2022/07/15 | 0 | 3310
المشموم في التراث الاحسائي (رمز المحبة و العطاء) الجزء (٣)
(في الفنون كالشعر.القصة. تمثيل.غناء، والسياحة، وفي الرثاء)
المشموم في القصة :
من الذين تناَلوا المشموم في قصصهم القاص والفنان (بوتركي) حسين بن علي العلي، في كتابه بعنوان (الأحساء الخفية)، وهو كتاب قصصي تحت الطبع، وهو يتناول في احد قصصه لأمرأة تتزين بالمشموم... الخ، ومواضيع اخرى تناول الكتاب كالعلاج الشعبي عند الذين يرقون المرضى.. الخ... وفيه أحداث وقصص مستمده من الواقع والتراث الشعبي، وهذا ماوصلني فقط من القصصين الذين تناولوا المشموم في أعمالهم الفنية.
المشموم في التمثيل:
وينشط في الأحساء المسرح تمثيلاً او (متابعاً للحركة الفنية) ، أومشاركا في المسلسلات التلفزيونية والكوميدية كطاش ماطاش.. الخ، ويوجد من الاحسائين عدد من المخرجين والممثلين البارعين، وهناك عدد منهم شارك في بعض الأعمال الخليجية في الكويت مثلاً و أصبحوا نجوما في التمثيل كعبدالله خريبط و وعلي صالح القطان ومحمد الرمضان من الكويت من أصول أحسائية وغيرهم، ويوجد من الاحسائين الذين هاجروا الي الرياض والدمام ومارسوا التمثيل في بدايات الحركة الفنية في تلفزيون الدمام أولا ثم الرياض كالمرحوم الفنان بكر الشدي والفنان بشير غنيم الخ الذين مثلوا في الرياض، ويشير الأعلامي جعفر عمران عن عدد من الممثلين من الأحساء بأن : الممثل حسن العبدي سبق له أن قدم مسلسلات تلفزيونية منذ عام ١٣٨٥هـ كانت عبر تلفزيون الدمام، ويعتبر حسن العبدي من رواد التمثيل في الخليج العربي آنذاك، حيث كان مؤلفا ومخرجا وممثلا.
ويذكر العمران من جيل الرواد حسن العبدي وعمر العبيدي وعبد الرحمن الحمد وعبد الله المنيع وأحمد الشرقي وعبد الرحمن الرقراق، ومن الممثلون الشباب فهم: فيصل المحسن وسلطان النوه وميثم الرزق وعلي الشويفعي ويعقوب المرزوق.... الخ. وأشار علي المحمدعلي الملقب(بالمخرج) وهو من الرواد المسرح والتمثيل في الأحساء ثم الدمام قبل اعتزاله المسرح، أشار بالذكر مجموعة من الممثلين الأحسائين المقيمين في الدمام كالفنان المرحوم جعفر الغريب، والمرحوم المعتزل علي السلمان النمر والمرحوم الفنان ناصر المبارك، والفنان علي الناصر ، الفنان عبدالمحسن النمر، الفنان سمير الناصر.. الخ. وقداستقر الممثلين الأحسائين في تلك المدن التي انتقلوا اليها أو يترددون بين الذهاب والمجئ لوطنهم الأحساء ، ومنهم من هاجر الي دول الخليج كالبحرين، والكويت وأصبحوا من ضمن نسبج تلك المجتمعات الخليجيه عبر السنوات، وتواصلهم بالأحساء الوطن الأم موجود، وهناك عدد من الأسماء سنتناول بعضهم وإلا القائمة تطول من فنانين ومبدعين ،وتجد في بعض الأعمال الفنية يتطرق للأحساء في بعض الاعمال كطلب العلم في الأحساء، والتمر... الخ.
