شعر وأدب واندية ادبيه
2020/07/17 | 0 | 4402
قبيلةٌ من صخورٍ وأسلاف
حواريَّةٌ مع (جبل القارة).. أحد معالم الأحساء العالمية
كــيـف انـتـصـبتَ وأعـطـيتَ الـجـلالَ مــدَى؟
وقــــد حــمـلـتَ عــلــى أكــتـافِـكَ الأَبَـــدَا !
كـــأنَّـــمــا هـــــــذهِ الأحــــجـــارُ أزمــــنـــةٌ
رُصَّــتْ عـلـى بـعضِها حـتى اسْـتَوَتْ جـسدا
نَــعُــدُّهــا حــيــنـمـا نـــرقَـــى مــدارجَــهــا
ونــنـثـنـي دون أنْ نُــحــصـي لــهــا عــــددا
ومـــا بَـحَـثْـنَا عـــن الأســـلافِ فـــي حــجـرٍ
إلا صـــحــا زمــــنٌ يــحـكـي بــمــا شَــهِــدَا
غــــابَ الــجــدودُ ومــــا غــابـتْ حـقـيـقتُهُمْ
فــلــم يــــزلْ صَــوتُـهُـمْ بـالـصَّـخـرِ مُــتَّـحِـدَا
فــيــا رهــيــنَ الـلـيـالـي فــــي سـكـيـنـتِهِ
يــعـيـشُ كــالـنَّـاسِ إنْ سَــعْــدًا وإنْ نَــكَــدَا
قــبـيـلـةٌ مـــــن صــخــورٍ أنــــتَ، أمْ بَــشَــرٍ
تَــوَطَّــنــوا هــــــذهِ الآكــــــامَ والــنُّــجُـدَا؟!
----------------------------------
يــــا مَــــنْ يُــسَـمِّـرُ فـــي الـعـلـياءِ نــاظـرَهُ
كــــأنَّـــهُ يــتــهــجَّـى الأنـــجـــمَ الـــرَّصَـــدا
كـــأنَّـــهُ مــــــن أعــالــيـهِ يُـــطِــلُّ عـــلــى
نــبــوءةٍ، يـجـتـلـي فــيـهـا الـمـصـيـرَ غَــــدَا
كــيـف انـتـصـبتَ؟! ومـــن أهـــداكَ هـيـبـتَهُ
كـــي تـكـتـسي جـبـروتًـا مـطـلـقًا صـمـدا؟!
هـــل مَــسَّـكَ الــجِـنُّ؟! أمْ ألــقـتْ مـلائـكـةٌ
عــلـيـكَ مــــا أُوتِــيَـتْ مـــن ربِّــهـا مَـــدَدَا؟!
وأنـــتَ.. هـــل تـنـتـمي لـــلأرضِ مُـنـغَـرِسًا
فــيـهـا، تُــجَـسِّـدُ مــــن أوتــادِهــا وَتَــــدا؟!
أمْ تــنـتـمـي لــلأعــالـي حَــــدَّ أنْ رفــعــتْ
بِـــكَ الـسـمـاواتُ، مـــن عـمـدانِـها عَـمَـدا؟!
أمْ أنــــتَ فــــي حــيــرةٍ صَــمَّــاءَ بـيـنَـهـما؟
ضَـيَّـعتَ ذاتــكَ فــي رحــب الـفـضاءِ سُـدى!
مـسـافـرٌ فـــي تـضـاريـسِ الــشـرودِ إلـــى
لا أيــــنَ، تــضـربُ فـــي الآفـــاقِ مُـجـتَـهِدا!
مُـــشَـــرَّدٌ مــثـلـمـا الإنـــســانِ؛ مُــلـتَـبِـسٌ
فــي الانـتـماء، ولــم تَـمْـسَسْكَ نــارُ هُــدى
أُصـغـي إلــى صَـمتِكَ الـدهريِّ يـهمسُ لـي
مَـــنْ لـــم يــجـدْ ذَاتَـــهُ فــيـهِ فــلـن يَـجِـدَا!
--------------------------------------------
يــــا مَــــنْ يُــرَبِّــي قُــرانــا فـــي صـلابـتِـهِ
نَــهْــجًـا عــلــيـهِ يُـــرَبِّــي الــوالــدُ الــوَلَــدَا
نُــصـغـي لأســـرارِكَ الـعُـظـمى ونـرصـدُهـا
فـهـل تُـحِـسُّ بـمَـنْ أصـغَـى ومَــنْ رَصَــدَا؟!
