شعر وأدب واندية ادبيه
2020/07/17 | 0 | 3884
القطيف اية البحر القديمه
أَتَــيْـتُـكِ والــزمــانُ خـمـيـلـةٌ
ولــقــد أتــيـتُـكِ والــزمــانُ خــريــفُ
فـطـلعتِ لــي فـي الـحالتَينِ حـديقةً
تــخــتـالُ فــيـهـا خــضــرةٌ ورفــيــفُ
أطــوي شـوارعَـكِ الـفـسيحةَ حَـالِمًا
لـــو أنَّــنـي فـــي عَـرْضِـهِنَّ رصـيـفُ
يـــأوي إلـــيَّ الـعـاشـقونَ ومِـلْـؤُهُمْ
وَجْــــدٌ أَدَقُّ مـــن الـخـيـالِ، رهــيـفُ
وأصــيــخُ حــيـن يُـحَـدِّثُـونَ فـأنـثـني
وعَــلَـيَّ مــن شـجـر الـكـلامِ حـفـيفُ
ولــقــد عَـرَفْـتُـكِ والــزمـانُ ضــمـادةٌ
ولــقــد عَــرَفْـتُـكِ والــزمــانُ نــزيــفُ
فـطـلعتِ لـي فـي الـحالتَينِ حـقيقةً
لــم يَــرْقَ فــي مـعـراجِها، الـتحريفُ
تَـتَـأَبَّـطينَ عــواصـفَ الــزمـنِ الــتـي
هَــدَرَتْ، ولــم يَـنْحَلَّ عـنكِ (نـصيفُ)!
------------------
(ولقد ذَكَرْتُكِ) حين رَأْسُكِ في المَدَى
شـمسُ الـحضارةِ.. والرؤوسُ كُهُوفُ!
أرضٌ كَــــــأَنَّ الأبــجــديَّــةَ وَجْــهُــهـا
ومــلامــحَ الــرمــلِ الـنـبـيلِ حُـــروفُ
مـن مـبتدَى (سـيهاتَ) حـتى منتهَى
(صفوَى) يطوفُ الوحيُ حيث نطوفُ!
وقُــرَاكِ فــي (تــاروتَ) بـحـرُ قـصائدٍ
والــقــافـيـاتُ (بـــنـــادرٌ) وجُـــــروفُ
وثَــرَاكِ فــي (داريــنَ) كُـتْبُ حـضارةٍ
حــيـث الـتـضـاريسُ الـعِـتَاقُ رُفُــوفُ
مــن هــا هـنـا مَــرَّ الـسُّراةُ وغـادروا
(بُــجْـرَ الـحـقائبِ).. والـزمـانُ أَلُــوفُ!
وهُــنــا اســتـقـرَّ الأولــيــاءُ فـمَـعْـبَـدٌ
عَــبِــقٌ، ودَيْــــرٌ بـالـبَـخـورِ شَــغـوفُ
وهــنـا الـصـلاةُ بِـكُـلِّ مــوجٍ هـامـسٍ
تـنـسـابُ نـشـوَى، والـمـياهُ صـفـوفُ
وهــنـا (الــلآلـئُ والـحـريـرُ) قــوافـلٌ
تــتــرَى، وحُــجَّــاجُ الـعـطـورِ أُلـــوفُ
وهــنـاكَ (قَـلْـعَتُ)كِ الأمـيـرةُ تَـتَّـكي
أحـجـارَهـا حــيـث الـعـصـورُ وُقُـــوفُ
وتُـطِلُّ مـن أعلى الزمانِ على المَدَى
حـيث الـشواطئُ فـي المكانِ عُكُوفُ
فــإذا الـمراكبُ فـي الـخليجِ سـواعدٌ
طُــولَـى، وأشـرعـةُ الـرحـيلِ كُـفُـوفُ
وإذا الـحـضارةُ فــي مــدارِ عـصـورِها
عُـــرسٌ يـغـنِّـي، والــظِّـلالُ دفـــوفُ
وإذا رِجَــالُـكِ يَـعـرُجونَ مــع الـصَّـدَى
صُــعُـدًا، ولـــو أنَّ الـمَّـدَى مَـسْـقُوفُ
مـن مـبتدَى (سـيهاتَ) حـتى منتهَى
(صــفـوى) جــبـاهٌ تـعـتـلي، وأُنُــوفُ
هُـمْ أجـلسوكِ عـلى الـزمانِ (مليكةً)
والـخُـلـدُ حـــول (بــلاطِ)هـا مـكـتوفُ
يــا سَـعْـدَ مَــنْ نَـفَـرُوا إلـيـكِ بِـحَـجَّةٍ
مـــن شَـوقِـهِـمْ، مـيـقـاتُها مَـلْـهُوفُ!