ومن الأعمال التي دخلت ذكر المشموم في التمثيل خليجياً:
* مسلسل درب الزلق:
فكان من الممثلين المشاركين من أصول أحسائية في هذا المسلسل مايلي:
١.عبدالله خريبط(الناصر): وهو ينتمي لأسرة مارست صياغة الذهب عبر مئات السنين في الاحساء والدمام والكويت ، وكان الفنان عبدالله دوره هو المدير في بدايات المسلسل، وكان حسين بن عقول دور المستخدم (فراش) عنده، وقد أحب بنت المدير وكان يريد الزواج منها لكن لم يقبل الزواج من حسينوه لانه كان فقير...الخ
٢.علي صالح القطان:
المحامي (بياع حكي) في درب الزلق وهو من الشخصيات الذي تعلم منه حسين بن عاقول المحاماه لما حاول أن يكون محامي.
وفي هذا المسلسل ترددت ذكر المشموم مثل قول خالد النفيسى (رحمة الله):
(يقول بوصالح وبوصالح صادج
"يازارع المشموم فوق السطوحى
لا تزرعه يا زين عذبت روحى" ).
* المسلسل الكويتي زارع المشموم:
و (تدور احداث المسلسل عن رجل يبيع المشموم قرب البحار أو في الحدائق ويتشمم رائحته الزاهية ويحصل من وراء ذلك الأموال الكثيرة.. الخ)، من بطولة عبدالناصر درويش، وحسن البلام، احمدالسلمان، ومنى شداد....الخ وهناك من طاقم التمثيل ومشاركين فنيين ومهندسين في المسلسل لأسماء عوائل تشبه لعوائل من الأحساء مثل: البدر والحساني والقطان ولكن لايتوفر حسب علمي عن جذورهم إن كانت من الأحساء، الا ان الأحسائين متابعين للفنون أو تجدهم مشاركين أحياناً في بعض الأعمال الفنية.
* مسلسل عتاوية الفريج:
كان من اشهر المسلسلات الكويتيه في الثمانينات كان لها شعبية لسنوات في الأحساء وغيرها من المناطق، وفي المسلسل لما عملوا مع عتيج(حسين عبدالرضا) مقابلة عن مشروعه الأنتخابي استشهد بييت شعر يازارع المشموم... الخ.
وأخيرا فالاحسائين متابعين للفن المسرحي، والتلفزيوني، كممثلين، أو مخرجين، او فنيين... الخ.
المشموم في الشعر الأحسائي:
يعتبر الشعر من أكثر الفنون التي تم تناول ذكر المشموم في عملهم الفني، لأرتباطه بالغزل والمرأة والذكريات و بالحبيب أو فقد الحبيب.. الخ.
فهناك مناطق قريبة من الأحساء كالقرب الجغرافي ويقعون مع الأحساء على نفس الساحل الشرقي للخليج وعلاقات عوائل وتصاهر ويربطهم ثقافة واحدة ذكروا المشموم، و قد بسميه البعض مشموم أو ريحان مثل:
الفنانة التشكيلية الشاعرة من جزيرة تاروت الأستاذة / زهراء عبدالله الشوكان بعنوان: قلادةُ الريحان التي قالت أنها كانت بمناسبة رحيل جدتها: (أبياتٌ تعرفُ طريقها، إلى روحِ جدتي، إلى رائحتها الزكية، التي لايشبهها شيء، إلا شذى الريحان):
أعانقُ الحبَّ إنْ عانقتُ رَيحَانَا
شذاه ذكرى تخطُ الشوقَ ألوانَا
يشدّني نحو أمسٍ ناطقٍ ولهًا
ذا طيبُ جَدَّتِيَ المغروسُ بُستَانَا
قلادةً صاغتْ الريحانَ في يدها
وألبستنيه و "الموالُ " غَنَّانَا
ومثل بعض: الأهازيج الشعبية وأغاني الأطفال التي ذكرت الشموم منها :
(أمينه) من كلمات الشاعر القطري السبيج حيث اشتهرت هذه الأغنيه شهرة واسعة وهي اغنية شعبية تغنيها بعض الأمهات لاطفالهم، وهي أغنية في الستينات قام بغنائها، محفوظ بن سعيد من عمان يقول فيها:
(قال من يبدع جوابه... في سنا خلن نحابه)
(ليت محبوبي درابه.... صوبت قلبي أمينه)
(ريحة المشموم فاحت... دبرت عني وراحت)
(يا حمام الورق ناحت.... بلغي علمي أمينه)
(آه يا غصن الرطيبي.... جرح قلبي ما يطيبي)
*. من ذكروا المشموم في شعرهم من الأمارات الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان في بيتين شهيرين من قصيدتين مختلفتين :
(لو يجيبون الطبيبي.... ما يداوي جرح أمينه).
