2024/09/05 | 0 | 296
صراع التقاليد في رواية
رغم أنني لا أندفع في قراءة الروايات قبل أن أمحصها وأعرف أهميتها، فإن رواية (ابنة ليليت) شدتني إليها كالثقب الأسود الذي "يحاول أن يجذب الجميع إليه، منهم من يقاوم هذا الفخ، ومنهم من يضعف أمام طغيانه، فيتورط بظلم الفئات المستضعفة". وقد كانت هذه الجملة التي زينت الغلاف الخلفي للرواية هي ما دفعني إلى البدء بالقراءة على الأقل. لكن هذه البداية جرتني إلى مواصلة قراءة الرواية حتى وصلت إلى صفحتها الأخيرة (155) في نفس اليوم.
ذلك أن الرواية (التي كتبها الكاتب الكبير أحمد السماري، عن منشورات رامينا) تتحدث عن مجموعة من القيم والمنظومات الاجتماعية، وعن صراع الثقافات والتقاليد التي خاضتها جواهر ابنة أم هندية الجنسية تزوجها والدها بعد وفاة زوجته الأولى، وبعد وفاته حدثت مشكلات في توزيع الإرث؛ حيث استولى إخوتها على معظم ثروة أبيهم ولم يعطوا جواهر ولا أمها سوى القليل.
وقد أدى هذا الحدث إلى هجرة جواهر (التي تخرجت في كلية الطب في جامعة الملك سعود) إلى الولايات المتحدة، وأخذها الجنسية الأمريكية، حيث حققت هناك نجاحات طبية وعلمية كبيرة بعد أن أصبحت استشارية في جراحة القلب وأصبح يشار إليها بالبنان. وهناك غيَّرت اسمها وتزوجت من شخص أمريكي، وأنجبت ابنةً (ميلا كاستلو) حُرمت بعد مدة من لقائها بعد طلاقها. وهنا يظهر في الرواية فروقات العادات والتقاليد بين الأم جواهر وابنتها وأمها الهندية حين نكتشف بعض سلوكيات البنت ميلا التي لا تتذكر أمها، ولم تطأ قدماها أراضي مسقط رأس أمها ولا جدتها.
وتتوالى أحداث الرواية التي تأخذ القارئ سطرًا سطرًا ثم صفحة صفحة عبر أحداث مترابطة يشد بعضها بعضًا ولا ينتبه القارئ إلا وقد وصل إلى الصفحات الأخيرة، لتفاجئه الأحداث بما لا يتوقعه.
أحداث متوالية ومتلاطمة، متسارعة حينًا وبطيئة أخرى، وقد تكون متفائلة أحيانًا، لكنها كئيبة غالبًا، تنقل القارئ بين عدة مدن ودول، منها الرياض والخبر ونيويورك ولوس أنجلس ثم موريتانيا في عدد من مدنها ثم البحرين.
وفي الختام تكتمل الرواية بشخصية أمريكية (الدكتور عبد الله طالب) تغيرت هويتها (عكس جواهر) من مادية بحتة إلى عالم روحي صحراوي حين اعتنق الإسلام، وتغيرت سلوكياته اليومية وقرر العيش في القاهرة قرب الأزهر الشريف.
واستطاع السماري عبر أحداث الرواية من شد القارئ إليها كي يتعرف على كيفية تحول طبيبة إلى مجتمع جديد وتغير بعض سلوكياتها وحكمها على الأمور، في مقابل ابنتها التي ولدت ولم تعرف شيئا عن بلد أو دين وعادات أمها وجدتها، وفي مقابل طبيب أمريكي تغير إلى اعتناق الإسلام.
جديد الموقع
- 2024-10-06 عندما يتألم الطفل، قد يكون تصديقه على ما يعاني منه والاهتمام به أفضل علاج أولي له
- 2024-10-06 أفراح العبيد والمحيميد تهانينا
- 2024-10-06 افراح سادة الكاظم (السلمان ) والسعد تهانينا
- 2024-10-05 افراح المعيلي والسماعيل في قاعة الاحساء
- 2024-10-05 الشاب عبدالله الحدب عريسا في قصر سنابل الفضول بالاحساء
- 2024-10-04 زواج ثنائي القطان (( علي و حيدر )) في الدانة البيضاء بالهفوف
- 2024-10-04 الشيخ الصفار يدعو لمواجهة العنف وتسهيل التنازل عن القصاص ورفض الاتجار بالدماء
- 2024-10-04 في مودة أهل البيت (عليهم السلام) والقربي لهم
- 2024-10-04 قراءة في ديوان ظل النخيل مع ديوان ظل النخيل للشاعر / راضي عبد الله السروج. الطبعة الأولى 1431 هـــ
- 2024-10-04 قراءة في كتاب خدمات أرامكو الصحية