ويـــــا صـــخــورًا قَــرَأْنَــا فــــي مـلامـحِـهـا
مـــلامـــحَ الأهــــــلِ تــاريــخًــا ومُــسـتَـنَـدَا
هــــــذي الــجـلامـيـدُ أســـفــارٌ مُــكَــدَّسَـةٌ
تـشـتـاقُ لـــو لَامَــسَـتْ عـقـلًا ولـيـسَ يَــدَا
نـــجــولُ عَـــبْــرَكَ فـــــي أغــــوارِ مـكـتـبـةٍ
مـــــن الـــتــراثِ، ولا نـــــدري لــهــا أَمَــــدَا
يــقــالُ: مــــا بــرحــتْ بــئــرُ الـحـيـاةِ هــنـا
نَــضَّـاحَـةً مــــا رَوَتْ مــــن مــائـهـا أحــــدا!
يـــقــالُ: إنَّ لـــهــا سِـــحــرًا تَـــمَــسُّ بــــه
مَــــنْ ذاقَــهــا فـيـعـيـشَ الــخُـلـدَ والأبـــدا!
يــــا حــــارسَ الــبـئـرِ.. لا بــئــرٌ ولا حَـــرَسٌ
لــكــنَّـهُ الـــوَهْــمُ فــــي أذهــانِـنـا اتَّــقَــدَا
فــانـضـحْ بــعُــذْرِكَ عُــشَّــاقَ الــســرابِ إذا
تَــخَــيَّـلُـوكَ مُــقِــيـمًـا تـــحـــرسُ الـــزَّبَـــدَا
لــــو أنَّ دَمْــعِــي شــهـيـدٌ حــيــن أَذرفُــــهُ
لــم أُحْــصِ مــا ذَرَفَـتْ عـيني مـن الـشُّهَدَا!
تَــشَـوَّفَـتْ لــــكَ فــــي نــجــوايَ خــاطــرةٌ
فــأَشْـعَـلَـتْـنـي خــــيـــالًا زَيـــتُـــهُ نَـــفِـــدَا
أرى كــهــوفَـكَ فــــي نــفـسـي فـأدخـلُـهـا
لــكـي أضـــيءَ مـــن الأعــمـاقِ مــا خَـمَـدَا
كــأنَّــمـا كـــــلُّ كـــهــفٍ فـــيــكِ صــومـعـةٌ
فــي الـنـفسِ، تـمـنحُني الإيـمـانَ والـرَّشَـدَا
----------------------------------------------
يــا تــوأمَ الـشـمسِ قِـدْمًـا.. مـنذُ أنْ سَـكَبَتْ
عــلـيـكَ أَوَّلَ ضــــوءٍ فــــي الــمـدى وُلِـــدَا!
مـــــا زلــــتَ والــفـجـرَ مــغـمـورًا بـبـهـجـتِهِ
حـــتــى تـآخَـيـتُـما نُــــورًا وسِــحــرَ نــــدى
تــغـفـو عــلـى سِـــرِّكَ الـصـخـريِّ مُـلـتَـحِفًا
عُــــريَ الـطـبـيـعةِ.. بـالـمـجهولِ مُـحْـتَـشِدَا
ولــلـفـصـولِ عـــلــى ســفـحـيـكَ مــعـركـةٌ
شــعـواءُ تُـفـنِـي عــديـدَ الــوقـتِ، والــعُـدَدَا
وأنـــــتَ ســـــاهٍ عــــن الــغــاراتِ مــتَّـكِـئٌ
عــلــيـكَ، لا تــشـتـكـي بـــــردًا ولا صَــهَــدَا
مـــن طُـــولِ بــالِـكَ طــالـتْ مـنـكَ شـاهـقةٌ
عــلـيـاءُ تــمـتـدُّ صــبــرًا.. تــرتـقـي جَــلَــدَا!