حي بنسيم الشرق لمريف لي نفحته نرجس ومشموم
سلام معطر بورد ومشموم عليك ياحلو الصبا والتصابي
*. شعر بعنوان (ياريحة المشموم) للشاعر على الابراهيمي يقول فيها:
ياريحة المشموم
يا محلى هالمشمومْ لو في صدرها
متدلي ومختوم بفضلة عطرها
شَمَّيتْ أنا المشموم وذوهلني فكري
ودّاني عند الروح ورجّع لي عمري
وفطّرني يوم الصومْ وانكشف سرّي
ما أدري نفسي ليش تفقد صبرها
وتحَرَّكْ المشموم من مال غصنهْ
غصنن حمَل تفاحْ وانهلك منّهْ
ولو رادْ غصن البان شيَّال عنّهْ
مستعد كَفِّي يشيلْ بس تحت امرها
(واما من تناول المشموم من المبدعين من شعراء الأحساء)
*فيذكر الشاعر قصي عبدالرزاق المؤمن/
حول بوذية كتبها في ذكر مناسبة المشموم في عام ١٤٤٣هجري يقول عن هذه المناسبة:
(حين كان المشموم ايقونة الجمال عند الفتيات الحسناوات في الاعوام السابقة في التسعينات وماقبلها وكانت زينة ضفائر العرائس حينها.. يهزني الحنين في تذكر الجاذبية لهذه النبتة العطرية المحببة في الخليج فأحببت الرجوع الى اهمية المشموم بالنسبة للحبيب والمحبوبة وعلاقته بهما) يقول في البوذية:
القصيبه الماتلف مشموم....خلها ( اتركها)
غشيمة وماتعرف الذوق... خلها
(حبيبها)
الشعر لازان وريح الطيب.. خلها
( تخلله)
اهو المشموم سر الجاذبية.
*. أمير الشعراء أ. حيدر العبدالله/
من الأحساء والفائز بجائزة أمير الشعراء التي اقيمت في الإمارات في أبوظبي في ٢٠١٧م و(حصل على لقب أمير الشعراء في الموسم السادس من المسابقة ليكون الشاعر الأصغر والسعودي الأول الذي يحصل على اللقب)
له شعر جميل بعنوان (صبايا من المشموم) يقول فيها:
عـيـونُكِ يــا أحـسا..أم الأعـينُ الـنُّجْلُ؟
ولـيـلُكِ حــول الـمـاءِ..لـيلُكِ؟ أمْ كُـحْلُ؟
صــبـايـاكِ؟أم آبــــارُ ضِـحـكـتِـكِ الــتـي يُـهَـمْهِمُ فــي أحـشـائها الـفرحُ الـطفلُ؟
صبايا من (المشمومِ) .. ويلي من الشذا
ومــن ديــرمٍ بــاسَ الـشـفاهَ لـي الـويلُ
عـلى أيِّ شَـهْديكِ: الـمُصفّى من اللمى
أمِ الـتـمرِ يــا أحـسـاءُ يـحسُدُك الـنحْلُ؟
ثم يقول:
أنـا ابـنُ (الـرزيزيّاتِ)، نـفْسي لهن، و(ال
خُـلاصات)خـالاتي، وعـمّاتي(الـشُّهْل).
