2020/10/11 | 0 | 1209
هزيمة نجيب محفوظ
قالها بصراحة واضحة الأستاذ الكبير نجيب محفوظ إن ( أكبر هزيمة في حياتي هي حرماني من متعة القراءة بعد ضعف بصري ) . وأضاف ( ذلك أن القراءة ظلت على مدار أعوام طويلة روتينا ثابتا في حياتي.. إذ أقرأ الصحف في الصباح الباكر وبعدها أقرأ لساعات متصلة ما أعتزم قراءته من كتب ) . وقد أوصاه الأطباء بالتوقف عن القراءة أو التقليل منها إلى أقل حد ممكن ، ولم يكن أمامه سوى الإذعان لهذا الطلب . ويا له من تعلق خيالي بعالم القراءة والكتب لحد أن يعتبر فقدانه أكبر هزيمة في حياته . كما كان محفوظ يدعو الشباب دائما إلى القراءة وكأنه كان يشعر بأن من هجم عليه وحاول اغتياله لم يقرأ أيا من رواياته !
ويقول الروائي الكبير نجيب محفوظ إن أول كتاب قرأه هو رواية بوليسية اسمها ( ابن جونسون ) وهو في الصف الثالث الابتدائي كما روى ذلك عنه صديقه جمال الغيطاني في كتابه ( نجيب محفوظ يتذكر ) .
ويصف نجيب محفوظ تأثير الكلمة على الشعوب بقوله : ظلت وستظل الأعلى تأثيرا والأكثر أهمية في حياة الشعوب ، وفن القراءة يعتمد على الكلمة . ولم يكتف هذا الكاتب والروائي الكبير بالقراءة في الأدب فحسب بل كان يقرأ أيضا في الجوانب العلمية والفلسفية وهو ما كان ينعكس في بعض كتاباته . لكنه ومع تقدم عمره فترت لديه الرغبة في الاطلاع على الأدب والروايات والمسرحيات ، حيث كان يميل إلى الكتب التي تتحدث عن الحضارة والعلم ، مرجعا ذلك إلى أن النصف الثاني من القرن العشرين لم يشهد شوامخ أدبية كبيرة كما كان الحال سابقا .
وقال للغيطاني أيضا عن قراءاته : ( لدي نهم حاد للقراءة ) .. قرأت معظم ما أتيح لي الاطلاع عليه ، وقرأت معظم الأعمال العالمية باللغة الإنجليزية كما قرأت بالفرنسية ، أصعب شيء قراءة عمل أدبي في لغته الأصلية لأن الأسلوب الأدبي منمق وأحيانا يكون صعبا أما قراءة كتاب علمي فهو أسهل لأن الأسلوب واضح .
وكان من عاداته في القراءة أنه لم يقرأ عملا أدبيا مرتين قائلا : كانت الرقعة واسعة جدا، ونهمي إلى الجديد لا يسمح بقراءة عمل مرتين . كان فيه أعمال عزيزة على نفسي كان يجب أن أقرأها مرتين مثل “الحرب والسلام لـتولستوي والبحث عن الزمن الضائع . ولم يكن هذا الكاتب - الذي نال جائزة نوبل للأدب وقلادة النيل - محبا للقراءة فحسب بل كان أيضا محبا لاقتناء الكتب وجمعها . ونتيجة هذا الولع بالكتب فقد استطاع أن يتجاوز عددا كبيرا من الكتاب المصريين والعرب وأن يكتب عددا من الروايات التي أصبحت علامات فارقة في الأدب العربي والعالمي ، كما تحولت إلى عشرات الأفلام العربية ومثل بعضها بلغات أخرى .
ختاما فإن طريق الشهرة لم تكن دائما ممهدة أمامه فقد رفضت بعض رواياته في بداياته ، فقام بتحوير بعضها إلى قصص حتى يتم نشرها في صحف ومجلات .
جديد الموقع
- 2024-04-26 مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يكرم بر حي الملك فهد
- 2024-04-26 فرع مركز الملك عبدالعزيز بالشرقية للتواصل الحضاري يكرم مركز بر الفيصلية .
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات