![المشموم في التراث الاحسائي (رمز المحبة و العطاء) الجزء (١) (مفهوم. مناسبات. طعام) المشموم في التراث الاحسائي (رمز المحبة و العطاء) الجزء (١) (مفهوم. مناسبات. طعام)](https://almoterfy.com/upload_list/source/Article/مقالات/رمضان/22222.jpg)
2022/05/21 | 0 | 4012
المشموم في التراث الاحسائي (رمز المحبة و العطاء) الجزء (١) (مفهوم. مناسبات. طعام)
صورة تجمعني مع أحد كبار السن(*) من أهل الأحساء الذين يعتبرون المشموم(كما يطلق عليه أهل الأحساء) أفضل نبات عطري والذي بسميه البعض بالريحان كبعض الدول المجاورة، وأجمل هدية تقدمها للشخص في المناسبات الأجتماعية، والصورة التي معه على نبات (المشموم)، التي أهديت له بعض أغصانها، التي تزرع في واحتها، وتتعدي إلى بعض المناطق المجاورة والخليج والمدينة المنورة وغيرها من المناطق و الدول العربية وغيرها من الدول التي تصلح فيها زراعتها .
ويطلق سكان الأحساء على المشموم الذي يزرع في أرضهم زراعتاً، اوبذوراً، أو ماتم توزيع بعض أغصانه لمن أنتقل للدمام والخبر أو غيرها من المناطق (بالمشموم الحساوي)، فله رائحة زكية، بمجرد لمسها وفركها باليد تشمها وتشتم رائحتها من بعيد ، وهي نبتة يعشقها كبار السن ويذكرهم بالأيام الجميلة،وأيام الشباب.
المقدمة
فما هو أهمية هذا النبات في الأحساء وللأحسائين؟
فيكفي المشموم (الريحان) ورد ذكره مرتين في الكتاب العزيز:
الأولى/في سورة الرحمن الآية
12 قال تعالى : ( والحب ذو العصف والريحان ).
الثانية/ التي ذكر فيها الريحان في سورة الواقعة آية 89 قال تعالى : ( فَرَوْحٌ وَرَيحانٌ وجَنَّةُ نعيمْ ).
فاالمشموم هو نبات وعشب، لنبات عطري له عدة استخدامات:
للزينة، كمعطر، في الطب، وتناولها الشعراء والأدباء في أدبهم وفنهم،سنتاولها ببعض التفصيل.
أنواع المشموم:
هناك نوعين من المشموم معروف بالأحساء:
الاول: العادي ذو الرائحة الزكية ، وهو ينمو بحدود المتر أو قديزيد بقليل ،وتكون اوراقه عريضة وتنمو معه زهور بنفسجية كالسنابل ، وله رائحة قوية كالبهارات ، وهو الاغلب انتشارا، والأكثر استخداماً.
الثاني : التي تؤكل اوراقه وتوضع في السلطة،وبعض المأكولات، الا ان استخدامه قليل بالأحساء الذي زرع متأخراً كما أعلم، وهناك من يستخدمه بكثره بالماكولات خصوصا من تأثر واكتسب بعض العادات من خلال اسفاره كالعراق.
فمن صور استخدامات المشموم :
المشموم كأستخدام طبي/
يستخدم المشموم (الريحان)، على شكل شاي مجفف، طيب الرائحة وله منافع طبية، للعلاج كدهان أو مشروب، للمغص والمعدة وللجلد كحب الشباب، وينفع كمسكن من لدغ البعوض حسب نصيحة بعض الجدات (وقد جربته مراراً هو نافع عند لدغ البعوض) ، وهناك غيرها من الاستخدامات الطبية الأخرى.
ويذكر بعض كبار السن أن له مفعول كالفياقرا و ان له قدرة وريقاتها عبر الرائحة التي تخرج منها على إثارة الغريزة، مما جعل الأزواج يضعونها في غرف النوم خصوصاً للعرسان كمحفز، فيقول أحد كبار السن الأحسائين: "إن لرائحة المشموم الطيبة مفعولاً جيداً وسريعاً لتحريك وإثارة الغريزة، ويقول نحن قد تلقينا هذا الكلام من الأجداد والآباء وعملنا بمشورتهم وجربنا ذلك وبالفعل رأينا له تأثيراً ومفعولاً".
كمعطر في غرف الأزواج،والعرسان ،ولبس الزينة/
١.يوضع في السرير داخل تحت غطاء الفراش و الوساده فرائحته الفواحة تشعرك بالراحة والاسترخاء.
٢. العبكة ينطق(Abchah) يوضع تحت السرير، أو بزاوية الغرفة، ويرش ويخلط معه مجموعة من العطور المتوفره الطيبة الرائحة ومنها الدفتور، ودهن الورد،والعود والياسمين... الخ، له رائحة زكية، تستمر لأيام كثيره، فيوضع أحيانا في صحن في السرير مابين المخدات خلف الرأس او توزع في احد زوايا الغرفة.
