2022/08/14 | 0 | 5613
الشيخ عبد الجليل البن سعد : ( فريسة ذئاب التحول) الشواذ والمتحولون جنسيًّا
استهل سماحة الشيخ محاضرته بالآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ والمنكر)
النور ٢١.
في جانب آخر من جوانب التحول نسلط الأضواء على بعض القضايا والهموم المعاشة في هذا العصر، وقد بدأت تثير قلق الكثير، ويراها فيها عقلاء الناس تهديدًا صريحًا وواضحًا للإنسانية، بل هي عملية. مسخ واضح للقيم الإنسانية، وذلك ما يعرف بقضية( الشذوذ الجنسي) و(الجنس المتحول) أو (التحويل الجنسي) وهو تحويل الذكر إلى أنثى، والأنثى إلى ذكر.
ويدور حديثنا في هذا الصدد يرتكز على عدد من المحاور:
▪️الوجه الدلالي في الآية المذكورة.
▪️النسبية في الطباع والأخلاق.
المحور الأول :
النظر للقرآن والمعطى القرآني من هذه الناحية يستطيع أن يغير أفقنا الثقافي الذي من خلاله نتعامل ونتعاطى مع هذه القضايا.
الوجه الدلالي للآية المذكورة:
أشارت الآية إلى الشيطان بإصبعين، وكل إشارة أوضح من الأخرى.
الإشارةالأولى : حينما عبرت بخطوات التي تجاوزها الكثير من المفسرين الذين يتبعون أسلوب التلقين، وليس أسلوب الاستئناس من اللفظ، ولكن السيد الطباطبائي (قدس الله سره) بنا له من قريحة لغوية متناهية في اللطف إلى حد أن المجلد الأول من الميزان بعد طباعته نُقِل إلى مصر ( الأزهر) باعتبار قيادة السيد البروجردي للطائفة الشيعية، التي تفردت بأمور كثيرة، إحداها انها بنت قناة تواصل ثقافي مباشر بين قم والأزهر. وكلما كان يُطبع كلام مهم تُحمل منه نسخ إلى الأزهر، مثل كتاب الخلاف للشيخ الطوسي المطبوع في قم حيث قُدم للأزهر، وكتب شيخ الأزهر إعجابه للشيخ الطوسي أنه رغم اهتمامه من أول الفقه إلى آخره بآراء السنة لم نحصي عليه خطأً واحدًا ولا اشتباهًا واحدًا.
طبع السيد المرعشي شرحًا جميلًا للصحيفة السجادية وأهداه للمفسر الكبير الجواهري في الأزهر، مما جعله يقول: (آليت على نفسي إن أمهلني الله في الأجل أن أشرح هذه الصحيفة المباركة لأني أجهلها، بعد أن قرأت هذا الشرح عرفت قدرها).
وكذلك تفسير الميزان بعد طباعة المجلد الأول نقلت منه نسخة إلى الأزهر، وينقل الشيخ الطهراني أنهم اجتمعوا هناك وقرؤوه، فأرسلوا يستفسرون عن الذي كتب هذا الكتاب للسيد الطباطبائي، فجاءهم الجواب: كتبه بقلمه، فاندهشوا بسبب القريحة العربية التي كُتب بها الكتاب وأنه لا يمكن أن يكتب بها أعجمي. السيد صاحب سليقة وقريحة لغوية لطيفة، قال في تفسير الآية: (تعبير الآية بخطوات تعني أن الشيطان لا يسلك بالناس طريقًا غير مسلوك، ولذا يسهل سلوكه على الناس كطرق الشهوة.
وليس هدف الشيطان أن يخالف أمر الله فقط بأية طريقة، وإنما يخالف أمر الله بأن يسلك بالناس طريقًا مريحًا في ظاهر الحال ومسلوك) لأن التعبير بخطوات توحي بإمكان المشي، وبأن فرصة المشي متاحة.
الإشارة الثانية :
ان القرآن جاء باسم المتحول( الفحشاء والمنكر) ولم يذكر الأخلاق الثابتة الطيبة، لأنه حينما يشير إلى المتحول فهو بشير بالمتحول إلى الثابت، بمعنى: أنتم لو تخلقوا على الفحشاء والمنكر، وهناك حالة أخرى خلقتم عليها، ولكن الشيطان يحولكم تحويلًا إلى الفحشاء والمنكر.
(يأمركم) فيها استئناس لغوي، لأن الأمر يصدر من المهيمن، لذا فإن طلب التلميذ من الأستاذ ليس أمرًا، لأنه غير مهيمن. والأمر يستبطن معنيين:
الهيمنة بحيث أنه إذا أمر فهو يريد الاتباع وليس الاقتراح، فهو يأمر ويتوقع المشي خلفه، مثل الهيمنة الإعلامية الموجودة اليوم لدى شياطين الإنس.
القوة والنفوذ
لأنه لو لم يكن قويًّا فإنه لا يأمر أحدًا.
ولا يتحقق الأمر دون الهيمنة والنفوذ.
تخبرنا الآية المذكورة أن الشيطان يكون في موضع القوة غالبًا، وموضع الهيمنة، ومنهما يدفع إلى الفحشاء والمنكر.
وهنا ينبغي وضع جدول مختصر للفحشاء والمنكر حتى نفك رموز هذه المصطلحات:
وتنقسم الفحشاء والمنكر إلى قسمين:
▫️الأول جنسيًّا، من قبيل الزنا، والشذوذ( اللواط والمساحقة). والعادة السرية وما شابه.
▫️الثاني سلوكيًّا. مثل الإدمان على المخدرات والكحوليات، والعبث الذي يكون في الأخلاق، أو في الخلق، وذلك بالدعوة إلى تغيير أخلاق الأمة، أو تغيير في الخِلقة، وللشيطان يد في التحويل الجنسي، وتحدث القرآن عن هذه الأمنية الشيطانية قبل أن يتمكن الحلم من تغيير الخِلقة.
(ولآمرنهم فليغيرن خلق الله) النساء١١٩.
وهذا تقسيم فني فقط .
تعرضنا هنا شبهة : أننا نتكلم عن طباع، وهذه الطباع نسبية، وهي حقل المجتمع ووليدته ولا يمكن تعميمها على كل المجتمعات، وفي كل مجتمع تولد طباع معينة، فلماذا تبدي التحسس من تغيير الطباع وتبديلها؟
المحور الثاني: نسبية الطباع
من أقوى من طرح هذا المعني ديفيد هيوم ومن جاء بعده.
( الأخلاق والطباع هي نسبية وليست راسخة في حياة البشر)، ويصفها بالنسبية بدليل أن المجتمعات بالنسبة للمخدرات والكحوليات على -سبيل المثال- يقول الدكتور أحمد أنور في كتابه(تعاطي المخدرات):
(هذه المجتمعات تصنف إلى ثلاثة أصناف:
1-مجتمعات محافظة، لا تتعاطى هذه الأمور وتمتنع عنها.
2-مجتمعات متساهلة في هذه الأمور إلى حد ما، ولم تصل إلى حد الإباحة التامة.، فمن يتعاطى يتعاطى، ومن لا يتعاطى فليس هناك من يغريه ويغرر به.
3- المجتمعات المتساهلة جدًّا في هذه الأمور.
فإذا كانت المجتمعات مختلفة فهذا دليل على أن حقيقة الأخلاق اجتماعية، فهناك مجتمع يرى الشيء محرمًا، وآخر لا يراه محرمًا، وآخر لا يعتني بحرمته ولا بجوازه. وهذا من صميم الحياة الاجتماعية.
فالحياة الاجتماعية وما تقتضية.
هكذا يرسخون أفكارهم، ويعبدون الطريق أمام غاياتهم واغراضهم.
نريد إعادة النظر على هذه الدعوى، فهل هذا من حقنا؟
وهل للعلم لا يريدون أن يحفظوا لك الحق حتى في هذا المقدار.
ولكن عندما نعيد النظر في هذه الدعوى تتكشف لنا أمور كلها تؤكد على أن الأخلاق نظام واحد، وقريحة واحدة، وفطرة واحدة، وأن التلوّن الذي يذكره علماء الاجتماع ليس له بصلة بالطبيعة، ولكنه راجع لعوامل وحوافز خارجية، وليس نابعًا من صميم المجتمع ولا من داخله، ولذا أول ما يؤكد هذا المعنى عندما نتساءل: متى بدأ المجتمع في أمريكا يفكر وينزع للمخدرات وللشذوذ وللتحول الجنسي، بهذا الشكل المحموم والحماس المسعور؟
بعد وضع أسس نظرية وإعلانها ودعمها، ومنها مدرسة التحليل النفسي التي ظهرت مع بدايات القرن العشرين ونهايات القرن التاسع عشر مع فرويد.
