2019/10/14 | 0 | 2498
زيارة الإمام الحسين (ع ) ـ 2
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أعداء الدين.
﴿رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ~ وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ~ وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِن لِسَانِي ~ يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾. [طه: 25 – 28].
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى شهادة السبط الأول الإمام الحسن بن علي (ع) الذي قتل مسموماً مظلوماً شهيداً.
نواصل الحديث الذي بدأناه قبل أسابيع، وكان في الأسبوع الماضي حول زيارة الحسين (ع) وذكرنا في بدايته قول الإمام الرضا (ع) لابن شبيب: «يا ابن شبيب إن سرّك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك، فزُر الحسين (ع)». [الأمالي، الشيخ الصدوق: 130.].
وعن أبي عبد الله (ع) أنه قال : «إن لله ملائكة موكلين بقبر الحسين (ع) فإذا هَمّ الرجل بزيارته أعطاهم ذنوبه، فإذا خطا محَوْها، ثم إذا خطا ضاعفوا حسناته، فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنة. ثم اكتنفوه وقدَّسوه وينادون ملائكة السماء أن قدِّسُوا زُوار حبيب حبيب الله، فإذا اغتسلوا ناداهم محمد (ص): يا وفد الله، أبشروا بمرافقتي في الجنة. ثم ناداهم أمير المؤمنين (ع): أنا ضامن لقضاء حوائجكم، ودفع البلاء عنكم في الدنيا والآخرة. ثم اكتنفوهم عن أيمانهم وعن شمائلهم حتى ينصرفوا إلى أهاليهم». [كامل الزيارات، ابن قولويه: 152.].
هذه الرواية فيها الكثير من النقاط التي يجب أن نتأملها ونقف عندها، فهي تذكر أن هنالك ملائكة موكلين بقبر الحسين (ع) وظيفتهم إحصاء السيئات والحسنات، ليحطوا السيئات ويضاعفوا الحسنات، لكي يجعلوا زائر الحسين (ع) طاهراً مطهراً ثم يقدّسونه ويطلبون من ملائكة السماء تقديسه. ثم يأتيهم من الكرامة ما هو أكبر وأعظم، وذلك بمناداة النبي (ص) لهم وإخبارهم بالبشرى أنهم سيكونون رفقاءه في الجنة. ثم بشارة الإمام علي (ع) لهم بقضاء حوائجهم ودفع البلاء عنهم. فما أعظمها من منزلة لزائر الحسين (ع)! وما أجلّها من عبادة عظيمة ينبغي للمؤمن أن لا يغفل عنها.
ما هو الذنب؟ :
وهنا لا بد أن نقف عند الذنب الذي يقع من الإنسان، والذي يُمحى بسبب زيارة الإمام الحسين (ع).
فالذنب في اللغة يعني الإثم والجرم والمعصية، والجمع الذنوب. وأما في الاصطلاح فيعني مخالفة الأوامر الإلهية الواردة في الشريعة والتي بيّنها وبلغها رسول الله (ص) لهذه الأمة. وهذه المخالفات للأوامر هي التي تسمى ذنوباً في الاصطلاح الشرعي. فمن ترك الواجب ارتكب ذنباً، ومن أتى المحرمات ارتكب ذنباً أيضاً.
ولأهمية الذنب وخطورته ورد في القرآن الكريم في ما يقرب من ثمانية عشر معنى بمصطلحات مختلفة:
فمن تلك المصطلحات التي ذكرها القرآن الكريم للذنب غير اللفظ الصريح هذا : المعصية، الإثم، السيئة، الجرم، الحرام، الخطيئة، الفسق، الفساد، الفجور، المنكر، الفاحشة، الخطء، الشر، اللمم، الوزر، الثقل، الحنث، الحوب.
هذا في القرآن فقط، وزادت الروايات على ذلك: الجناية، الزلة، العثرة، العيب، والكثير من المعاني الأخرى. كل ذلك لبيان خطورته وأهميته وأنواعه ودرجاته، فهذه المعاني وإن كان يجمعها جامع واحد هو الذنب، لكنها ليست مترادفات ولا بمعنى واحد، إنما تختلف من حيث الدرجة مثلاً، فمنها ما هو مخفف، ومنها ما هو مشدد. ومنها بعلم أو بغير علم.
