شعر وأدب واندية ادبيه
2019/11/23 | 0 | 2687
وصايا أبي الحجا
وعـى الـعقل يـوما بعد أن كان هاجعا
ومـن لـي بـوعي لا يـقض الـمضاجعا
ومـــن لـــي بــهـمٍّ ألـمـعي إذا أتــى
أتـــاكَ ولـــم يـحـملْ إلـيـكَ الـمـواجعا
وعـــى الـعـقل مــن إغـفـاءةٍ يـعـربيّةٍ
فــلـمـا رأى وجــــه الــحـيـاة بـلاقـعـا
تـعـاطى عـقـاقير الـسـؤال فـلم يـجد
دواء صـــــداعٍ غـــيــر ذلــــك نــاجـعـا
وســاءل أيــن الـقـوم؟ كـيف تـقوضت
صـــروح مـسـاعـيهم وكـــن فـوارعـا؟
تـمـثّلتُه فــي هــدأة الـلـيل سـاهـما
يـكاد عـلى الأطـلال يـجري الـمدامعا
فـقـلت لــه هــوّن عـلـيك أبــا الـحـجا
أراك كــمـا لــو كـنـت نـفـسَك بـاخـعا
تـعـال مـعـي فــي الـعمر نـمرح لـيلة
ونـصـطـاد غـــزلان الـقـلـوب الـرواتـعـا
تـبـسّمَ مـنـي الـعـقلُ: يـا يـعربيّ مـا
فـتـئـتَ عــلـى عــادات قـلـبك مـائـعا
عـواطفك الأولـى سـيصنعن مـنك مـا
مـــن الأمــم الـمـاضين كــنّ صـوانـعا
ولـكـن عـلـى سـوق الـمعارف دلّـني
لـعـل بـهـا مــا أشـتـهي مــن روائـعـا
سـألتُ: وهـل ترضى المعارف سلعةً
عـلى الـرف؟ إن الـعلم لـيس بضائعا!
رويـــدك قـــال الـعـقل نـصـف مـوبّـخٍ:
إذا لــم تـبـع فـكـرا فـمـا كـنت بـائعا؟
رويــدك فـالإنـسان يـزهـد فـي الـذي
أتــيـح ولـــم يـبـرح بـمـا بـيـع طـامـعا
وكــان حـصـيفا فــي الـحـجاج كـأنـما
مــن الـكـلم الـمنطوق حـاز الـجوامعا
أبــا الــرأي قـلـت اركــب أُقـلُّكَ بـينما
تـنـبـؤني، فـانـصحْ أُعِــرْكَ الـمـسامعا
وكـنتُ بـلا صـبرٍ كـموسى وكـان في
غــرابـتـه كـالـخـضـر صــعـبًـا ولاذعـــا
تـوازنْ عـلى دراجـة الـشكّ قـال لـي
أراك بـغـيـر الــشـك لا شـــك واقــعـا
وحــرّك بـزيـت الـبـحث سـاقـيك، إنـه
وقـــودُك لـــو يـومًـا عـدِمْـتَ الـدوافـعا
عن الحكمة ابحثْ في النهار بشمعة
تـضـيّـعـها دهــــرا، وتُـلـفـيـك ضـائـعـا
وإن فــضــولَ الــعـقـل أكـــرمُ طـــارقٍ
فــأولــمْ لـــه إن جـــاء بــابـك قــارعـا
فـضـولُك يــا مـوسى عـصاك، بـفضله
حــجـارة هـــذا الــكـون بــتـنَ نـوابـعا
وســبـرُك أغــوار الـوجـود هــو الــذي
بــه تـقـهر الـمـاضي وتـبقى مـضارعا
تـلذذ بـما تجني من العلم ما استطعْ
تَ إن حـــري الـعـلم مــا كــان مـاتـعا
جــوازك بـيـن الـناس عـقلك، لا تـكن
بــعــقــلـك مـــزهـــوا ولا مــتــواضـعـا
وإن كـنـت تـبـغي مــن عــلاك مـكانة
فــلا الـعـلم مـجـنيا ولا الـصيت ذائـعا
ولا تـسـتـهنْ بـالـوقـت أو تـسـتـخفّهُ
سـيُـصبحُ يـومًا عـقربُ الـوقت لاسـعا