إذا اخــتـلـسـنـا لــــــكَ الـــرؤيــا تَـخَـطَّـفَـنَـا
بـــرقُ الـشـمـوخِ فـعُـدنـا نـشـتـكي الـرَّمَـدا
تُــعـشـي حـقـيـقـتُكَ الــطُّـولـى مـحـاجـرَنـا
مــــن فــــرط مـــا تــخـرقُ الآفـــاقَ مُـتَّـقِـدَا
هـــــذي مـــرايــاكَ؛ تـسـتـجـلـي ضــآلـتَـنـا
فــيـهـا، وتــجـلـوكَ مــــن صَــوَّانِـهـا أَسَــــدَا
هُــنــا جــــذورُكَ تــرســو فــــي جـوانـحِـنـا
مــهــمـا جـبـيـنُـكَ فــــي عـلـيـائـهِ ابــتـعـدا
-----------------------------------------
يـــا عـاكـفًـا فـــي رحـــابِ الـغـيـبِ مـنـتـبذًا
مــــن الــسـمـاواتِ وجــهًــا واحــــدًا أحـــدَا
تــحــنــو الــغـمـامـةُ إنْ حـــامــتْ بــقِـمَّـتِـهِ
حـــتَّــى تــلــفَّ عــلـيـهِ الــزنــدَ والــعَـضُـدَا
مــا انـفـكَّ يـغـرفُ مــن جــوفِ الـسحابِ لـهُ
مــــاءَ الــوضــوءِ ويُــحـيـي الـــوِردَ مُـنـفَـرِدا
لا زَعْــزَعَــتْــهُ ريــــــاحُ الـــشـــكِّ عـــاديـــةً
ولا أصــابـتـهُ فــــي مــكـنـونِ مـــا اعـتَـقَـدَا
شــيـخٌ عــلـى الأُفْـــقِ مــا زالــتْ عـمـامتُهُ
شــمَّــاءَ، تــسـبـحُ فـــي مـعـراجِـها صُــعُـدَا
راسٍ؛ إذا اضــطــربــتْ فـــيــهِ هــواجــسُـهُ
صــلَّــى بــهــا، وعــلــى إيــمـانِـهِ اسْــتَـنَـدَا
يـــا نـاسـكًـا فـــي رحــابِ الـغـيبِ مـنـقطعًا
كـــأنَّـــهُ يــتــلـقَّـى مــــــن عُــــــلاهُ نِــــــدَا
بــمِـثْـلِ صَـمـتِـكَ هـــذا مـــا جَـــرَى نُــسُـكٌ
ولا الإلـــــهُ بـــهــذا الــعُــمـقِ مــــا عُــبِــدَا!
مـــاذا تـلـمَّـستَ فـــي الـعـلـياءِ مـــن خـبـرٍ
َمَّـــــا هــنــالـكَ مـــــن أســرارِنــا خَــلُــدَا؟!
فــنــحـنُ مِــثــلُـكَ نُـــسَّــاكٌ نــتــوقُ إلــــى
وحـــــيٍ يُــحَــرِّرُ مــــن أعـمـاقِـنـا الــعُـقَـدا
مـــا زال يُــرعِـدُ صـــوتُ الـغـيبِ فــي دَمِـنَـا
ولـــــم يـــــزلْ دَمُــنَــا بــالـصـوتِ مُــرتَـعِـدَا
----------------------------------------
يــــا بــيـرقًـا رَكَــزَتْـهُ فـــي رُبـــى (هَــجَـرٍ)
يـــــدُ الإلــــهِ، عــلــى الآفــــاقِ مُـنـعَـقِـدَا !
مُــمَـوْسِـقًـا كـــــلَّ ريـــــحٍ تـسـتـظـلُّ بــــهِ
فـتـنـثـنـي عـــنــهُ لــحــنًـا حــالـمًـا غَــــرِدَا
مـــــا هَـفْـهَـفَـتْ نــسـمـةٌ إلا صــحــا وَتَــــرٌ
فـي الصخرِ، وانسلَّ من طبعِ الحصى، وشَدَا
واجـتـاحَـنـا فــــي نــشـيـدٍ لا يــغـيـبُ لــــهُ
صـــوتٌ مـــن الـــروحِ إلَّا نـــابَ عـنـهُ صــدَى
صـــخــرٌ يُــغَــنِّـي؛ ونُــصــغـي لا لـنَـفْـهَـمَهُ
لــكــنْ لــكــي نـتـمـلَّـى نــشـوةَ الـسُّـعَـدَا!
وكــلَّــمــا عَــصَــفَــتْ بــالـلـحـنِ عــاصــفـةٌ
صــــارَ الـنـشـيـدُ ســراجًـا هــامـدًا بَـــدَدا
قــالـتْ لــنـا (الـريـحُ)..و(الـقنديلُ) مـنـطفئٌ
لــن تُـوقِـدوا الـحـبَّ حـتَّى تُـطفِئوا الـحسدا!
جديد الموقع
- 2024-12-24 الشاعر علي النحوي يشعل الجمهور بقصائده الفنّية الإنسانيّة
- 2024-12-24 جمعية الأدب بالأحساء تحتفي باليوم العالمي للغة العربية
- 2024-12-22 احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)
- 2024-12-22 يا يوم لغتي .. أينك أم أيني عنك
- 2024-12-22 ألم الرفض الاجتماعي
- 2024-12-22 نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته أبكر مما تظن
- 2024-12-22 الكتاب السادس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي (تطور اللغة واضطراباتها وعسر القراءة عند الأطفال)
- 2024-12-22 تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
- 2024-12-22 الزهراء (ع) .. المجاهدة الشهيدة
- 2024-12-22 نحو كتب في الشوارع