2012/08/12 | 0 | 2086
محور النبل الإنساني ..
الذين يحملون على عواتقهم هم إنساني ويشمرون بأرواحهم وضمائرهم وأنفسهم تصويتا للحرية وإصراراً على عدالة راقية .. فهم يعرجون به في علو مستمر .. يعلون حتى تهون الدنيا في أعينهم فتبدو صغيرة ضئيلة الحجم بكل مغرياتها ، فتزداد قناعاتهم صلابة بعقيدة لا تجرحها الزلازل العنيفة ولا تهزها البراكين المباغتة، لتمنحهم البطولة في صفاء البصيرة وطهارة الوجدان وحرارة الإيمان وصدقه والإنتصار للمظلوم يسندهم في هذا كله عمق الإيمان وصدق الضمير ويلتفون حول محاور الإنسانية والحقيقة .. فهم لم يستسلموا للأهواء وما اقتصروا على قبول الأمور كما هي دون تمحيص وفحص وفهم خلفياتها وأبعادها .. فالحق يجنح بالخير ويشع بالعدل ويتجلى فيه سمو القيم ورفعتها .. الى حيث يوجد إنسان تشمله رحمة السماء وتأخذه الى حيث الفضائل التي تتوافق مع طبيعته ...
اعرف الحق تعرف أهله ..
مشكلتنا ليست بمعرفة الحق فقط كحق متجرد نناديه بالشعارات والتطبيل دون ربطه بعدالة السماء وصوت الضمير الإنساني .. بل بصحبة وتصديق من يدعونه أيضاً وتمريره على زمن مراوغ فاسد ، قد يتناسب معنا أو لا يناسبنا فيصد عنا ونستجيب وإياه للتمريرات التي نختارها وفق هوانا .. لأن الحق لا يتغير ولا يتبدل على مدى السنين وغير خاضع هو لمقاييس وأهواء وأمزجة البشر وتبدل مصالحهم .. لهذا تبدو روآنا غير واضحة في معرفته .. بل في غالبها مشوشة وغير متوازنة في نصرته .. إنها رؤية ملتوية تتصنع الحقيقة في جنس الناس وتصنيف شخوصهم، لا في حقيقة المجريات من حولهم .. ولا في عدالة ما تؤمن به وتنص عليه .. وهذا للأسف يبدو معكوسا في واقعنا .. إن لم نستوعب فكرة فهمه ومقايسته بعقل لمعرفته ومعرفة رجاله .. فالأمر يتطلب مجهود ومباشرة وبحث لمعرفته وجدية ايضا ..
لذا فإن مسؤولية البحث عنه مسئولية تصبح واجبة على الجميع حين تتداخل الصور وتصبح قصصنا الموجعة تشبه تماماً لُعبة شدّ الحبل وارتخاؤه دون غاية أو هدف سامي يغلف حضورها .. وهذا ليس بالأمر الهين لأن طريقه صعب موحش كما ذكر الأمير عليه السلام : (استوحشت طريق الحق لقلة سالكيه) .. وهذا يتطلب إرادة وعزم وتصميم والأهم منه إيمان عميق ينطلق منه .. فما أسهل الاستجابة للمغريات .. وما أسهل تلقي الأخبار والإشاعات وقبول المفاوضات والدخول في دائرة الاشتباه .. وما أسهل التلبس بحمى الكذب والمعلومات المضللة التي تلتف حول تفاصيل حياتنا فتعبث بسلامتها وتستجيب لها من إعلام مظلل وقلاقل زائفة وفتن مستأجرة حسب العرض والطلب ..
فمن لا يعرف الحق لن يمكنه معرفة أصحابه .. لأنه لم يعمل عقله ويعيش في متناقضات مستمرة وشبه دائمة .. لأن الحق ثابت ورجاله يؤطرون به ويدور معهم كيفما داروا في فلكه .. حتى وان تبدلت الألوان وتلونت الأفهام يبقى أمر واحد ووحيد هو الأوضح أنه ضد الزيف .. فمن الأمور العظيمة التي يمكننا أن نستيقظ عليها في الدخول لشخصية عظيمة كشخصية علي عليه السلام شخصية الرجل التي دار معه الحق كيفما دار، لأنه عرف الحق وامتطاه ومشى إليه وحيدا رغم وعورة الدرب ووحشة الطريق ورضي بأن يكون ما بينه وبين العالمين خراب ما دام ما بينه وبين الخالق عمار ، فأخذ على عاتقه مقاومة الظلم ونصر المظلوم ونبذ الاستبداد وتحمل الإيذاء في سبيله بصبر وشجاعة ورضا .. فكان محور عظمته هو الإيمان بكرامة الإنسان حتى غدا محور للنبل الإنساني وهذا أمر نادر أن يتواجد في شخصية تجمع جوانب العظمة الحقيقية للإنسانية ... وتنادي بها بكل ثقة غير متخاذلة رغم تبدلات الزمن وتحولات أصحابه ..
جديد الموقع
- 2024-05-25 (قبل التيه برقصة )
- 2024-05-25 أثناء كسوف الشمس انخفضت وتيرة طيران الطيور وارتفعت أصواتها
- 2024-05-25 كيف يتغير الدماغ عندما نتعلم القراءة
- 2024-05-25 الاستاذ احمد البقشي يحتفى بعقد قران ابنه "محمد " تهانينا
- 2024-05-25 "البخيتان زواج ثنائي وفرحة غامرة " تهانينا
- 2024-05-24 الشيخ الصفار يدعو لمضاعفة الجهود العلمية لتنقية التراث الديني
- 2024-05-24 والد استشاري العيون الدكتور الخواجة في ذمة الله تعالى بالاحساء
- 2024-05-24 كيف نعالج أفول القراءة؟
- 2024-05-24 بناء نقاط القوة في القيادة.
- 2024-05-24 الوجيه الأستاذ "راشد بن سالم الرشيد" يدشن "دمك حياة" بجمعية التنمية الأهلية بالكلابية .. والختام غداً الجمعة