ويختم ابياته إلى أن يقول:
فــــإن وجــــدالــفـحَّـالُ نـخـلـةَ عُــمـرِهِ
فـقـدْ وجــدَ الأحـسـاءَ شـاعـرُها الـفحْلُ.
*. الشاعر ناجي داوود الحرز/ صاحب منتدى الينابيع الهجرية، والذي قام بتأسيسه عام ١٤٠٧ هجري، وله من المؤلفات المطبوعة حوالي ١٢ ديوان شعر و ٧ كتب أدبية، وللشاعر الحرز مجموعة من ألأبيات في المشموم يقول فيها :
رائحة المشموم كم أشعلت
بالوجد قلب العاشق المغرم
فهبّ عجلانا إلى خله
يلوذ بالخد و بالمبسم
فهو رسول الشوق ما بيننا
منذ عفى الرحمن عن آدم
وهو لنا التذكار من جنة ٍ
فيها تمردنا على المنعِم.
ومن أشعاره في المشموم، وهي عباره عن مراسلات بينه وبين أمير الشعراء
ا.حيدر العبدالله يقول:
أ. حيدرالعبدالله /
منذ ما يربو على شهر والشذا يلعب في صدري
(خفقان العطر) لم أعرفه سوى الآن ، ولم أدر
كيف يخضر من المشموم دم الأوردة الحمر
ليتني شتلة ريحان من (ينابيعك) في غمر
وعلى دريك تسقيها فضلة الصهباء والشعر
كلما قلمتها طالت وبتقطيعك تستشري
فاقطف المشموم من عمري يمتد بي عمري
ودع الريح تذري ما فاض عن شأوك من بذري
ربما فاتنة يوما شمت الأحساء في عطري
وضعتني في موضع العقد من النخر
فسأدعو لك يا ناجي وستجزى أيما أجر
ويرد عليه أ. ناجي داود الحرز فيقول:
إلى الأستاذ حيدر العبد الله .. جوابا:
موسم من أول السطر النخل حتى منبع النهر *
ياربيع الأنس في عمري مالذي ترجوه من كلف منذ أقصى عن حشاشته فاستقالث غيمة و ذوى وانطفى البستان من سعف الـ *
فاسأل المشموم من بعث الـ من سقاه الكبرياء كما فانتشى حتى لأحسبه سادن للوجد أنت و هل معلقة فالتمس روحي
زهو في أوراقه الخضر؟ ينحني ثغر على ثغر؟ لن يفيق الدهر من شكر! ثم في محرابـه غـيـري !! ؟ فيه بين الوصل و الهـجـر !!
*. الشاعر أحمد اللويم/
شاعر من الأحساء وعضو منتدى ابن المقرب و له ابيات غزلية،في المشموم ولكن أشار له بإسم (الريحان) عنوانها:
"لفافة ريحان"
أتراك تنسى يا فؤادي غادة؟!
لم أنسَ منها ضحكة ودلالا
لم أنسَ خُصلة شعرها ناستْ على
صَلْتِ الجبين ، وقدَّها الميَّالا
والكبرياءَ كأن طاووسًا رنا
والزهو يسحب خلفه الأذيالا
وبوجنتيها الورد رفَّ رواؤه
والصبح من فُرَجِ السحائب سالا
ويدين تختلجان في مَوْرِ الضحى
كي تملآ بالطيبات سلالا
ورأيتها تشتارُ من أصنافها
ما كان في يدها يشعُّ جمالا
تفاحتين احمرتا أم وجنتين
كأن جمرا فيهما يتلالا؟
والتوت شبَّ على الشفاه ضِرامُهُ
و بدا على الشفتين عزَّ منالا؟
و تمدُّ رَخْصَ بنانها للفافةِ (م)
الريحانِ فانفرط الشذى وانثالا
فإذا شذى الريحانِ من أنفاسِها
كصدى المغنِّي رجَّعَ الموَّالا
* وتناول الشاعر الأديب محمد الجلواح/
المشموم، في مقالة كتبها في جريدة اليوم قبل عدة سنوات، وتناول المشموم في شعره في عدة موارد منها:
في قصيدته : ربيعيات*
يرحـلُ الحــزنُ إذا هـــَــلّ (ربــيـعً) ثم أقـبــَلْ
فـيـلـفّ اللـيـل من عـتـمـتـه ما لـيـس يـُحْـمـَـلْ
ويـصـيـرُ الـنـّومُ كـَـرهــًا، ويـكـون السّـهـدُ أجمل.
