![ام يحيى قصة كفاح... وعطاء ام يحيى قصة كفاح... وعطاء](https://almoterfy.com/upload_list/source/Article/writer/1/761279.jpg)
2022/04/27 | 0 | 3677
ام يحيى قصة كفاح... وعطاء
قد يمر عليناأمهات ونساء لاتستطيع نسيانهم في حياتنا الاجتماعية و مواقفهم الإنسانية وكفاحهم بالحياة، وتجد في بيتها نماذج لاتستطيع نسيانهم، ففي أسرة المرحومة نماذج جميلة تستحضر صورهم كالمرحومة أمنة الأحمد المؤمن، وجدتها المطوعةومعلمة القرآن أمنة البراهيم المؤمن(ام مهناء) ، والحاجة ام الخطاط خيرالله المؤمن والحاجة شمسة علي المؤمن ام جبار وزهره ام محسن المؤمن(جدة الشيخ مضر) وغيرهم من أسرة المرحومة الذين برزوا في نشاطهم الاجتماعي في الحج وخدمة المجتمع في مجال تعليم المطوع (الكتاتيب) وغيرها من الانشطة، وغيرهم من سيدات المجتمع من المبرز ومختلف مناطق الأحساء، وفقيدتنا الخالةالحاجة أمنة مهناء المؤمن(ام يحيى) ، إذ استوقفتني هذه المرأة العصامية والإدارية في بيتها واسرتها يجعلك تقف على مواقفها عندما تستذكرها (رحمها الله) او كبعض اقرانها من اسرتها من الأمهات والجدات قد يتم تناوله لاحقا.
الاسم ولقبها:
أمنة بنت مهناء بن يوسف بن محمد بن الشيخ عبدالله بن محمد بن علي بن محمد المؤمن.
وكانت تلقب بمهينية نسبة الي والدها كعادة بعض الاحسائين تسمية البنت البكر على اسم ابوها.
جدها لابوها الحملداري الحاج يوسف المؤمن والذي شارك في كنزان .
وأما جدها لأمها الحملداري حسين(الزين) المؤمن الذي عرف بالسخاء واكرام الضيف الذي اقتبس لقب الزين رحمهم الله .
ولادتها:
ولدت ألحاجة ام يحيى في حدود عام ١٣٧١هجري\١٩٥٠مييلادي،في مدينة المبرز، حي شعبة، وفي ولادتها أو قريب من ميلادها حدثت أحداث لم يكن نسيانها بتاريخ المملكة مثلا :
١.كسنة 1369 قبل ولادتها بانتشار وباء الجدري الأخير الذي انتشر بين أطياف المجتمع الذي اصيب حتى أبوها رحمه ولكن شفاه الله وبقي أثر بسيط عند خده.
٢.وسنة ولادتها عام 1371 حدثت سنة الظلمة التي أصابت فيها الشمس الكسوف وحل الظلام(سميت بسنة الظلمة، حيث حدث كسوف تام للشمس في المملكة، وعم الظلام).
٣.وبعد ولادتها بسنتين 1373ه توفي فيها الملك عبدالعزيز (مؤسس الدولة السعودية الثالثة).
وولادتها وشبابها:
عاشت رحمها الله وولدت عند (حوش المؤمن) في حي شعبة، حيث عاشت الحياة الاجتماعية مع اسرتها من بيوتات مختلفة ومتجاورة ومتعاونة مع بعضها البعض في المناسبات كجلوسهم حلقات في المناسبات في قطع البصل والطماط والطبخ في قدر كبير كعمل الممروس في مناسبات الزواج الذي يحتاج الي جهد في فصل التمر عن الطعام، وأعداده وتجهيزه وتحريكه بالملعقة الكبيرة، لازلت اتذكر مساهمتها الكبيرة في العمل الجماعي والاجتماعي في اسرتها رحمها الله فاتذكر لها هذا الموقف بعد انتهاء أحد المناسبات في الحوش واخذ القدور لعين أم زنبور في قرية المطيرفي لغسلها كعادة الاحسائين الذهاب للعين لغسل اوانيهم الكبيرة، وقبل حوالي ٤٣ سنة كانوا يرفض أقاربها أخذ اي احد للعين لم يشتغل معهم فشاهدتني حزين بحيث لااتمكن ان اذهب مع والدها وعمامها وأبناء عمها لصغر سني وليس علي آثار العمل فاخذتني بطريقة لطيفة ومضحكة حيث صبغت وجهي من آثار طبخ القدور بالسواد(السنون كما نسميه او السخام) وقالت ادهب معهم الان وقل اني شتغلت معكم فكانت فرحتي بالركوب معهم بهذه الحيلة وموافقتهم، وعملت مع بقية الصبيه نفس الشئ رحمها الله .
