2021/06/09 | 0 | 985
كيف يقوم الدماغ بتبسيط عالمنا من خلال التصنيف
تتقن الفئران التفكير المعقد مع قدرة رائعة علىالتجريد
التصنيف هو أداة يستخدمها الدماغ لتنظيمكل شيء تقريبًا نصادفه في حياتنا اليومية.
تصتيف المعلومات في فئات يؤدي إلى تبسيطعالمنا المعقد ويساعدنا على التفاعل بسرعةوفعالية مع التجارب الجديدة. أثبت باحثون منمعهد ماكس بلانك لبيولوجيا الأعصاب الآن أنالفئران أيضًا تصنف الأشياء جيدًا و بشكلمدهش. تعرف الباحثون على خلايا عصبيةتقوم بترميز الفئات المُتعلمة / المكتسبة، وبالتاليأثبتوا كيف يتم تمثيل المعلومات المجردة علىمستوى الخلايا العصبية.
طفل صغير دارج يبحث عن كتاب صور جديد. فجأة يشير إلى صورة ويصرخ "كرسي". صرخالطفل بالكلمة الصحيحة، لكن ما قام به لا يبدوجديرًا بالملاحظة بشكل خاص بالنسبة لنا. نحنندرك جميع أنواع الكراسي على أنها "كرسي" دون أي عناء. ومع ذلك ، بالنسبة للطفلالصغير الدارج ، فعي عملية تعلم عظيمة. فالطفل يُقرن الكرسي الموضح في الصورةبالكراسي التي يعرفها بالفعل - على الرغم منأنها قد يكون لها أشكال أو ألوان مختلفة. كيفيقوم الطفل بهذه العملية؟
الجواب هو التصنيف ، وهو عنصر أساسي منعناصر تفكيرنا. تشرح ساندرا رينرتSandra Reinert، المؤلفة الأولى للدراسة: "في كل مرة يصادف فيها الطفل كرسيًا، فإنهيخزن هذه التجربة. بناءً على أوجه التشابه بينالكراسي ، سيقوم دماغ الطفل بتجريدخصائص ودلالات الكراسي من خلال قيامهبتشكيل فئة "كرسي". وهذا يسمح للطفل لاحقًابإقران الكراسي الجديدة بسرعة بالفئة والمعرفةالتي تحتوي عليها هذه الفئة".
يصنف دماغنا باستمرار: ليس فقط الكراسيأثناء مرحلة الطفولة، ولكن يصنف أي معلوماتفي أي عمر. ما هي الميزة التي يمنحها لنا ذلكالتصنيف؟ يقول بيتر غولتستين Pieter Goltstein، كبير مؤلفي الدراسة: "دماغنايحاول أن يجد طريقة لتبسيط وتنظيم عالمنا. بدون التصنيف ، لن نكون قادرين على التفاعلمع بيئتنا بمستوي الكفاءة والفعالية التينتفاعل بها في وجود التصنيف." بعبارة أخرى: يجب أن نعرف زن كل كرسي جديد نصادفهأنتا نتمكن من الجلوس عليه. لذلك ، يعدتصنيف المدخلات الحسية أمرًا ضروريًابالنسبة لنا، لكن العمليات الأساسية فيالدماغ غير معروفة إلى حد كبير.
تقوم الفئران بالتصنيف بشكل جيدومدهش
ساندرا رينيرت وبيتر غولتشتاين مع ماركهوبينر Mark Hübener وتوبياس بونهوفرTobias Bonhoeffer، قائد المجموعة ومديرمعهد ماكس بلانك لعلوم الأعصاب، درسوا كيفيقوم الدماغ بتخزين المعلومات المجردة مثلالفئات / التصنيفات التي تعلمها (المكتسبة). نظرًا لصعوبة دراسة هذه العملية في البشر،اختبر الباحثون ما إذا كانت الفئران تقومبالتصنيف بطريقة مشابهة لطريقة تصنيفنا. للقيام بذلك ، عرضوا على الفئران صورًا مختلفةبأشكال مقلمة وأعطوها قاعدة / قانون لفرزهذه الصور الى فئات. إحدى مجموعات الفئرانكان عليها أن تصنف الصور إلى فئتين بناءًعلى سمك الأشرطة (المقلمات)، والمجموعةالأخرى بناءً على اتجاهها. تمكنت الفئران منتعلم القاعدة المعنية وفرز المقلمات بشكل موثوقبه في الفئة الصحيحة. بعد مرحلة التدريبالأولية هذه ، قامت الفئران حتى بتصنيفأنماط الأشرطة التي لم ترها من قبل حسبفئاتها الصحيحة - تمامًا مثل ما استطاعالطفل تصنيف الكرسي في الكتاب الجديد.
