2021/05/19 | 0 | 4337
المطيرفي والذاكرة
الموسوعة العربية إضاءة 7
بلد وادع في شمال محافظة الإحساء العريقة ، بلدة المطيرفي . عرفت منذ القدم وذكرها عددا من المؤرخين في كتبهم ، وبما تحتويه ألبلده من أماكن جميلة يقصدها من الإحساء وخارجها ، ولا تزال الحاضرة الدائمة في ذكري جيلا بعد جيل . التطور شاهد على عبق الماضي ولا زال أهلها بذكريات الأجداد يفتخرون وبالتطور والتعليم يرتقون ، فتاريخها حافل بالأمجاد وألان مع التطور الكبير في الوطن الغالي جعلها احد الحواضر الهادئة برقيها المميز ، وتقدّماً حضارياً فريداً في مختلف مناحي العِلم ، والبناء، والعُمران، فاتسمت بطابعها الهادي ، بلد النخيل الباسقات والجمال والأزقة الضيقة ومساجدها و مجالسها وحسينيتها المتراصة .
تقع إلى الشمال من مدينة الهفوف (قاعدة الإحساء) وتبعد عنها .خمسة عشر كيلومترا. وتفصلها مدينة المبرز عبر الطريق الواصل بينهما والمعروف بطريق الظهران . ([1])
المطيرفي بلد يتسم بالهدوء المخيم الذي لا يقطعه إلا صوت مرور القطار، تتميز بنخيلها ومياهها المتدفقة من أكثر من واحد وعشرين عينا .والمياه تجري بين بيوتها كما فيها حمامات سباحه للرجال وحمامات سباحه للنساء وعرف أهلها بحب أهل العلم والعلماء.
التسمية: جاءت تسمية المطيرفي نسبة إلى قبيلة أو عشيرة بني مطرف التي كانت تسكن شمال الإحساء ،
الموقع : تقع المطبرفي على طريق القوافل القديمة التي تنتقل من إطراف الإحساء إلى الشمال و صولا إلى الكويت والعراق وحاليا يمر عليها الطريق السريع المؤدي إلى الدمام والظهران والجبيل والعقير . و تبعد عن مدينة الهفوف حوالي ١٨ كيلومترا مرورا بالمبرز . وتعتبر المطيرفي في الجهة الغربية من واحة الإحساء يفصلها مسافة قريبة عن جبل الثليم التاريخي ولذا كانت في محطة غزو أولية .
ملامح ديمغرافية :
و ينبع منها عددا من العيون(٢١) ذات الماء الحار نتيجة لجيولوجية الأرض اشتهرت منها عين الحويرات و هي مقصد اجتماعي للسباحة ( و جميع الأجيال السابقة في الإحساء لهم ذكريات معها ) فيها فضلا على أنها محطة للمسافرين وأيضا تقصد للسباحة والاستجمام من العائلات في المناسبات المختلفة وخاصة يوم القرش الذي يسبق رمضان الكريم و الأفراح والزوجات ، و كان بجانبها مسجد أثري يسمى مسجد العباس تم إعادة بنائه .
يزرع في المطيرفي جميع المزروعات و يتصف تمر الخلاص بجودة عالية والجزر والبطيخ و غيرها، كما تنتج سيداتها عدد من الصناعات الحرفية ، كان أهلها يعملون في معظمهم سابقا نخالوة في الزراعة وبيوتها متراصة بنيت من الطين و هي مسورة بأبراج و بوابات للدفاع ، إلا إن النهضة الحديثة أخذت مكانها فزاد عدد سكانها و اتسعت رقعتها ليتماهى حدودها مع زحف مدينة المبرز،
و تعد المطيرفي من حواضر الإحساء قديما واليها يشار بالبنان لما زخرت به من نشاط علمي و هي كذلك في الوقت الحاضر بأبنائها البررة و إبداع المتخصصين . حافظت على كونها مركزاً علميًّا؛ ففي مرحلة من المراحل كان منها ثلاثة من العلماء، وفي مرحلة أخرى أربعة، مما ينم عن زيادة نسبة النشاط العلمي فيها عمَّا كان عليه سابقاً، ولكن مع ملاحظة أن ثلاثة من هؤلاء هم ضمن الحركة العلمية المهاجرة، وهؤلاء الأعلام هم:
الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي. مهاجر إلى «بلاد فارس». (ت 1241هـ).