وتَـنَـسَّـكُوا بــيـن الـنـخـيلِ بـمَـشْـعَرٍ
لـلـمُـبـدِعِـيـنَ جَــمَــالُــهُ مـــوقـــوفُ
مـن مـبتدَى (سـيهاتَ) حـتى منتهَى
(صـفـوى) يَـمُـدُّ بِـسَـاطَهُ، الـمعروفُ!
ويــــداكِ تــاريــخُ الـسـنـابـلِ، كـلَّـمـا
نَـفَـضَـتْهُما الـرَّجـوَى تـطـيحُ قُـطُـوفُ
لــــم تُـتْـبِـعـي مُـسْـتَـرفِـدِيكِ بـمِـنَّـةٍ
سِـيَّـانِ مَــنْ وَفَّــوا ومَــنْ لـم يُـوفُوا!
----------------
يـــا آيــةَ الـبـحرِ الـقـديمةَ؛ لــم يَـنَـلْ
مـنـهـا عـلـى مَــرِّ الـلـغاتِ، كـسـوفُ
فــي داخـلـي شــوقٌ يُـجَـدِّدُ نَـفسَهُ
بِـــــكِ رَاوَدَتْــــهُ خــواطــرٌ وطــيــوفُ
أنـا لـم أَصِـفْكِ فـحيثُ أَوْشَكَتِ النُّهَى
والــوصـفُ كــادَ.. تَـجَـرَّدَ الـمـوصوفُ!
لــكِ مــن هــوايَ هِـلَالُـهُ فــي بَـدئِهِ
وعــلـيـكِ بَــــدرُ خِــتَـامِـهِ مَــعـطُـوفُ
إنْ تـسـأليني: مَــنْ أكــونُ؟! فـغَيْمَةٌ
عَــبْـرَ الـفـضـاءِ، مـصـيرُها مـخـطوفُ
وأنـــا الـمـتـاهةُ حـيـن تـجـهلُ ذاتَـهـا
ويــضـيـعُ مــنـهـا وجـهُـهـا الـمـألـوفُ
وأنـــا الإشـــارةُ لا سـبـيـلَ لـكَـشْفِها
حــيـن الــوجـودُ حـقـائـقٌ وكُــشُـوفُ
وأنـــا بـبـسـتانِ الـتَّـصَـوُّفِ عــاشـقٌ
رَيَّــانُ.. مــن غُـصـنِ الـهوَى مـقطوفُ
وأنــــا -إذا جَــــسَّ الــهــواءُ جـديـلـةً
أَحْـسَـسْـتُ أَنِّـــيَ لـحـنُها الـمـعزوفُ
وأنـــا بــريـدُكِ يــا (قـطـيفُ) فـقَـبِّلي
وجـــهَ الـبـريـدِ، فـمِـلْـؤُهُ (الـهُـفُّوفُ)
جديد الموقع
- 2024-12-24 الشاعر علي النحوي يشعل الجمهور بقصائده الفنّية الإنسانيّة
- 2024-12-24 جمعية الأدب بالأحساء تحتفي باليوم العالمي للغة العربية
- 2024-12-22 احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)
- 2024-12-22 يا يوم لغتي .. أينك أم أيني عنك
- 2024-12-22 ألم الرفض الاجتماعي
- 2024-12-22 نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته أبكر مما تظن
- 2024-12-22 الكتاب السادس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي (تطور اللغة واضطراباتها وعسر القراءة عند الأطفال)
- 2024-12-22 تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
- 2024-12-22 الزهراء (ع) .. المجاهدة الشهيدة
- 2024-12-22 نحو كتب في الشوارع