قراءة في ديوان بوصلة للحب والدهشة

قراءة في ديوان بوصلة للحب والدهشة، للمؤلف حسن إبراهيم السبع الطبعة: 1438هــ

أريج المعاني: إذا خذلتك المواسم، فلا تمنح بذور قلبك للريح، هنالك دائما تربة أخرى تنتظر، هنالك دائما مواسم أخرى واعدة.

1-                  قصيدة جميلة (من نافذتها يتسلل الصباح) يسطر الشاعر هذه الابيات وكأنه يذكرك بقهوة الصباح وموسمها ويومها العالمي، مناسبة للاحتفال بمشروب القهوة في جميع أنحاء العالم الأول من شهر أكتوبر من كل عام. وتحتل القهوة مكانة مميزة بين شعوب الوطن العربي في كافة المناسبات واللقاءات، إنها إحدى أهم مناسبات الضيافة بصفة عامة؛ لذا تحرص المجتمعات على تجهيزها كرمز من رموز الضيافة وكرم الاستقبال. والقهوة وعندنا عنوان للدعوة وجلسات البيوت تفضل: اشرب فنجان قهوة عندنا.

رويدك يا صباح العشق

يا قطر الندى العذري لا ترحل

ولا تصنع لها عذرا

فما زالت حقول البن

في فنجانها تترى

وما زالت تفاصيل الحكاية

 في فم الفنجان أمواجاً من الذكرى

وما زال الندى فوق الزجاج

يسيل بالرغبات بوحاً هامساً

سطراً يلي سطرا ...

2-                  قصيدة (سيدة المد والجزر) يشرق الأمل مع الصباح وكل يوم تشرق الشمس على مياه الخليج التي يتغنى بها الشاعر ويرى المد والجزر، وكيف يؤثر على الصيد والتنقل بين المناطق سابقا، مثل: جزيرة تاروت والقطيف والذهاب الى دولة البحرين بالسفن كوسيلة نقل ولقد جربنا ذلك، ورحلات الغوص التي كانت محفوفة بالمخاطر.

عندما يبتسم الصبح

لحسناء الضفاف المقمرة

هي أنثى صَنَعَتُها كتب الحب

وأوهام المجانين العريقة

قد تعيد الموسم الهارب

من كف الندى

عندها يستيقظ الحناء

في الكف أهازيج

3- قصيدة (رؤية الأمل) ورؤية كيف يأتي البرق وينير عتمة الظلام وينبلج الصبح؛ ليعطي التغيير وتظهر ملامح الكون.

"ليت للبراق عيناً فترى"

كيف هندسنا تضاريس الغياب

كيف قايضنا الثريا بالثرى

وخَطَطنا حكمة الرمل مساءً

ومحوناً، في الصباح، الأثرا !

4-قصيدة (وعد) عندما يتأخر الفجر ويكون طوفان الليل جاثم على الصدر لينظر من نافذة ان الحبيب في الانتظار.

"ليت هنداً أَنْجَزَتْنا ما تعد"

وأَطَلَّتْ فتنةً ساحرة

تجد الآفاق فيها ما تجد

سوف الفجر طويلاً

وسكون الليل طوفان عَتِيٌّ يستبد

 5- قصيدة (فضاء وأجنحة) الظل الذي يحدث مع الاجسام، هو ذلك الجُزء المُعتم الذي يحدُث نتيجة اعتراض الجسم المادي لأي مصدر ضوئي تخرُج منه أشعة ضوئية، والظل مخيف، جاء عند العرب قديماً (يقال للرجل إذا مات ضحى ظله لأنه إذا مات صار لا ظل له) وهذا مرتبط بالروح وعلاقتها بالحياة والخلود وخروجها من الجسد. "لا يوجد ضوء دون ظل، ولا يوجد كمال روحي دون نقصان". (كارل يونغ) ظل على حالتك وتبلى بأبناء مثلك.

