤثّر سلبًا ويسبب ارتفاع الضغط وأمراض الكلى المزمنة في نسلهما إلى الجيل الرابع
- 2024-12-18 ورشة المرأة في اللوجستيات _ بمؤمر سلاسل الإمداد و الخدمات اللوجستية بالرياض
- 2024-12-18 جامعة الملك فيصل بالاحساء تحقق المركز الثالث في قياس التحول الرقمي لعام 2024 على مستوى قطاع التعليم والتدريب
- 2024-12-18 سمو محافظ الأحساء يدشن "برامج أكاديمية ريف السعودية"
- 2024-12-18 الأحساء.. وجهة سياحية تنبض بالتاريخ والطبيعة الخلّابة
- 2024-12-18 اللغة العربية في التعريب