سنتناول هذه المدرسة من جهتين:
▪️الأولى: القاعدة التي تؤسس لها مدرسة التحليل النفسي: هي تريد أن تصل إلى التالي: ما من تحول يقوم به الإنسان إلا ينشأ من الطفولة، من عدم الوعي، وليس هناك فعل يفعله إذا كبر وأصبح شابًّا متمكنًا من الحياة يعود إلى الطفولة. فليس هناك إبداع ولا ابتكار.
ويرى فرويد أن الطفولة تحمل مجموعة من العقد مثل عقدة أوديب، وحاول فرويد أن يؤسس عليها كثيرًا من سلوكيات الناس.
ويرجع كل شيء للهوس الجنسي لما كان يراقبه الطفل بين أبيه وأمه.
وهذه المشاهدات هي التي تشكل العقد لدى الإنسان، ولذلك فإن المتحول جنسيًّا كان يكره الذكورة منذ أيام طفولته لكرهه أبيه، وتلك كانت تكره الأنوثة لكرهها أمها، ويريد الاثنان التحول.
وقد ناقشت أحد المستشارين في هذا الجانب وقد أنكر أن يكون لمدرسة التحليل النفسي هذا الدور والتأثير، ولكن فيما بعد ومع متابعتي للقراءة عدت إليه وأطلعته على مصادر هذه المعلومات، ويثبت هذا المعنى مصطفى صفوان أحد أبناء هذه المدرسة الذي كتب كتابًا ضخمًا في مدرسة التحليل النفسي، والدكتور أحمد أنور. وقد نقلا مساعي
ميدانية لمدرسة التحليل النفسي في موضوع المخدرات والتحول الجنسي وغيرها.
وفي الوجه الأول نظرية قدمت للمجتمع الأوربي وقيل له هذا دينك.
وهذا يعرف من العبارات المشهورة بينهم واتفاقًا مصطفى صفوان يعبر بالتعبير ذاته فيطلق عليها اسم ( الأديان العلمية)، حيث نزعوا الناس من دينهم واستخدموا لفظ الأديان في إقناعهم بالنظريات التي يريدونها.
ما الأديان العلمية؟
مثل الدارونية التي هي دين علمي، والتحليل النفسي دين علمي.
وقابل علماء النفس هذه المدرسة بالرفض الشديد، ولا يزالون.
▪️الوجة الثاني:
أن جماعة فينَّا - وهي جماعة لها نفوذ ولها كلمة وذات تأثير-جعلت نفسها ظهرًا وسندًا لفرويد ودعمته بكل ما أوتيت من قوة.
و تمكنت خلال عشرين سنة من ترسيم هذه المدرسة ليًّا على أنوف الآخرين.
والمدهش أن مدرسة فرويد نفسها شهدت انشقاقات كثيرة جدًّا من تلامذته، ورفضوا طرحه، ومع ذلك لا يزال يعتمد على الدعم الرسمي.
إن مجتمعًا قام على نظرية مدعومة، ولا يمتلك طباعًا تختلف عن طباعنا، ولكن هذه المدارس أجبرته على التغيير والتحويل.
هذا أحد العوامل، وإن إرجاعه إلى نسبية الأخلاق والقيم، ومن طباع مختلفة، وليس من حقك كعربي أن تجبر الغير على طباعك، وليس من حقك أن تتدخل لو اختارت الفتاة العربية طبعًا مغايرًا وتقف في وجهها وتقول: لا.
ما كل هذا إلا خداع وتلبيس.
ولذلك فإن المدرسة السلوكية ضد مدرسة التحليل النفسي، وقد قدمت في هذا الجانب ما هو جميل وقيّم. ففي موضوع المخدرات تكلمت عن خلفية التعاطي والإدمان، وفي الكلام عن الخلفيات أبرزت ظروفًا اجتماعية قاسية دفعت بالشباب نحو الإدمان، ويذكرون من تلك الأسباب الانطواء والكآبة.