أما عن أقسام الذنوب، فهناك ما تسمى بالكبائر وأخرى الصغائر، قال تعالى : ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَريماً﴾. [النساء: 31.]. فالآية تصرح بأن هناك كبائر لا بد من الاجتناب عنها، لكي يكفر الله تعالى السيئات. فالذنب الكبير يقابله آخر أصغر منه. قال تعالى : ﴿الَّذينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلاَّ اللَّمَم﴾. [النجم: 32].فهنالك كبائر، وهنالك لمم، وكلها ذنوب، لكن الفرق في الدرجة والمرتبة. فاللمم صغائر الذنوب، وهو أحد المعاني التي ذكرناها للذنب. وهو ما يلمُّ به العبد من ذنب صغير، وبجهالة.
ولعل البعض يتساءل أن هنالك بعض الروايات تذكر أن الذنوب كلها كبائر، فكيف تقولون : إن هنالك صغائر؟ فمن ذلك ما ورد عن الإمام الباقر (ع) أنه قال : «الذنوب كلها شديدة، وأشدها ما نبت عليه اللحم والدم، لأنه إما مرحوم وإما معذب، والجنة لا يدخلها إلا طيب». [الكافي، الكليني: 270.].
الجواب: أن الرواية هذه نفسها تبين أن هنالك شديداً، وهنالك أشدّ، وهو ما نبت عليه اللحم والدم. هذا من جهة.
ومن جهة أخرى أن الذنوب إذا ما قيست بالنسبة لبعضها فهنالك ما هو صغير وما هو كبير، ولكنها إذا قيست بالنسبة لمن تعصيه، وهو الله تعالى، فليس هنالك فرق بين صغير وكبير، إنما كلها كبائر.
فالذنوب بالقياس لبعضها يمكن تقسيمها إلى صغير وكبير، أما بالقياس لمن عصيته فهي كلها كبائر.
محقرات الذنوب:
ورد في الحديث : «إياكم ومحقرات الذنوب، فإن لها من الله طالباً، وإنها لتجتمع على المرء حتى تهلكه». [وسائل الشيعة، الحر العاملي15: 313.]. فهنالك من يذنب الذنب، لكنه يستصغره ويقلل من شأنه وخطره، ويراه أمراً بسيطاً. وهذا أمر خطير حذرت منه الروايات، فمن ارتكب ذنباً، مهما كان ذلك الذنب، فعليه أن يبادر للاستغفار واستشعار الندم.
ويجب أن لا ننسى أن الشيطان يوسوس للإنسان دوماً، ومما يوسوس به أن يقول له: هنالك من أذنب ذنوباً أكبر من ذنوبك وأكثر، وهذه من المزالق الخطيرة التي تجعل الإنسان يغرق في الذنوب.
وهنالك من لديه شخص عزيز عليه، فيحرص على أن لا يجرح شعوره ولو بالقليل، فيتحمل بسببه الذنب حفظاً للعلاقة بينهما. ولكن الأجدر والأولى والأوجب أن يحفظ العلاقة بينه وبين الله تعالى.
عن النبي الأعظم (ص) أنه قال: «لا تنظروا إلى صغير الذنب، ولكن انظروا إلى من اجترأتم». [كنز الفوائد، الكراجكي1: 55.].
هذا ما أردنا بيانه بشكل إجمالي حول الذنب. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
جديد الموقع
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء
- 2024-05-04 عميدة اسرة العليو بالاحساء في ذمة الله تعالى
- 2024-05-04 فريق طبي في مدينة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) الطبية يجري عملية تثبيت وتعديل الفقرات القطنية لمريض بعمر (56) عام
- 2024-05-03 مستشفى اليرموك التعليمي يجري عملية قسطارية طارئة لمريض يعاني من احتشاء العضلة القلبية
- 2024-05-03 مستشفى الأمام علي (عليه السلام) العام في بغداد يجري عملية تداخل قسطاري طارئ لمريض يبلغ من العمر 48 عام
- 2024-05-03 "بيئة الأحساء تنفذ يوم بيئي مع جماهير نادي الفتح الرياضي"
- 2024-05-03 النجف رصاصة طائشة تصيب زائر أثناء تأدية صلاة المغرب في الصحن الحيدري
- 2024-05-03 بعد عقم دام 7 سنوات أسرة ترزق بتوأم في مستشفى كمال السامرائي
- 2024-05-03 طوارئ مستشفى الحلة التعليمي في بابل تنقذ حياة طفل تعرض إلى صعقة كهربائية
- 2024-05-03 مستشفى بعقوبة التعليمي في ديالى ينجح بإجراء عملية تطويل عظم الساق لمريض يعاني من قصر الطرف السفلي