الشيخ صالح بن الشيخ زين الدين بن إبراهيم الأحسائي. مهاجر إلى «كرمانشاه». (1168 – 1240هـ).
الشيخ حسن بن الشيخ أحمد بن الشيخ زين الدين الأحسائي. مهاجر إلى «بلاد فارس». (توفي قبل عام 1241هـ).
السيد أحمد بن السيد سلمان الموسوي الاحسائي (كان حيًّا سنة 1241هـ).
ومن ناسخي الكتب الشيخ علي بن زين الدين: زين الدين علي بن الشيخ صالح بن الشيخ زين الدين بن الشيخ إبراهيم بن صقر بن إبراهيم بن داغر آل صقر القرشي الأحسائي المطيرفي. وهو ابن أخ العلامة الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي. كان مع عمه الشيخ أحمد الأحسائي في بعض سفراته، إلى أن أقام في (كرمانشاه) بصحبة والده... وأسس فيها مكتبة نفيسة دَوَّن بعض مجاميعها بخطه، ذكر العلامة بزرك الطهراني مجموعة نفيسة من نسخ المترجم له بتاريخ 1243هـ(48).
فكانت المدارس العلمية منذ القدم فكانت " لشيخ إبراهيم بن محمد المطوع كان حياً سنة ( 1168) وكانت مدرسة الشيخ إبراهيم بن صقر بن داغر آل صقر الأحسائي " من أعلام القرن الثاني عشر" ومدرسة الشيخ زين الدين بن الشيخ إبراهيم بن صقر بن داغر آل صقر الأحسائي ( توفي بعد سنة 1193هـ ) وفيها من البيوت العلمية اللامعة التي أخذت مكانة مرموقة في الإحساء بسبب رمز الأسرة الكبير الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي (1166 - 1241هـ) الذي يعد أبرز شخصية في تاريخ الإحساء، ( [2])
وممن هاجر إلى الإحساء السيد سلمان وأبناؤه، في حدود عام 1151هـ، وسكنوا – بادئ الأمر- محلة السياسب في من مدينة المبرز، ثم انتشروا في قرية المطيرفي، وللسيد سلمان خمسة أبناء هم: صالح وحماد وعلي وحسين وأحمد ([3])
و المطيرفي كأي بلد كانت محاطة بسور وقلاع للمراقبة و تتكون من عدة إحياء ولا زالت معروفة عند الكثير من أهلها ومنها :
الدروازة وهي مركز البلدة .
سويداء .
البدع .
المجيلس .
البابة: المرجح أنھا كانت عامرة إلى ما بعد سنة 1166ھـ، فیما ورد في سیرة العلامة الشیخ أحمد بن زین الدین الأحسائي والتي بقي منھا أطلال مسجدھا ( [4])
البر وهو ما كان خارج أسوار المطيرفي .
ويتألف كل حي مجموعة من المنازل وتختلف المنازل فيما بينها في المساحة والتصميم والحجم وفي عدد الغرف والدور التي تتكون منها وتتشابه الى حد كبير قي مواد البناء . ةمواد البناء المستخدمة مكونة من الطين والاحجار و الجص الأبيض واهم عناصر البناء في الفترة الماضية :
الطين : وهي مادة البناء الاساسية في المنظقة ، ولها استخدامات عديدة في عملية البناء ، فالطين يستخدم مادة لاحمة تربط بها الاحجار بعضها ببعض في بناء الجدران ، كما انها تستخدم في تبطين الاسقف والجدران داخليا و خارجيا . وللطين مجموعة من الخصائص منها :
سهولة التطويع والمرونة في التشكيل عندما تكون رطبه وشديدة القوة عندما تكون جافة ، ما جعلها صالحة في تبطين الجدران والاسقف وكذلك صالحة لتصتيع اللبن.