ويتعرض مجتمعنا حاليًّا لخطر المخدرات، وقد كان قبل سنوات قليلة لا يعرف أخبار القتل إلا من نشرات الأخبار، واليوم خلال سنتين تتكرر حادثة القتل داخل الأسرة على يد عضو من أعضائها، لهو خطر عظيم. وهو إنذار خطر لهذه المخدرات أو شكل آخر من أشكال الإدمان. فهذا قتل أباه، وذلك قتل إخوته، وآخر أحرق أمه وإخوته، وفي فترات متقاربة.
ومن العوامل أيضًا: انخفاض تقدير الذات. يعجبني من يقف عند ذلك فيقول: انخفاض تقدير الذات وليس تقدير الآخرين. فهناك من يشتكي العقد فهو ملل ومرفه، ولكنه يرى نفسه داخليًّا غير مقدر. وهذه أزمة تقف وراء كثير من عمليات الانتحار، وفي سلوك الانتحار يرد هذا السؤال الكبير: أن أكثر المنتحرين إما أبناء ملوك، أو ملوك، أو تجار مرفهين، أو ذوي مناصب عليا، وذوي أوسمة جامعية، فماذا ينتحر أمثال هولاء؟
لأن لديه انخفاض في تقدير الذات.
ومن الأسباب: الاتكالية والاعتماد، والبحث عن القدرة والقوة، والتمركز حول الذات، وسلسلة طويلة غيرها.
قطعت المدرسة السلوكية اللسان على غيرها، لأنها تشير إلى أن إدمان المخدرات والخمور وسواها لا يعود سببها لاختلاف الطبائع، بل تعود إلى واقع نفسي مرير، وعقد نفسية، ومن يشتكي من إحدى هذه الحالات يعرف ما تسببه هذه المشروبات من حالة خفة آنية، وشعور بالسعادة وقتية فيتعاطاها.
هذا الكلام يصادر الإحالة على نسبية الطباع.
ونريد تمزيق المقولة النسبية تمزيقًا واضحًا.
٣- الدراسة السيسيوإسلامية، وهي الدراسة الاجتماعية الإسلامية، وهي تقدم لنا فرصة مقارنة بين المجتمع الذي ظهر فيه الإسلام وقدم دعوته فيه، والمجتمعات التي أخذتها الدعايات يمينًا ويسارًا.
ولدينا أنموذج الدعوة الذي يفضح الدعايات، فالدعوة تسوق الإنسان طوعًا، أما الدعايات فلها خلفياتها وبعدها برامج، ومن كفل هذه الدعايات يعرف كيف يفرضها فرضًا. وإذا أرادت القرارات منعه يعرف كيف يفرضها.
نلاحظ أن النبي (ص) قدم دعوة فاستجيب له، وقدم الشيطان دعايات ويستجاب له. وهناك فروقات بين الاستجابة للنبي، والاستجابة لشياطين الجن والإنس.
قدم النبي (ص) دعوته لمجتمع كان مدمنًا للخمر أيام الجاهلية، وعلى الفحشاء والزنا، وتشهد بذلك معلقات العرب فضلًا عن دواوينها، ووصل الإيمان بالفحشاء إلى أنهم يرون المكان الإعلامي المناسب لها أن تعلق على أستار الكعبة.
ولما دعاهم النبي (ص) مارسوا معه القوة، وبدأ الناس يستحيبون للرسول وتكونت لديه جماعة، وخاف من مظهر الجماعة الذي لم يكن بصالحهم، لأنهم يشكلون ظاهرة في مكة، وصرفهم إلى الحبشة. وبدأت الجماعة تتكون مع النبي، وتبعوا رسول الله من عند أنفسهم.
وهاجر الرسول إلى مجتمع المدينة وكان لديهم طباع، فحل فيهم وأخذ يمنع تلك الطباع تدريجيًّا، يفصل بين الخطوة والخطوة أشهر أو عام او عامين، وبمجرد أن أمر النبي بحرمة الخمر وشرعها، كانت بيوت الناس ممتلئة بالخمر، ففتحوا الأبواب وأراقوا الخمر في الشوارع، وأخرجوا الأواني.
لقد استجابوا للأمر بسرعة دون دعاية، بل نزلت آية. تلاها النبي فاستجابوا.
