2018/07/16 | 0 | 2374
وقفة مع شيخ المؤرخين الشيخ جواد الرمضان - الحلقة9 - الحلقة 10 - الحلقة 11- الحلقة 12
الحلقة التاسعة :
حصلنا في أسواق (دمشق) على أعداد من دوريات قديمة من المقتطف ، والهلال ، والأديب والأدب وكانتا تصدران من (بيروت) ، ومجلة الكاتب المصري ، ومجلة الكتاب ، ومجلة المجمع العلمي السوري وصارت زحمة كتب ودوريات عندي بعضها جلدناه فلما عزمنا على السفر أهديت بعض الكتب والدوريات أبناء الإخوة الذين يدرسون، وأما غير المجلد وغير المعتنى به تم بيعه على بائع الفلافل ليستفيد منه في تقديم الفلافل في تلك الأوراق للزبائن واسمه أحمد المنجد مشهور وآخر بو اصطيف ( أبو مصطفى ). وهذا النتاج المتضخم لأنني كنت أشتري كل شيء والقديم يهمني أكثر من الحديث.فقد وقع بين يديّ مجلة بعضها صادر في أوائل القرن العشرين ، وبعضها 1914 من بداية نتاج المؤلف جورجي زيدان.بعض الكتب مترجمة عن أساطير (اليونان) ، لأننا لم نتمكن من الإلمام الكامل باللغة الانجليزية كما كنت أحرص على قراءة المعلومات التي لها علاقة بالمنطقة رجالياً وتاريخياً وهي ما شجعتني وحفزتني للكتابة .
رجعنا إلى الأحساء عام 1388هـ وحضر عبد الله أبو حليقة يطلب منا العمل معه في (الأحساء) وعرض علينا أيضاً عبد علي بن طاهر العمار العمل. الأخ موسى التحق بالعمل مع أبو حليقة وأنا مع العمار ( أبي أيوب ) انضممتُ إلى المدرسة الثانوية من أجل المعهد . واصلتُ الدراسة بمدرسة في المزروع فيما بعد تعرض لي أحدهم قائلاً إنك حتى لو أكملت الشهادة الثانوية لن تقبل في المعهد حيث أن سنك لا يناسب ذلك ، فتركتُ الدراسة واكتفيتُ بالمطالعة والقراءة ومتابعة النشاط الثقافي ، وتوجهتُ من جديد لاقتناء الكتب حيث يأتينا الملا حسين بن علي البراهيم من(أهالي المبرز) يسوق ويجلد الكتب ويقرأ تعازي الإمام الحسين(ع) ويراجعنا في مستجدات الكتب أو يترك بعض الكتب لدى عباس الغزال عنده مجلس خياطة في (الكوت) مع إخوته وصديق لهم اسمه عبد الرزاق القضيب. وكذلك يتردد علينا الحاج عبد الرسول المبارك من أهل (الكوت) وهو متخصص أيضاً في تسويق الكتب. وفي كل صباح يوم خميس أذهب إلى المكتبة القطرية (شارع الصالحية) وأجلس مع مديرها الشيخ يوسف بن راشد آل مبارك وهو ذو اطلاع واسع في تاريخ المنطقة وتعتمد عليه أرامكو السعودية في تزويدها بالمعلومات عن تاريخ وجغرافيا البلد على مدى سنين طويلة والمكتبة عامرة بالكتب في التاريخ والفقه والتفسير والأدب . وعلى سنوات عديدة كنت أتردد على المكتبة لشراء الكتب إلى أن فتح الشارع فاختفى قسم منها في الشارع وبقيت قاعة المكتبة مقفلة لا مطلّعين ولا مراجعين تقريباً إلى عام 1395 -1396هـ وبعض الأحيان يدخل معي الشيخ يوسف إلى دولاب المكتبة ويعرض عليّ بعض الكتب وأخرج بها إلى قاعة المطالعات استفدنا منها كما استفدنا مما يعرض في المكتبة من الكتب التي تطبعها حكومة (قطر) . إلى جانب ذلك انشغلت بزيارات للمشائخ والخطباء في بيوتهم ومجالسهم من أمثال الملا سلمان بن علي الثواب من (القارة) ، والملا عبد الحسين بن الشيخ حسن العيثان ، والملا حسن العبد الله من (الرميلة) ، والشيخ أحمد البوعلي من الحارة وعقدنا معهم صداقة قوية إلى جانب التردد على المساجد المختلفة والحافز والرغبة زادت تجاه توثيق تراثنا وصار الميل إلى جمع التراث العلمي والأدبي والبحث عن المخطوطات. والبداية كانت من (مسجد آل أبي خمسين) وكان به بعض المحاريب المهجورة بعد التوسعات التي جرت في المسجد هناك أكثر من محراب مهجور في المسجد ترمى فيه المصاحف والكتب القديمة وأحياناً الوثائق (ومساجد القارة)(ومساجد التهيمية) المغارات في (جبل القارة) ولكن بعضها الطيور وما تخرجه أتلفتها .
