2021/07/05 | 0 | 6385
من شعرائنا الظرفاء .. المهندس علي بن علي المجحد
عدد شعراء ( منتدى الينابيع الهَجَريّة ) تجاوز المئتين ، وبالتأكيد أن هذا العدد الكبير من الشعراء لن يكون على نسق واحد سواء من جهة نوع أو كيف أو لون أو طعم القصيدة التي يكتبها كل شاعر .
من الشعراء الذين غلب على شخصياتهم و قصائدهم و قناعاتهم الأدبية الظُّرف الأستاذ علي بن علي المجحد حفظه الله .
والأستاذ علي لمن لا يعرف تفاصيل سيرته الذاتية هو علي بن علي بن حسين المجحد , ولد بمدينة المبرز في الأحساء عام 1380هـ , أكمل دراسته بما يعادل المرحلة الثانوية في شركة أرامكو السعودية بعد إلتحاقه بها , ثم حصل على دبلوم تكييف و تبريد من أكاديمية أمريكية , إنسان كريم شهم و شاعر له طعمه الخاص بدأ محاولاته الأولى لنظم الشعر وهو في سن الثانية عشرة , مغرم بالشعر الجاهلي ينسج على منواله ولا يكاد يعدوه إلى ما سواه كما اشتهر برفضه لقصيدة النثر و حتى التفعيلة لذلك ترى في شعره الكثير من الطرافة , نشر العديد من قصائده في الصحف والمجلات و أحيى عدد من الأمسيات الشعرية , له مجموعة شعرية كبيرة مخطوطة , عضو بالمنتدى منذ عام 1418هـ . ترجمنا له في ( معجم شعراء منتدى الينابيع الهَجَرية ) الصادر عام 1434ه .
يقول الأستاذ علي في قصيدة يعلن فيها تعصبه للقصيدة العمودية :
فطاب مقالٌ من فتى آل مجْحَدٍ
وماجاء من عند اللبيب جميلُ
فما ضرّه لو جاء يومًا بحكمةٍ
ومِقْوَلُهُ بالاطّلاع صقيلُ
بشعرٍ فصيحٍ ليس نثرًا مصدّعا
على أمّةِ الضادِ الفصاحِ دخيلُ
ألا مبلغ عني رسالة ناصحٍ
إلى من غدا للناثرين يميلُ
لقد تركوا نهجَ الأصالةِ وانتحوا
طريقًا إلى الغرب البعيد يؤولُ
وقد طعنوا الشعرَ القديمَ وما رعوا
تراثًا ولم تسلم هناك فحولُ
غسلتُ يدي منها ألا بئس بدعة
وسيفي عليها ما حييت سليلُ
_______
ولعل من أبرز ذكريات هذا الشاعر الطريفة قوله للأستاذ جاسم الصحيح ـ الذي زامله في العمل فترة من الزمن ـ عندما أهداه نسخة من ديوانه "أولمبياد الجسد" الذي يحتوي على الكثير من قصائد التفعيلة: ( تدري يا جاسم ليش قبلت منك هالديوان؟!)
فقال الأستاذ جاسم: ( ليش يا أستاذ علي؟ )
قال الأستاذ علي وبالحرف الواحد: (على شان إذا شريت قلم جديد أمَرّنِهْ فيه)!!
وكذلك الأمسية التي أقمناها له بحضور مختلف أطياف شعراء المنتدى بمن فيهم شعراء الحداثة، وما تضمّنته تلك الأمسية من مفاجآت وما تمخّضت عنه من عتبٍ وملامة، فقد هاجم الأستاذ علي شعراء الحداثة وكتّاب قصيدة النثر بكل ضراوة، حتى ظنوا أنَّ الأمر قد دُبِّر بليل وأننا متواطئون معه على ذلك، ولكنها سحابة صيف سرعان ما انقشعت وعادت الأجواء إلى صفائها، وعاد الأستاذ علي إلى مكانه في قلوب محبيه وعشاق تراكيبه العجيبة ومعانيه الصادمة.
ومن أحدث مطارحاتنا معه ما أعقَبَ مشادةً بينه وأحد المتطفلين على الشعر بعد أن انتقد المتطفلُ قصيدة ألقاها الأستاذ علي ، فأثار غضبه وحنقه، فانتصرت له بهذه القصيدة على بحر وقافية القصيدة محل الجدل نصـرةً له وتطييبًا لخاطره:
بك الشعرُ تزهو سوحُهُ ومراكزُه
وكل فخارٍ فيهما أنت حائزُهْ
بنيتَ بما أبدعتَ فيه منائرًا
فهُنّ رواسيهِ وهنّ ركائزه
إذا هبّ عصف الريح من كيدِ كائدٍ
تلاشت على أعتابهنّ هزاهزُه
وقمتَ له بالصبر والحِلم والحِجى
وبالبيّناتِ المُحكماتِ تناجزه
فيرجع مخزيًّا حسيرًا وخائبًا
كأنك من أسْد الشّـرى وهو ماعِزُه
كذلك كان الشاعرُ الفَحْلُ أينما
يحلُّ بدَت للعالمين معاجزُه
***
فخذها عليَّ الشأنِ مِن آل مجحدٍ
تحيةَ مَن لا يتّقي مَن يبارزُه
سلامًا على أفعالك البِيض كلما
سمَت بالكريم الشهم فينا غرائزُه
وأمّـا سقيم الفهم لا درّ درّهُ
فولّى وقد رُدّتْ عليه مغامزُه
______
فطابت نفسه بالقصيدة، وعبّـر عن رضاه وسروره وامـتـنـانـه بـهـذه الأبيات:
سُررتُ بشعرٍ مِن بديعٍ مطارزُهْ
فما كل شعرٍ بات بالجد فائزُهْ
فمن عند ناجي الحرز يمتاز شعرهُ
وتبقى على طيب المعاني مراكزُهْ
يصوغ القوافي إنْ أراد لحادثٍ
على كل موزونٍ وليس يعاجزُهْ
يُجيدُ أبو عبد المجيد بمجلسٍ
على الجود للشُّعَّار والناس بارزُهْ
أشيدُ على الإطراء إني لشاكرٌ
من القلب ما يحصـي وإنّي لعاززُهْ
_________
ومن قصيدة غزل له بعنوان حنين ..
