2020/04/15 | 0 | 3504
من سنيّ الكساد - 1-
من الأمور التي تعكسها الرسائل هي سنوات الكساد و المحل فقد مرّت حالة ركود في سنوات ما بين الحربين العالميتين أثرت على معيشة أهلنا و هذه الرسالة تصوّر صفحات من هذه الحالة و على أسعار بعض السّلع و بعض احتياجاتهم هذا نصّها :
بسم الله الرحمن الرحيم .
من الأحساء في 28 شهر ذو القعدة سنة 1352 هجرية .
جناب الأجلين الأمجدين الأفخمين لعيال الحاج حسن بن الأخ المرحوم الحاج بن الله بن خليفة و الحاج محمد بن العم أحمد بن خليفة المحترمين حرسهم الله تعالى .
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته و مغفرته و أزكى و أشرف تحياته على الدوام و بعد يا محبون أرسلنا لكم خطوط و لا جانا منكم ردّ عسى المانع يكون خير و الخاطر مشوّش من قلّ الخطوط , و بعد إن شاء الله إن كانك عندكم مرّية ام خمس قنيّات[1] أو دون لأجل أنيّ ماخذ من وحدة عربول عشرين ريال و هي منيرة الهاجريّة و يكون ترسلون ويّاها اشوي لكّ جديد لجل عندي مرتعشة حق بدو و عن شاء الله ترسلون ثلاثة قرائين حقّ الجهّال لجل متوجّهين إلى خير و إن شاء الله ترسلون لنا عيش مع السرعة لجل اني تعبان من مشترى و الكاره[2] ما لنا فيها خير و من طرف لطلاب تراني متلعوز ويا أهلهم حادينيه حدّ النهاية , و حسين البقشي مهوب معطيني شي فلوس و لا راس مال و كذلك بو سعد وو إن شاء الله ترسلون له خطّ و تذكر فيه بأنّ عمّي وكيل و لا أكو نزّال شي مرّه , و باقي التّمر مافيه فذّ على مصرف البيت و باقي طلب الزكاة و الجهاد و إن شاء الله متى تجون لازم و نعرّفكم عن الديرة و ما فيها خير مرّة و عندنا مَحْلٍ عظيم و سعر العيش عن ست عشر ريال و الدّهن القياسة عن اثن نعشر ريال و اللحم الرّبعة عن خمسة وأربعين طويلة هليّم و التمر المنّ عن 18 ثمانية عشر ريال زايد و على ( كذا ) مجرد , و أيضا أنا تعرّفونا إذا أوضعت مرة عتيج لأجل أنّه أموصينا أن أطقّ له ( حجول ) و يكون تجتهد في التعريف و عمركم باقي و السلام , و من لدينا العيال جمعة و أخيه , و عبدالله و أخيه عبدالرسول و الرضايع و عيال الأخ ملا حسين و البوجبارة و البقشي و السادة و المشائخ و من عندنا سلم على احسين الحموّد و سادة و الحوّاج سلّم لنا على عبدالله الصايغ و عياله , بن نچاس و عيال بن ربيع و خلف بن عتيبة , و عياله و حارب و عياله , يوسف بن أحمد بن خلف , و الجماعة كافّة
صحّ الوالد الحاج
علي بن خليفة
و في الهامش الأيمن كتب :
و منا! السادة و المشائخ و الابن رمضان و محسن السبتي و أخيه , و محمد تسلّم عليه والدته و رضايعه .
ملامح في الرسالة :
- تاريخ الرسالة هو 28 من ذي القعدة عام 1352هجرية ما يوافق 14 مارس 1934م .
و الرسالة مرسلة من الحاج علي البن خليفة إلى ولدي أخيه حسن بن عبدالله و محمد بن احمد .
- يشتكي كالعادة من قلّة وصول البريد و عدم انتظامه و عدم تحققه من وصول رسائله .
- يسأل الحاج حسن إن كان متوفر لديه ( مرّية ) و هي شكل من أشكال القلائد الحساوية تكون من عقد كروية لها عدّة طرازات مختلفة[3] و تشكّ في خيط أحمر اللون و حاليا في سلسلة من الذهب و تعتبر من القطع الثمينة , و يشير هنا لوزنها و هو خمس جنيهات أو أقلّ و يشير أنه تعاقد مع امرأة اسمها منيرة من بني هاجر و أخذ مقدّما لعمل هذه القطعة 20 ريالا .
- يطلب المرسل من الحاج حسن كميّة من ( اللكّ) و هو مادة راتنجية تفرزها أشجار الغابات في تايلاند و الهند عند إصابتها بحشرة اللكّ فتنتج هذه العصارة و لها استخدامات في طلاء السيراميك الفاخر وفي الصياغة تستخدم بعد إذابتها في عمل دعامي للطبعات و اثناء الحفر على المعدن الثمين , و في بعض الحالات تستخدم لسدّ الفراغات في القطع الصغيرة كالجوامع التي تعلّق على الأطفال ,
كما يستخدم اللكّ كدعامة لبعض المصاغات الفضيّة التي تنصدع بسهولة .
و قد يلجا الصائغ عند رغبة الزبائن ( خاصة أهل البادية قديما ) نظرا لرقة الحال وقتها و رغبتهم في اقتناء قطع ذهبية كبيرة الحجم لترقيق الذهب و صياغته على قوالب من اللكّ المتصلّد لأن اللك يجف و يجمد بعد صهره .و هذا الحال مع الطلب الذي يريد لأجله الحاج علي استجلاب اللكّ .
