2024/11/21 | 0 | 473
القراءة واتباع الأحسن
حين يقول الباري عز وجل: ﴿فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ﴾، فإنه بذلك يدعونا إلى أن نكون منفتحين على الاستماع إلى ما يقال، على أن يكون لدينا أذن ناقدة تقوم بعملية فرز دقيقة لما نستمع إليه، ثم نختار منه الأحسن والأفضل.
ليس المطلوب أن نستمع ثم نقبل بجميع ما نستمع إليه ونقدسه ونعده من المسلّمات، بل أن نتفكر فيه وننعم النظر في مضامينه، ثم حين تتجمع لدينا جميع خيوط اللعبة- كما يقال- نقرر قبوله أو رفضه. لكن ينبغي ألا يكون هذا القبول أو ذلك الرفض نهائيًّا، بل رهينًا بتطور قناعاتنا المرتبطة بمزيد من القراءة والتفكر. إذ كلُّ يومٍ يمر علينا كما أنَّه فرصة لنا للحياة فهو أيضًا فرصة لإعادة التفكير والتفكر في كل ما حولنا وفي قناعاتنا. قد نختلف مع كل ما نقرأ لكن لا بد أن نتمسك بأدب الاختلاف؛ حين نحترم من نختلف معه، ولا يمنعنا ذلك من أن نتحاور معه وننقده ثم نعطي آراءنا حول ما يقوله، موافقة أو رفضًا. مقبول أن نشتبك مع أي كتاب، مع التزام تام بآداب وقواعد الاشتباك الفكري، مطبّقين قول ذلك الحكيم: "قد أكون مختلفًا معك في الرأي، ولكني مستعد للموت دفاعًا عن حقك في إبداء رأيك". وهنا الموازنة في القراءة بين التقديس والتدنيس؛ فلا نقدسه حتى لا نستطيع نقده، ولا ندنسه حتى لا نقترب منه ونتعرف على ما قد يتضمنه من صدق أو ربما جزء من الصدق.
وختامًا يجب أن نضع نصب أعيننا مجموعة الثوابت الدينية التي ينبغي ألا نحيد عنها، مع إعطاء الفسحة للجميع بعد الاستماع للتفكر والتدبر في الأمور الفرعية المستجدة.
إن الاستماع واتباع الأحسن هو معادلة قد تكون صعبة لكنها ممكنة إذا ما جعلناها نصب أعيننا، وحاولنا تطبيقها في جميع أمور حياتنا، وفي أحكامنا التي نحتاج إليها كل يوم في كل موقف. ففي ما نستمع إليه هناك الحسن وهناك الأحسن، كما أن هناك السيئ وهناك الأسوأ، وعلينا اختيار الأحسن اعتمادًا على قدراتنا الخاصة، وعلى مدى اطلاعنا على المعروض من الأفكار والمواقف وطول تفكرنا فيه.
جديد الموقع
- 2025-01-21 كيف تبعد النعاس أثناء القراءة؟
- 2025-01-21 مشروب كحولي واحد يوميًا كافٍ لزيادة خطر الإصابة بالسرطان - خبير في تأثير المشروبات الكحولية في الجسم يحلل تقريرًا جديدًا أصدرته الحكومة الأمريكية مؤخراً
- 2025-01-21 علي جادي .. احترافية تُبهر البروفيسور
- 2025-01-21 التحولات العامة انعكست على قصيدة النثر في السعودية - محمد الحرز لـالعرب: الحراك الثقافي السعودي لا يمكن وصفه سوى بالسهم المنطلق.
- 2025-01-20 تعريف جديد للسمنة يهمش مؤشر كتلة الجسم والهدف هو التركيز على الصحة -مقاربة جديدة لتشخيص السمنة تأخذ في الاعتبار مدى تأثير دهون الجسم الزائدة في الجسم.
- 2025-01-19 أفراح البجحان والعبيد تهانينا
- 2025-01-19 جلسة حوارية تناقش مستقبل الإعلام الرياضي بالاحساء مع مدير القنوات السعودية الرياضية
- 2025-01-19 سمو محافظ الأحساء يرعى توقيع عدد من مذكرات الشراكة لخدمة المجتمع بين أمانة الأحساء وعدد من القطاعات
- 2025-01-19 سمو محافظ الاحساء يتقدم اكثر من 14 الف متسابق ومتسابقة في سباق (الحسا تركض) 2025 ويتوج الفائزين
- 2025-01-18 افراح بوخمسين يحتفلان بزواج باسل في قاعة الاحساء