عدم إغاثة المظلوم

مع كتاب المظالم تأليف الشهيد السيد عبد الحسين دستغيب

الطبعة الأولى 1415هــ /1994م

اللهم إني أعتذر إليك بمظلوم ظلم بحضوري ولم أنصره، ومن معروف أسدي إلي ولم أشكره، ومن مسيء اعتذر إلى فلم أعذره، ومن ذي فاقة سألني فلم أوثره، ومن حق ذي حق لزمني لمؤمن فلم أوفره، ومن عیب مؤمن ظهر لي ولم أستره.

عدم إغاثة المظلوم

إن المظالم تشمل عدة أنواع وأشكال منها:

أولاً: عدم إغاثة المظلوم:

إذا رأيت مظلومًا ولم تنصره فعليك أن تستعد يوم القيامة للسؤال والحساب، وإذا اطلعت على ظلم مالي أو مادي وقع على أحد بحضورك ولم تسعف وتنصر المظلوم فسوف تحاسب يوم القيامة.

ثانياً: التغاضي عن الإحسان:

إذا أحسن إليك شخص وجحدت إحسانه فإنك مسؤول عن ذلك مهما كان ذلك الإحسان، مالياً، قرضاً أو هدية، ولم ترد الإحسان ولم تشكر المحسن فإنك مسؤول عنه. وكذلك إذا غمطت حق الزوجة حق الوالدين، حق الجوار وحق رفيق السفر فسوف تحاسب عليه.

ثالثاً: لا بد من قبول عذر المعتذر:

إذا أخطأ أحد في حقك وجاء للإعتذار عن ذلك ولم تقبل اعتذاره فسوف يسألونك يوم القيامة : لماذا لم تقبل عذره ؟ لا تقل أنه هدر كرامتي، ذلك أنه بمجيئه للإعتذار منك قد هدر هو الآخر كرامته.

رابعا: ستر عيوب الآخرين

إذا اطلعت على عيب أحد المؤمنين وأفشيته للآخرين فإنك مسؤول عن ذلك يوم القيامة، حيث سيقول لك ذلك المؤمن : لماذا خنت سري؟.

ونقلت الحديث عني إلى الآخرين ولماذا أفشيت هذا العيب عني؟

كما يصادف أن يجلس شخصان فيقول أحدهما شيئًا ثم يستدرك (المجالس بالأمانات) ويقصد بذلك خطورة إفشاء الموضوع، وقد يكونان اليوم صديقين وتنفرط صداقتهما غدًا وتتحول إلى عداوة وهنا يبرز الخطر،

فعليه أن يعلم أن إفشاء أسرار صاحبه بعد عداوته تجعله من أهل النار.إن هذا الخطر أكبر في أوساط النساء منه إلى الرجال ذلك أن التحكم في ألسنتهن أكثر صعوبة من الرجال، ولكن ماذا يمكن أن نعمل ؟

لا شيء!، لا بد من تحمل ذلك.

خامسًا: لا بد من مراعاة حق السؤال:

إذ مد سائل يده إليك فإنه يترتب عليك حق له، وعليك أن تجيبه ولا ترده فإذا سألك عن الطريق أو عنوان مكان ما  فيتوجب عليك أن تشرح له إذا كن عارفًا بالطريق.

وأي نوع من السؤال يوجب حقا على المسؤول لا بد له من أدائه.

تجنبوا السؤال حد الامكان:

 إن الشارع المقدس قد أمر بتجنب السؤال حد الإمكان وحتى الأشياء العادية يفضل تركها وعدم السؤال عنها حتى      لا يكون الطرف المسؤول في ضيق من أمره، وربما يكون الطرف الثاني غير راغب بالإجابة عن ذلك. فمثلاً عندما تلتقي بصديق لك فتسلم عليه وتسأل عن أحواله ثم تسأله أين ذاهب الآن؟ إن هذا السؤال محرج للصديق، ما دخلك أنت بذلك؟ فلربما يريد الذهاب إلى جهة لا يرغب أن تعرفها. وبسؤالك هذا تحرجه وتضايقه وتورطه في متاهات الكذب أو المماطلة والتورية، والحقيقة أن السؤال هو الخطأ بعينه. إن بعض الأسئلة قد توقع المسكين في ورطة عدم الإيفاء بوعده.

 السؤال الخطأ شرعاً:

ومن الأسئلة التي يمكن أن يطرحها الناس عندما يواجهون شخصاً قد أَلَمتْ به المصاعب والمصائب، أن يسألوه كيف حالك وكيف تسير الأمور؟ فتراه عندئذ يفتح قلبه لك ويبدأ بالشكوى من الخلق والخالق! وهكذا بسؤالك عنه قد أوقعته في الذنوب. فإذا لاقيت صديقاً برماً وتعلم أنه قد خسر عملاً تجارياً، فليس من المعقول أن تقول له: كيف ورطك فلان وكيف ضحك عليك؟ ولماذا لم تستشر أحداً وغير ذلك من الأسئلة المحرجة.إن هذا العمل وهذه الأسئلة خطأ شرعاً.إن التذكير بالمصائب خطأ فاحش إلا إذا كان الهدف منه مواساته والتخفيف عن آلامه.

قصيدة شعرية من ديوان( لآلئ من الخليج ) لشاعر/عبد الله محمد بوخمسين  الطبعة  الأولى 1445هـــ /2023 م

جزء من قصيدة:  استر خصالا

 استر خصالاً إذا ما الليل غلفها

                             واحرص على ستر من طاشت به السبل

لا تبخل على المضيوم من سعة

                                فالنار أوقدها الباري لمن بخلوا

وجد ولو بقليل فالسماء همت

                          من الرذاذ فصار الأخضر الخضل

حتى بصمت جميل أنت تحسبه

                          الصمت من ذهب قد قاله الأول

ولا تقل قولة تُذكي بها شرراً

                          فرب نار بها النيران تتصل

أحسن فإنك بالحسنى يقيك غد

                       ولا تمسك وعثاء ولا محل

وثق بأن الذي لا خل ينفعه

                      وإن بدا ثقة فالوصف يختزل

همسة :

بأي حق،،

نبحث عن أشياء دائمة، والحياة بحد ذاتها مؤقتة،، !!