قد اصدر الباحث الكاتب عبد الله الجاسم كتابه الجديد الذي حمل عنوان شخصيات عاصرتها وعرفتها، وعدد الصفحات: 746 صفحة وأما الناشر فهي مؤسسة الانتشار العربي.
والكتاب يأتي في سياق التأريخ المعاصر وذلك لأن المؤرخ المعاصر هو الذي يحول الذكريات الخاصة إلى ذاكرة جمعية تجد طريقها نحو الخلود من خلال كتب التاريخ والسير والتراجم.
والاستاذ الجاسم ابن الاحساء وابن بلدة المطيرفي يقدم لنا في كتابه تجربة رائعة وفي غاية الثراء، وهو يدون الذكريات ويؤرخ للشخصيات التي عرفها وعاصرها وهو في الحقيقة لا يكتب مجرد ذكريات بل يقدم لنا التاريخ في أدق تفاصيله، ويحفظ للأجيال أهم الأحداث المعاصرة، وأنماط الحياة المتغيرة، والشخصيات العظيمة المؤثرة، والأفكار المطروحة والمتداولة.
والكتاب يؤرخ لشخصيات حية او لشخصيات قد غادرتنا منذ أمد قصير أو لشخصيات سبقتنا بأجيال ولكن آثارها لا تزال حية، ومن حق الأجيال أن تتعرف على هذه الشخصيات التي شكلت هوية المجتمع وتشكل منها المجتمع.
فأحدث النظريات التاريخية تسعى لفهم الأحداث التاريخية من أبسط الأمور الحياتية التي تكشف حقيقة الواقع، ولم يعد علم التاريخ المعاصر يعول على الأحداث السياسية الكبرى التي يتغنى بها المنتصرون في تلك الأزمنة لأن هذه الاحداث لا تخلو من مبالغات او تحيزات.
بينما التاريخ الحقيقي يكتبه المؤرخون الذين يدونون مشاهداتهم ويعبرون عن تجاربهم الخاصة، وهذا ما يميز هذا الكتاب الجديد في نوعه.
وقد قسم الكاتب الشخصيات التي تعرف عليها ضمن مجموعات.
المجموعة الأولى وهم رجال الاعمال
والمجموعة الثانية هي الشخصيات الثقافية والرياضية.
والمجموعة الثالثة هي الشخصيات التي تعرف عليها في الملتقيات والمنتديات الثقافية والاجتماعية.
والمجموعة الرابعة هم الاقارب والأرحام
والمجموعة الخامسة هم أصدقاء العمل
والمجموعة الخامسة هم الشخصيات التي تعرف عليها في جامع الإمام الحسين بالمبرز
والمجموعة السادسة هم الجيران والأحباب.
والمجموعة السابعة وقد اسماها ذكريات شيقة : أسر وشخصيات من المطيرفي وفيها تحدث عن مجموعة العوائل الكريمة التي عاشت في المطيرفي كأسرة آل زين الدين التي خرجت لنا مجموعة كبيرة من العلماء أشهرهم الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي وغيره، وتحدث عن أسرة الجاسم، واسرة الخويتم، وأسرة المعني والعباد.
كتاب جميل يستحق القراءة، ولا غنى عنه لمن يحب أن يقرأ السير والتراجم.