وليس هذا فقط: عندما غير الباحثون قواعد / قوانين الفرز ، تجاهلت الفئران ما تعلمته منقبل وأعادت تصنيف الصور وفقًا للقاعدةالجديدة - وهو الشيء ذاته الذي نحن البشرنفعله على الدوام ونحن نتعلم أشياء جديدة. لذلك، تثبت الدراسة لأول مرة إلى أي مدىوبأي درجة تقوم الفئران بالتصنيف بدقةوبالتالي تقترب من قدرتنا على التجريد.
تطور الخلايا العصبية تمثيلاً للفئات(للأصناف) بشكل تدريجي
من خلال هذه الرؤية الثاقبة، تمكن الباحثونالآن من دراسة أساس عملية التصنيف فيدماغ الفأر. ركزوا على قشرة الفص قبلالجبهية (قشرة الفص الجبهي)، وهي منطقةدماغية منخرطة في عمليات التفكير المعقدة لدىالبشر. كشفت التحقيقات أن بعض الخلاياالعصبية في هذه المنطقة تصبح نشطة عندماتقوم الفئران بفرز المقلمات إلى فئات [بحسبسمكها]. ومن المثير للاهتمام أن مجموعاتمختلفة من الخلايا العصبية تتفاعل بشكلانتقائي مع فئات معينة.
يوضح توبياس بونهوفير Tobias Bonhoeffer: "كان اكتشاف الخلاياالعصبية التصينيفية (تتفاعل مع فئات معينة) category-selective neurons في دماغالفأر نقطة أساسية. فقد سمح لنا للمرة الأولىبمراقبة نشاط هذه الخلايا العصبية من البدايةإلى نهاية تعلم التصنيف. وهذا أثبت أن الخلاياالعصبية لا تكتسب انتقائيتها على الفور، ولكنفقط تقوم بتطويرها تدريجياً أثناء عملية التعلم".
الخلايا العصبية التصنيفية (تتفاعل معفئات معينة) هي جزء من الذاكرة طويلةالأمد
يجادل الباحثون بأن الخلايا العصبيةالتصنيفية (تتفاعل مع فئات معينة) في قشرةالفص قبل الجبهية (قشرة الفص الجبهي prefrontal cortex) تلعب دورًا فقط بمجردتحول المعرفة المكتسبة من الذاكرة قصيرة الأمدإلى الذاكرة طويلة الأمد. هناك، تخزن الخلاياالعصبية الفئات / الأصناف كجزء من الذاكرةالدلالية (2) - تراكم كل المعارف الواقعية. فيهذا السياق ، يجب أن نضع في ذهننا أنالفئات التي نتعلمها هي طريقة الدماغ لجعلعالمنا أكثر بساطة. ومع ذلك ، هذا يعني أيضًاأن هذه الفئات ليست بالضرورة "صحيحة" أوتعكس الواقع بشكل صحيح.
بدراسة تعلم التصنيف في الفئران، تضيفالدراسة تفاصيل هامة إلى الأساس العصبيللتفكير المجرد وتذكرنا بأن الأفكار المعقدة لاتقتصر على البشر فقط.
مصادر من داخل وخارج النص
1- https://www.nature.com/articles/s41586-021-03452-z
2- "الذاكرة الدلالية هي أحد نوعي الذاكرة الصريحة (أو الذاكرة التعريفية) (ذاكرتنا للوقائع أو الأحداث التي تُخزن وتُستعاد بشكل صريح). تشير الذاكرة الدلالية إلى المعارف العامة المتراكمة طوال حياتنا. تتشابك هذه المعرفة العامة (الحقائق والأفكار والمعنى والمفاهيم) في التجربة وتعتمد على الثقافة. تختلف الذاكرة الدلالية عن الذاكرة العرضية، وهي ذاكرتنا للتجارب والأحداث المحددة التي تحدث خلال حياتنا، والتي يمكننا من خلالها استعادتها في أي وقت. على سبيل المثال، قد تحتوي الذاكرة الدلالية على معلومات حول ماهية القطة، في حين تحتوي الذاكرة العرضية على ذاكرة محددة للتلصص على قطة معينة. يمكننا تعلم مفاهيم جديدة من خلال تطبيق معرفتنا المستفادة من الأشياء في الماضي. نظير الذاكرة التعريفية أو الصريحة هو الذاكرة غير المعلنة أو الذاكرة الضمنية" مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:
https://ar.wikipedia.org/wiki/ذاكرة_دلالية
المصدر الرئيس
https://www.mpg.de/16747094/0416-psy-simplifying-our-world-155111-x
جديد الموقع
- 2024-04-26 مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يكرم بر حي الملك فهد
- 2024-04-26 فرع مركز الملك عبدالعزيز بالشرقية للتواصل الحضاري يكرم مركز بر الفيصلية .
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات