2011/08/18 | 0 | 1961
مشروع افطار صائم (افطار الجميع بيد الجميع )
وبعد ان تناول الجميع وجبة الافطار كان الجميع على موعد مع الحفل السنوي الذي يلي الافطار حيث بدأ بايات بينات من الذكر الحكيم تلاها القارئ صادق الناصر شنف بصوته الجميل اسماع الحضور وبعد التلاوة تقدم رئيس المركز الاستاذ شاكر الخويتم حيث شكر كل من شارك في اعداد الامائدة كما شكر الاخوات المؤمنات بالمنازل الاتي اعددن الاطباق كما هي عادتهن الطيبة في كل عام كما شكر مشاركة سماحة العالمة الشيخ حسين العايش ومشاركة سماحة العلامة الشيخ عبد الجليل البن سعد وتجشمهم عناء المجيئ والمشاركة كما اعلن عن تولي الاستاذ أحمد عاشور العلي لرائسة الجمعية سائلا الجميع له براءة الذمنة وبعد ذلك كانت مشاركة سماحة الشيخ عبد الجليل البن سعد جاء فيها :
الافطار شعار ضمن شعار الصوم
الشعار شكله العمومية
ومحتواه الروحانية
وأصدق إشارة على عمومية وروحانية الإفطار:
أنك إذا استثنيت القليل فالجميع من الناس (في سائر أيام الفطر) لا يترجم شكره لله على لسانه رغم وجوده في أعماقه إلا إذا أنتهى من الطعام فيقول: " الحمد لله " . .
ولكن يحصل تقدم معنوي واضح لدى الجميع في شهر رمضان المبارك فأول ما يبدأ الصائم بالثناء على الله والشكر له فيقول:
" اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت وعليك توكلت "، أو ما عداه من الأدعية والأذكار، ثم يرسل يده !
الإفطار الجماعي والتعبير الاجتماعي :الاجتماع والتقارب المليء باضواء السعادة يدل على أن الصوم أو شهر رمضان مولدة كبيرة لطاقة المشاعر ودلالته على ذلك بنفس دلالة أضواء الشموع والمصابيح على مولدة الطاقة الكهربائية . .
فأنت حينما تدخل إلى ساحة الإفطار الجماعي ترى الشفاه تنفرج مرتين مرة للقمة وثانية للابتسامة في وجوه الحاضرين ولعل القيمة الغذائية التي تكتسبها الروح من هذه البسمة المشعة في وجوه الجميع أكثر من القيمة الغذائية التي يكتسبها الجسم من مائدة الافطار بل هو كذلك بكل تأكيد . .
فهذا مشهد بسيط يرتقي بسعر الافطار الجماعي لدى المعيرين والمسعرين للقيم الاجتماعية . .
وفي مشهد آخر فإن مما يصلنا من الافطار الجماعي أنه اسلوب ناجح من أساليب المناورة حيث النزول بالصوم إلى الساحة بدلا من أن يكون في البيت وبين أفراد الأسرة الواحدة فقط، وهكذا نكون قد تعاملنا مع الصوم كقضية وهو يعني أن لنا (كمسليمن) مقاصد معنوية ومادية كثيرة وراء الصوم . .
منها بل من أهمها: أننا نباهي بهذه الاجتماعات على موائد الرحمن سائر الأمم الأخرى ونظهر أمامهم السعادة الغامرة التي نداري بها مشاكلنا الاجتماعية ونقول لهم أيها الناس . . أن لدينا الصوم وهو يولد السعادة التي تجعل اشتراكنا واجتماعنا وفعالياتنا أكبر من كل انقسام وأهم من أي خلاف قد ينشب بين فترة وأخرى !!
ولتحقيق كل هذه التعبيرات أختار أهالينا في مختلف القرى والبلدان الأحسائية أن ينظموا الافطار الجماعي كمحاولة لتحويل الصوم إلى قضية نفسية، واجتماعية يناور عليها كما يناور على القضايا السياسية !
التمسك بالتعايش:
وسماته واضحة وبارزة في الافطار الجماعي والتي هي:
- انفتاح الكل على الكل (الاستجابة).
- البذل والسماحة . .
- التمسك بالانسانية وهي أعنى شيء في مهام التعايش الاجتماعي . . وحتى نطرح الانسانية ببيان بسيط ومفيد نقول هي:
أن يرى الانسان نفسه في الاخر !
وأنه إذا رأى الانسان القريب منه راى نفسه وإذا فقده فقد نفسه !
والواقع هو دليل هذا التعريف فليس هو مجرد أختراع من الكلام . .لأنك ترى الانسان يؤمِــن حياته مع الآخر، وإذا أراد أن يبني مستقبله فإنه ينتظر الآخر، وإذا بحث عن الاستقرار بحث عن الآخر أولا وبدءا . .
فالانسان يطلب الأبوين . .ثم يتعزز بالأخوة. .ثم يبحث عن الزوجة/الزوج . .ثم يطلب الولد. . .
ويرى أن النقص في أي من هذه المكونات مضر بإنسانيته مباشرة !!
العبرة بالنهاية: من دروس الافطار وطقوسه أن العمل يجب أن يكون مُــصَــمما بيد النهاية واليس العكس !فأنت تعمل لتصل بالشكل الذي يضمن النهاية السعيدة إذن فالعمل رسمة تظهر عليها قسمات وملامح الغاية !
وقد اصبح واضحا للأذهان من خلال الصيام، وشهر رمضان المبارك أنك تتحمل ساعات من الجوع والعطش والذبول والحرمان وتجعل كل ذلك ثمنا للحظات من السعادة لا تمتد طويلا وتلك هي لحظات الإفطار .
فعلمنا من خلال الصوم أن الكثير من الدنيا يمكن أن يكون ثمنا للقليل من المتعة، والسعادة، والرضا !!
وبعد سماحة الشيخ قدمت جماعة العمل المسرحي بالقرية فلما قصيرا يسلط الضوء على مشروع كسوة العيد الذي يقدمه مركز المطيرفي سنويا للمستفيدين وقد نال الفلم الذي استغرق 11 دقيقة استحسان الجميع حيث وفق كادر الفليم في الاداء والتصوير والاخراج .
