2022/10/04 | 0 | 3068
شخصيات عاصرتها وعرفتها
آل زين الدين بالمطيرفي
إن حاضر كل أمة منوط بماضيها، وثقافة كل قومية مستمد من فكر علمائها، وهناك الكثير من الشخصيات التي عرفت بكدحها العلمي وعطائها الفكري، وعرفوا واشتهروا بالفقاهة والمقام العلمي الرفيع، وكانـت له في عالم التشيع مكانة بارزة مرموقة، وكان لها عطاء إيجابي، وكان لهـم حـضور فاعل في ساحات العمل التبليغي، إضافة إلى مجال العمل الاجتماعي الذي ينطوي علـى مغزى رسالي منبثق من حياة الرجال الإلهيين.
فقد قدموا رصيدا علميا يُكَوِّن تراكماً معرفياً معتبراً. هذا الرصيد صنعته أجيال من أفذاذ الرجال الذين طفحت بهم صفحات التأريخ، ودونت أسماءهم بجدارة واستحقاق.
وعلى هذا الصعيد؛ فقد كانت الأمم ولا زالت تحتفي بأفذاذها، وتستذكر عظماءها بإجلال وإكبار، ليكون ذلك رصيداً إعلامياً مبدعاً وثروة معرفية وثقافية فذة، وحافزاً لامعاً في سماء العطاء والتنوير، تستضيء بنوره الأجيال وتستمد منه طاقاتها وعنفوانها؛ لأن الفكر المستنير والعقل الخلاق جديران بأن يقدسا، ولأن الهوية الفعلية لكل أمة والتي تعبر عن صميم الواقع متجسدة فيما تقرره العقول التي تفرزها إرهاصات المرحلة ومستجدات الزمن، ويأتي ذلك من عمـق المسؤولية التي تناط بأفرادها المترقبين لسموها والمتعطشين لرفعتهـا.
وسوف نسطر لكم بقلمنا بعض سير الأعلام، من الذين أضـاءوا بنـور أفكارهم غياهب ظلمات الوجود وحرصاً منا على الوفاء لعلمائنا بالتعريف بحياتهم والاطلاع على ماضيهم وذكر مناقبهم ومزاياهم وإيماناً منـا بعـمـق الواجب الديني والأخلاقي الذي تفرضه متطلبات المرحلة وواقع الأحداث.
الشيخ محمد تقي بن أحمد بن زين الدين الأحسائي
(قبل 1193- بعد سنة 1240هـ )
الشيخ محمد تقي بن الشيخ أحمد بن الشيخ زين الدين بن الشيخ إبراهيم المطيرفي الأحسائي، الأبن البكر للشيخ أحمد الأحسائي، ولد في الأحساء ببلدة المطيرفي قبل سنة 1193، وفيها نشأ وترعرع في كنف والده، وقد أخذ جزءًا من معارفه عن والده، ليهاجر في صحبة أبيه في العقد الأول من القرن الثالث عشر، وأقام في البصرة ليكمل دراسته الدينية على يد أعلامها.
لينتقل بعدها إلى إيران مرافقاً والده وفيها درس على عدد من الأعلام منهم:
- الشيخ محمد تقي البرغاني، الشهيد الثالث.
- الآخوند ملا آغا الحكمي القزويني.
- الآخوند ملا يوسف الحكمي القزويني.
- المولى علي البرغاني.
أجيز من والده ضمن إجازة مشتركة مع أخيه الشيخ علي نقي مؤرخة بعام: 1236هـ، كما أشركه في إجازة أخرى كتبها للشيخ علي البرغاني، وقد وصفه والده: وكان ممن تفضل عليّ عز وجل أن رزقني ذرية كرمهم الله بالعلم وكان كبيرهم سناً وعلماً هو الابن الأعز محمد تقي أعزّه الله وهداه وجعلني من المنية فداه.
من مصنفاته:
- رسالة في مسائل الدراية والرجال.
- جواهر العقول في تقرير قواعد الأصول.
- رسالة في الاجتهاد والأخبار.
- رسالة شاه زاده.
نال درجة الفقاهة العلمية وأصبح من المجتهدين الأعلام، وكانت وفاته في حياة والده سنة 1240هـ [1].
ختمه:( يا إمام محمد تقي).
الشيخ علي نقي بن أحمد بن زين الدين الأحسائي
(1191 – 1246هـ)
الشيخ علي نقي بن الشيخ أحمد بن الشيخ زين الدين بن الشيخ إبراهيم المطيرفي الأحسائي، عالم وفقيه وأديب شاعر، متكلم، ومن أعلام الأحساء البارزين، ولد في الأحساء سنة 1191هـ، وفيها نشأ وترعرع، وأخذ بداياته العلمية، قبل هجرته مع والده في الأحساء، ثم درس العلوم الدينية في العراق وبلاد فارس، حتى نال درجة الفقاهة والاجتهاد، فكان من أبرز أساتذته:
- والده الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي.
