2018/04/10 | 0 | 4279
سماحة الشيخ محمد العباد :دور الصلاة في محوو الذنوب
استشعار الخوف من المعصية : -
قد تلوث روح الإنسان الذنوب والآثام مما يجعله يستشعر الخوف من عقاب الله جل وعلا ومؤاخذته له على المعاصي التي يرتكبها ، والخوف من الله شعور لابد للمؤمن ان يحمله ويكون له سداً مانعاً ورادعاً عن ارتكاب المعصية ،
- قال تعالى : - (قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) 2
والذنوب صحيح انها تنقسم الى صغائر وكبائر لكن استصغار الصغيرة والإستهانة بها يحولها الى كبيرة بحيث فعلاً يؤاخذ عليها مرتكبها إذا كان مستصغراً بها فكيف إذا أصر عليها واستمر على ارتكابها فإن هذا الإصرار يحولها الى معصية كبيرة ،
الصلاة تعالج الخوف من المعصية : -
كما ذكرن فإن المؤمن عند ارتكابه الإثم يستشعر الخوف والقلق وعدم الراحة من مؤاخذة الله له و لكن إلى جانب هذا الخوف فإن الله عز وجل فتح لعباده أبواباً كثيرة من أبواب الرجاء حتى عند ارتكابه المعصية فهناك أبواب لو دخل العبد منها فإنه يرجو من الله الرحمة والغفران وبلطف الله تُمحى السيئات والآثام ..
وفي تصدير الخطبة الآية الشريفة تؤكد على هذا المعنى وهو أن يدخل الإنسان في حرم رحمة الله من خلال ابواب الرجاء التي من خلالها تمحى السيئات وأهم باب من ابواب الرجاء هو الصلاة فإن العبد المصلي يعيش حالة الرجاء بغفران الذنوب والمعاصي فيما بين الصلوات ، فلو ارتكب العبد المعصية ثم جاء وقت الصلاة فإن المؤمن يستشعر ان الصلاة بين يدي الله هي وقفة للتوبة وطلب الغفران والبدء مع الله من جديد ، فلايتهاون في أداؤها .
- روى ابو حمزة الثمالي قال : -
- إن علياً عليه السلام أقبل على الناس فقال : أي آية في كتاب الله أرجى عندكم؟
- فقال بعضهم : - إن أرجى آية هي قوله تعالى : - ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا ) 3
- فقال علي عليه السلام : - ( حسنة وليست أياها) -بمعنى أنها آية حسنة لكنها ليست أرجى آية-
- وقال بعضهم : - (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا) 4
- قال عليه السلام : -( حسنة وليست إياها)
- قال بعضهم : - (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا) 5
- قال عليه السلام : - ( حسنة وليست إياها)
- وقال بعضهم : -
(وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ) 6
- قال عليه السلام : - ( حسنة وليست إياها)
ثم أحجم الصحابة فقال أمير المؤمنين عليه السلام : - ( مالكم يامعاشر المسلمين )
- قالوا : - لا والله ماعندنا شيء
- قال عليه السلام سمعت رسول الله (ص) يقول : - ( أرجى آية في كتاب الله *(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ) 7
فإذا أكبر باب ممكن أن يلج منه العبد الى رحمة الله وغفرانه هو المواظبة على الصلاة والإهتمام بأدائها في أوقاتها وبهذا نعرف أن الصلاة ليست ميتة وإنما هي تعيش حياة لابد ان يعيشها العبد المصلي معها ، وبحيث تكون لها الآثار الكبيرة الروحية و المعنوية والتي من أهمها محو الذنوب والسيئات .
- و روي عن علي ابن زيد ابن أبي عثمان قال : - كنت مع سلمان تحت شجرة فأخذ غصناً يابساً منها وهزه وتحات الورق من الغصن
- ثم قال ياأبا عثمان ألا تسألني لم أفعل هذا؟
قال ولم تفعل؟
- قال سلمان المحمدي هكذا فعله رسول الله (ص) وأنا معه تحت شجرة فأخذ منها غصناً يابساً فهزه حتى تحات ورقه ثم قال (ص) الا تسألني ياسلمان لمَ أفعل هذا ؟!