الحلقة العاشرة :
أما عن العفش والأغراض وصناديق الكتب التي أمنتها في (البحرين) عند سفرنا إلى (العراق) للزيارة فكان قد ذهبنا من (العراق) إلى (سوريا) وأقمنا بها فترة طويلة فكاتبني أحد الإخوان بعدما نزل من (العراق) وسكن (البحرين) وطلب مني أن يحصل على العفش والأغراض التي أمنتها عند ابن العم الحاج علي فأذنت له فما كان منه إلا أن احتفظ بما ينفعه وأخرج صناديق الكتب إلى سوق المقاصيص وعرضها للبيع وباعها وأنا إلى الآن متأسف عليها فيها حاجيات مهمة من مخطوطات وكتب ودوريات مثل شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد وكتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني ودواوين لبعض الشعراء وكشكول الشيخ يوسف العصفور الذي اشتريته من السيد عبد الله اليوسف المتقدم ذكره ، ومجموعة روايات تاريخ الإسلام لجرجي زيدان ، وروايات أخرى صدرت عن دار الهلال الشهيرة وأتذكر منها (غادة الكمالية ) (أحدب نوتردام ) (والبؤساء لفكتور هاجو)ومجموعة من كتاب دار الهلال وأعداد من مجلة صوت البحرين وجرائد البحرين والبلاد العربية وقصائد لشعراء من آل الرمضان وصور عائلية كثيرة لصغارنا في (البحرين) حيث اقتنينا آلات التصوير من سنة 1370هـ . كان اهتمامنا بالبحث العلمي على حساب العمل وقد سرق البحث مني الكثير من وقت العمل بهدف المتابعة والكتابة فقد بدأت مع فكرة إعادة كتابة ما نعثر عليه من مخطوطات فإذا كان صاحب المخطوطة يرغب بإرجاعها إليه كنت أقوم بنسخها خاصة لي ثم إرجاع الأصل لصاحبها . فقد عثرنا على مجاميع شعرية كبيرة في مسجد (الفوارس) منها مجموع كبير يضم مئات المراثي والمدائح لأهل البيت(ع) لشعراء من (العراق) ومن (البحرين) ومن (الأحساء) ومنهم الشيخ مغامس بن داغر ،والشيخ أحمد بن محمد السبيعي الأحسائي ،والشيخ محمد بن عبد الله السبيعي الأحسائي ،والشيخ أحمد بن المتوج البحراني ،والشيخ داوود بن أبي شفيز البحراني ،والأمير علي بن المقرب الأحسائي وهو بخط يد الشيخ أحمد بن حديثة الجبيلي في حدود 1200 هـ . وهذا المجموع كان متكاملاً فقد تمكنا من ترتيبه حيث كان منفرط التجليد وبعض المصاحف الخطية وأوراق مخطوطة متفرقة . كما عثرنا في (بلدة القارة) على عدد من المخطوطات عند المرحوم الملا سلمان بن علي الثواب ومن هذه المخطوطات مجموع شعري في المراثي والمدائح من نظم الشيخ ناصر بن علي بن ناشرة الهجري ، وابنه الشيخ إبراهيم بن ناصر فقمت باستعارته من الخطيب المذكور وقمت بكتابته ثم أرجعته له ويعود هذا المجموع إلى القرن العاشر الهجري ، ولم أجد من ترجم لهذين الشاعرين علماً بأن شعرهما في غاية الجودة .وأكثر ترددي كان على (بلدة القارة) للبحث في المغارات فيها حيث كانت تنقل الكتب والأوراق القديمة التي توضع في المساجد إلى تلك المغارات وقد حصلنا على كم هائل من المخطوطات والأوراق القديمة والحديثة منها بعض الكتب الفقهية . كما استفدنا من زياراتنا لنا لمساجد (بلدة الجبيل) وعثرنا فيها على الكثير من المخطوطات القديمة والحديثة وأهمها مخطوطة شرح مقامات الحريري في مجلد كبير تم نسخه سنة 1260 هـ . كما ترددنا على (بلدة البطالية) والبحث في مساجدها ومراجعة رجال العلم والأدب فيها ومنهم محمد علي بن ناصر المسبح ، والحاج علي بن إبراهيم المسبح
الحلقة الحادية عشر
كونت علاقة وصداقة وصحبة مع المرحوم الشيخ محمد باقر بن الشيخ موسى آل أبي خمسين قاضي الأوقاف والمواريث للشيعة في (الأحساء) منذ وصولي الأحساء من (الشام) فكنتُ أزوره وأتذاكر معه في تراث (الأحساء) العلمي والأدبي والتاريخ بصورة عامة وكان من المهتمين بالتراث وله مساعي يشكر عليها في البحث والحفظ للتراث وكان ذلك قبل أن يشغله القضاء حيث أنه بعد نزوله الأخير من ( العراق ) كان مهتماً ومتحمساً لمشروع وضع مؤلفات في تاريخ المنطقة ، فقد أجرى اتصالات بالعائلات التي فيها رجال العلم ورجال الأدب وطلب منهم تزويده بآثار أسلافهم من العلماء والشعراء فاستجابوا له وزودوه بمخطوطاتهم الموروثة عن أسلافهم ومن هذه الأسر آل دندن ، وآل البغلي ، وآل عيثان ، وآل علي ، وسادة آل سلمان ، وآل رمضان ، وآل صحاف وآل خليفة وغيرهم فاجتمع عنده كم هائل من المخطوطات وفي أثناء صحبتي معه حصلتُ على ديوان الجد الشهيد الشيخ علي الرمضان فاستعرتُه منه وقمتُ بإعادة كتابته حيث صارت لي نسخة خاصة من الديوان وسجلتُ في نهايته تاريخ نسخه .
وفي البطالية التقينا بالحاج علي بن إبراهيم المسبح حيث علمت أنه يمتلك نسخة مخطوطة من ديوان بن المقرب وذلك في أيام عيد الأضحى من عام 1393 هـ فتكلمنا عن (الأحساء) بصورة عامة ( والبطالية ) بصورة خاصة وعائلاتها وأعلامها إلى أن وصلنا في الحديث إلى الأمير علي بن المقرب فقلتُ إن عند آل مسبح نسخة من ديوانه فقال أحدهم نعم والنسخة عند صاحب المجلس ، فطلبنا من صاحب المجلس أن يتفضل علينا بتصفحها لنعرف تاريخ نسخها فأمر ابنه واسمه إبراهيم أن يحضر النسخة فأحضرها . فتصفحتها وراجعت القصائد واسم الناسخ وتاريخ النسخ فتبين أن الناسخ رجل من آل جلواح سكنه (بلدة القارة) واسمه الشيخ محمد بن حسن آل جلواح ، وتاريخ النسخ سنة 1310هـ تقريباً فتبين أنها ليست قديمة جداً.
جديد الموقع
- 2024-05-18 إيماءات الأطفال، وماذا تعني
- 2024-05-18 أفراح سادة آل سلمان "الكاظم "و العلي " تهانينا
- 2024-05-18 الشاعران بيلا والحرز في منتجع ماربيا
- 2024-05-18 قاسم العبدالسلام عريسا في الدانة البيضاء بالاحساء
- 2024-05-18 التمار والحسان تحتفل بزواج ابنيها " علي وحيدر "
- 2024-05-18 قطوف دانية من كلام الإمام الرضا (عليه السلام)
- 2024-05-18 مشهد الطروبة "في ذكرى مولد المولى أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام"
- 2024-05-17 (نادي ابن عساكر) يستضيف الباحث (المطلق) في فعالية (الآراء التاريخية الشاذة)
- 2024-05-17 أفراح الجزيري تهانينا
- 2024-05-17 الكتاب الذي ينسيك أنك تقرأ