عـلى عـطش الـتنقيب ثـابر، ولا تقل
روِيـتُ، تـكنْ من خمرة الكشف كارعا
ودرّب عـلى الـتجريب حـدسك، ربـما
غـدوتَ كـآينشتاينَ ذي الحدس بارعا
ولا تـــتـــبــع إلا خـــيــالــك إنــــنـــي
أراك ضــريــرا حــيــن تــصـبـح تــابـعـا
وهـــل لـصـقور الـفـكر قـنـص طـريـدة
وأعــيــنـهـا مــشــكـومـة بــبـراقـعـا؟
وإن كـنـت تـرجـو الـخـلد فـاسع وراءه
شـبـابًـا، فـلـوثـر كــنـج خُــلّـد يـافـعـا
إذا غـيّـر الإنـسـان مــا فــي صـميمه
فــلــيـس كــثــيـرًا أن يــغـيـر واقــعــا
ولا تـقـتـنـعْ جــــدا بــشـيء فـإنـنـي
أعُــــدُّ قــنـاعـاتِ الــرجــال مــصـارعـا
وأخـطئْ كـثيرا كـي تـصيب لـعلّ خلْ
ف غـيـمِـك غـيـثًـا، أو لــعـلّ مـطـالـعا
*
قبضت على مخي بيسراي، ممسكا
بــيــمـنـاي قــلــبـا لــلّــذائـذ نـــازعــا
أخـلـتـهـمـا إسـفـنـجـتـين؟ لأنـــنــي
عـصـرتُـهما حــتـى بـلـلـتُ الأصـابـعـا
ولـكـنني لــم أسـتـطع قـبـضة عـلى
ضـمـيـرٍ خـــلال الـــروح غــار مُـمـانعا
إذا كـنتَ ذا قـلبٍ فـقد عـشتَ ظـامئًا
وإن كـنـتَ ذا عـقـلٍ فـقـد مـتَّ جـائعا
وإن كـنـت مــن أهـل الـضمير فـإنني
أراك غــدا مــن ســم سـقراط جـارعا
*
تـنـزل هـنـا يــا عـقـل بـيـن جـمـاجم
مــثـقـفـة تــغــلـي وبـــيــن أضــالـعـا
هــنـا نـخـبـة الـرائـين أثـمـر زهـرهـم
وأثـــقــل أســــوار الـحـديـقـة يــانـعـا
بـأشـمغة تـلـهو بـها الـريح إذ سـمت
عــلــى هـضـبـات الــنـور أو بـمـلافـعا
تـنـزل هـنـا يــا عـقل واحـصد بـنشوة
مــن الـتمر والـليمون مـا كـنت زارعـا
ودُمْ واعـيًـا يــا عـقـلُ وسْــط رؤوسـنا
عـسـاك إلــى إغـفـاءةٍ لـسـت راجـعا
|
جديد الموقع
- 2024-04-24 الحاج معتوق الهدلق "ابو نعيم "قي ذمة الله ( إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاْجِعُوْنَ)
- 2024-04-24 أمسية حوارية للقاص والروائي طاهر الزارعي وتوقيع مجموعته القصصية الرابعة
- 2024-04-23 كل ما تملكه ليس لك
- 2024-04-23 الملتقى الثاني للتعريف بالماعز القزم بالمطيرفي
- 2024-04-22 بعد أن تتعرض للإهانة، اكتب مشاعرك على قصاصة ورق ثم تخلص منها وهذا من شأنه أن يحد من مستوى شعورك بالغضب
- 2024-04-22 مراعاة الزمن مع الأسئلة في اختبارات أعمال السنة
- 2024-04-22 نظرية أثر الفراشة في 80 لوحة تشكيلية
- 2024-04-22 احتفالية توقيع كتاب تنتهي بتوصية استثمار جبال الأحساء
- 2024-04-22 المريحل تحتفي بعقد قران نجليها ( حسين وحسن )
- 2024-04-22 رشفة من الإبداع ونور الحياة في النورس الثقافي بالاحساء