2020/04/24 | 0 | 3005
شهر رمضانٍ كوروني ١٤٤١
كم أنت جميلٌ أيها الكورونا،
أغلقت علينا سكك التواصل و علمتنا تقنيات التواصل،
أعدت إلينا رمضان الهدوء و السكينة،
أعدت إلينا رمضان العطاء و الروحانية،
أعدت إلينا رمضانَ سنين خلت، لقد نبشت الذاكرة لتسترجع رمضانات لا تُنسَى، و لعل أنصع و أوضح صورة لتلك الرمضانات ما اختزنته الذاكرة لشهر رمضان في عام ١٣٨٥ من الهجرة حيث كان الجو بارداً ممطراً،
و كانت التجربة الأولى لصيام ذلك الشهر الفضيل،
لم يكن الناس آنذاك يعرفون السهر إلى وقت السحر.
كانت ليالي القرية الصغيرة هادئة إلا من مجالس الذكر و التلاوة في أولها ثم يرخي الليل سدوله و تخلو الطرق من المارة إلى أن يأتي المسحراتي (بو طبيلة) ليكسر ذلك الصمت و ليوقظ المؤمنين لوجبة السحور بالتهليل و التسبيح.
و عندما تأتي الأمهات المؤمنات لتوقظنا لوجبة السحور، نجلس فرحين مستبشرين و قد أعدت تلك الأيادي الطاهرة وجبة السحور التي يغلب أن تكون كبسةً من الرز الحساوي و قد يخلو من اللحم و لكنه يغرق في بحر من الزبدة البيتية لتزيده طيبةً و لذة،
و من بعد صلاة الفجر تدب الحياة بكل نشاط و حيوية و بلا كسلٍ أو تقاعس،
الفلاح إلى نخله و مزرعته،
الحرفي إلى مصنعه،
الطالب إلى مدرسته،
و يمر ذلك اليوم الرمضاني بكل بهجة و سرور و الكل ينتظر دوره في إعداد وجبة الفطور فتبدأ الأمهات الطاهرات في إعداد ما لذ و طاب لتلك المائدة، و نهرع نحن الصغار نحمل العجين إلى أمي خميسة خبازة الفريج،
و ما أن تودعنا شمس ذلك اليوم إلا و ينادي صوت الحق من أعلى المآذن و تكتظ المساجد بالمؤمنين الراجين رحمة الرحمن لأنهم في ضيافته.
و بعدها تبرز أحلى صور التكافل و التلاحم و التآزر فترى الموائد و قد ازدانت بأهل القلوب الرحيمة لتطعم الفقير و المسكين، و إنها الوجبة الشهية التي ننتظرها بفارغ الصبر لأنها لا تخلو من الهريس و الثريد و اللقيمات و الساقو و النشا و البلاليط مع اللبن الطازج من إتقان الجدات الرحيمات،
و بعدها تبدأ الفترة الإيمانية من تلاوة و دعاء و هكذا دواليك.
فشكراً كورونا.
جديد الموقع
- 2024-04-27 صدور الكتاب الرابع عشر لـ عدنان أحمد الحاجي
- 2024-04-26 الوائلي.. في أوج العلم والثقافة والأخلاق
- 2024-04-26 القراءة خارج الدائرة
- 2024-04-26 الشيخ الصفار يدعو لمواجهة تحديات الحياة بالثقة والأمل والنشاط
- 2024-04-26 مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يكرم بر حي الملك فهد
- 2024-04-26 فرع مركز الملك عبدالعزيز بالشرقية للتواصل الحضاري يكرم مركز بر الفيصلية .
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي