2019/09/12 | 0 | 7478
الشيخ أمجد الأحمد : لنحمي ثقافتنا ..
بدأ الشيخ أمجد محاضرته لليلة السابعة من عاشوراء الحسين عليه السلام بالآية الكريمة.
قال تعالى :" يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ "
▪ و أوضح قائلاً :
الإنسان في حياته اليومية يستقبل معلومات كثيرة و متنوعة من خلال قراءته و مطالعته أو من خلال الإستماع للبرامج و الحوارات و هذه المعلومات فيها الغث و السمين و الصحيح و السقيم .
فلابد أن يفحص الإنسان هذه المعلومات و هذه المقالات و الأفكار التي يطلع عليها لكي لا يكون فريسة للخادعين و المغالطين و هذا ما يدعو إليه العقل و الدين لأن هناك من يلبس الباطل لبوس الحق فيقدم الفكرة الباطلة بصورة جذابة مما يجعل الإنسان يستقبلها بشكل طبيعي .
يقول أمير المؤمنين عليه السلام " إنّما سميت الشبهة شبهة لأنّها تشبه الحق "
ولهذا يدمن المجتمع على طريقة تفكير خاطئة إذا راجت مثل هذه المغالطات .
و لقد دوّن أرسطو المنطق و جمع قوانينه لأنه أراد ان يواجه حالة السفسطة و المغالطات التي أنتشرت في العهد اليوناني سابقاً .
ثم أشار الشيخ أنّ السبب الرئيسي لانتشار المغالطات في المجتمع هو شيوع ظاهرة الجدل .
ولهذا من الضروري أن يتعرف الإنسان على طرق الإستدلال الصحيحة لكي لا يقع في المغالطة ولا يكون ضحية لمغالطات الآخرين .
نماذج من تلك المغالطات
1- مغالطة المصادرة على المطلوب .
يفترض المغالط قضية مسلمة وهي في الأساس ليست كذلك و يجعلها مقدمة في الاستدلال للوصول إلى النتيجة التي يريدها .
2- مغالطة المنشأ و المصدر .
أي فكرة هي بنت الدليل و عندما نريد معرفة إذا ما كانت صحيحة أو باطلة فعلينا أن نرجع إلى دليلها . أمّا المغالطين فلا يرجعون لدليل الفكرة بل يرجعوا إلى منشأها فإذا كان يرتضيه أخذ بها و إذا لم يكن يرتضيه رفضها و إن كانت صحيحة . قال أمير المؤمنين عليه السلام " لا تنظر إلى من قال ، وانظر إلى ما قال "
3- مغالطة الثنائيات ( الإحراج الزائف ) .
وهو وضع خيارين فقط في أي مسألة فكرية مما يضع الآخر في إطار معين إما الحق أو الباطل إما معي أو ضدي .
4- مغالطة تسميم البئر .
يسمم فكرة معينة بأن يضع حولها سم لكي لا يقول بها أحد و مثالاً على ذلك من يقول هذا الرأي ليس فقيه أو محارب للشعائر أو محارب للعقيدة أو من يقول بهذا الكلام يكون ضد الحسين عليه السلام .
5- مغالطة القديم و الجديد .
في جماعة عندهم مقياس أن صوابية الفكرة أن تكون جديدة و يستأنس بأي قول جديد أو فكرة جديدة ( أسير لكل جديد ) و هناك من يكون أسير لكل ماهو قديم و أنّه ينبغي أن نبقى على التراث .
قال تعالى :" وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ "
6- مغالطة المساواة بين الإمكان و الوقوع .
يساوي بين الإمكان و الوقوع و تكون هذه المغالطة عادة في الغيبيات و الأمور المعنوية . كقضية الكرامات و المعاجز بأن يتحدث أحدهم عن كرامة أو مقام لإمام أو ولي و تسأله أين دليلك ؟ فيجيبك : وهل هناك ما يمنع ذلك؟ أليس هذا ممكن؟ .
7- مغالطة الخلط بين السبب و الدليل .
يأتي إلى سبب من الأسباب التي دعت النّاس للإيمان بفكره معينة ويستدل بذلك لنفي الفكرة الأساس . كمن يستدل على نفي وجود الخالق بأن سبب إيمان الناس بالله خوفهم من الكوارث و غيرها .
8- مغالطة التعميم .
مثلاً معلم يضرب طالب و تقول كل المعلمين قساة . و مثال آخر معمم ليس لديه أخلاق و يعمم ذلك على كل المعممين . وهذه مغالطة و فيها إسقاط لنوعية المجتمع و يعرضك للمحاسبة أمام الله .
9- مغالطة الإحتكام إلى الكثرة .
بأن يستدل على صوابية فكرة لكون أكثر النّاس يقولون بها و هذا ليس دليل كافي على حجية الفكرة . و لننظر إلى تعامل القرآن الكريم مع الكثرة " و ما أكثر النّاس ولو حرصت بمؤمنين " " أكثرهم للحق كارهون " " و قليل من عبادي الشكور " .
ولو كانت الكثرة دليل صحيح لكان عمل قوم نبي الله لوط صحيح !!
ولو جئنا إلى حركة الإمام الحسين عليه السلام لوجدنا أنّ أكثر الناّس ضد الحسين عليه السلام .
و الذين مع الإمام عليه السلام قلة وقفوا الموقف المناسب في الوقت المناسب في الزمن المناسب مع الشخص المناسب و قد أحدثوا التغير في الأمة لأنهم يملكوا البصيرة و في طليعتهم أبو الفضل العباس عليه السلام .
جديد الموقع
- 2024-09-18 التعصب والمتعصبون
- 2024-09-17 الفتيات الصغيرات تستخدم مستحضرات مضادة للشيخوخة شاهدنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. الضرر النفسي الحاصل بسببها أعمق من الضرر الذي أصاب البشرة
- 2024-09-17 التدخين أثناء الحمل يضر بالأم وبالجنين ولاحقًا بمستوى تحصيل الطفل الدراسي
- 2024-09-17 الأدلة لا تفيد بأن من عاشوا خلال المراحل الأخيرة من العصر الحجري في شمال غرب المملكة العربية السعودية قد واجهوا تحديات موجات جفاف مما اضطرّهم الي الترحال، بل عاشوا حياة متقدمة ومزدهرة
- 2024-09-17 ما الصور الذهنية وما فوائدها؟
- 2024-09-17 عقد قران الشاب طارق ابن المرحوم عبدالهادي محمد البجحان تهانينا
- 2024-09-17 من سلبيات القراءة الرقمية
- 2024-09-17 القراءة وغسل الملابس
- 2024-09-17 نحن والمشاعر
- 2024-09-17 -الكتابة كالقهوة