كفاءة عزلها للحرارة عالية جدا ، وهذا ـمر مطلوب للبناء في المناطق الحارة .
ج- فابلية الطين للتمدد عندمت نكون رطبه وتاتقلص عندما تكون جافه ، وخذخ السمه فد تؤدي الى حدوث انشقاق الجدران وللتقليل من ذلك تخلط بالتبن [5].
اللبن : يصنع اللبن عن طريق خلط الطين والتبن مع اضافة كمية معينه من الماء ويترك لعدد من الايام لكي يتخمر ومن ثم يشكل حسب الطلب .
استخدام أغصان وسيفان وبعض مكونات النباتات الاخرى : يعد جذوع النخيل من اهم مكونات البناء ومن اشهر من يفصل ويقطع الجذوع سماحة السيد محمد الحسن وأخية السيد ناصر السيد هلي العلي رحمهما الله وتستخدم الجذوع في اسقف المنازل والممرات والمداخل للمنازل وكذلك النوافذ . والمرازيم والابواب والعتبات . وتستخدم ايضا اغصان الأثل وسيقانه والتوت والسدر وغيرها من الاشجار المحلية في بناء المنازل والمساجد وصناعة النوافذ والابواب .[i]
الدنكل وعيدان البامبو المستورد من الخارج . وتستخدم في اسقف منازل ميسوري الحال [6]
الجص : مادة تصنع من حرق الحجر الجبسي (كبريتات الكالسيوم ) ومن ثم طحنه ونخله زينقسم الى نوعين :
الجص العزيبي ويمقل النوع الجيد
الجص الخكيري ويمثب التوع الرديء
وللجص عدة استعمالات في عملية البناء ومن بيتها :
لحم الاحجار التي تبنى بها الجدران وخاصة الاساسيات .
طلي الجدران
صنع الاقواس (الكمر) زالزخارف الجبسيه .
الحسينيات : عبارة عن قاعات كبيرة تقام فيها المناسبات الدينيه والاجتماعية وسميت بذلك نسبة للامام الحسين عليه السلام فالحسينيات بالمطيرفي :
حسينية المهنا وبناها المرحوم عبدالله عبدالله المهنا المتوفي ويحدد عمرها اكثر من 150 عاما .
حسينية الحاج فضل الفضل المتوفي عام هـ . حسينية المرتضى "الجزيري وبنيت عام
حسينية المصطفي "البخيتان وبنيت عام 1405هـ . حسينية الزهراء الخويتم بنيت عام 1403 هـ
حسينية السادة بنيت عام هـ . حسينية ام البنين "الفجري وبنيت عام هـ .حسينية البجحان وبنيت عام هـ
بالاضافة على الحسينيات كانت تقام مجالس الحسينية في مجالس وبيوتات بالمطيرفي وتكون عامرة بالمؤمنين وتزداد في ايام محرم وشهر رمضان المبارك ومن تلك المجالس الحسينية في شهر رمضان المبارك ومنها بيت الجزيري و مجلس العايش و مجلس علي العبدالله الخويتم و مجلس سادة الهاشم ومجلس المرحوم الحاج طاهر المبارك البخيتان و مجلس المهنا و مجلس الحاج حسين وصالح البجحان رحمهما الله .