ووردت روايات في الزنا أن كثيرات ممن تشرفن بالإسلام امتنعن عن الزنا منعًا باتٍّا، وعن المشركين الذين تجمعهم بهم المنادمة، بسبب منع الرسول.
بينما الطرف المقابل لم يأمرهم أن يكونوا شواذًا فأطاعوه، بل كانت هناك ممارسات إكراه، والإكراه السياسي يختلف عنه في التعليم والمدارس.
بعض وجوه الإكراه :
▪️أن ياتي توجيه لمنظمة الصحة النفسية وهو أن قاموسكم يحتاج إلى تعديل، وعبارة الشذوذ الجنسي يجب أن يُشطب عليها وتْمحى بالكامل، عبروا بالمثلية. ولذا فإن علماء النفس النزيهين والمسلمين بالذات يشيرون وينبهون إلى أن التعبير بالمثلية هو انسياق ثقافي خاطئ، وبداية الخطأ أن شبابنا يعبر بالمثلية. وهذا تهذيب للفحشاء واسمها الصحيح هو الشذوذ، والمثلية هي بداية الخدعة، ومُنِعَت منظمة الصحة النفسية العالمية عن أن تتعاطى التعبير بالشذوذ.
وهذا إكراه وليس اختلاف طباع.
▪️وعلى مستوى شركة اليوتيوب حذفت سلسلة حلقات كثيرة جدًّا لعلماء نفس تكلموا فيها عن المتعافين من الشذوذ فهي مخالفة للقانون.
وقد فحصت الموضوع قبل أسبوعين بنفسي ولا تزال علامات الحذف موجودة، والشكاية من الحذف موجودة.
فالحديث عن المتعافين أو عن طرق التعافي من الشذوذ، ولا يصنف على الاضطراب النفسي.
فهل يصنف الأمر على أنه اختلاف طباع؟
▪️يلزمون منظمات شبابية مثل الفيفا باتخاذ موقفها من خلال دعايات مثلية، وإلا يلغون اتفاقيات اللعب، فهل هذه اختلاف طباع؟
وكتب كتاب من قبل سلسلة عالم المعرفة بالكويت (التلاعب بالعقول) وهو خاص بالتلاعب البشع بالعقول في أمريكا، والإعلام يمارس هذا الدور فتلاعب بالعقول ويكره الناس على ما تريده المنظمات التي تكلمنا عنها سابقا بالليلة الرابعة..
بعض ممارسات الإكراه
1-الدعاية.
2-محاصرة المنابر والمدارس الأخرى، فليس من حقها أن تتكلم أو تكتب كما تريد.
3- على مستوى الأسرة يعطي للفتاة حق التحرر عندما تبلغ الثامنة عشرة، ولو فكرت قبل هذا العمر بممارسة الجنس، يفرض على المستشفيات أن تستقبل حالات الإجهاض وتسهلها للبالغين، وأن تبذل لهم وسائل منع الحمل. كما دلل على ذلك كتاب كاميليا محمد علي، فهل ذلك اختلاف طباع؟
هذا ترويج وعمل على تغيير الطباع.
التشكيك في نظريتهم نسبية الطباع
هناك فرق بين التغاير والتغيير، التغاير يقبل، ولكن التغيير غير مقبول.
على سبيل المثال:
تغيير اللباس وكلام ستيف لوبن عن لباس المرأة ومتى ارتدت هذا اللباس في أوربا، ولأي دواعي، لم تكن المسألة مسألة طباع، التغاير يختلف في طريقة لباس ومواعيد طعام وطرازه، فمثلًا يعد آكلي الدجاج ممن لا قيمة لهم في بعض مناطق أمريكا فإذا غضبت المرأة على زوجها تطبخ له الدجاج وفي ذلك إهانة له.
ولكن التغيير الكلي غير مقبول، فلو غير أحد الشباب برستيجه فذلك ممكن، ولكن التغيير في الشكل ليس الخطوة الوحيدة، بل يتبعه التغير في اللغة، فالمتحولين جنسيًّا يتكلم كالنساء وبطريقة المرأة وقد كان قبل ذلك يتكلم بطريقة الرجال، والتغيير في الزي وكل شيء. وهذا لا يعود للطبائع.