زواجها:
تزوجت رحمها الله عن عمر أثنى عشر سنة كعادة بنات جنسها قديما في الأحساء والخليج والبلاد العربية، حيث تحملت رعاية بيتها وزوجها في سن مبكر.
حب الكشتات والطبيعة:
رحمها الله كانت من عشاق الطبيعة والكشتات كمشروع حجز الرمال وجواثا او نخلها بالمطيرفي، وكانت في الرحلات تقوم بإعداد كبستها اللذيذة بنفسها اوالهريسة خصوصا في الشتاء، و كانت تطبخه بالجذوع والكرب واغصان الأشجار حسب توفره والذي جعل لكبستها نكهة خاصة تشمها من بعيد ولايمكن نسيان ريحتها والذي تميزت به ، والأهل من الارحام يذكرون اطباقها التي تميزت به، كالرحلة الجماعية ايام المناسبات والأعياد عندما قال احد اهلها المرحوم بوحاتم هود رحمه الله لااريد الاطبخ ام يحيى وكبستها، والتي كانت تعملها من مخلفات الاغصان في مشروع حجز الرمال او مخلفات النخيل.
والواقع كانت حتى في بيتها يصبح كالمضيف لابناء عمومتها من الأطفال من أصدقاء أبنائها حيث كانت تطعم الجميع بدون كلل او ملل وبكل سخاء لأكثر من خمسة عشر من الأولاد احيانا يكونون مجتمعين على الوجبة .
خياطة البشوت ومثال للأسر المنتجة:
من المحطات التي نقلتها لي رحمها الله قبل سنة وشهور من وفاتها في سيرة المرحوم زوجها والتي تم نشرها بعنوان(مخايطة في بلاد العرب) حيث تنقل رحمها الله أنها كانت احد الحرفيات الذين يتقنون فن (صياغة البشت) حيث كانت تساعد زوجها قبل حوالي 50سنة في الخياطة لكثرة الطلب الكبير على البشوت الحساوية في البحرين والأحساء وتتقن عدد من النقوش في خياطة البشوت ، وشاركت مع أعمامها في خياطة الملابس الرجالية مع الحملداري حسين اليوسف المؤمن(أبوعلي) وبعده اخوه حجي وكانت تخيط عبايات النساء أحيانا، وبعد ضعف الطلب على البشوت وانتقال زوجها الي صياغة الذهب تغير نشاطها الاقتصادي وتملكها لاحد المزارع النخيل في المطيرفي حيث أصبحت تربي الدواجن وتملكها احد الفقاسات وتربيةالاغنام ، وكانت مثال للاسرة المنتجة ومن نشاطها الاقتصادي اذ فتحت مايشبه الورشة في إعداد الحب الحساوي من طبخ وحمس وهو احد انواع المكسرات المطلوبه في السوق والاعراس في ذلك الوقت وحتى من أصحاب المكسرات كان يطلبون منتجها، حتى أصبح مضرب مثل (حب ام يحيى احلى حب)، وتغير نشاطها فيما بعد الي صناعة البخور التي تعلمتها من أمها و الذي ورثها احد أبنائها وأصبح مطلوب ومعروف في سوق العطور وآخرها قبل وفاتها بأيام برغم مرضها الا انها كانت تساعد في إعدادالبخور وتجهيز بطريقة سريعة في الانجاز والاعداد .
