2020/04/07 | 0 | 4191
جعفر عمران عين احسائية دفاقة
(قدمت خطبتي ٢٧ في نادي هجريات توسمسترز، بتاريخ ١٣/ ٨/ ١٤٤١ هـ والتي كان يجب أن أتحدث عن شخص ملهم. كانت بعنوان "عين احسائية دفاقة" )
ملهمي قيل عنه "لا تجد مواده الصحفية مبتذلة بشكل يومي، بل أنه ينتقي موادّه ومواضيعه كالطير عندما يلتقط الحب ليطعم صغاره" ، لأنه علمنا أن " الإعلامي الحقيقي يعلم متى وكيف يؤثر في جمهوره"
ملهمي تواجد في عدة محطات من حياتي ابتدأت عام ٢٠٠٤ م مع افتتاح "منتدى الأحساء النسائي الثقافي" الذي أسسته الأستاذة فتحية الأمير مع زوجها المهندس صادق الرمضان وكنت أنا عضو مؤسس مع مجموعة ناشطات. وضعنا خطة عمل وتميز "المنتدى" في حينه وعلا صيته. احتجنا إلى كيفية صياغة التقارير الصحفية نحن و"منتدى النور" لعائلة البوخمسين، حينها لاح في الأفق اسم صحفي تعرفت عليه لأول مرة في زمن كان القلم والورق والإيميل لفئة الخاصة هو طريقة التواصل الوحيدة وذلك عبر ورشة عمل قدمها للسيدات حول كتابة الخبر والاستطلاع والتحقيق في الصحافة في عام ٢٠٠٥م
هذا الصحفي لم يَقبل أن يطلق على نفسه إعلاميا في ذلك الوقت مع أنه عمل في عالم الصحافة منذ عام ١٩٩٣ م وكانت سنوات خبرته في هذا العالم ١٣ عام ،، ملهمي في عالم الصحافة والإعلام هو الأستاذ جعفر عمران .
في هذه الورشة مع ورشة قدمها على الانترنت عام 2006 في (شبكة المنطقة الشرقية للعلوم الثقافية ـ منتدى الصحافة)علمني أن العمل الإعلامي أمر مرهق ويحتاج إلى عمل جاد، وصبر تتسابق فيه مع الزمن ومع جدة الحدث، وكان يقول: "إذا أردت أن تكتب بشكل جيد عليك أن تقرأ بشكل جيد في قراءات متنوعة في صحف متنوعة، مع متابعة الصحفيين المحترفين ، كما تحتاج الى تدريب وتدريب على كتابة الأخبار والمواد الصحفية" ،
في كل مره استفسر منه عن شيء كان يقول لي: "أنت لا تقرأين جيداً"، أعارضه وأقول له "أنا اقرأ"، ليباغتني "كم جريدة قرأتي ؟ولمن قرأتي ؟"
فتعلمت منه أن اقرأ ليس لاستمتع وأتثقف، بل لأعرف كيف أكتب واجذب وأؤثر في جمهوري
استمر جعفر عمران في إلهامي من خلال استمراره في تدفق ينابيع علمه من آن لآخر كلما تواصلت معه
ليسعد بي ويفخر بي أن جهوده معي تكللت بالنجاح بعد إبرام أول عقد صحفي معي في "جريدة المدينة" ثم "مجلة الشرق"، كان العمل يحتاج إلى صبر وإلى سرعة نشر لأن الخبر الصحفي كما علمني هو سريع العطب، نشره يعرضه للتلف فلابد أن تكون في صراع مع الزمن ، وهنا لم أجد نفسي قادرة على اللحاق بالأخبار، فأضاء طريقي إلى عمل الاستطلاعات الصحفية والتي أعتبرها نقطة قوة لدي لتكون انطلاقتي الحقيقية بمساعدته ومعه في "شبكة التوافق الإخبارية الالكترونية بين عامي 2008 و2010م ، والتي كان هو رئيس تحريرها ، تجربة إعلامية ثرية جداً من شخص هادئ حازم دقيق ملهم ومتجدد ، تعلمت فيها أن أكون محايدة، وأن أكتب بلغة بسيطة.
لكن شاءت الظروف لإيقاف الشبكات الإعلامية، لأقف في الظل أترقب من بعيد عالم الصحافة، فيقرّعني على عدم الكتابة والاستمرار ويقول "أنت كسولة"، اشحذي قلمك لأنه إذا توقف يصعب عودته. فكنت أكتب بكسل من حين لآخر حتى دخلت "عالم التوستماستر" وترشحت مسؤولة العلاقات والإعلام وهنا سن قلمي من جديد، ليعرفني على تحدٍ جديد وذلك عند استضافتنا له في نادي هجريات وقدم محاضرتين في عام عام ٢٠١٤م و ٢٠١٥ م عن "فن الكتابة" وعن "ثقافة الصورة" حيث التحدي الذي يواجهه الإعلامي في أن الصورة ثقافتها أقوى من الكتابة، الصورة يفهمها العامة وتصل الى الملايين أسرع وأوضح ، لذلك يجب أن ينتبه الكاتب أن يكون مقاله معتنى به من حيث صورة مسافاته وجمله وتقطيعاته .
ثم انتقلنا إلى عالم تقني وتنوع وسائل التواصل والقنوات، دخلت معه في تجربة جديدة عبر تطبيق الواتساب وتولدت "صحيفة الأحساء واتساب" عام ٢٠١٥م ،والتي اشترك فيها عدد من الهجريات وكان ملهم حقيقي لهن ليشحذ أسنة أقلامهن في الخطب، وفي المقالات، والقصص، والشعر، ثم تمخض من هذه التجربة كتاب يلخصها جمع نتاج المتعاونات والمتعاونين في اصدار كتاب "الأحساء واتساب"، وأتت عظمة هذا الشخص عندما وجدنا أن الكتاب نشر باسم زميلتنا الكاتبة ساجدة المازني وليس باسمه ليعلمنا درسا؛ أن القائد داعم وليس منافساً، لأن في جعبته الكثير فلديه كتبه "سالفة طويهر" 2013 و"ذاكرة المكان " 2013 و"أنا إعلامي" 2018 وغيرها من المكتظ داخل الأدراج وسيخرج في أوانه.
مازال يجدد فيّ الدروس، فمع اقتحام الكثير للإعلام كان يقول الفرقعات الاعلامية تتزاحم الآن لكنها ستزول في وقت الأزمات و سيجلو صوت ضجيجها ويبقى المكان لأصحاب الرسالة الإعلامية الحقة، وفعلاً في أزمة "كورونا" هدأت الأصوات وخرج جعفر عمران بنشيجه وصليله عبر سلسلة مقالات وقصص كورونية تعطيك دورس خفيةِ من هذه الأزمة ويكون جعفر عمران إبداع متجدد عندما جفت الأحبار فهو عين دفاقة من عيون الاحساء التي لا تنضب.
جديد الموقع
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد
- 2024-11-21 القراءة للكسالى
- 2024-11-21 القراءة واتباع الأحسن
- 2024-11-21 روايات أسامة المسلم بين جيلين.
- 2024-11-21 ( غرق في المجاز، مَجازٌ في الغرق ): قراءة في ديوان الشاعر جابر الجميعة
- 2024-11-20 الدكتور عبدالمنعم الحسين يدشن حملة التشجير الثالثة ببر الفيصلية