2025/01/04 | 0 | 65
لن تحتاج إلى..
لن تحتاج إلى كرسي وثير حينما تريد القراءة.. لن تحتاج إلى إضاءة ساحرة وموسيقى هادئة من أجل ذلك.. لن تحتاج إلى هدوء تام وجو ربيعي ومزاج طيب؛ ما تحتاج إليه هو فقط قرار القراءة، والبقية تأتي.
إن مجرد حب القراءة وتقديرها والشعور بأهميتها لا يكفي من أجل الشروع فيها؛ ما تحتاج إليه هو إرادة حقيقية لذلك فقط، ولا يتطلب ذلك منك بقية الأمور؛ لأنها غير مهمة بالفعل، وبعضها يأتي بعد القراءة، كالمزاج الطيب الذي يتشكل مع القراءة، كما يقوله المجربون وما تؤكده الدراسات العلمية.
قد يساعد الكرسي الوثير بالفعل على فهم أفضل لما يُقرأ، لكنه قد يستجلب النوم أيضًا! وقد يكون للإضاءة الساحرة دور في بدئك بالقراءة، لكنها قد تدفعك إلى التفكير في أمور أكثر سهولة وجاذبية منها. كما أن السرير قد يكون مناسبًا للقراءة بعد يوم طويل ومرهق من العمل، لكنه سوف يبعث على الاسترخاء والنعاس بعد مدة قصيرة.
تتطلب القراءة منك قرارًا وإرادة فقط، وتأتي البقية بعدها في الأهمية، خاصة حينما نتعلم من كاتب قرأ أفضل ما قرأ على صوت حركة القطار الرتيبة، وعن آخر لم يكن يستطيع القراءة إلا في دورة المياه، وثالث كان لا يقرأ ولا يكتب إلا واقفًا، ورابع كان لا يقرأ إلا في غرفة خاصة مغلقًا على نفسه الباب ومانعًا لأفراد عائلته من الدخول إليها. كلها طقوس تتنوع وتتعدد وتختلف من شخص لآخر ربما بعدد القراء أنفسهم، لكن ما يجمعها جميعًا هو إرادة القراءة وليس ما يُحيط بالقارئ من ظروف خارجية.
يُنقل عن عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي أنه كان يعمل في شبابه لدى أحد العطارين وكان ينشغل عن الزبائن بالقراءة حتى طرده رب العمل، وكان مؤرخ القراءة ألبرتو مانغويل يقول في كتاب (حياة متخيلة) عن علاقته بالقراءة: أنا لا أتوقف عن القراءة سواء كنتُ في السرير أو في القطار أو في الحمام أو أثناء تناولي الغداء. أما الدكتور عبد الجبار الرفاعي فكتب على منصة X: وقعت أسيرًا للكتب في حياتي. أشعر بوحشة مريرة في بيت يخلو من الكتب. أحتاج الوجود المادي للكتب أكثر من احتياجي لمختلف الأشياء الكمالية في البيت. حيثما أكون تصاحبني الكتب، في سفري بوسائل النقل، وإقامتي بالفنادق، وأي محل أقيم فيه خارج البيت. تتحدث الكتب وهي صامتة على رفوف المكتبة، تتحدث الكتب وهي مبعثرة في غرف البيت، تلبث بجواري على الدوام حتى في غرفة النوم.
إن توفرت لديك الرغبة في القراءة فلن تحتاج حتى إلى كتاب أو حتى إلى التحرك من مكانك؛ بضع نقرات على لوحة مفاتيح أو شاشة جهاز ذكي كفيلة بإحضار الكتاب إليك وما عليك سوى قراءته.
لن تحتاج إلى أي ظروف مواتية أو محفزات محيطة بك.. بل إلى قرار وليس أكثر من قرار.
جديد الموقع
- 2025-01-06 العمل التطوعي بالمطيرفي "مركز إكرام الموتى ونادي التاج الرياضي"نموذجين يحتذى بهما
- 2025-01-06 افراح العبدالنبي والغزال في قاعة نيارة الاحساء
- 2025-01-05 افراح الموسى والحمادة في قاعة أماسي الطرف بالاحساء
- 2025-01-05 الصبر والعوامل المحددة له
- 2025-01-05 الصبر والعوامل المحددة له
- 2025-01-05 الدكتور عبدالله الخضير والدكتورة بشاير محمد يمثّلان الأحساء في الشارقة
- 2025-01-05 ( لغز القصيدة وفق التحليل النفسي) امسية بجمعية الادب بالاحساء
- 2025-01-05 عقد قران الشاب جعفر صادق الجاسم تهانينا
- 2025-01-05 اللقاء..
- 2025-01-04 الحياة والأمل