المساجد بالمطيرفي :
مسجد الشيخ داغر جد الشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي "الاوحد " أعاد بناؤه المرحوم الحاج محمد طاهر البخيتان "ابو علي رحمه الله وتم افتتاحة مساء يوم الأثنين الموافق 23/4/1426هـ . بحضور جمع غفير من المؤمنين وبحضور المشايخ الأفاضل من قرية المطيرفي يتقدمهم سماحة العلامة السيد محمد رضا السلمان " أبو عدنان " حفظه الله تعالى –
مسجد الشيخ احمد بن زين الدين الاحسائي – بناه الشيخ الاوحد رحمه الله وقام بتوسعته سماحة السيد محمد السيد علي الحسن "ابو سيد هاشم عام 1386هـ وذلك بشراء بيت مجاور للمسجد . وتم اعادة بناءه وترميمه واخر تجديد كان قي عام 1408 هـ قام به الحاج عيسى علي المعني .
مسجد العباس |ع| وهو اشهر المساجد بالبلده وتم بناءه بطراز جديد وتم افتتاحه في 20/11/1427هـ بحضور علماء االاحساء وجموع من المؤمنين بحضور وإمامة العلامة اية الله السيد محمد علي العلي "رحمه الله "
مسجد الامام علي "ع" وكان يسمى مسجد الحوار قديما
مسجد عبدالحسن (الدروازه ) ويسمى بمسجد ابو النعوش )
وكانت تقام صلاة الجماعة في ثلاثة مساجد وهي مسجد الشيخ احمد ومسجد الامام علي "ع" ومسجد عبدالحسن ، وكان سماحة السيد علي العلي وسماحة السيد محمد الحسن رحمهما الله من الشخصيات التي اثرت المطيرفي في إمامة الصلاة والعلوم الدينية والترابط الاجتماعي .
واتسمت المطيرفي بمؤذنين ذات اصوات جذابة ومنهم :
المرحوم الحاج علي الراشد رحمه الله و الحاج حسين الحمدي رحمه الله و المرحوم سماحة السيد محمد الحسن رحمه الله ، والمرحوم محسن كاظم الفايز رحمه الله والمرحوم محمد الجاسم "الملا " (بو جاسم) رحمه الله والمرحوم الحاج محمد العبيدون رحمه الله و الحاج علي ناصر العباد رحمه الله و السيد تاج السيد علي العلي "ابو هاشم " والحاج عايش النجاد رحمه الله والحاج عبدالله النجاد رحمه الله والرحوم الحاج عبدالهادي السليهب رحمه الله والمرحوم السيد هاشم الكاظم رحمه الله والمرحوم عبدالوهاب بورشيد رحمه الله والمرحوم الحاج عبدالرضا العبداللطيف "بو يحي " رحمه الله و المرحوم ملا علي الثاني رحمه الله و المرحوم عبدالله الحسن "الحجي رحمه الله والحاج صالح النجاد رحمه الله المرحوم الحاج معتوق النجاد رحمه الله والحاج عيسى علي المعني و الحاج حسين طاهر الصالح وجمعه عبدالله الحسن و طاهر حسين الصويلح .
البابة: المرجح أنھا كانت عامرة إلى ما بعد سنة 1166ھـ، فیما ورد في سیرة العلامة الشیخ أحمد بن زین الدین الأحسائي والتي بقي منھا أطلال مسجدھا (1[7])
الدكاكين:
كانت الدكاكين والبسطات بالمطيرفي تشكل روح المكان والذاكرة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتحفل الدكاكين القديمة، والبسطات المفتوحة والمتنقلة عبق من الماضي الجميل ، ولم تقتصر على البيع والشراء بل تتعدى إلى إنها مكان لتبادل الاحاديث والثقافات والتواصل الاجتماعي ومسرحا للحكايات والقصص وملتقى للتعارف وسدا لاحتياجات الناس .
ومهما كبرت البلدة وتطورت، نظل بحاجة إلى ذكريات الزمن الماضي التي تشعر الفرد بكينونته وعمقه التاريخي ، ففي الحقبة الزمنية التي عاش فيها الآباء والأجداد وآبائهم كالجسد الواحد بتلاحمهم وتكافلهم ، خلدوا أسمائهم بحسن طبائعهم وسمو أخلاقهم . فكان المرحوم السيد محمد العلي "غدير " أول من افتتح دكانا لبيع المواد الغذائية بمنزله ويفتح على الساباط . وتوالت فتح المحلات تدريجيا ومنها :
- المرحوم حسين الصليبي ابتدأ بمنزله ثم دكانا بالدروازه " مركز البلدة .
- المرحوم حسين المهدي لفايز وكان دكانه مقابل مسجد الحسن
- المرحوم محمد الجزيري وكان دكانه في منزله
- المرحوم الحاج حسين الصالحي بالدروازة كان مشاركا الحاج احمد العبيون "ابو نوري " في البداية ثم اصبح لوحده
- المرحوم الحاج حسين بوخضر "الضيف – بالدروازة
- المرحوم الحاج علي العبدالله – بوجاسم - بالدروازة
- المرحوم صالح النجاد بالدروازة
- المرحوم السيد محمد العلي "غدير " عاود افتتاح محلا لبيع المواد الغذائية مرة ثانية بالدروازة وهو اول من باع الجرائد بدكانه .
- المرحوم معتوق عبدالمحسن العبداللطيف بالدروازة
- ابناء الحاج ابراهيم الجزيري بمنزلهم
- المرحوم السيد ناصر الهاشم بوزيد في دكان ابراهيم الجزيري وكان ملتقى ثقافي بسرد الحكابات .
- الحاج جاسم احمد الجاسم – بو يوسف – في الدروازه . المرحوم جايم العبدالله بمنزلهم بحي السويدة .
- المرحوم الحاج حسين الهدلق "ابو عبدالفتاح " عند خزان الماء .
- اما البسطات فهو المرحوم الحاج صالح العلي وكان يبيع المكسرات . ويذكر كذلك المرحوم حمد الخويتم . فكانت دكاكين البلدة بوابة مفتوحة على حكابات الماضي واخبار المجتمع والتكافل والتعاون بين الاهالي .
الالعاب الشعبية :
الالعاب الشعبية قديماً منتشرة في بلدان الاحساء ومنها المطيرفي وتمارس في اوقات مختلفة منها الصباح والعصر ومن تلك الالعاب :
لعبة «الهول»، وتعتمد على السرعة في الجري، حيث يجتمع فريق من الأولاد، يرسمون علامة على الأرض، ويتسابقون إليها، ومن يصل أولاً يضربها بيده، ويكون قد وصل إلى بر الأمان والفوز .
1-لعبة الدوامه : وهي عبارة عن قطعة خشبية يصنعها النجار ويضع في مؤخرتها التي عملت بضم العين على شكل هرم لولبي قطعة صغيرة من الحديد وهو المسمار لكي يسهل دوارنها حيث يلف عليها الخيط ويسحب بطريقة معينة وبعضها يحفر ويصب في الدهن حتى يصدر صوتا وهنا ماهو اكبر قليلا ويسمى الزنبور وهذه يلعبها الاولاد.
2- (الغميمة ) وهو أن يتم حجب عين أحدهم بقطعة قماش، ويدورون حوله إلى أن يلحق ويمسك بأحدهم ليأتي عليه الدور وهكذا.
3- القب وهي عبارة عن مضرب مصنوع من الجريد بطول نصف متر وحازوق من نفس الجريد بطول 15سم فيضرب الحازوق بالمضرب حتى يبتعد عن دائرة الملعب ويقوم شخص آخر بإرجاع الحازوق عن طريق القذف باليد إلى الدائرة.
