الأخبار
2016/06/04 | 0 | 2029
لتدين في عالم اليوم ملخص محاضرة قدمها الدكتور محمد خاتمي *
( حسين علي الناصر )
يفتتح خاتمي محاضرته بتساؤل عن معاناة التدين ومسؤلياته ، ولا يكتفي به بل يعيد صياغته بطريقة أخرى وهو أين موقعنا نحن في عالم اليوم ؟ وبين السؤالين ترابط صاغهما بأسلوب مختلف ولعله يشير بأن المعاناة التي يعيشها المتدين من التخشب و التعصب هي التي أودت بحضارتنا إلى التوقف بعد أن كان لها الدور التاريخي الإنساني ولكن مع الأسف الشديد المسلمون فقدوا دورهم ، وتغلب الغرب عليهم وهذا مما لا يختلف عليه أحد إلا من يحاول أن يكذب على نفسه ، ويضرب مثال بسيط بأن المكان الذي هو فيه من بناء و أثاث وحتى ناقل الصوت كلها من الغرب .
لتدين في عالم اليوم
ملخص محاضرة قدمها الدكتور محمد خاتمي *
يفتتح خاتمي محاضرته بتساؤل عن معاناة التدين ومسؤلياته ، ولا يكتفي به بل يعيد صياغته بطريقة أخرى وهو أين موقعنا نحن في عالم اليوم ؟ وبين السؤالين ترابط صاغهما بأسلوب مختلف ولعله يشير بأن المعاناة التي يعيشها المتدين من التخشب و التعصب هي التي أودت بحضارتنا إلى التوقف بعد أن كان لها الدور التاريخي الإنساني ولكن مع الأسف الشديد المسلمون فقدوا دورهم ، وتغلب الغرب عليهم وهذا مما لا يختلف عليه أحد إلا من يحاول أن يكذب على نفسه ، ويضرب مثال بسيط بأن المكان الذي هو فيه من بناء و أثاث وحتى ناقل الصوت كلها من الغرب .
والتأثر الحاصل أن المسلمين لايزالون يقارنون أنفسهم بحضارة الغرب وهذا ماتسبب باهتزاز شخصيتهم ، لأن مايقومون به لايتناسب مع حضارتهم ، ويشير إلى أطروحات ماركس و أنغلز أنها كانت الأكثر فاعلية في حينها ولكن المسلمون قد وقفوا على النتيجة .
ومما لاشك فيه أن الدين توأم الإنسان ومن غيره تكون الحياة بلا معنى ولكن حين يبتلى العالم بالزهد والعرفان والتدين السلبي فهذا يدل على ضيق الأفق وسرعة التهور إلى الخطأ ، ثم أن جوهر الدين أمر مقدس متعال وبما أن الانسان يدرك هذه القداسة وهو محكوم بالعيش في هذا العالم فإن ذهنه وحياته في تحول مستمر وبالتالي فإن معرفته ووعيه نسبيان وقابلان للخطأ ، لذلك حين يمارس الانسان حياته الطبيعية سيمر في تجارب كثيرة يخطأ ويصحح معارفه ولا يمكن لأحد أن يدعي بالحقيقة الكاملة ، وهنا يتساءل خاتمي عن الإسلام : أي إسلام نريد ؟ وحين نتحدث عن الإسلام ، أإسلام أبي ذر ؟ أم إسلام ابن سينا؟ ..وإلخ ، فكلها شواهد تاريخية ، اجتهدت ولكن بحقيقة نسبية لا مطلقة .
فعندما يتساءل خاتمي في بداية محاضرته عن موقعنا في عالم اليوم ؟ فالسبب مشكلات المتدينين عندما تضفى قداسة الدين على تصورات الانسان عن الدين وهي زمانية – مكانية محدودة ونسبية قابلة للخطأ بل أكثر من ذلك حين يعتقدون بأن ما توصلوا إليه هو عين الدين ومن يعتقد مثلهم فهو المتدين الحق ومن هنا تنجم أكثر حملات التكفير والرمي بالفسق والفجور .....إلخ .
