شعر وأدب واندية ادبيه
2020/07/13 | 0 | 5478
رحيلٌ غيرُ مُتَّفَقٍ عليه
ربَّما لا تكون قصيدة، ولكنها همسةُ وفاء لـروح صديقي المربِّي الفاضل والشاعر/أ. (معتوق العيثان.. أبي عبد الله) رحمه الله تعالى.
رحــيــلُـكَ لــــن أُوَفِّــيَــهُ عَــــزَاهُ
ولــو أفـرغـتُ روحــيَ فــي رِثَـاهُ
ذبــيـحُ الـذكـرياتِ أنــا، وشِـعـري
خــلاصـةُ مـــا تـدفَّـق مــن دِمَــاهُ
وصـوتُ الـحبرِ لـيسَ سـوى دعـاءٍ
يــؤمِّـل أن تــعـودَ عــلـى صَـــدَاهُ
رحــيـلُـكَ غــيــرُ مُــتَّـفَـقٍ عـلـيـهِ
ومــــا حَـدَّثْـتَـنـا عــــن مـنـتـهاهُ!!
مـتـى تـاريـخُ عـودتِكَ الـمُرَجَّى؟!
أَتَــذكِـرَةُ الإيـــابِ بـهـا اشـتـباهُ؟!
أسـائلُ عـنكَ (عـبدَ الله)؟ يبكي..
كـــأنَّ الــدمـعَ صـــارَ لــهُ أَبَــاهُ !!
فــيـا مَــنْ لــم يــزلْ يَـنْـحَلُّ فـيـنا
(أَنًــا) حـتَّـى تـنـازلَ عــن (أَنَــاهُ)
مَــا كُـنَّـا نـسـيرُ مَـعًـا! لـمـاذا انْ-
عَـطَفْتَ؛ وسـارَ كُـلٌّ فـي مَدَاهُ ؟!
خَـتَـمتَ الـمـسرحيَّةَ؟! أَمْ تَـنَاهَى
بِـــكَ الــدَّورُ الـقـديمُ لِـمَـا تَــلَاهُ ؟
رحــيــلٌ لا يُــفَـسَّـرُ.. غــيــرَ أَنَّـــا
نُــفَـسِّـرُهُ لـنَـنْـجُـوَ مــــن لَــظَـاهُ
خَـبَـزْنَا الـحُبَّ فـي فُـرنِ الأمـاني
وأَطْـعَـمْـنَا الـمـشاعرَ مــن قِــرَاهُ
وخَــانَـتْ نـــارُ ذاك الـفُـرنِ حـتَّـى
بَكَى الخَبَّازُ واحترقتْ يَدَاه
------
عـــاكَ الـنـعـشُ نَـعْـيَـةَ حـامـلِـيهِ
فـــأَنَّ الــرمـلُ أَنَّـــةَ مَـــنْ حَــثَـاهُ
جـراحيَ فـيكَ شـتَّى حـيث جـرحٌ
أراهُ، وحــــيــــث جـــــــرحٌ لا أراهُ
ومِـثـلِيَ مَــنْ يُـعَـزَّى فـيـكَ صـبرًا
فـحـاليَ حــالُ مْــنْ دفـنـوا أخـاهُ
أَحَــقًّــا لــــن تُـطَـوِّقَـنـي بــزَنــدٍ
غَـنِـيتُ بـهِ وِشَـاحًا عـن سِـوَاهُ ؟!
ولــن يـنـسابَ لــي مـنكَ الـمُحَيَّا
بـبِـشْرٍ كـنتُ أسـبحُ فـي نَـدَاهُ ؟!
ولـن تـستنهضَ الـفُصحَى فتأتي
إلـيـكَ، وكــلُّ حـرفٍ فـي قُـوَاهُ ؟!
ذبــيــحُ الــذكـريـاتِ أنـــا؛ ذبــيـحٌ
بـطَـيـفٍ مــنـكَ لَــوَّحَ مــن عُــلاهُ!
يـزمـجـرُ داخـلـي نـهـرُ الـمـعاني
ولــكــنَّ الــصـخـورَ تــســدُّ فـــاهُ
إذا مــا لاح شـخـصٌ مـنـكَ سَـمْحٌ
وسَــمَّــرَنـي إلـــيــكَ الانــتـبـاهُ :
رأيـتـكَ مـعـجمَ الأخــلاقِ يـمشي
عـلى قـدميهِ.. يَـقصِدُ في خُطاهُ!