- الآخوند ملا آغا الحكمي القزويني.
- الشيخ علي البرغاني.
إضافة إلى العديد من العلماء والفضلاء، أجيز من والده مع أخيه الشيخ محمد تقي سنة 1236هـ، كما أجازه في أخرى مشتركة مع أخيه والشيخ علي البرغاني.
من مصنفاته:
1- خلاصة مختصر الحيدرية.
2- أجوبة بعض المسائل.
3- ديوان شعر.
4- منهاج السالكين.
5- نهج المحجة.
ويعد الشيخ علي من الشعراء اللامعين الذين يمتاز شعرهم بالعذوبة والخيال الواسع، حتى عدّ من فحول الشعراء والأدباء.
توفي بمرض الطاعون بمدينة كرمانشاه صباح يوم الأحد 23 شهر ذي الحجة الحرام سنة 1246هـ [2].
ويعد أكثر أبناء الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي الذين آلت إليه مصنفات وخزانة والده، فالكثير من المصنفات التي تملكها والده قد انتقلت إليه من بعده، إما بالشراء أو بالإرث، إضافة إلى جهوده الكبيرة في جمع واقتناء الذخائر الثمينة من الكتب المختلفة والمتنوعة.
ختمه مربع كما يوجد بنفس الكلمات بيضاوي :( علي بن أحمد بن زين الدين).
وختم آخر:(علي بن الشيخ أحمد بن زين الدين)
كما له إمضاء كلماته:( يا علي بن أحمد بن زين الدين).
الشيخ عبد الله بن أحمد بن زين الدين الأحسائي
(توفي حدود 1273هـ)
الشيخ عبد الله بن الشيخ أحمد بن الشيخ زين الدين بن الشيخ إبراهيم المطيرفي الأحسائي، عالم فاضل، وأديب شاعر، ولد في الأحساء، ثم هاجر بصحبة والده إلى البحرين ومنها إلى العراق، درس على يد والده الشيخ أحمد وكان من الملازمين له غالباً، صاحب أخيه الشيخ محمد تقي أثناء إقامته في البصرة ودرس في تلك الحقبة على عدد من أعلامها حتى اشتد عوده العلمي وزادت معارفه.
صاحب والده في الكثير من تنقلاته، وقد أشاد المترجمون بعلمه وفضله والكمال والمعرفة.
لا يعرف بالتحديد تاريخ وفاته فمنهم من قال سنة 1244هـ كالآغا بزرك الطهراني، والبعض حدده ببعد سنة 1246هـ، كصاحب كتاب(الشيخية)، وأكثر من آخر وفاته الصالحي في (مستدرك أعيان الشيعة)، حيث قال إن المترجم توفي في كرمنشاه حدود سنة 1272هـ[3] .
نسخ مجموعة من الكتب والرسائل العلمية، في مجالات متعددة، كما تملك عدد من مصنفات الأسرة وغيرها، مما يؤكد عنايته بالكتب وشغفه بها.
ختمه:( عبد الله بن أحمد).
وله ختم آخر:(عبد الله بن أحمد 1234هـ).
وختم بيضاوي:(عبد الله بن أحمد بن زين الدين).
وختم بيضاوي آخر:(الواثق بالله عبد الله).
مصنفاته:
1- عرف له مصنف واحد عن حياة والده الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي.
2- ديوان شعر: له مقطوعات شعرية، مما يعني أنه أديب شاعر، ولكن فقد وضاع معظم تراثه الأدبي[4].
الشيخ حسن بن الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي
(توفي بعد 1241هـ)
الشيخ حسن بن الشيخ أحمد بن الشيخ زين الدين بن الشيخ إبراهيم المطيرفي الأحسائي، وهو من أصغر أبناء الشيخ أحمد، عالم جليل القدر، وأديب شاعر.
يحتمل ولادته في الأحساء، ثم هاجر صغيراً بصحبة والده، في تنقلاته بين البحرين والعراق وبلاد فارس، وهو ممن درس واستفاد من والده، كما أخذ على غيره من العلماء والفضلاء.
المعروف نزر يسير من حياته، منها أنه ممن صحب والده في سفرته الأخيرة إلى المدينة المنورة حيث وافته المنية في الطريق.
له من الأبناء اثنان:
1- الشيخ يوسف: ولعله الابن الأكبر.
2- الشيخ علي.
مصنفاته:
لا يعرف الكثير من مصنفاته ولا تراثه، والذي تم الإشارة إليه في المصادر هو:
1- ديوان شعر: يوجد منه نسخة بخط الناظم، وهي مجموعة كاملة[5].