ومن ذاكرة المطيرفي قبل ,بعد شهر رمضان المبارك استعدادا لاستقبال الشهر الكريم ، وذكريات لآخر يوم من شهر شعبان تتلاحم القرية بكاملها ويسمى هذا اليوم يوم (القرش) و هذا اليوم يوم التكاتف والتعاضد بين أهل القرية ، وكانت تلك الايام الهادئة بعيدة عن الضوضاء يخرج الأهالي للاستهلال ورؤية الهلال ، واستذكر بان إمام وسيد القرية سماحة السيد محمد السيد علي الحسن "أبو سيد هاشم" رحمه الله تعالى هو في الغالب من يخبر بثبوت الهلال لبداية الشهر والعيد ، فبعد ثبوت الشهر الكريم تبدا التهاني والتبريكات بين أهالي القرية بحلول الشهرالكريم بتواجد في المسجد و بزيارة الجيران والأهل بقدوم الشهر الكريم . .وتكتمل جمال تلك الايام بالزيارات حيث تبادل الإفطار بين الجيران والآهل . ودائماً ما يأتي رمضان في الصيف شديد الحرارة ولا وجود للمكيفات أو ثلاجات في ذلك الزمن أو وسائل للراحة أو الترفيه ولتفادي حرارة الجو بعد الثياب المبللة أو الخيش ووضعها على المروحة بعد دخول ل الكهرباء البيوت ومن الذكريات الجميلة يجتمع الشباب بعد العصر بالسباحة بالعيون أو بمزرعة الحاج حسين الشيخ والذهاب للسباحة في عيون " الوزية " عصراً لبرودة مياهها. ويكون موعد الرجوع إلى البيت أو المسجد قبل وقت قليل من أذان المغرب . وقبيل الإفطار بلحظات تخلوا شوارع القرية وازقتها من مرتاديها . ومن الذكريات لابد الرجوع للوراء لذكرها حيث لم تكن مكبرات الصوت موجودة كان البعض ينتظر من على سطح البيت ليسمع صوت المؤذن من مسجد الإمام علي "ع" أو مسجد الشيخ الأوحد أو مسجد عبدالحسن .البعض يذهب للتسوق بالمبرز أو الهفوف بحيث يقوم بنقل الشباب ممن يملكون سيارات الاجرة
والتميز في شهر رمضان المبارك عن غيره من الشهور هو إجتماع العائلة على الفطور والسحور الصفار والكبار . ةكانت موائد الإفطار الطيبة تعد من كبار ووجهاء القرية فتكون الدعوات للإفطار والبعض للسحور .
لم تكن هناك قنوات فضائية ولا تلفزيون قبل دخول الكهرباء كانت المجالس عامرة بذكر الله والدعاء حيث يقرأ القران ويتبعه الدعاء وكما للرجال مجالس لتلاوة الذكر الحكيم هناك مجالس نسائية تتلى آيات الذكر الحكيم وقراءة الأدعية. وتشهد المجالس القرآنية حضوراً وإقبالا من قبل ألاهالي وهي عادة قديمة توارثها الأبناء عن الأجداد. كما أن المجالس القرآنية تعد قناة تواصل بين الأهالي
ومن الذكريات الجميلة في رمضان بعد انتهاء مجالس درس القران الكريم يجتمع الكبار ليسردوا القصص "الحزاوي" الذي كانت له هيبته واحترامه، وهو يقص على السامعين قصص «الحزاوي» ويسرد الذكريات والإحداث التاريخية وكان المرحومين الحاج احمد إبراهيم البخيتان والحاج السيد ناصر الهاشم "ابو زيد " من المميزين في سرد القصص
بوطبيلة) هو مظهر مميز يحلو للبعض تسميته (المسحر) ، وهو رجل لم يعينه أحد ولم توظفه الحكومة، لكنه نذر نفسه لتنبيه الناس بموعد السحور، يطوف البيوت ليوقظ الناس قبل الإمساك ولا زال "ابو طبيلة إلى يومنا الحاضر .
