2016/08/05 | 0 | 5312
تعالوا أسولف لكم سالفة قديمة..
أدري بكم تحبون سوالف الماضي اللي كانت تسولفها الجدّات.
بس سالفتي هذي قديمة حييييييييييل.
لا "تتحرك" من مكانك ولا تضيّع "الوقت" وركّز معاي في السالفة.
على طاري "الحركة" و "الوقت"، أنت الآن تقدر تقوم من المحل اللي إنت جالس فيه و"تتحرّك يمين أو شمال أو ورا أو قدّام أوفوق أو تحت، في هذا الفضاء الشاسع الذي يشبه الكرة والذي يبلغ نصف قطره تقريباً 14 مليار سنة ضوئية (يعني 14x1000x1000x1000x300x1000x3600x24x365 كلم) وتقدر تقضي "الوقت" الذي تريده وأنت تتحرّك في هذا الكون أوتقوم بالأحداث والأعمال التي تريد القيام بها وتتناول المواد التي تريد تناولها وتصنع من هذه المواد ما تريد أن تصنع باستخدام أنواع الطاقة الموجودة حولك.
سالفتي اللي راح أسولفها قديمة وحصلت قبل 14 مليار سنة (يعني 14x1000x1000x1000 سنة).
في ذاك الوقت ما كان فيه فضاء تقدر تتحرّك فيه أو مادة تقدر تتصرّف فيها أو طاقة تقدر تستخدمها أو زمن تقدر تقضيه. الزمن ما كان له معنى أصلاً لأن الزمن يستخدم لقياس متى تقع الأحداث وكم تستغرق الأحداث وكم يستغرق قطع المسافات وكل هذه الأشياء لم تكن موجودة في ذلك الوقت؛ لا فضاء ولا مادة ولا طاقة ولا بشر ولا كواكب ولا شموس ولا مجرّات ولا أحداث، لا شيء سوى نقطة بالغة الصغر.
كل هذه الأشياء (الفضاء + المجرات + المواد + الطاقة + المواد - الأحداث - الزمن) لم تكن موجودة بالشكل التي هي عليه الآن بل كانت كلّها مضغوطة في نقطة صغيرة جداً جداً أصغر من الذرة. كانت هذه النقطة ذات كثافة عالية جداً وذات حرارة عالية جداً ثم فجأة حصل فيها ما يشبه "الإنفجار العظيم" أدى إلى تمدّدها واتسّاعها بسرعة عالية جداً جداً تبلغ سرعة الضوء ولا زال هذا التمدّد والتوسع قائماً إلى اليوم.
ونتج من هذا الإنفجار العظيم وما تولّد منه من طاقة وحرارة عالية كل ما نراه حولنا الآن من المواد ومن طاقة ومن مجرات في هذا الفضاء الواسع وكل الذرات التي تتكون منها جميع المواد وكان من أوائل تلك الذرات تكوناً غاز الهيدروجين والهيليوم ومن نتائج الانفجارات التي أعقبت الإنفجار العظيم وما صاحبه من دخان ورماد مع ظروف أخرى تكوّنت ذرات الكربون التي هي من أساسيات المواد العضوية. أما ذرات الحديد فقد تكوّنت من انفجارات ما يسمّى بالسوبر نوفا.
أما كرتنا الأرضية الجميلة فقد كانت من نتائج ذلك الإنفجار ولكنها تكونت قبل أربع مليارات سنة ونصف تقريباً من الآن وأخذت فترة طويلة من الزمن لكي تبرد وتتكون فيها المياه الضرورية لنشأة واستمرار "الحياة".
هذه السالفة هي اختصار قاصر مني لنظرية "الإنفجار العظيم" التي بدأ باكتشافها علماء الكون قبل مائة سنة تقريباً من الآن، والتي تعتبر من أكثر نظريات تفسير نشأة الكون قوةً وقبولاً في الأوساط العلمية.
هذه مجرّد نظرية قد تتغيّر ويتم تطويرها وتصحيح تفاصيلها مع مرور الزمن، إلا أنها في خطوطها الرئيسة تتفق مع ما أخبرنا به نبيّنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم قبل 1400 سنة عن الله سبحانه وتعالى مما أنزل إليه ربّه سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
فعن عملية تفتّق الكون قال: (أوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)
وعن عملية تمدّد الكون قال: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)
وكل حيرة الإنسان في سؤاله "ومَن خَلقَ خالقَ هذا الكون؟" وعجزه عن إجابته ناتجةٌ من القواعد والقوانين العقلية الضرورية التي تكوّنت في عقل الإنسان نتيجة لخبراته المحدودة التي اكتسبها من "زمانه" و "مكانه" و "الأحداث التي صارت في هذا الزمان والمكان" ومحاولة الإنسان الساذجة تقييد خالق هذا "الزمان" وخالق هذا "المكان" وخالق هذه "الأحداث" بهذه القوانين وتطبيقها عليه وهو خالقها من العدم ومبتديها والمتصرّف فيها...
فسبحان الله عمّا يصفون...
جديد الموقع
- 2024-12-19 (قصة عجائبية من المخيال الاجتماعي الشعبي) (حلال المشاكل...القصة التي حفظتها أمهاتنا عن ظهر قلب)
- 2024-12-19 جمعية ابن المقرب تحتفي باللغة العربية في يومها
- 2024-12-19 سلطة النوع الأدبي وقراءة النص
- 2024-12-18 لماذا يتفوق الطلاب على الطالبات في مادة الرياضيات؟: وكيف يمكن تضييق الفجوة بينهم في هذه المادة
- 2024-12-18 الغذاء السيء لكل من الأم والأب قد يؤثّر سلبًا ويسبب ارتفاع الضغط وأمراض الكلى المزمنة في نسلهما إلى الجيل الرابع
- 2024-12-18 ورشة المرأة في اللوجستيات _ بمؤمر سلاسل الإمداد و الخدمات اللوجستية بالرياض
- 2024-12-18 جامعة الملك فيصل بالاحساء تحقق المركز الثالث في قياس التحول الرقمي لعام 2024 على مستوى قطاع التعليم والتدريب
- 2024-12-18 سمو محافظ الأحساء يدشن "برامج أكاديمية ريف السعودية"
- 2024-12-18 الأحساء.. وجهة سياحية تنبض بالتاريخ والطبيعة الخلّابة
- 2024-12-18 اللغة العربية في التعريب