2- حديقة الأخبار في ترجمة الأخيار والأشرار[6].
وختمه على تملكاته:(حسن زين الدين).
الشيخ يوسف بن حسن آل زين الدين الأحسائي
(كان حياً سنة 1246هـ).
الشيخ يوسف بن الشيخ حسن بن الشيخ أحمد بن الشيخ زين الدين بن الشيخ إبراهيم المطيرفي الأحسائي، ولد في بلاد فارس حيث كانت تعيش أسرته، فعاش في كنف والده الشيخ حسن الذي حاطه بعنايته ورعايته، فكان ممن درس على يدي والده، ولعله أخذ عن غيره.
معالم حياته يكتنفها الكثير من الغموض والضبابية، سوى أنه تملك بعض مقتنيات الأسرة العلمية سنة 1246هـ، كما سيأتي في طيات هذه الكتاب، مما يدلل على علمه وفضله.
وختمه مربع:(يوسف بن حسن معتصم بالمهيمن).
الشيخ علي بن حسن آل زين الدين الأحسائي
(توفي بعد سنة 1246هـ).
الشيخ علي بن الشيخ حسن بن الشيخ أحمد بن الشيخ زين الدين بن الشيخ إبراهيم المطيرفي الأحسائي، ولد في بلاد فارس حيث كانت تعيش أسرته ولعله في منطقة كرمانشاه، فعاش في رعاية والده الشيخ حسن الذي عني بتدريسه وتعليمه، فكان ممن درس على يدي والده، ولعله أخذ عن غيره.
تملك رسالة (البهجة المرضية شرح السيوطي على ألفية ابن مالك)، وذلك بعد وفاة والده الشيخ حسن، فكان قيد تملكه عليها كما سيأتي: انتقل في ملك علي ابن المرحوم الشيخ حسن بن الشيخ أحمد بن زين الدين انتقل إليه بالهبة.
والذي نميل إليه أن عقب الشيخ أحمد لم ينقطع مع وباء الطاعون الذي قضى فيه معظم أفراد العائلة، وإنما استمر إلى بعد ذلك وربما إلى قريب نهاية القرن الثالث عشر الهجري، ونحتمل أن الأب الشيخ حسن هو من توفي سنة 1246هـ، فكان أثر ذلك انتقال مجموعة من كتبه إلى أبنائه إما بالهبة في حياته أو بالوراثة بعد وفاته.
والشيخ علي لا يعرف الكثير من معالم حياته ولا عن دراسته أو إذا كان له مصنفات كمعظم أفراد أسرته، مع جائحة الطاعون ووفاة أعلام الأسرة وتمزق تراثهم تشتت من بقي من أفراد آل زين الدين، ولعلهم تركوا كرمان شاه، مما تسبب في انقطاع أخبارهم.
مريم بنت علي آل زين الدين الأحسائي
(كانت على قيد الحياة سنة 1241هـ ).
مريم بنت الشيخ علي تقي بن الشيخ أحمد بن الشيخ زين الدين بن الشيخ إبراهيم المطيرفي الأحسائي، ولدت في إيران، ولعله في كرمان شاه، في العقود الأولى من القرن الثالث عشر.
تملكت بعض الكتب منها مجموع نثري وشعري لعدد من علماء الأحساء والبحرين وغيرهم، وقد رقمته بختمها، وهو بيضاوي نقشه:( مريم بنت علي).
الشيخ صالح آل زين الدين الأحسائي
(1168- 1226هـ)
الشيخ صالح بن الشيخ زين الدين بن الشيخ إبراهيم المطيرفي الأحسائي، ولد في موطنه الأحساء ببلدة المطيرفي سنة 1168هـ، فنشأ في بيت علم ومعرفة، وقد نال قسطاً من الدروس الدينية على والده الشيخ زين الدين، وبعض أعلام عصره في الأحساء وخارجها، حتى نال أعلى المراتب العلمية والدينية.
أساتذته:
فقد تتلمذ على يد كبار الفقهاء والعلماء في عصره منهم:
1- والده الشيخ زين الدين بن إبراهيم المطيرفي الأحسائي، درس عليه في الأحساء، ومنها دروس المقدمات والسطوح.
2- السيد علي الطباطبائي صاحب(الرياض)، الذي أخذ عليه في كربلاء سنة 1176هـ[7].
3- الشيخ حسين بن محمد بن أحمد آل عصفور الدرازي البحراني(ت 1216 هـ)، ويظهر أنه درس عليه في البحرين، ذكره ضمن رسالة (التوبة)، فقال: أما التوبة عندنا فهي شرط في الغفران، والآيات الكريمات التبست على الشيخ المرحوم شيخنا الشيخ حسين بن عصفور رحمه الله تعالى، ولا عرف رحمه الله المراد في التأويل[8].