عيون الماء :
واشتهرت المطيرفي بكثرة العيون المائية ومنها:
عين الحويرات، عين لشا، عين الحقيقة، عين عبدو، عين عزير، عين أم زنبور، عين عكاس، عين غريب، عين أم خدجة، عين الساحرة، عين أم عظم، عين أم ناصر، عين الحملي، عين أم الدجاج، عين فضالا. وهذه العيون معروفة بكثرة مياهها وسخونتها واشهرها عين الحويرات "الحوار " ويتردد عليها ابناء البلدة ومن خارجها . واما عين أم ناصر فإن ماءها دافئ وكبريتي. لذا يلجأ لها المرضى، فقد كانوا ينصبون لهم خيمة بالقرب من العين ويبقون أسبوعاً أو عشرة أيام بالبلد، بالنظر لما اشتهرت به تلك العين
ويوجد عيون مائية مخصصة لسباحة النساء بالبلد ومنها: عين خديجة وفرع من عين الحويرات([8].( وعين الجديدة وعين ام ناصر كانتا مخصصتان للنساء .
المجتمع بالمطيرفي متمسك بعاداته وتقاليده، التي توارث تفاصيلها من الآباء والأجداد جيلاً عن جيل، لتشب وتكبر وتصبح مع الزمن مدعاةً للفخر والاعتزاز، ومن أجمل العادات والتقاليد وأرسخها في الذهن ما يتعلق بمناسبات الزواج، لما قد تعنيه من تماسك وتعاون في حياة الفرد والأسرة ، يتسم الزواج في الماضي بنكهة خاصة، ببساطة الحياة في المطيرفي وتكاتف الاهالي كأسرة واحدة فتشكل الحياة في طبيعة اهالي البلدة وعاداتهم وتقالديهم . التي كانت سائدة في ذلك الوقت، وكذلك في طبيعة الناس والعادات والتقاليد المتبعة في البلده، ويتضح جليا في كل المناسبات المختلفة التي كان يقوموا بها الاهالي .
ولمناسبات الزواج حضور مميز وتكاتف بين اهالي المطيرفي .حيث يتم تكليف اشخاص بعينهم قبل الزواج ليبلغ ويدعو جميع الاهالي لحضور حفل الزواج والمشاركة بحيث يقومون بالمرور على المنازل وتبليغهم الدعوة بالاضافة الى الدعوات من اهل المتزوج في المسجد والحسينيات . ومن خلال الاستعداد للعرس يقوم أهل المعرس بتجهيز كل ما يلزم العرس من الأكل، تقوم النسوة من اهالي البلدة بتجهيز الرز "العيش " بتنظيفة وتقطيع البصل والطماطم وتجهيز كل ما تحتاجة وليمة العرس لثلاث وجبات وهي غداء اليوم الاول والعشاء ليلة العرس وغداء صباحية الزواج ويقوم بإعداد الوليمة ابناء المطيرفي وكان في مقدمتهم المرحوم الحاج حسين الشيخ "ابو احمد " واكتسب الكثير من ابناء البلدة هذه الخدمة الجليلة منه رحمه الله ومنهم المرحوم يحي صالح البجحان والحاج ناجم محمد الناجم و الحاج علي صالح الهدلق وغيرهم . و وتقدم الوجبات للضيوف والمدعوين من خارج المطيرفي. وتشمل وليمة العرس العيش (الرز ) واللحم وعادة في الزمن الماضي لحم الابل ، وعادة يكون الزواج ليلة الخميس أو ليلة الجمعة ويقام حفل الزواج في احد ساحة البلدة ويكون قسما للطبخ ونحر الابل قبل ليلة الزواج ويقوم بنحر الابل الحاج علي العقيد من المبرز او المرحوم الحاج احمد الشايب او الحاج ناجم الناجم بمشاركة ابناء البلدة وسط فرحة كبيرة . وفسم للاحتفال وتقديم وليمة العرس الرئيسية وبعدها تبدا الافراح بالعرضة التي تبدا باهازيجها من عصر يوم العرس وتواصل ليلا وكانت العرضة بالبلدة يرأسها الحاج عبداللطيف الحنوة واحيانا تكون فرقة من خارج اليلدة . وتتوع الافراح رغبة اهل المعرس فالبعض يحضر الفرق الموسيقية الشعبية ويحييها فنانون احسائيون كالفنان عيسى الاحسائي او الفنان طاهر الاحسائي . ويتجه اخرون للجلوات والاناشيد النبوية يحيها شخصيات من البلدة وخارجها ومنهم المرحوم ملا عبد علي المحيسن والحاج السيد تاج العلي والحاج حسين طاهر الصالح والحاج ناصر الخويتم وغيرهم وتوالت المسيرة بهذا النوع من الافراح الى وفتنا الحاضر .
