2018/07/15 | 0 | 2275
وقفة مع شيخ المؤرخين الشيخ جواد الرمضان -الحلقة الثالثة -الحلقة الرابعة -الحلقة الخامسة
الحلقة الثالثة : عام 1369هـ
تعلمتُ الخياطة عند الإخوان بالبحرين عام 1369هـ ، ثم في الأحساء واصلتُ تعليمي في مهنة الخياطة في مجلس آل الشيخ علي ، فكان التعلم يعتمد على مراقبة الذي يخيط ثم تعطى قطعة صوف يطلب منه التدرج في التعلم، وقد يتطلب من المعلم التوجيه وأحياناً التنبيه وقد يتطلب الأمر الضرب . وفي البحرين التحقنا بأحد المدارس وحصل من أخبرنا بأن مدرسة محمد صالح بن الشيخ سلمان التاجر بتميز بتدريس اللغة الانجليزية ، فأخذنا ندرس اللغة الانجليزية فقط عند محمد صالح بعد فترة قيل لنا أن السيد علي يدّرس اللغة الانجليزية في بيته بشكل أفضل ، وبعده عبد الحسين العرادي ثم درسنا اللغة الانجليزية عند السيد رضي بن السيد سلمان الموسوي في بيته ، وهو من شعراء (البحرين) ،
ومؤلف النشيد الوطني في (البحرين) ، ووالد وزير الصحة السابق فيصل الموسوي ، وبعد أن درسنا عنده كتاباً قررنا دراسة اللغة الفارسية عند معلم اسمه محمد بن عباس ودفعنا له الأجرة الشهرية والتي كانت بعشر روبيات ، ودفعنا قيمة الكتب وداومنا على الدراسة لمدة خمسة شهور.بعد ذلك سمعنا أن الحكومة البحرانية فتحت مدارس مكافحة الأمية وأنها تمنح شهادات بالإمكان التوظيف بها وأن حرفة الخياطة ليس لها مستقبل حسب تشخيص من قدم النصيحة ، فالتحقنا بمدرسة للبنات وجعلوها في المساء لمكافحة الأمية اسمها مدرسة أم المؤمنين عائشة، وكان معي بعض الزملاء وهم : جواد بن طاهر التحو ،وعبد الله بن أحمد السليمان ، وفي تلك المدة لم أنقطع عن المطالعة واقتناء الكتب والدوريات منها : مجلة الهلال المصرية،وكتاب الهلال تصدره دار الهلال ،وروايات الهلال العالمية وهي ترجمات لأشهر الروايات ،وسلسلة روايات تاريخ الإسلام لجرجي زيدان ، والمجموعة 18 رواية أتذكر منها من رواية فتاة غسان جزأين، إلى رواية الانقلاب العثماني ، وعذراء قريش ،وسبعة عشر رمضان ،وقادة كربلاء ،وفتح الأندلس ، والحجاج بن يوسف الثقفي،وفتاة القيروان،والأمين والمأمون،وشجرة الدر،وصلاح الدين،ومكائد الحشاشين .
الحلقة الرابعة :
وأتذكر من الكتب التي كنتُ أتلهف على الحصول عليها في تلك الفترة كشكول الشيخ يوسف العصفور البحراني ، ففي يوم من الأيام من عام 1372هـ كنت في دكان السيد عبد الله بن السيد حسين اليوسف وبعدما أوصلت له بعض بشوت الخياطة مما أنجزته له ، وأثناء انتظار استلام اللزمة جديدة وأخذ الأجرة قررت مغادرة محل السيد والذهاب إلى مكتبة المرحوم الحاج محمد بن علي التاجر لكي أسأله عن الكشكول فقال لي السيد عبد الله : لم لم تأخذ أجرتك ولا لزمة لشغلك فقلت له: سوف أرجع لاستلام ذلك ثم سألني إلى أين ستتجه فأخبرته فقال لي: تهوى الكتب؟ قلت: نعم قال: وعن أي كتاب ستسأله ؟ قلت له: أسأله عن كتاب معين فقال ستسأله عن كتاب الكشكول للشيخ يوسف العصفور قال لي عندي فقد قرأته وسوف أبيعه لك وهو لا يتوفر لدى التاجر،والكتاب المذكور طبع للمرة الأولى في بومباي في الهند عام 1291هـ فقلت لا بأس فقال تأتي لي آخر النهار فذهبت إليه في الموعد المحدد فأخرج لي الكتاب وهو في كيس من القماش وقد مضت على طباعته أكثر من 80 سنة ونحن في 1371هـ يعني طبعه قبل 1290هـ وجلد الكتاب منهري ، وورقه يابس ، وطبعته حجرية ، ففرحت بالكتاب وقرأته وأصبحت أتغيب عن التعليم الفارسي والإخوان فرحوا بالكتاب فهو كتاب تاريخ وأدب وتراجم وعقائد ، وفقه ، ونوادر ، ومجون علماً بأن تلك الفترة كانت تعرف بازدهار مهنة الخياطة في البحرين ومردودها المالي الكبير .
