2017/08/22 | 0 | 4416
عبد الحسين عبد الرضا متفرجا....والجمهور يؤدون الكوميديا السوداء
حينما ذهبت للسلام على والدتي وجدتها تتهيأ للخروج من المنزل . وقالت إنها ستذهب إلى منزل (أم علي) التي أقامت في بيتها (عشرة أيام قراءة حسينية ) لروح عبد الحسين عبد الرضا رحمه الله
يقول أحد الأصدقاء:
حينما ذهبت للسلام على والدتي وجدتها تتهيأ للخروج من المنزل . وقالت إنها ستذهب إلى منزل (أم علي) التي أقامت في بيتها (عشرة أيام قراءة حسينية ) لروح عبد الحسين عبد الرضا رحمه الله
وأم علي هذه امرأة في السبعينات لاتشاهد التلفزيون ، ولا تعرف عبد الحسين عبد الرضا وربما لو رأت عبدالحسين في (بساط الفقر) يغني مع سعاد عبدالله
لاعتبرتها كارثة أخلاقية كما علموها وتربت عليه!
وينقل هذا الصديق على ذمته أن مجموعة من
المتزمتين الذين يحرمون الفن ويصفون فناني مجتمعهم بأقسى الأوصاف قرروا الذهاب إلى الكويت للمشاركة في تشييع ودفن جنازة الفنان عبد الحسين .
-وكما روى لي ذلك الصديق - حتى خطب بعض أئمة المساجد والجوامع المتزمتين تضمنت ولأول مرة مضامين إيجابية حول الفن ودوره في بناء الرسالة الإنسانية للمجتمعات . ويقصد كما يقول اولئك الخطباء الذين كانوا في السابق يحشدون الآيات والأحاديث وروايات آل البيت عن تحريم الفن والغناء والعقوبة الأخروية لمن يستمع له.
وكما يقول صديقي
أن بعض الملالي خرجوا من عباءة الحزن و تحدثوا فوق المنابر الحسينية عن مناقب الفنان عبد الحسين عبد الرضا الفنية حتى ظننا أنهم سيوردون روايات في فضائله لدرجة أن البعض طالب بإنشاء حسينية باسمه وربما لن نستغرب أن يأتي
كما يقول صديقي
من يطالب ببناء ضريح على قبره وتكون الكويت مكانا لشد الرحال للزوار والتبرك بضريحه!!!
لوجاءت هذه اللوحة التأبينية من قبل هذه الفئة المتزمتة والمتشددة لتكريم الفنان،واحتراما للفن
تحديدا لالتقطنا الأنفاس وقلنا أن هذه الفئة بدأت تعترف بالفنون وتقتنع برسالة الفنانين ،ولأشرقت في دواخلنا بوادر أمل لكن للأسف كل ماحدث وأكثر جاء كردة فعل عكسية على التغريدة الطائفية من قبل ذلك المغرد الذي أساء فيها للفنان المرحوم ولمجتمعه هو ولروح التسامح في الدين الإسلامي.
هذه التغريدة المتطرفة وردة الفعل المبالغ فيها تقدم مؤشرا إلى ماتريده بعض الفئات المتشددة من إيصال مجتمعاتنا الخليجية إلى التشنج الطائفي .
يفترض أن ماحدث يعتبرا مؤشرا لأهمية الالتفات لذلك بجدية ومعالجته عاجلا لأن ماحصل من فعل وردة فعل يعكس ما تعيشه بعض الفئات المتشددة وتريد تعكسه داخل هذه المجتمعات الخليجية التي تربت على التسامح والمحبة.
حتى لو كان ذلك باستخدام وتشويه الفن والفنانين!!
لو أراد عبد الحسين عبد الرضا أن يمثل ماحدث بعد موته في عمل كوميدي سوداوي لواقعنا لن يجنح به خياله ولا خيال المبدعين لهذه الصور الكوميدية المأساوية . ماشاهدناه بعد موت الفنان عبد الحسين كان دراما خليجية حزينة مؤلمة
لكن هذه المرة لعب المتشددون دور البطولة وتوزعت الأدوار بينهم
وكان عبد الحسين ومحبيه من فنانين وغيرهم
كانوا هذه المرة فوق مقاعد الجمهور يشاهدون فصلا مؤلما من فصول مسرحية طالما تمنوا أن يسدل عليها الستار .
لو كان له أن يقول كلمة بعد موته لقال : إن ماشاهدتموه بعد وفاتي في ساعات اختصر كل ماحذرت منه في رسالتي الفنية خلال خمسين عاما !!.
جديد الموقع
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد
- 2024-11-21 القراءة للكسالى
- 2024-11-21 القراءة واتباع الأحسن
- 2024-11-21 روايات أسامة المسلم بين جيلين.
- 2024-11-21 ( غرق في المجاز، مَجازٌ في الغرق ): قراءة في ديوان الشاعر جابر الجميعة
- 2024-11-20 الدكتور عبدالمنعم الحسين يدشن حملة التشجير الثالثة ببر الفيصلية