فالدين بدون أدنى شك له القداسة والسمو ، ولكن يقول خاتمي بأن بيننا أمر مشترك اسمه العقل فهو وسيلة للفهم والتفاهم مع العالم ، ومن الانصاف الاعتراف بأن وسيلتنا أيضاً الوحي الإلهي والذي هو كتاب الديانة والتشريع ولكن وجود العقل إنما هو إدراك أن الفهم الإنساني محدود ومتغير وباعتقادي أن الفهم المحدود لايمكن معرفة حدوده ، ولايمكن أن يقتنع المتدين بسهولة أن الله عندما يدعونا إلى الدين دون أن يكون سبيل لبلوغ حقيقته .
ثم يقول خاتمي لأن القلب هو السبيل لمعرفة الله لا العقل ويستدل بالآية الكريمة "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" سورة الحجر آية 15 ، وحقيقة التدين تجربة وليست فكر ، ومن أهم وأبرز مشكلات مجتمعات المتدينين أنهم ينقلون القداسة والإطلاق والسمو والتي هي من صفات جوهر الدين إلى تصوراتهم النسبية والمحدودة و إلى فهمهم عن الدين ثم يحاولون وبأي ثمن فرض تصورهم الناقص على الواقع والذي لايدوم ومن لايعلم بمعاناة العلماء والمفكرين مما مورس عليهم من ضغوط ، فتحول نظرة الانسان إلى الدين لايوجه لطمة إلى حقيقة جوهر الدين ولا إلى قدسيته وسموه ، بل الضرر الأكثر عندما يتصور الانسان أن ماتصوره عن الدين هو الدين بعينه ، وهذا ماشغل مسرح التاريخ وكان المصاب الأول في هذه المعمعة هو الانسان فلقد عطل ذهنه الفاعل المتوقد أمام الحقيقة ناهيك بإصابة الدين ويؤكد خاتمي ألا نحسب ماتوصلنا إليه هو حقيقة الدين ولكن المهم أن تكون عودتنا المتواصلة إلى المصادر الدينية تكون بالاسلوب الصحيح .
ولكي يخفف الانسان على نفسه عليه أن يقبل بحقيقة تصورنا عن الدين المقدس بأنه موضوع بشري وبمثل هذه الرؤية تفتح السبل أمام التحول في كافة شؤون حياة المتدينين وأن ننظر إلى الغرب نظرة محايدة لنتعرف عليه والاستفادة من انجازاته والتنبه أيضاً لدرء أخطاره وبهذا تتوفر لدينا القدرة على التشخيص والانتقاء .
حسين علي الناصر
* انظر : كتاب مطالعات في الدين والإسلام والعصر
والتأثر الحاصل أن المسلمين لايزالون يقارنون أنفسهم بحضارة الغرب وهذا ماتسبب باهتزاز شخصيتهم ، لأن مايقومون به لايتناسب مع حضارتهم ، ويشير إلى أطروحات ماركس و أنغلز أنها كانت الأكثر فاعلية في حينها ولكن المسلمون قد وقفوا على النتيجة .
ومما لاشك فيه أن الدين توأم الإنسان ومن غيره تكون الحياة بلا معنى ولكن حين يبتلى العالم بالزهد والعرفان والتدين السلبي فهذا يدل على ضيق الأفق وسرعة التهور إلى الخطأ ، ثم أن جوهر الدين أمر مقدس متعال وبما أن الانسان يدرك هذه القداسة وهو محكوم بالعيش في هذا العالم فإن ذهنه وحياته في تحول مستمر وبالتالي فإن معرفته ووعيه نسبيان وقابلان للخطأ ، لذلك حين يمارس الانسان حياته الطبيعية سيمر في تجارب كثيرة يخطأ ويصحح معارفه ولا يمكن لأحد أن يدعي بالحقيقة الكاملة ، وهنا يتساءل خاتمي عن الإسلام : أي إسلام نريد ؟ وحين نتحدث عن الإسلام ، أإسلام أبي ذر ؟ أم إسلام ابن سينا؟ ..وإلخ ، فكلها شواهد تاريخية ، اجتهدت ولكن بحقيقة نسبية لا مطلقة .
فعندما يتساءل خاتمي في بداية محاضرته عن موقعنا في عالم اليوم ؟ فالسبب مشكلات المتدينين عندما تضفى قداسة الدين على تصورات الانسان عن الدين وهي زمانية – مكانية محدودة ونسبية قابلة للخطأ بل أكثر من ذلك حين يعتقدون بأن ما توصلوا إليه هو عين الدين ومن يعتقد مثلهم فهو المتدين الحق ومن هنا تنجم أكثر حملات التكفير والرمي بالفسق والفجور .....إلخ .