-قلت ولمَ تفعله يارسول الله؟
- قال(ص) : - إن المسلم إذا توضأ فأحسن وضوءه ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كما يتحات هذا الورق ثم قرأ قوله تعالى *(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ) (8)
وهذه ليست مجرد نظرية ولكنه واقع و كان حدثا معاصراً للنبي الأعظم (ص) وبشارة للعبد المذنب الذي يستشعر بثقل الذنب على ظهره ويسعى لتطهير نفسه من السيئات والذنوب ...
فقد روى أبو أمامة : -
( بينما رسول الله (ص) في المسجد ونحن قعود معه إذ جاءه رجل فقال : - يارسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي !
فقال رسول الله : - هل شهدت الصلاة معنا؟ قال : - نعم
قال رسول الله : - فإن الله قد غفر لك ذنبك و أسقط عنك الحد )
- وفي الروايات ( إذا حان وقت الصلاة نادى مناد أيها الناس قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على ظهوركم فاطفئوها بصلاتكم) 9
فالذنب والمعصية وراؤها مسؤولية ومسائلة وعذاب قد يستحقه العبد في الآخرة وببركة محافظته على الصلاة فإن هذا الباب الكبير لرحمة الله قد ينجيه ويطفئ الله النار عنه ويوفقه للجنة.
هل كل صلاة لها أثر في محو الذنوب؟!
قد يصلي البعض لكن صلاته بلاقيمة ولاتترك الأثر المرجو منها بحيث تكون هذه الصلاة مطهرة للذنب و من هنا وحتى يكون للصلاة أثر يتجلى في نفس العبد فلابد من أن تتميز هذه الصلاة بعدة أمور مهمة ومنها : -
-- حضور القلب : -
إن حضور القلب في الصلاة هو المفتاح المحرك لعجلة الرحمة والغفران
فقد روي عن النبي الأعظم (ص) " إذا قام العبد إلى الصلاة وكان هواه وقلبه إلى الله انصرف كيوم ولدته أمه." 10
-- معرفة أسرار الصلاة : -
والعلم بعلة وأسباب الركوع والسجود والقراءة مثلا
يقول العرفاء عندما تتلو ( إياك نعبد وإياك نستعين) فلتكن صادقاً عند قراءتك والعبد عند معرفته وإدراكه ثقافة الصلاة فإنه يستشعر رحمة الله عند قرائته ( الرحمن الرحيم)
ويستشعر طلب الهداية وطلب الإستقامة والثبات من الله عند قوله( إهدنا الصراط المستقيم)
ويستشعر الخضوع والتذلل لعظمة الله في السجود
روي عن النبي الأعظم (ص) : - " من أتي الصلاة عارفاً بحقها غُفر له "
والإمام علي (ع) يشبه الصلاة بالنهر الذي يغتسل منه الإنسان خمس مرات يومياً كيف لا يكون طاهراً نظيفاً خالياً من الدرن
كما في نهج البلاغة ( عجبت لشخص أمام بيته عين ماء يغتسل منها كل يوم خمس مرات ثم لا يكون طاهرا )
فكيف لاتؤثر الصلاة في قلب المؤمن ؟ فلابد للمؤمن اذا لم تطهره الصلاة أن يعرف أنه مقصر في صلاته ولم يؤدها بالشكل الصحيح
-نسأل الله سبحانه ان يوفقنا لأداء الصلتة وان يمحي بها سيئاتنا ببركة محمد وآل محمد . والحمدلله رب العالمين.
جديد الموقع
- 2024-12-18 جامعة الملك فيصل بالاحساء تحقق المركز الثالث في قياس التحول الرقمي لعام 2024 على مستوى قطاع التعليم والتدريب
- 2024-12-18 سمو محافظ الأحساء يدشن "برامج أكاديمية ريف السعودية"
- 2024-12-18 الأحساء.. وجهة سياحية تنبض بالتاريخ والطبيعة الخلّابة
- 2024-12-18 اللغة العربية في التعريب
- 2024-12-16 تناول الشوكولاتة الداكنة مقترن بانخفاض نسبة احتمال الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني
- 2024-12-16 تقييم التحكم في ضغط الدم طويل الأمد باستخدام المدى الزمني للنطاق العلاجي بين مرضى سعوديين
- 2024-12-16 وقفة مع تاريخ العطاء
- 2024-12-15 حكاية رجل على هيئة ساعة
- 2024-12-15 تشييع 7 جثامين في حادث سير بالأحساء
- 2024-12-15 "قلق الرياضيات" قلق حقيقي، ولكن هناك مقاربات للتعامل معه وإدارته