فوصفه بشيخنا يعطي دلالة أخذه على يديه، وتتلمذه، وذلك ربما في نفس الفترة التي حضر لديه أخيه الشيخ أحمد بن زين الدين.
مدرسته العلمية:
شيّدَ مدرسة علمية كان له فيها تلاميذ من مختلف الأقطار سواء في البصرة أو كرمانشاه، ومع ذلك من عرفناه عدد يسير منهم وهم:
1- الشيخ إبراهيم ابن عبد الله بن زعبيل: حيث قال: وقد بادرنا إجابة لسؤال شيخنا ومقتدانا الشيخ الجليل الشيخ إبراهيم ابن المرحوم عبد الله بن زعبيل- أيده الله تعالى-.
2- السيد هاشم بن السيد راضي [الجزائري][9]: وقد صنف من أجله رسالة(التوبة)، وقد صفه فيها: سيما المجد .. سماء الفخار، وتجلببا بجلباب الفضل والافتخار، بدر سماء الكمال، وقطب فلك الكمال، أعني به الذي أيامه في سعود وسعوده في مزيد، السيد الشريف والرحب اللطيف السيد الأجل الأكمل الصالح السيد هاشم بن المرحوم السيد راضي أيده الله تعالى[10].
3- ابنه الشيخ علي بن الشيخ صالح بن زين الدين: الذي كان قريباً جداً من والده، وصاحب الفضل لحفظ تراث والده والتعريف بأفراد أسرته.
مؤلفاته:
عرفنا مجموعة من مصنفاته وهي:
1- معنى (بسم الله الرحمن الرحيم).
2- معنى الأدوار والأكوار، وجابلسا وجابلقا.
3- شرح الباب الحادي عشر.
4- الرياء والشك والسهو في الصلاة.
الشيخ علي بن صالح بن زين الدين الأحسائي
(توفي بعد سنة 1262هـ)
الشيخ علي بن الشيخ صالح بن الشيخ زين الدين بن إبراهيم المطيرفي الأحسائي، هاجر مع والده وعمه الشيخ الأحسائي إلى بلاد فارس وسكن(كرمانشاه)، يظهر اهتمامه بالكتب والمكتبات، من خلال تملكاته ونسخه الكثير من الكتب التي تمتد لأكثر من ثلاثين سنة، بين عامي 1231 – 1262هـ ، لذا هو من أبرز الوراقين الأحسائيين ومن أكثرهم عناية بالمخطوطات.
تتلمذ على يد والده الشيخ صالح، وربما أخذ على عمه الشيخ أحمد بن زين الدين وبعض الأعلام في عصره.
وختمه على الكتب التي تملكها بيضاوي نقشه: (علي بن صالح زين الدين).
** خزانة آل زين الدين - الشيخ محمد علي الحرز
[1] أعلام مدرسة الشيخ الأوحد: 353- 359.
[2] أعلام مدرسة الشيخ الأوحد: 247.
[3] راجع أعلام مدرسة الشيخ الأوحد: 185 – 188.
[4] وسوف نعرض ما عثرنا عليه منها ضمن بعض تملكاته المخطوطة.
[5] مجلة کتابداری واطلاع رسانی، العدد(81):131.
[6] الذريعة إلى تصانيف الشيعة: 6/380.
[7] أعلام هجر من الماضين والمعاصرين، مصدر سابق:2/143.
[8] بداية الرسالة التوبة، النسخة الخطية: 1.
[9] أنظر أعلام هجر، مصدر سابق:2/145.
[10] مقدمة رسالة التوبة، الشيخ صالح بن زين الدين، النسخة الخطية: 1.
جديد الموقع
- 2024-11-24 البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل
- 2024-11-23 جمعية الكشافة تُشارك في الاحتفاء باليوم العالمي للجودة
- 2024-11-23 العرابي يتوّج في الاحساء بطلاً للجولة الثالثة والأخيرة لمنافسات بطولة السعودية تويوتا الدرفت 2024
- 2024-11-23 الفتح يتصدر ترتيب الأندية في الدوري المشترك للبلياردو
- 2024-11-23 ذاكرة القلم عن ملتقى الفريج الشمالي
- 2024-11-23 الأدلجة السلوكية
- 2024-11-23 في يومين : الأدباء الشباب في ضيافة ابن المقرب
- 2024-11-23 أفراح الملفي و الفليو تهانينا
- 2024-11-22 عادات قرائية مفيدة
- 2024-11-22 مع أن الأديان تتحدث عن قيمة التواضع الفكري، لكن قد يصعب على رجال الدين بشكل خاص تطبيق ما يدعون إليه الناس