2024/10/14 | 0 | 441
قراءة في ديوان الشعر من آياتها
قراءة في ديوان الشعر من آياتها، للمؤلفة آيات علي يوسف العبد الله الطبعة الأولى:1446هــ
ثمانية وعشرون عاما وما ينفك صوت الأمس يرن صداه في أقاصي روحها، وما يزال التراب الرطب على راحتها كوشم أبدي:
قصيدة (أبي)
خُلقت من رأفة تطفو ملامحها
على مُحيَّاه بين البدء، والأبد
ما زلتُ طفلته الأولى التي نشأت
على ذراعيه.. بنت الروح والجسد
1- قصيدة (هوية خضراء) الاعتزاز بالوطن ومنطقة الأحساء الحبيبة بشكل خاص وما يجتمع فيها من كل المقومات من ماء وخضرة وايدي وقوى ناعمة تحمل بيد العلم واليد الأخرى المسحات لجعل الأرض أكثر اشراقا ومشعل هداية ومحبة:
أنا ابنة النبع، لا عين ستخطئني
فمن سلالة هذا الترب ميلادي
الأرض، والنخلة الشماء والدتي
وكل من عبروا الأحساء أجدادي
2- قصيدة (طفلة في العشرين) العنفوان والنشاط وحب الحياة وترك بصمة يشرق الطفل على الحياة يدق قلبه، يعلن انه موجود وعند ما يقف قلبه يعلن أنه أصبح في خبر كان كما يقال: ينقل الى رحمة ربه بعد أن عمر الأرض بكل الاحلام التي راودتها من بداية حياته الى نهايتها:
ويمضي العمر، لكن حين يمضي
يزيد من السنين، فلا أقل
أنا من طفلة الأحلام طهري
فروحي في براءتها أَجَلٌ
وإن جرت الكهولة في دمائي
فقلبي رغم ما يحويه طفل
3- قصيدة (أنثى لا تؤول) دور الانثى هي الأم والأخت والزوجة وهي مواطنة على هذا الوطن الكبير التي حققت إنجازات خلال الفترة الأخيرة بسواعد النساء من بنات الوطن في الحقول العلمية، وكانت هي الطبيبة والممرضة واثبتت نجاحها في قيادة مناصب إدارية وحتى ميادين يصعب الوصول لها مثل الهندسة والإعمار والتوسع في إشراك المرأة في المجالات الفضائية والقانونية والعسكرية والأمنية والرياضية والثقافية، وكان منح المرأة رخصة قيادة السيارة التي كان نقلة في خدمة نفسها وأهلها.
أنثى تُذرِّيها اللحون، فتنتشي
بالصمت إن ضاق البيان لعزفها
قد أنضجتها الحادثات، فقلبها
رغم احتضار النبض آخر قطفها
مرت على عُمق الوجود كفكرة
بيضاء ما اغتسلت بحلكة خوفها
لكنَّها سَـطـعـت كأول دهشة
للأرض فرت من خديعة زيفها
4- قصيدة (رأيت فيما يرى الغافي) لم تزل تعبر عن فرحة موصلة اليه من إنجاز على صعيد القوافي وتنثر زفرات الأنين وخلجات الروح تنثر في كل ميدان وردة او مواساة أهل المصاب وتمسح بيدها على يد يتيم وتنشف دمعة على من فاتها قطار الاحلام وتعطي الامل مثل النخيل تموت وهي واقفة وكذلك الأم على أرض الأحساء الحبيبة.
آتيك من زفرة في الرُّوحِ يحملها
قلبي إليك، وتحوي فوق ما أصف
أمسكت بالغيب أستجلي حقيقته
ما البدء، بل ما هو الإيمان.. ما الصدف؟
وقفت أطرق باب الفكر، وانفتحت
لي السماوات في آفاقها شُرَفُ
5- قصيدة (شاي وسكرة ذكرى) الشاي الذي يعد مشروب الضيافة، يعبر عن الكرم وفرحة اللقاء وخصوصا على أرض الاحساء الحبيبة التي تتفن في شرب الشاي وطريقة تحضيره على حطب وفي أجواء الحقول مع الاهل والاصحاب والشاي المخدر الذي يحتاج سكر للحد من الطعم المر وبعد شربه يؤثر فيك، يعطيك إحساس السكرة يعطيك حلاوة المذاق وتجعل الجلسة بذكر الأحاديث والقصص ويأتي نظم الأبيات الشعرية في تلك الأجواء وكما يقال: الخضرة والماء والوجه الحسن.