عجلة الزمان تدور وتمر السنين كمرور البرق، وتتجدد التفاعليات والمبادرات في هذه البلدة على أيدي الكفاءات الكبيرة من الشباب والتي تحمل الأرواح الطيبة والعمل الجاد المخلص على تحقيق ما هو أفضل وأجمل فكان مهرجان الزواج الجماعي ثمرة يانعة الثمار وكانت البلدة من أوائل ممن جسد التلاحم بهذا المهرجان بمحافظة الإحساء والمنظفة حيث انطلق مهرجان الزواج الجماعي في عام (1415هـ ) وتوقف لمدة أربع سنوات من (1432هـ إلى 1435هـ ) ليعود من جديد وحلة جديدة ودماء شابة.
[1] - مجلة الواحة –عبدالله الشايب - المطيرفي.. الشيخ الأحسائي وجغرافية المكان
[2]- ملامح الحياة العلمية في الأحساء800 - 1375هـ
[3]- - مجلة الواحة – احمد المطلق
[4] - مجلة الواحة - السيد جواد بن السيد طاهر الحجي – مقابلة مه الحاج ماجد الناجم "رحمه الله"
[5] مدينة المبرز "للدكتور عبدالله الطاهر "
[6] نفس المصدر
[7] - مجلة الواحة قرى الاحساء الدارسة – السيد جواد الحجي" مقابلة مع الحاج " ماجد بن محمد الناجم من أهالي قرية المطيرفي بتاريخ 17/11/1430هـ.
[8] مقابلة للمرحوم الحاج واصل طاهر البخيتان للاستاذ سلمان الحجي
[i] نفس المصدر
جديد الموقع
- 2024-05-04 بيت الشعر في الفجيرة ينعى الأمير بدر بن عبد المحسن
- 2024-05-04 الأمير سلطان بن سلمان : الأمير بدر بن عبدالمحسن ترك ارثاً لا يمكن أن يحمى مهما طال الزمن
- 2024-05-04 افراح الدويل و الغزال في احلى مساء بالاحساء
- 2024-05-04 عميدة اسرة العليو بالاحساء في ذمة الله تعالى
- 2024-05-04 فريق طبي في مدينة الإمامين الكاظمين (عليهما السلام) الطبية يجري عملية تثبيت وتعديل الفقرات القطنية لمريض بعمر (56) عام
- 2024-05-03 مستشفى اليرموك التعليمي يجري عملية قسطارية طارئة لمريض يعاني من احتشاء العضلة القلبية
- 2024-05-03 مستشفى الأمام علي (عليه السلام) العام في بغداد يجري عملية تداخل قسطاري طارئ لمريض يبلغ من العمر 48 عام
- 2024-05-03 "بيئة الأحساء تنفذ يوم بيئي مع جماهير نادي الفتح الرياضي"
- 2024-05-03 النجف رصاصة طائشة تصيب زائر أثناء تأدية صلاة المغرب في الصحن الحيدري
- 2024-05-03 بعد عقم دام 7 سنوات أسرة ترزق بتوأم في مستشفى كمال السامرائي
تعليقات
سامي علي المهذب
2022-06-14السلام عليكم العيون الموجودة بقرية المطيرفي أين يصل مياهها بالنسبة لقنوات الري القديمة هل يصل لبعض القرى المجاوره للقرية ممكن تفصيل مبسط عن مسار المياه وشكرا