ولذا
هناك ميزة في الشرائع السماوية ولا سيما الإسلام الذي كان واضحًا في هذه النقطة ، التشريع الإمضائي
التشريع من قبل رسول الله على أمرين:
تشريع تأسيسي، وتشريع إمضائي.
التاسيسي في توجيهات رسول الله أن تحرم بهذه الطريقة مثلًا، وتحل من الإحرام بهذه الطريقة.
والإمضائي مثل الإشارة إلى عادة عربية وهو يمضيها. ويدل الإمضاء على أن هناك ثوابت من الطباع يمضيها الدين ويصادق عليها، ودور الدين حماية الطبع السليم ويشيد به ويحميه، ويصحح الطبع السقيم.
لماذا تميز الإسلام بهذا؟
لأنه نزل على أهل منطقة لا يحكمها إمبراطور ولا غيره، فلو كانت لدى أناسها حسنات فهي من طباعهم، ولذلك أمن الإسلام عليها، ولديهم حالات دونية كثيرة رفعهم الإسلام عنها.
ولذلك لدى العربي طباع قد تحول عنها.
ولما انتقل النبي (ص) إلى الرفيق الأعلى، وأصبح الأم بيد الرجال تحللت بعض الطباع الأصيلة، مثل الشجاعة التي كانت من طبع العربي، وحفظ الذمار والأمان، فمن يلتجئ إليك في دارك ويطلب الأمان، وهو نفسه له تاريخ غير محمود، ولكن العربي لا يسمح لطالب القصاص أن ينال منه وهو في أمانه. العربي مشبع بهذه الصفات، وتحول في غضون خمسين سنة بحيث أن ابن بنت رسول الله بنسائه وأسرته وعياله وإخوته يأتي إليهم بطلب منهم، ويسلمونه إلى عدوه وهو ابن حامي الجار، فهل حموا جواره؟
كان يطلب الجوار في المدينة وما حموه فخرج منها خائفًا يتكتم. وطلبه في مكة فما حموه، وخرج إلى الكوفة يطلب الجوار التي تضم مجموعة من الصحابة، ومع ذلك ما حموا ذمار رسول الله (ص) ولم تُحقق له الحماية من قبلهم، ولذلك صنعوا ما صنعوا، ووصل الحسين وأهل بيته إلى ما وصلوا إليه.
وتحدثنا زينب عليها السلام عن هذه الصورة حيث رأتها عدة مرات، في أكثر من مشهد، حينما وقعت واقعة عاشوراء، وفي الليلة الحادية عشرة. ولكن كل هذه المواقف كامت تهون لأنها وقفت باختيارها على الجثامين، ولكن الحالة التي تحققت في مثل هذا اليوم كانت بالغة الصعوبة على قلوب أهل البيت، لأنهم بعد أن أركبوهن مروا بهن على القتلى، حتى يؤلموا قلوبهن.
جديد الموقع
- 2024-12-19 (قصة عجائبية من المخيال الاجتماعي الشعبي) (حلال المشاكل...القصة التي حفظتها أمهاتنا عن ظهر قلب)
- 2024-12-19 جمعية ابن المقرب تحتفي باللغة العربية في يومها
- 2024-12-19 سلطة النوع الأدبي وقراءة النص
- 2024-12-18 لماذا يتفوق الطلاب على الطالبات في مادة الرياضيات؟: وكيف يمكن تضييق الفجوة بينهم في هذه المادة
- 2024-12-18 الغذاء السيء لكل من الأم والأب قد يؤثّر سلبًا ويسبب ارتفاع الضغط وأمراض الكلى المزمنة في نسلهما إلى الجيل الرابع
- 2024-12-18 ورشة المرأة في اللوجستيات _ بمؤمر سلاسل الإمداد و الخدمات اللوجستية بالرياض
- 2024-12-18 جامعة الملك فيصل بالاحساء تحقق المركز الثالث في قياس التحول الرقمي لعام 2024 على مستوى قطاع التعليم والتدريب
- 2024-12-18 سمو محافظ الأحساء يدشن "برامج أكاديمية ريف السعودية"
- 2024-12-18 الأحساء.. وجهة سياحية تنبض بالتاريخ والطبيعة الخلّابة
- 2024-12-18 اللغة العربية في التعريب