2021/11/27 | 0 | 1093
حديث مع طباخ ايطالي
Conversation with Italian Cheif
معظم احاديثي مع الايطاليين الذين تعرفت عليهم كانت عبر قنوات العمل الرسمي في مشاريع المياه و الغاز و النفط و مواد معالجة المياه و التجارة . و خلال ذلك التواصل ، اتيحت لي الفرصة اكثر من مرة لتناول وجبات غداء عمل مع الايطاليين . و كان موضوع الطعام هو ثان موضوع يتم طرحه بعد الانتهاء من نقاش موضوع العمل . كنا نتحدث عن انواع الطعام و مذاقات الشعوب و سمات الطهاة الناجحين و الاكل الحلال و موضوع كيفية اعداد الاطباق اللذيذة و اساليب تقديمها الجذاب . الأكل الايطالي بالمجمل بالنسبة لي منحصر في القمح و الطماطم و زيت الزبتون . فالبيتزا و الباستا و المكرونة بكل اصنافها تعتمد على القمح و شكل من اشكال الطماطم او صلصة الطماطم مع رشات من زيت الزيتون . و كان بعض الايطاليون يقول على سبيل الفكاهة : " لا تثق في الطاهي النحيف " ! ، و التفسير لذلك حسب افادتهم اكل الطاهي النحيف لم ينفع بدنه ، فكيف سينفعك !!
لم اتعهد اعداد طبق مميز بيداي في حياتي لان معظم ايام حياتي خلال سنين العمل منصبه على استهلاك الوقت لانجاز اعمال تتعلق بالوظيفة و تأمين لقمة العيش الكريمة للاسرة . و لم يكن هناك متسع من الوقت للاستمتاع باطباق وجبات غذائية من صنع يداي . كان يحفزني في أكل اي طبق اسلوب تحضيره و تقديمه و الديكورات المتعلقة به . و هنا اود ان اُضمن في هذه المقالة رسالة شكر لكل من أمي و لزوجتي ( و تشمل ايضا كل الامهات و الزوجات ) ، لجميل اطباق و موائد اعدوها.
في معظم تجمعات العوائل الصغيرة و الكبيرة تكون فقرة أعداد الطعام من ولائم و اطباق حلى هي أحد أهم ان لم تكن أهم الفقرات الرئيسية في استنزاف الوقت للطبخات . و الحقيقة ان تنوع الاطباق كما يحدث في شهر رمضان المبارك و اعداد اطباق الولائم بجانب اطباق الحلى المتعددة تجهد الامهات و الاخوات و الزوجات و البنات . و المحصلة بالنسبة لجزء من المشاركين في التجمع الاسري ، انه تم قتل روح التجمع بسبب الانغماس في الطبخ و الطهي و التحضير و التنظيف و التكلف الزائد .
عند اول تجاربي للطبخ في احد دول الغربة بيداي وجدت معضلة البدائل بين المكونات الداخلة في الطبخة المُراد تحضيرها من جهة و فنون ابتكار طرق بديلة للتحضير السريع كمعضلة اخرى. و وجدت في مرحلة زمنية معينة من عمري بان بعض اطباق و موائد المطبخ الايطالي السهل في عناصر مكونات اطباقه هو الاقرب الى قلبي عند انعقاد تجمع صغير اسري او اصدقاء . على مستوى الاسرة ، نشعر جميعا بوجود الام و الزوجة و الاخت و بناتنا من حولنا طوال فترة الجلسة العائلية حتى مع اعدادهن للمائدة لان الطبخة ايطالية سهلة و سريعة التحضير . اما التجمعات العائلية حيث تُقدم موائد اللحم فلم اجد حل سوى طلب الطعام من احد المطابخ أو المطاعم . فحينئذ تكون نكهة الطعام ناقصة لاننا قايضنا الطعام المُعد بايدي زوجاتنا بطعام مُعد بايدي خارج المنزل . و قد نسترد يوما ما تذوق الطعام بايدينا ان تبنينا بعض اطباق الطعام الايطالي سهل التحضير أو قام الشباب و الرجال باعداد الوليمة بايديهم بدل النساء .
جديد الموقع
- 2024-04-26 الوائلي.. في أوج العلم والثقافة والأخلاق
- 2024-04-26 القراءة خارج الدائرة
- 2024-04-26 الشيخ الصفار يدعو لمواجهة تحديات الحياة بالثقة والأمل والنشاط
- 2024-04-26 مركز الملك عبدالعزيز للتواصل الحضاري يكرم بر حي الملك فهد
- 2024-04-26 فرع مركز الملك عبدالعزيز بالشرقية للتواصل الحضاري يكرم مركز بر الفيصلية .
- 2024-04-25 اترك أثراً إيجابياً.
- 2024-04-25 مؤسسة رضا الوقفية تكرم الفائزين في مسابقتها التصوير الفوتوغرافي - النسخة الثانية
- 2024-04-25 «خيوط المعازيب».. والذاكرة المنسية
- 2024-04-25 ناشط قرائي
- 2024-04-25 يحيى العبداللطيف و ( دكتوراه ) جديدة لسجل شرف ( الينابيع الهَجَريّة )