الاعتماد على الذات في البناء:
وتمكنت من بناء بيتها الآخر بدون الحاجة لقرض او اي سلفة من البنك... الخ، وذلك بحسن الإدارة المالية والتوجيه ومساعدة أولادها أحيانا وخلال عشر سنوات بعد تركها بيت المرحوم ابو أولادها وانتقالها للبيت الآخر تمكنت من اكمال بيتها بصبر.
علاقتها بارحامها :
كانت لها محبة من أبناء عمها واحترام وتقدير من الجميع، وأما في التربية فكانت مثال للأم المربية برغم أنهالم تدرس بالجامعات فقد أحسنت التربية والتوجيه والارشاد لاسرتها من الأخلاق والادب والصدق والأمانة في التعامل و أن يحسنوا علاقاتهم مع ارحامهم والابتعاد عن الشحناء و كل مايوقعهم باي خلاف حتى لوكانوا هم أصحاب الحق.
التشجيع على التعليم:
وأما التعليم فقد تعلمت في المطوع قراءة القرآن إذ تستطيع قراءة كتاب الله، وفي سن مابعد الخمسين سنة، فقد دخلت مدرسة تعليم الكبار في المبرز، وانهت المرحلة الابتدائية في سن كبير فكان هذا عامل مشجع لأولادها وأحفادها للجد والاجتهاد، وكانت تساعد أبنائها الصغار في ذلك الوقت في الدراسة بعد تعلمها الطرق الحديثة كالرياضيات وبقية المواد وكانت تحثهم على الجد والمثابرة.
مرضها ووفاتها:
وفي آخر عمرها وبرغم الوعكة الصحية المتكررة و التي توالت الاانها كالجبل الأشم ارادة وعزيمة لبيتها واسرتها خصوصابعد وفاة ابوا أولادها وابنها البكر رحمهم الله والذي أصبحت هي المعيلة للعائله وتحمل المسؤلية لصغر أولادها على طلب الرزق أو التخرج من المدرسة .
في يوم الاثنين من شهر رمضان عرجت روحها في شهر الصيام في أيام القدر في العشر الأواخر من الشهر الكريم، اذ توفت في يوم ٢٣ من رمضان ١٤٤٣ عن عمر اثنان وسبعون سنة و التي لم تترك الصيام الي اخر أيامها برغم علتها رحمها الله، وبعد وفاتها قدم واجب العزاء في وفاتها من مختلف مناطق المملكة من نشخصيات اعلامية واجتماعية ووطنية رحمها الله .
المراجع:
١.https://www.alwatan.com.sa/ampArticle/1040141.
٢.https://www.alriyadh.com/387738
٣.مخايطة في بلاد العرب (الجزء الثاني).
٤.شهادة الوفاة.
٥.تاريخ اعلام أسرة المؤمن (مخطوط).
جديد الموقع
- 2025-02-12 في فعالية مميزة بمركز المواهب للرعاية النهارية بالاحساء الأبناء مسؤولية وأمانة: قراءة في مفاهيم التربية الصحيحة
- 2025-02-12 سمو محافظ الأحساء يكرّم الفائزين بجائزة تميز خدمة ضيوف الرحمن
- 2025-02-12 بين الزهور والبحر بلدية القطيف تفتتح مهرجان الزهور الرابع بالواجهة البحرية بالقطيف
- 2025-02-12 بين الزهور والبحر بلدية القطيف تفتتح مهرجان الزهور الرابع بالواجهة البحرية بالقطيف
- 2025-02-12 يو منايه" للطيّار غيث الهايم تتجاوز مليون مشاهدة على "يوتيوب"
- 2025-02-12 أمين الأحساء يفتتح معرض فن الإنترسيا بثقافة وفنون الأحساء
- 2025-02-12 سبل والمربع الجديد توقعان مذكرة تفاهم لتعزيز الممكنات اللوجستية والجيومكانية
- 2025-02-12 انطلاق الملتقى الزراعي في الأحساء
- 2025-02-12 ما ورد عن السرقة البيضاء
- 2025-02-12 (مع ستيفن كينغ في مقالته : كيف تكتب ؟ )