لم أرتشف بعد أخشى سكرة الذكرى
تبقى الحكايات شايا.. لذة.. ثغرا
تبقى الحكايات شايًا من سُلافته
تُروى الأحاديث حتى تنتهي شعرا
كأنما الرشفة الأولى به انتبهت
كي تهرق السحر، أو تفشي له سرا
نعناعه الآن يُغريني كسكرة
متى سألقاك حتى نمزج العُمْرا
كؤوسنا مترعات من تلهفنا
فهل تذوق على أطرافها صبرا؟
6- قصيدة (على عتبات النسيان) الحياة ليس كلها سعادة ولا توجد صعوبات أو معكرات الصفو لكن النسيان سلاح جميل ان يكون بيدك وفي عقلك تعدي عثرات الزمان. يقولون: إن الضربة التي لم تقتلك تقويك.
دفنت زمانك في أضلعي
وأطلقت مُعترك الأدمع
وأمسيت أطرد ليل الجراح
وما مر من ذكره الأبشع
وألحقت طيفك بالعابرين
فكم قض في غفلة مضجعي!
وكم كنت أغفو بحب وديع
وأصحو على قَدَرٍ مُفزع!
أما آن للقلب أن يستريح
ويسلوك حتى أراه معي؟!
7- قصيدة (شعلة من فتيل العمر) كل سنة في قطار العمر يعطيك مع كل نهاية وبداية عام جديد يحمل الامل، ويستل الستار على مرحلة تحتاج منا تقييم والاستعداد الى الإنجاز وترك بصمة واضحة على الصعيد النفسي والأهل والمجتمع والوطن.
يا شمعة العام هذا العُمرُ يُقلقه
أن تُطفئي، ولظى الأيام تُحرقه
أو أن تموت على كفيك سوسنة
ملء الربيع الذي ما انفك يُورِقُهُ
لا تسأليه عن الأحلام آملة
فكم حبا فيه حلم لا يحققه
8- قصيدة (بكائية أخيرة) في نهاية المطاف تعطي الأمل وترسم خطة طريق وأن لا ينخدع فؤادًا مات بالأمل. لا تُنصتي لحديث يعكر صفو الحياة ويغلق عليك الأبواب ويفقدك الامل وان عليك التفكير خارج الصندوق.
ما زلت تبكين ذكراهم على الطلل
وتخدعين فؤادًا مات بالأمل
هم جاوزوك، وغابوا ملء نشوتهم
وأنت من أَجَلٍ يمضي إلى أجل
یا زهرة البيد، والأقدار لافحة
كم غيمة عيرتك اليوم بالبلل
لا تُنصتي لحديث النهر قد شمَتَتْ
بك السواقي، وعُدت موضع الهَزَلِ
في نهاية المطاف همسة: السعادة التي تصنعها لغيرك، ستعود إليك وهي أجمل!!. كن لنفسك كل شيء فالجميع قصة وتنتهي!!. وهذه قراءة في الديوان التي قد تكون تعبيرا قاصرا عما يريد الشاعر من معنى، ولكن الكل يقرأ الصورة من عين وإحساس وتلمس معاني الكلمات والحرف وهمس ولمز يبقى لمن يقرأ هو يوافق او يرفض التعليق، وخصوصا من الشاعرة الذي تجاسرنا على تصفح الديوان بهذه الطريقة واجتزاء بعض الأبيات من قصائدها.
جديد الموقع
- 2024-11-21 توقبع اتفاقية شراكة بين جمعية أدباء بالاحساء وجمعية هجر التاريخية
- 2024-11-21 أمانة الاحساء تُكرّم الفائزين بــ ( جائزة الأمين للتميز )
- 2024-11-21 سمو محافظ الأحساء يبحث مع معالي وزير التعليم خطط ومشاريع تطوير التعليم في المحافظة
- 2024-11-21 «الغربة باستشعار اللون».
- 2024-11-21 البيت السعيد
- 2024-11-21 القراءة للكسالى
- 2024-11-21 القراءة واتباع الأحسن
- 2024-11-21 روايات أسامة المسلم بين جيلين.
- 2024-11-21 ( غرق في المجاز، مَجازٌ في الغرق ): قراءة في ديوان الشاعر جابر الجميعة
- 2024-11-20 الدكتور عبدالمنعم الحسين يدشن حملة التشجير الثالثة ببر الفيصلية