![الإمام الحسين ( ع ) وثورة تونس الخضراء الإمام الحسين ( ع ) وثورة تونس الخضراء](https://almoterfy.com/pics/p_df.jpg)
2011/01/15 | 1 | 2474
الإمام الحسين ( ع ) وثورة تونس الخضراء
رحل صدام حسين بعد أن استنجد الشعب العراقي بالولايات المتحدة الأمريكية لتخلصهم من نظام هذا الديكتاتور ، ولم يستنجد الشعب التونسي بفرنسا أو بأمريكا لتخليصهم من زين العابدين .
وبمقارنة بسيطة وسريعة ، فإن من سقط من شهداء الشعب التونسي ، لا يتجاوز المائة شهيد ، في أعلى التقديرات . و قد سقط من الشعب العراقي أكثر من مائة ألف شهيد في أقل التقديرات الإحصائية .
وليس الشعب التونسي باعتماده على مقدراته ، ومكوناته ، وإيمانه الراسخ بالله هو الوحيد من شعوب الكون ، في ثورته على الظلم والفساد . بل أن معظم شعوب الكون ، اعتمدت على نفسها وعلى إيمانها في إزاحتها للظالمين . لم يقل الشعب التونسي ، إننا بلا قيادة ، أو إننا لا نملك السلاح ، أوان المعارضة غير منظمة . لم يقل الشعب التونسي إن الحكام عنيف وقاس ، فلا يمكن مواجهته . بل فتحوا الصدور لرصاص الجيش . فلم يهابوا سطوة الجيش ، ولم يهابوا طلقات الرصاص . ومع كل ذلك لم يستشهد سوى خمسين إلى تسعين شهيد فقط . واستشهد من الشعب العراقي لإزالة الطاغية صدام حسين أكثر من مليون عراقي . بل ومازالت قوافل الشهداء العراقية تسير حتى الآن .
الشعب التونسي اتكل على الله ووثق في إمكاناته وقدراته على إزالة نظام زين العابدين . والشعب العراقي اتكل على أمريكا وعلى قدرات أمريكا وجيشها وسلاحها في إزالة نظام صدام حسين .
الإمام الحسين بن علي ( عليه السلام ) عندما واجه الطغيان والظلم والاستبداد ، اتكل على الله واستعان بالله . واستشهد الإمام الحسين و سبعين من آل بيته وأنصاره ( عليهم السلام ) لكن شهادته أزاحت الطغاة ، وأسقطت عروشهم . ولم يزل صوت الإمام الحسين عليه السلام مدويا في وجوه الطغاة والفاسدين . وملهما للثوار في كل زمان ومكان . والشعب التونسي المسلم ، استلهم من ثورة الإمام الحسين التوكل على الله ، و مفاهيم الصبر ، والتضحية .
ولا يداخلنا الشك في أن الحكام الطغاة في كل العصور ، سيواجهون نفس المصير . لان الشعوب الحية اليقظة ، لا ترضى بالذل والهوان . قد تصمت الشعوب فترة من الزمن تحت التهديد والقوة والسلاح ، إلا أنها تنتفض ، رافضة الذل والخنوع والاستسلام للطاغية .
أيهما أفضل الاتكال والاستعانة بالله لإزالة الطغاة أم الاتكال والاستعانة بأمريكا لإزالة الحكام الطغاة ؟ سيجيب البعض إن الاتكال على أمريكا لإزالة المتجبرين له ما يبرره . وسيسوقون عشرات المبررات الفقهية والكلامية لاستعانة معارضة العراق بالجيش الأمريكي . وسيعطونك عشرات الأدلة و البراهين التي تجيز الاستعانة بالكافر على درء الظالم . بل سيطرحون العديد من الحجج الشرعية التي تجيز احتلال الكافر لبلاد المسلم . وتجيز الاستعانة بالكافر لاجتياح ارض المسلم .
سيقولون لك الم تسمع بصلح الحديبية بين الرسول الأكرم وبين كفار قريش ! الم تقرأ عن صلح الإمام الحسن بن علي ( عليه السلام ) وبين معاوية بن أبي سفيان ! وسيتلون العديد من الآيات القرآنية الكريمة ، وسيرددون بعض الأحاديث النبوية الشريفة ، مستميتين لإثبات أن الاتكال على الكافر جائز شرعا وان الاستعانة بغير الله - وحتى لو لم يكن مسلما - لهو جائز شرعا أيضا .
إن هروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي ، من تونس خوفا من الثوار الذين سدوا عليه شوارع تونس بمظاهراتهم الصاخبة . و صموا آذانه بأصوات حنجراتهم ، التي زلزلت أبنية أركان جيشه وشرطته ، لهي عبرة لكل طغاة الأرض .
سقط الرئيس بن علي ولم تسقط تونس ، ولم تهدم المساجد ودور العبادة ولم يسقط الجيش ، ولم تنهب المتاحف والبنوك والثروات . وسقط الرئيس العراقي صدام حسين وسقط العراق ،وفجرت المساجد ، وهدمت دور العبادة وسقط الجيش ، ونهبت المتاحف ونهبت الثروات . كل ذلك لسبب واحد . إن قادة المعارضة في تونس اعتمدت على إرادة الشعب التونسي الذي استعان واتكل على الله ، وقادة المعارضة العراقية التي استعانت واتكلت على إرادة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش .
جديد الموقع
- 2025-02-11 الأحساء تحتضن مسيرة الكات ووك احتفالاً بـ اليوم العالمي للنمرالعربي
- 2025-02-11 ترقية الغانم للمرتبة العاشرة
- 2025-02-11 سمو محافظ الأحساء يرعى توقيع مذكرات تفاهم للتدريب التقني والمهني لتوفير 1045 فرصة وظيفية
- 2025-02-11 سمو محافظ الأحساء يستقبل مدير مكتب الهيئة العامة للولاية على أموال القاصرين ومن في حكمهم بالمنطقة الشرقية
- 2025-02-11 ( غرقٌ في المجاز وقُبلةْ تسرق الحُزنْ ) في حضور الثقافة والأدب
- 2025-02-11 لماذا نفضل الأشكال المنحنية على تلك المستقيمة؟
- 2025-02-11 التنبؤ بالسلوك الاجتماعي المستقبلي للطفل من قراءة أفكاره
- 2025-02-11 تأثير بأبأة الأطفال مع آبائهم في تحفيز التفاعل اللغوي وتطوره لديهم
- 2025-02-11 اسلوب مذاكرة الدروس الفعالة: استذكار المعلومات بأساليب مختلفة
- 2025-02-10 كليلة دون كلل
تعليقات
أبو علي
2011-01-16فقط تعليق بسيط على المقال .. للمعلومية فقط بأن المعارضة العراقية وعلى رأسها الأحزاب الشيعية كما لم تكن موافقة مطلقا على الغزو الأمريكي للعراق .. هذا فقط للأمانة ولحفظ حقوق المعارضة وكفاحها السياسي على مدى سنوات ضد النظام الديكتاتوري ولا ننسى الإنتفاضة الشعبانية ومن خطط لها ومولها ومن أسقطها حينئذ