2024/04/24 | 0 | 1162
المرجعية الإنسانية وتجديد بنية المرجعية الدينية
لايزال مشروع تجديد بنية المرجعية الدينية في مخاض التطوير ودراسة التجربة لتصحيح تطبيقاتها في الواقع الأجتماعي والبحث عن نموذج بصياغة جديدة تحدث تحولات في المفهوم للوصول لنظرية متكاملة في التطبيق.
ويتداول هذا الفكر الفقهاء المجددين والباحثين عن نظرية ناضجه في الطرح عن بنية تؤسس لمرجعية دينية تتلائم مع متطلبات المصلحة العليا للبيت المسلم الاثني عشري
وعاشت المرجعية الدينية على امتداد السنوات الطويلة الماضية تجربة اطروحة مرجعية ترسخ نموذج المرجعة الذاتية المتصفه بسمة الأعلمية والمتحملة لجميع أعباء مسؤوليات المرجعية .
و في السنوات الأخيرة المعاصرة تعاقب طرح تجديد وتصحيح مفهوم منظومة وبنية المرجعية الدينية للتحول من المرجعية الذاتية إلى اطروحات جديد ونماذج عمل مؤسسي يتلائم والعصر الحديث وإيلاء بالغ الاهتمام لتحقيق تكامل في التجربة والتطبيق لإدارة المجتمع المسلم الاثني عشري برؤية ومنظومة تشريعية جديدة ومتكاملة.
وفي هذا السياق طرح السيد محمد باقر الصدر رؤيته في تجديد بنية المرجعية الدينية في نظرية "المرجعية الصالحة والمرجعية الموضوعية"
وفي امتداد تطور فكر المرجعية الديني برز طرح السيد محمد الشيرازي في تطوير بنية المرجعية الدينية في نظرية "شورى المراجع" وكتب أحمد الكاتب في ضوء هذه الاطرَوحة كتاب المرجعية الدينية الشيعية وآفاق التطوير الإمام محمد الشيرازي نموذجا
وضمن السلسلة المتتالية للنظريات المطروحة في تطوير بنية المرجعية الدينية احتدم سجال وتداول لمفهوم المرجعية الدينية بين الفقهاء والمفكرين حتى استقر التحول لنموذج مأسسة المرجعية وتحديد مراجع التقليد واختيار المرجع الأعلى من قبل مجلس اهل الخبرة وتبلورة نظرية "ولاية الفقهاء".
وطرح السيد فضل الله نموذج جديد تمثل في نظرية "المرجعية المؤسسة " وإنهاء المرجعية الذاتية ، وجعلها مؤسسة متكاملة وفي هذا الشأن الف السيد فضل الله كتاب المعالم الجديدة للمرجعية الشيعية
وطرح مؤخراً السيد كمال الحيدري نظرية المرجعية الإنسانية والدينية وحدد معالمها بانها مرجعية علمية دينية شمولية وانها لاتختزل في فئة خاصة ولاطائفة معينة او دين معين وله كتاب بعنوان مشروع المرجعية الدينية وآفاق المستقبل
من خلال التأمل والبحث في كل الاطروحات السابقة يتضح أن الاتجاه المعاصر كان في مسار تطوير وتجديد هيكلة بنية وألية المرجعية الدينية لتحقيق التكامل في التجربة والتطبيق ولكن اتصف طرح السيد كمال الحيدري بأتجاه ومسار مغاير بانسنة المرجعية فهو اتجاه مختلف وجديد في بنية المرجعية بأدخال بعد الإنسانية في البنية المرجعية والتركز على مد جسور وبناء علاقات مع كل الاتجاهات الدينية التي يؤمن بها البشر.
والتساؤل المطروح هل تتوافق المبادىء الإنسانية الحديثة السائدة وفق التصور الغربي مع تطبيق التشريعات الدينية فعلى سبيل المثال في تطبيق أحكام الميراث هل يطبق المشرع الديني النص الشرعي بحسب التشريع الديني للذكر مثل حظ الانثيين ام يطبق المبدأ الإنساني والمساواة في الميراث .
ويتضح مما سبق أن نصوص الدين ومبادىء الانسانية العصرية على طرفي نقيض فالدين يهتم بالمسائل العقائدية والتعبدية وهو أيضا رسالة أخلاقية تؤكد على اعلاء القيم الأخلاقية التي تحفظ كل مايخص الإنسان وأما المبادىء الإنسانية بحسب العقل الغربي فأنها ترتكز على خلفية سيادة العقل والغاء الدين .
ونموذج طرح الحيدري للمرجعية الانسانية قد يفتح منظومة المرجعية الدينية علي البعد الانساني والدخول في فكر الحداثة والتنوير التي تقوم على تفكيك جوهر الدين.
والتساؤل الأخر هل هذه الاطروحة في اتجاه تكامل بنية ومنظومة المرجعية الدينية في تطبيق النصوص والتشريعات الدينية ام انها اتجاه جديد للعودة للمرجعية الذاتية وتطبيق المبادىء الانسانية التنويرية ؟
وضمن هذا الاطروحة تثار تساؤلات كثيره هي محل استفهام هل يوجد قبول لمظلة المرجعية الانسانية من اتباع المذاهب والاديان؟
وهل نظرية المرجعية الانسانية الشمولية
المرتكزه علي " المرجعية الذاتية" تستطيع أن تحقق الأمكانية والأهلية العلمية لافتاء اتباع جميع المذاهب والاديان بالتشريعات الدينية المختلفة ؟
جديد الموقع
- 2024-11-04 القراءة وكسر التنميط
- 2024-11-04 لماذا يكثر الكتّاب في آيسلندا؟
- 2024-11-03 حسن اليحيى عريسا في قاعة الاحساء
- 2024-11-03 قراءة في يسرق الليل نجومي
- 2024-11-02 تكريم التشكيلي الصندل بعد 13 عاما من وفاته
- 2024-11-02 الأحساء منفذ للتأشيرة الموحدة
- 2024-11-02 التوازن الدقيق بين الانفعالات الايجابية والسلبية
- 2024-11-02 الأنف يكشف علاقتنا بالإنفعالات
- 2024-11-02 عبر أربعة إصدارات جديدة نادي خيمة المتنبي يدشن مجازه الأول
- 2024-11-02 السهلة الأدبي يروي سيرة النقوش الأحسائية