2020/08/19 | 0 | 2111
ميل العقل وميل العاطفه...
الميل هو الحب والإنحياز بكله أو ببعضه ومال عن الطريق أي خرج منه سالكاً غيره، ويأتي معنى مال أي انحرف وقد يكون الإنحراف شديداً بحيث يكون الرجوع إلى ما انحرف عنه صعباً و قد يُشكل خطراً، إننا نفهم الإنحراف ونعرفه بأنه انحراف عن جميل الأخلاق إلى قبيحها وهذا أحد معاني الإنحراف وليس من معاني الميل...
والعقل الذي يملك قدرات التفكير لابد إلا أن يكون مالكاً لقدرات التمييز بين الحسن والقبيح، وبالتالي تستطيع هذه القدرات العقلية أن تتعرف على التناقضات كما تستطيع العيون المبصرة التعرف على الألوان والأشكال....
إن الحب العاطفي لهو أخطر أنواع الحب إذ أن هذا الميل يحجب العقل عن التفكير الواعي حيث أن العاطفة بعد حجب العقل للتفكير لاتستطيع التعرف على السيئات البته إذ أنها لاترى غير الحسنات في المُحَب... إن الميل العاطفي يحرم صاحبه من قدرة اكتشاف الأخطاء بكل مستوياتها....
إن ذلك هو ما يُميز بعض أفراد مجتمعاتنا في عالمنا العربي حيث يحرمها من اكتشاف قدراتهم وقدرات الآخرين وصلاحيتهم لما يُراد منهم نحو أنفسهم أو أسرهم أو مجتمعاتهم، إن الميل العاطفي يضع اللامناسب في اللامناسب وبالتالي فإن هذا الوضع يكون تدميرياً على ما أوكل عليه وله هذا اللامناسب لتكون نتيجة هذا الوضع على المجتمع كله نتيجةً سالبةً، ولذلك فإنه يجب علينا أن نميل ميلا عاقلاً لا عاطفياً ولا مصلحياً لا مادياً ولا معنوياً أي ميلاً متزناً ....
إن الميل العاقل باختصار شديد هو ميزان الحكمة والحكمة اعتدال في التفكير واتزان في القول والفعل والسلوك، إن الواجب علينا كمجتمعات تدعي الرقي والتحضر بسبب ما وصلنا إليه من علوم بكل تخصصاتها ومعارف بكل أفرعها أن نكون بوعي العقل وميل المُتعقل وكذلك بالنظر لادعاء بعض أو كثير من المجتمعات عليه من كريم أخلاق، وجب على أصحاب ميل العقل أن يُنحُّوا عواطفهم وينحازوا بقوةٍ إلى عقولهم حتى لاتُحتكر الحقيقة التي يدعيها الجميع ليصلوا بعدها إلى منعطف لايحسن عقباه، منعطف يتصيد فيه جاهل متخلف أو منافق له أغراض وأهداف أقلها تشتيت الجمع والجماعه وإضعاف الكلمة.... إننا جميعا يجب أن نتعرف على واقعنا الإجتماعي بكل أبعاده ويجب أن نتعرف على مايدور حولنا وعلى كل علاقاتنا الشخصية المتنوعة ابتداءً من هواتفنا الذكية وليس انتهاءً بباقي وسائل الإعلام المتنوعة وذلك بما تحتويه من تزاحم برامج متنوعة بنوعيها الغث والسمين، ولنتعرف على علاقة من يتعامل معها من جميع الشرائح العمرية من فتيانٍ وفتيات ونُعمل الميل العاقل لذلك حتى نعرف أننا لم نعد قادرين على التحكم حتى في أقرب الناس إلينا (الأسرة)، إن الهواتف الذكية التي اخترقتنا قللت قدرات مراقبتنا وسيطرتنا أسرياً بغض النظر عن التحكم أو حتى إسداء النصح.... ليس أدل على ذلك من أن أقرب الأقربين لايستطيع حل أي مشكلة صغُرت أو كبُرت بين أسرته، ولذلك فإن نسب الطلاق في بلادنا وسائر البلاد العربية والتي يقع أغلبها لأسباب تافهة ذلك على سبيل المثال لا الحصر والتي قد وصلت هذه النسب إلى درجة ظاهرة اجتماعية شديدة التعقيد لم يستطع والدٌ أو أخ أو وجيهٌ أو محكمة أسرية التوسط بإصلاح... أخيراً أتمنى أن نتغلب على عواطفنا وننحو نحو ميل العقل لأنه المنجي إذا كان عقلاً عاقلاً حكيماً طادراً للجهل والجهالة..
عبدالله محمد بوخمسين /الدمام
جديد الموقع
- 2024-04-26 مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يكرم بر حي الملك فهد
- 2024-04-26 فرع مركز الملك عبدالعزيز بالشرقية للتواصل الحضاري يكرم مركز بر الفيصلية .
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )
- 2024-04-25 13298 خريجًا وخريجة أمير الشرقية يرعى حفل تخرج الدفعة الـ 45 من خريجي جامعة الملك فيصل بالاحساء
- 2024-04-25 %150 زيادة الطاقة الاستيعابية لمطار الأحساء
- 2024-04-25 16 جمعية وقفية في المناطق والمحافظات