الحلقة الخامسة :
تأسست جمعية الإمام الصادق عليه السلام حيث أسسها جماعة من مثقفي (البحرين) وكانوا منشقين من نادي العروبة الشهير وفتحوا مدرسة لتعليم محو الأمية لدعم الجمعية بأجور شهرية ، فانضم إليها جماعة من الأحسائيين من أمثال الأخ علي المعروف بملا علي ، وجمعة بن أحمد الرمضان ،والسيد أحمد بن السيد إبراهيم الأحمد، وبعد فترة من تأسيس الجمعية انضممت إليهم مع مجموعة ومنهم جواد بن طاهر التحو ،وعبد الله بن أحمد السليمان،فأخذنا ندرس فيها في المساء ، وكانت إدارة الجمعية قد استأجرت غرفاً قريبة من براحة الجامع بالقرب من مأتم سلوم ( يجتمع فيها المخايطة الأحسائيين) وكان رئيس الجمعية الأستاذ صادق بن محمد بن مكي البحارنة وهو من يدرّسنا اللغة الانجليزية بصورة رسمية وإذا غاب أحد المعلمين ينوب عنه في التدريس فكان يدرسنا كذلك مادتي الرياضيات والقراءة علماً بأن معلم الحساب الأساسي كان حسن الخياط ، ومعلم القراءة الأساسي كان حميد بن علي التحو وكذلك محمد النواخذة ،وكان كتاب الانجليزي من كتب الثقافة الهندية ( عادات ، صور ، أواني هندية ) وأما عن الكتب الأخرى فكانت بحسب المنهج المصري.
ونظام الدراسة في تلك المدارس لم يكنفيه اختبارات ولا منح شهادات علمية تثبت دراستك ، كما أننا لم نهتم لذلك لأننا لم نفكر في التوظيف آنذاك وإنما الغرض منها القراءة والكتابة والثقافة العامة .
استمرت دراستي في تلك المدرسة من أواخر 1370 حتى آخر 1371هـ وقد استفدت من تعلم مهارات في الحساب والإملاء أكثر وبعض المعارف في اللغة الانجليزية ،وكانت دراستنا مساء كل يوم لمدة ساعتين ، وفي النهار ما زلنا على عملنا في الخياطة حيث استأجر الإخوان مع بعض الأصحاب مكاناً في قيصرية الشيخ عبد الله يأخذون أعمالاً من المعازيب ويجتمعون ويخيطون معاً وكان معي الإخوان علي وجعفر وموسى ، وعلي بن ياسين الأمير صديق الإخوة.
كنت أعطى في تلك الفترة الأشغال البدائية في مهنة الخياطة،وأتدرب على بعض الأعمال بشكل تدريجي حتى أتقنت الحرفة.
جديد الموقع
- 2024-05-18 إيماءات الأطفال، وماذا تعني
- 2024-05-18 أفراح سادة آل سلمان "الكاظم "و العلي " تهانينا
- 2024-05-18 الشاعران بيلا والحرز في منتجع ماربيا
- 2024-05-18 قاسم العبدالسلام عريسا في الدانة البيضاء بالاحساء
- 2024-05-18 التمار والحسان تحتفل بزواج ابنيها " علي وحيدر "
- 2024-05-18 قطوف دانية من كلام الإمام الرضا (عليه السلام)
- 2024-05-18 مشهد الطروبة "في ذكرى مولد المولى أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام"
- 2024-05-17 (نادي ابن عساكر) يستضيف الباحث (المطلق) في فعالية (الآراء التاريخية الشاذة)
- 2024-05-17 أفراح الجزيري تهانينا
- 2024-05-17 الكتاب الذي ينسيك أنك تقرأ