فالدين بدون أدنى شك له القداسة والسمو ، ولكن يقول خاتمي بأن بيننا أمر مشترك اسمه العقل فهو وسيلة للفهم والتفاهم مع العالم ، ومن الانصاف الاعتراف بأن وسيلتنا أيضاً الوحي الإلهي والذي هو كتاب الديانة والتشريع ولكن وجود العقل إنما هو إدراك أن الفهم الإنساني محدود ومتغير وباعتقادي أن الفهم المحدود لايمكن معرفة حدوده ، ولايمكن أن يقتنع المتدين بسهولة أن الله عندما يدعونا إلى الدين دون أن يكون سبيل لبلوغ حقيقته .
ثم يقول خاتمي لأن القلب هو السبيل لمعرفة الله لا العقل ويستدل بالآية الكريمة "واعبد ربك حتى يأتيك اليقين" سورة الحجر آية 15 ، وحقيقة التدين تجربة وليست فكر ، ومن أهم وأبرز مشكلات مجتمعات المتدينين أنهم ينقلون القداسة والإطلاق والسمو والتي هي من صفات جوهر الدين إلى تصوراتهم النسبية والمحدودة و إلى فهمهم عن الدين ثم يحاولون وبأي ثمن فرض تصورهم الناقص على الواقع والذي لايدوم ومن لايعلم بمعاناة العلماء والمفكرين مما مورس عليهم من ضغوط ، فتحول نظرة الانسان إلى الدين لايوجه لطمة إلى حقيقة جوهر الدين ولا إلى قدسيته وسموه ، بل الضرر الأكثر عندما يتصور الانسان أن ماتصوره عن الدين هو الدين بعينه ، وهذا ماشغل مسرح التاريخ وكان المصاب الأول في هذه المعمعة هو الانسان فلقد عطل ذهنه الفاعل المتوقد أمام الحقيقة ناهيك بإصابة الدين ويؤكد خاتمي ألا نحسب ماتوصلنا إليه هو حقيقة الدين ولكن المهم أن تكون عودتنا المتواصلة إلى المصادر الدينية تكون بالاسلوب الصحيح .
ولكي يخفف الانسان على نفسه عليه أن يقبل بحقيقة تصورنا عن الدين المقدس بأنه موضوع بشري وبمثل هذه الرؤية تفتح السبل أمام التحول في كافة شؤون حياة المتدينين وأن ننظر إلى الغرب نظرة محايدة لنتعرف عليه والاستفادة من انجازاته والتنبه أيضاً لدرء أخطاره وبهذا تتوفر لدينا القدرة على التشخيص والانتقاء .
جديد الموقع
- 2025-10-26 أفراح العبد اللطيفف والنمير تهانينا
- 2025-10-26 مفتي عام المملكة ينوّه بدعم القيادة لجهاز الإفتاء ويُثني على جهود الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ رحمه الله
- 2025-10-26 مستشفى العمران العام يُجري أول عملية منظار لمفصل الركبة ضمن خدمات العظام والإصابات الرياضية
- 2025-10-26 أبناء "بصمات" يتألقون في ماراثون أرامكو للأمن السيبراني ضمن فعاليات التحول الرقمي برعاية مدير تعليم الأحساء
- 2025-10-26 سمو محافظ الأحساء يكرّم المتقاعدين من منسوبي المحافظة تقديرًا لجهودهم
- 2025-10-26 بحضور متوهِّج لأبنائها في الملتقى الأسري لعام 1447هـ.. سادة آل سلمان تعزِّز أواصر القربى وتحتفي بالعلم والعطاء الاجتماعي
- 2025-10-26 رئيسة "مشكاة التعليمية" العراقية تزور متحف "للماضي أثر" التراثي وتطلع على كنوزه
- 2025-10-26 د. صبري زيادة استشاري جراحة العظام بمستشفيات الحمادي.. في حديث عن: الإحساس بالحرقان في باطن القدمين
- 2025-10-26 وفد خليجي يزور مؤسسات الطاقة في ألمانيا وبلجيكا لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات
- 2025-10-26 ملتقى يجمع المتعافيات و المصابات بسرطان الثدي في تجمع الأحساء الصحي