يناديني إلى سلمى حنينُ وذكرى قصةٍ فيها شجونُ ويوم أتيتُ حيًّا فيه سلمى
فإن البعد عنها لا يهونُ فجاءتني تَهادى مثل ظبي
على حذر وما خابت ظنونُ ذهبتُ بها بعيداً عن عيون الـ
وشاةِ وكم تَرَصّدُنا العيونُ لقد أسمعتُها ما قلتُ فيها
مِن الأشعار فانهملتْ جفونُ وقالت يا فتى هذا كثيرٌ
فحبك أنت في قلبي مكين ومهما حاول العذال إني
على عهدي لو امتدتْ سنينُ ________
وله في الدعوة للعلم ومصاحبة العلماء :
ترى المرء مجهولا وبعد كلامهِ
يبينُ بما كان ا للسان يقولُ فما قِيْسَ في يومٍ رجالٌ بمظهرٍ
وكانت لمقياس الرجالِ عقولُ مِن العلم فاقرأ ما تيسر جاهدا
فقد ضاع مابين الرجال جهولُ فإن كتابًا خير خل وصاحب
فما هو مِن طول اللقاء ملولُ يزيدك من خيراته متبسّمًا
فيعطي بلا منٍّ وأنت تكيلُ وصاحب دعاة الحق تحلو مجالسٌ
بما قال قرآنٌ وقال رسولُ
____________
أما إعجابه بمنتدى الينابيع وبمن فيه فقد عبّر عنه بهذه القصيدة الرشيقة التي حيّاني بها عام 1420هـ :
هل لعميدٍ من غدِ
يشفي لقلبٍ كمدِ ما هدأت نار الجوى
بالدمع أو بالكمدِ فالوجد داءٌ للفتي
يُفسد عيش الرّغدِ ليت عنودًا ما غدت
بعيدة عن بلدي قيل: تجلّد يا فتى
فقلت: هل من جلَدِ؟ أشكو مرارات الهوى
لشاعرٍ مجتهدِ يفتح باب داره
بقلبه قبل اليدِ أبدو لعينيه فتى
ما اجتاز عمر الوَلدِ لو شق داخلي رأى
مرارةً بالكبدِ فأربعون قد مضت
مشحونة بالنكدِ _______
فكان لزامًا عليّ أن أحييه بمثلها وإن لم أجارِ كرمه وطول نفسه:
إنّ عليَّ المجحدِ مواطنٌ مِن بلدي أعرفهُ مِن أربعيـ
نَ حجة ً بالعَدَدِ فنحنُ تربان وليـ
دانِ بيومٍ أحَدِ ولو رأيتَهُ معي
حسبتَهُ مِن ولدي لـكـنّــهُ مُـفَــــوّهُ يُجيدُ نظمَ الخُرَدِ وقد أتى بالعجبِ الـ عُجابِ وهو مُبتدي
________
وعندما انتقلت والدته إلى رحمة الله منتصف عام 1426هـ، واسيته بقصيدةٍ منها هذه الأبيات:
إذا ماتت نساء الأرض طُرّا
فأُقسِم أنّ أمّك لا تموتُ
لأنك شاعرٌ بك سوف يبقى
لها طول الزمان صدًى وصيتُ وإن رحَلَتْ فمِن دارِ امتحانٍ
لدارٍ في الأمان لها ثبوتُ
__________
نجدد التحية للمهندس الأستاذ علي بن علي المجحد و نتمنى له تمام الصحة والعافية و العمر المديد .
نجدد التحية للمهندس الأستاذ علي بن علي المجحد و نتمنى له تمام الصحة والعافية و العمر المديد .
24 ذو القعدة 1442هـ
جديد الموقع
- 2024-11-21 روايات أسامة المسلم بين جيلين.
- 2024-11-21 ( غرق في المجاز، مَجازٌ في الغرق ): قراءة في ديوان الشاعر جابر الجميعة
- 2024-11-20 الدكتور عبدالمنعم الحسين يدشن حملة التشجير الثالثة ببر الفيصلية
- 2024-11-20 هم أنفسنا وأرواحنا
- 2024-11-20 ما متَّ يا وائلي
- 2024-11-20 سمو محافظ الأحساء يطّلع على إنجازات مطارات الدمام ومطار الأحساء الدولي
- 2024-11-20 في ختام جولة الجياد العربية بالرياض مربط دبي ينال لقب أفضل منتج ودي بركان يتوج أفضل الخيول الذكور للعام 2024
- 2024-11-19 سمو الأمير سعود بن طلال يطلع على استراتيجية جمعية البر بالأحساء
- 2024-11-19 لاعب المنتخب السعودي ونادي الروضة السابق الدولي ناصر القحطاني يفجع بوفاة ابنه نايف
- 2024-11-19 التدريب التقني توقع مذكرات تفاهم لتوفير (1400) فرصة وظيفية لخريجيها