رأيــتـكَ زمـــزمَ الإيــمـانِ يـجـري
بــطُـهـرٍ لــيـسَ تـحـويـهِ الـمـيـاهُ
فــيـا روحَ الـفـضـيلةِ فــي زمــانٍ
يــكــادُ نــهــارُهُ يــنـعَـى ضُــحـاهُ
رعـى الـزُّهْدُ الـمُقَدَّسُ مـنكَ قـلبًا
فــلـم تـأخـذْ نـصـيبَكَ مــن هَــوَاهُ
أَلْـبَـسْـتَ نَـفْـسَـكَ غــيـرَ ثـــوبٍ•
عــلـى تــقـواكَ قــد زُرَّتْ عُــرَاهُ !
شـديـدٌ فــي بـيـاضِكَ، لا تُـعـادي
لـيَـنـسِبَكَ الـسـوادُ إلــى عِــدَاهُ!
جَـمَـالُـكَ لا يُـــرى جَـمـعًا، ولـكـنْ
لــكُـلٍّ مـــا اسـتـطـاعتْ مُـقـلـتاهُ
ولــو جَـمَـعَتْ عـيونَ الـناسِ عـينٌ
رَأَتْــــكَ كــمــا تَــصَــوَّرَكَ الإلـــهُ!
--------
يـتـيـهُ بـنـا الــوداعُ وقــد دخـلـنا•
مــسـاحـتَـهُ، ويَــتَّــسِـعُ الــمَـتَـاهُ
فـمَـنْ أودَى بـحُلْمِكَ فـي ربـيعٍ؟!
وفــضَّ الــوردَ مُـفـتَرِسًا شـذاهُ؟!
وأغـلقَ بـابَ عُـمرِكَ فـي الليالي
عـلـى قَــدَرٍ تـعـجَّل فـي قَـضاهُ؟!
ومَنْ أرخَى السُّدُولَ على التجلِّي
فـأطـفـأَ مـــا تَــنَـوَّرَ مــن بَـهَـاهُ؟!
نَـفَـضْـنَـا مــنــكَ أيــديَـنـا وعُــدْنَـا
تُــوَحِّــدُنَـا عـــلــى ذكــــراكَ آهُ!!
ومـا نُـفِضَتْ - مـن الـحُبِّ- الحنايا
ولا نُـفِضَتْ - مـن الـذِّكْرِ- الـشِّفَاهُ
فــمـا زلـنـا نُـؤَانِـسُ مـنـكَ طـيـفًا
يُـــشِــعُّ بــذكـريـاتِـكَ فــــي رُؤَاهُ
نـحـاولُ أنْ نـضـيءَ الـوقتَ مـهما
خـبـا قـبـسُ الـحقيقةِ مـن سَـنَاهُ
لـنـا فــي الـمـوتِ بـوصلةٌ، ولـكنْ
نُـوَجِّـهُـها، ولــيـسَ لــهـا اتِّـجـاهُ !
مـسـافـاتٌ هِـــيَ الـدنـيـا، ولـيـلٌ
شــريـدٌ مــن دُجــاهُ إلــى دُجــاهُ
ونـحـنُ سُــراةُ هــذا الـلـيلِ قِـدْمًا
نــمـوتُ إذا نُــفَـرِّطُ فـــي سُــرَاهُ
|
جديد الموقع
- 2024-12-24 الشاعر علي النحوي يشعل الجمهور بقصائده الفنّية الإنسانيّة
- 2024-12-24 جمعية الأدب بالأحساء تحتفي باليوم العالمي للغة العربية
- 2024-12-22 احنا جيرانه (ص) أهداها الله كفوفه (1)
- 2024-12-22 يا يوم لغتي .. أينك أم أيني عنك
- 2024-12-22 ألم الرفض الاجتماعي
- 2024-12-22 نمط حياتك قد ينعكس على صفحة دماغك ويؤدي إلى شيخوخته أبكر مما تظن
- 2024-12-22 الكتاب السادس عشر لـ عدنان أحمد الحاجي (تطور اللغة واضطراباتها وعسر القراءة عند الأطفال)
- 2024-12-22 تأثيرات لغوية للقراءة الرقمية
- 2024-12-22 الزهراء (ع) .. المجاهدة الشهيدة
- 2024-12-22 نحو كتب في الشوارع