٣. في بعض أسواق الأحساء الشعبيةتبيع بعض النساء أو بعض الصبيان المشموم كصرة أو على شكل قلادات. فالمشموم تلبسه النساء كقلادة، او تعلق على الشعر من الجهتين علي شكل سلاسل للضفائر او يشد من الخلف ويربط ويضاف له حسب الموسم الورد المحمدي، فقد شاهدتها من بعض الجدات والأمهات في الطفولة ،على شكل قلاده مع الورد المحمدي، اذيستخدم الأبرة لتنسيق المشموم للزينة، والذي يزرع بمزارع الأحساء، ويكون معه حسب الموسم ويضيف البعض في هذه الايام الياسمين، ويعلق أحيانا على الرأس، وذكرت مها العبدالهادي في جريدة اليوم بتاريخ 2019 حول زينة النساء في الماضي فتقول عن المشموم :
(إعتماد الريحان كزينة للشعر، ويلبس كعقد أيضاً)، ويسميه بعض أهالي الأحساء (عكاريش أوتلول) حيث يشك بالأبرة ثم يلبس او يوضع على الشعر. ويضاف هناديس من الذهب خصوصا الأسرالميسوره في اطراف الشعر ،وبشبه حبة البيذان وتقريبا بمقدار نصف الاصبع.
المشموم رمز الأفراح/
و يعتبر المشموم رمز لعرس الشباب والفرح، لذلك يوزع في الزفاف والمناسبات المختلفة، (اذا ما ذكرت الروائح الطبيعية ذكر "المشموم" او كما يسميه البعض "الريحان" تلك الشجيرة التي كانت يوما حديث المجالس وفاكهة الشعر وعروس منكهات الاطعمة ، والوصفة الرخيصة للعلاج الشعبي).
المشموم في المناسبات الاجتماعية/
١. يوزع في المناسبات،على النساء و الرجال على شكل حزمة مفرق او منثوز، ودائما تردد فيها ذكر الصلوات على النبي محمد (عليه الصلاة والسلام ) ، أو يقال للمستلم صلى على النبي.
٢.عند مرور العريس، أو احيانا موكب أمير الأحساء أو ضيف مهم، أو شخصية لها أهميتها أو قدوم سائح أو بمناسبة عودة غائب، فيقوم بعض الأهالي، أو الفتية والفتيات برمي المشموم في الطريق لهم،أو على الرأس، من أجل الترحيب بالضيف القادم.
المشموم في الطعام والشراب/
١. المشموم(الريحان) كعصير:
هناك مشروب طيب الرائحة، ويعرف في الأحساء والخليج والعراق ويعمل في بعض البيوت ويقدم أحياناً في بعض المناسبات الاجتماعية، ويطلق عليه:
بلنقو( بلنگو) أو خاشكير،وبعض أهل القطيف يسميه خواي إبراهيم) ويتكون هذا المشروب من: بذور الريحان والزعفران وماء الورد والزهر وقد تختلف الخلطة من شخص الي أخر، وقد يفيد في برامج إنقاص الوزن كحمية غذائية فهو قد يساعد علي الشعور بالشبع وذلك لأتنفاخ البذور عند نقعها بالماء.
٢. وهناك من يستخدم المشموم في الكباب باللحم، اوالكباب الشعبي أو مايسمى بالمبصل مع الطماطم والخيار وأحيانا البصل حسب الأذواق، وهذه الطريقة قد تجدها أكثر بالعراق, والنوع المستخدم في الاكل يميز بتسميته بالريحان ويتميز بورقه اللين وسهل الهضم،وورقه أكبر من المشموم العادي، ويكثر في الغالبية مع اعتدال الأجواء، وأما النوع الآخر فهو أصغر حجما ويتحمل النمو في الحرارة، فهم يتشابهان فالمشموم والملقب بالريحان للأكل من حيث الرائحة مع اختلاف طفيف بينهم.
جديد الموقع
- 2025-02-12 في فعالية مميزة بمركز المواهب للرعاية النهارية بالاحساء الأبناء مسؤولية وأمانة: قراءة في مفاهيم التربية الصحيحة
- 2025-02-12 سمو محافظ الأحساء يكرّم الفائزين بجائزة تميز خدمة ضيوف الرحمن
- 2025-02-12 بين الزهور والبحر بلدية القطيف تفتتح مهرجان الزهور الرابع بالواجهة البحرية بالقطيف
- 2025-02-12 بين الزهور والبحر بلدية القطيف تفتتح مهرجان الزهور الرابع بالواجهة البحرية بالقطيف
- 2025-02-12 يو منايه" للطيّار غيث الهايم تتجاوز مليون مشاهدة على "يوتيوب"
- 2025-02-12 أمين الأحساء يفتتح معرض فن الإنترسيا بثقافة وفنون الأحساء
- 2025-02-12 سبل والمربع الجديد توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز الممكنات اللوجستية والجيومكانية
- 2025-02-12 انطلاق الملتقى الزراعي في الأحساء
- 2025-02-12 ما ورد عن السرقة البيضاء
- 2025-02-12 (مع ستيفن كينغ في مقالته : كيف تكتب ؟ )