قِيلَ: تَحْمِلُ أوزارَ ظِلَّكَ أَنَّى اتجهت

ستبقى أسير الأزقة

تلك التي رافقتك صغيراً

و.. "ما أشبه اليوم بالبارحة !"

قيل: نحن أُسَارَى المكان

ولبعض الأماكن

أنيابها ومخالبها الجارحة

قيل: للظل سطوته وأحابيله

وامتداداته الكاسحة

أسهبوا في تلاوة تلك المواويل

لم يدركوا سر هذا الفضاء الفسيح

وما ينسج القلب من أجنحة

6- قصيدة (تواصل) مد الجسور بالتواصل الذي يحتاج وقت وأسلوب وتوافق بين الجميع لنجاح التواصل عندما يصبح الوصل كالنصل في عاصفة هوجاء يؤدي الى كارثة وبحطام سفينة العلاقات التي تحملنا جميعا في البحر اللجّي.

عندما تذبل اللحظات

عطاشى على دكة الصمت

في الأمسيات اليتيمة

حين تغدو المسافة بيني

وبين الذي يقاسمني الوقت والدار

موحشة وحزينة

عندما ينسج السأم المخملي أكفان متعتنا

ويحفر قبر التواصل بيني وبينه

عندما يصبح الوصل كالنصل

كالأمنيات الدفينة

أدرك أن المكان بمن فيه

ليس بما فيه

وأن المساء بدونك

عاصفة وحطام سفينة

7- قصيدة (همزة وصل) يعطي همزة وأمل للتواصل وتحقيق وربط الجسور بين الأحبة والكل لديه امل للنجاة.

منذ أن نسجتني حريراً لأحلامها

نثر الصبح إشراقه في دمي

ذبل الغصن في يدنا

 لم يعد في كتاب الغرام

همزة وصل

منذ أن قايض الوقت

باقة ورد بنصل

8- قصيدة (بين ماء ونار) النزاعات مثل المد والجزر لها تأثير ربما يرحل المشاعر ويصبح القلب وكأنه في مرجل يغلي.

بين خطوك مشتعلاً في الصباح

وقلبك منطفئ المساء

غابة من أراك الجحيم ومنفى ودوامة وأمد

بين نار هنا.. وماء هناك

يصنع الوقت أصدافه الواعدات بكف الأبد

غير أن اللآلئ تبقى

 ويرحل في حومة المد والجزر كل الزبد

 أيها القلب يا ضفة المعجزات

 يا مدى.. يا ندى.. يا نديم الأرق

بين شطين من مطلع الشمس

9- قصيدة (عصفورة التعب) بعد الكر والفر يبدأ الصمت ويحل الظلام يقف رن الاجراس وتخرس الألسن وكأن الزمن توقف لحظات لحدث كبير وقع وكما يقال: "راحت السكرة وجات الفكرة".

أتيت أقرأ فصل الصمت في لغتي

حطت على شفتي عصفورة التعب

يدنو بها سبب..

ينأى بها سبب..

وقد تراوغني، حيناً، بلا سبب

أصابها تعب التحليق في أفق

من جاب فيه الذرى أبلى ولم يُصب

الثلج في كفها جمر وفي فمها

صمت عريق من ( اللاءات ) والشغب

تقول، والليل والمنفى ينادمنا:

"شَرقْتُ بالدمع حتى كادَ يَشْرُق بي"

في نهاية المطاف يقول: المثل الأثيوبي: (لا تسأل من يحملك على ظهره لماذا أنت أعرج). وهذه قراءة في الديوان التي قد تكون تعبيرا قاصرا عما يريد الشاعر من معنى، ولكن الكل يقرأ الصورة من عين وإحساس وتلمس معاني الكلمات والحرف وهمس ولمز يبقى لمن يقرأ هو يوافق او يرفض التعليق وخصوصا من الشاعر الذي تجاسرنا على تصفح الديوان بهذه الطريقة واجتزاء بعض الأبيات من القصيدة.