( و أن شاؤ الله ترسلون لنا ثلاث قرائين حق الجهال لجل متوجهين إلى خير ) يقصد أن ألابناء جمعة و عبدالله و عبدالله يحتاجون مصاحفا لغرض تعلم تلاوة القرآن الكريم .- ( إن شاء الله ترسلون لنا عيش مع السرعة لجل اني تعبان من مشترى و الكاره ما لنا فيها خير )
و هنا يطلب توفير أرزّ لأنه وقتها رجل مسنّ و لا يتعب من شراء الأرزّ و هو مثقل باعباء بيته و بيوت بقية أفراد الأسرة . و هو يشير أن العمل كاسد - الكارة ما لنا فيها خير ! ) .
- (و من طرف لطلاب تراني متلعوز ويا أهلهم حادينيه حدّ النهاية , و حسين البقشي مهوب معطيني شي فلوس و لا راس مال و كذلك بو سعد وو إن شاء الله ترسلون له خطّ و تذكر فيه بأنّ عمّي وكيل و لا أكو نزّال شي مرّه , و باقي التّمر مافيه فذّ على مصرف البيت و باقي طلب الزكاة و الجهاد و إن شاء الله متى تجون لازم ) .
و هنا يشير لحالة التعثر التي يقع فيها من الدائنين و المستدينين منه بسبب الكساد .
- ( و نعرّفكم عن الديرة و ما فيها خير مرّة و عندنا مَحْلٍ عظيم و سعر العيش عن ست عشر ريال و الدّهن القياسة عن اثن نعشر ريال و اللحم الرّبعة عن خمسة وأربعين طويلة هليّم و التمر المنّ عن 18 ثمانية عشر ريال زايد و على ( كذا ) مجرد ) .
هنا يشير المرحوم أنّه مع حالة الكساد كان يعمّ البلد حالة من ارتفاع الأسعار في السلع الأساسية , هي الأرز و الدهن و وحدة قياسة هي الجياسة الحساوية و تساوي 32 ربعة و تعادل كتلتها بالكيلوغرامات أحد عشر كيلو إلا ثلث على وجه الدقة .
مع مراعاة أن الريالات في تلك الفترة هي ريالات فضيّة .
و سعر اللحم الربعة ( 333غرام و ثلث ) تساوي خمسة و أربعين طويلة و الطويلة الحساوية ذلك الوقت توقف العمل بها لكن صار يعبرّ عن أجزاء الريال ب الطويلة .بحيث يعادل الريال الفضي 220 طويلة ثم أعيد تقييمه ب200 طويلة .
- (و أيضا أنا تعرّفونا إذا أوضعت مرة عتيج لأجل أنّه أموصينا أن أطقّ له ( حجول ) و يكون تجتهد في التعريف )
و يسأل إن كان صديقهم عتيق بن عريّان و هو طوّاش من أهل أبو ظبي , قد أنجبت زوجته لأنه قام بتوصيته على عمل حجول و هي مصاغات تصنع غالبا من الفضة كزينة للساقين , أحيانا تصاغ من الذهب .
- (و من لدينا العيال جمعة و أخيه , و عبدالله و أخيه عبدالرسول و الرضايع و عيال الأخ ملا حسين و البوجبارة و البقشي و السادة و المشائخ و من عندنا سلم على احسين الحموّد و سادة و الحوّاج سلّم لنا على عبدالله الصايغ و عياله , بن نچاس و عيال بن ربيع و خلف بن عتيبة , و عياله و حارب و عياله , يوسف بن أحمد , و الجماعة كافّة )
ثم يبلّغه تحياته و سلامه للجماعة الحساوية هناك و قد زاد اسم واحد هو الحوّاج :
و هو أحمد الحوّاج .
كما أشار للسلام على مجموعة من أهالي بو ظبي و دبي منهم :
عبدالله الصايغ : من بحارنة أبو ظبي , تاجر و طوّاش و صواغ و اشتهرت أسرته بالصياغة و تجارة اللؤلؤ و أبرز أبنائه الحاج يوسف الصائغ وجيه بحارنة الإمارات و كان عضوا في مجلس إعادة تخطيط أبو ظبي في الستينيات .
بنّ نچاش : أيضا من بحارنة الإمارات .
خلف بن عتيبة و[4] عياله : من مشاهير تجار اللؤلؤ ومموليهم , و له مآثر حسنة في أبو ظبي منها إنشاء مدرسة لتعليم الأبناء استدعى لها علماء من الأحساء كالشيخ عبداللطيف الشيخ مبارك .\
- حارب و عياله : هو حارب بن حارب بن شخبوط بن ذياب الفلاحي من أهل دبي تاجر و طوّاش و بينه و بين الجماعة تعامل .
- يوسف بن أحمد :
[1] يقصد جنيهات ذهبية و جنيه ينطقها بعض أهلنا بالجيم القاهريّة فيكتبها قافا , و بعضهم ينطقها جيما
[2]الكاره = المهنة و الصناعة و الحرفة .
[3]تعرف هذه الطرازات ب ( دجّ) و ( چول ) و ( حشف ) و ( بيذانية ) .
[4] ملاحظة لا أعلم هل ايراد اسم خلف بن عتيبة اشتباه من المرسل لأن بالبحث في الشبكة وجدت أنه توفي قبل تاريخ الرسالة , فهل كان يقصد أبناء خلف بن عتيبه ؟ ! ربما .
جديد الموقع
- 2024-04-26 مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يكرم بر حي الملك فهد
- 2024-04-26 فرع مركز الملك عبدالعزيز بالشرقية للتواصل الحضاري يكرم مركز بر الفيصلية .
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات
تعليقات
Mariam
2020-04-16السلام عليكم اخي اريد طريقه للتواصل لديه استفسار عن احد الطواشين من دبي وكانو موجودين في الاحساء