2024/08/13 | 0 | 1428
كيف أرى الكتاب
محمد حسين الحمد
صدق الجاحظ حين قال: لا أعلم جاراً أبر، ولا خليطاً أنصف، ولا رفيقاً أطوع، ولا معلما أخضع، ولا صاحباً أظهر كفاية، وأقل جناية، ولا أقل إملالاً وإبراماً، ولا أقل خلافاً وإجراماً، ولا أقل غيبة، ولا أبعد من عَضِيهَة، ولا أكثر أعجوبة وتصرفاً، ولا أقل صلفاً وتكلفاً، ولا أبعد من مراء، ولا أترك لشغب، ولا أزهد في جدال، ولا أكف عن قتال، من كتاب.
فالكتاب هو الذي يؤنسني في خلوتي فأراه يروي ليَّ الحكايات فيخلق مدنا وأقواما ويُحدث الحوادث العظام، ويسافر بي إليها فأعيش لحظاتها بكل ما فيها من سراء أو ضراء حقيقة كانت أم من وحي الخيال. فيضحكني ويُبكيني ويُرَغّبني ويرهبني، ويُصيّر فيَّ مشاعر متداخلة متغيرة، وتارةً يخبرني عن الأزمان الغابرة فيلقي عليَّ أخبار ملوكهم وأهل مصرهم ويصوّر أحوالهم، وتارةً أراه يُبيّن غوامض الكَلِم ويبحر في لجج العلوم والحكم، وتارةً ينطق بلسان الملوك والرحالة والقباطنة والمقاتلين الجسورين والأدباء وغيرهم أولئك الذين سودوا الصحف لينقلوا للعالمين تجاربهم الشخصية وغوامض حياتهم الخاصة. حقاً لم أعد أتخيل يومي بدون كتاب يصحبني في حلّي وترحالي فقد أصبح خليلي وصديقي الذي لا أمله ولا يملني، وخطر لي قولٌ لأحدهم في حق الكتب، يقول: (الكتب نوافذ تُشرف منها النفس على عالم الخيال، فبيت بلا كتب كمخدع بلا نوافذ).
جديد الموقع
- 2024-12-19 (قصة عجائبية من المخيال الاجتماعي الشعبي) (حلال المشاكل...القصة التي حفظتها أمهاتنا عن ظهر قلب)
- 2024-12-19 جمعية ابن المقرب تحتفي باللغة العربية في يومها
- 2024-12-19 سلطة النوع الأدبي وقراءة النص
- 2024-12-18 لماذا يتفوق الطلاب على الطالبات في مادة الرياضيات؟: وكيف يمكن تضييق الفجوة بينهم في هذه المادة
- 2024-12-18 الغذاء السيء لكل من الأم والأب قد يؤثّر سلبًا ويسبب ارتفاع الضغط وأمراض الكلى المزمنة في نسلهما إلى الجيل الرابع
- 2024-12-18 ورشة المرأة في اللوجستيات _ بمؤمر سلاسل الإمداد و الخدمات اللوجستية بالرياض
- 2024-12-18 جامعة الملك فيصل بالاحساء تحقق المركز الثالث في قياس التحول الرقمي لعام 2024 على مستوى قطاع التعليم والتدريب
- 2024-12-18 سمو محافظ الأحساء يدشن "برامج أكاديمية ريف السعودية"
- 2024-12-18 الأحساء.. وجهة سياحية تنبض بالتاريخ والطبيعة الخلّابة
- 2024-12-18 اللغة العربية في التعريب