ثـمّ يـحـلـو كلّ مٌـّر.. ، و (الـرّوابـي) تـتـجــمّل
وخـضـاب الكـفّ يـشـدو..، والعـصـافـيـر تـهـلـّل
وإذا (المشموم) في مـخـدعـه أحـلى وأكـمل !!
* وللشاعر الجلواح قصيدة التفعيلة بعنوان : فضفضة*
في الوجْـهِ (الحَـسَـاويْ) الحُـرْ
يَدْنـُو المَطـَرُ
المَمْزُوجُ بالسَّـلوى
وبالعِـطـْـرْ
وبـ(المشموم)
والشِّـعْـرْ
*ويقول الجلواح من النص الشعري/ النثري :
بقايا حكاية من فريق الطين:
سآتي إليكِ..
ويُمْـنايَ تَحمِلُ
(حُـزْمَةَ مَشْـمُومٍ) (حَـساويْ)،
ويُـسْـرايَ..
بها (زَنْجَـبيلْ)..
*. واما الشاعر الأحسائي علي عبدالمجيد النمر والمقيم في مدينة الدمام/
له رثاء في أهالي القديح والفاجعة التي حلت بهم وربطها بالحريق السابق بتاريخ ٢٠١٥ وكان عنوانها(حضن النخيل) :
قل لي .. ءأركان اصطبارك أربعة؟
حتى تدور على مداك الزوبعة
ريح من الخلجات تعصف داخلي
وأنا على بحر المشاعر أشرعة
يوم حقيقٌ أن يبدد أحرفي
دهرا وأوتار الكلام مقطعة
يوم يبعثره الشعور فلا يرى
شعبان إلا كتلة متصدعة
فيها انبلاج السعد في ميلادهم
عبثا يحاول أن يخبئ أدمعه
هذا وكاسات السؤال نديمة
القلق المسافر في تخوم الأمتعة:
هل أغرف المعنى بكأس بشاشة
أم أغرف الشكوى بكأس مترعة؟
من أين أبتدئ الشتات ؟! فها هنا
قلب سقاه الهمّ حتى أشبعه
أيام شيّعنا (العروس) بوجدنا
(وتناثر (المشموم) فيمن أفجعه)
...... الخ الأبيات.
*. ويقول شاعر الأحساء عبدالله طاهر المعيبد/
في أحد قصائده التى يذكر بها المشموم والتي عنوانها :(نخيليون يقترحون السمرة والأعراس)، وهذه القصيدة تتكلم عن الأحساء والأحسائي وهذه الأبيات، تتحدث عن الأحساء بإنسانها وبيئتها التي انعكست على شخصية الأحسائي طيبةً وإحساساً وحباً فيقول في ديوانه (ص ٧١):
إنّا اقترحنا للـ(خُلاصِ) خلاصتَه
والقمحُ منّا قد تقمّصَ ســـُمـــرَتَه
ما ثمَّ موسيقا تُفسِّرُ عشقَنا
مثل التي في النايِ تحضنُ قصتَه
من خفقةٍ في النخلِ نصنعُ حلْمَنا
والشوقُ يفتحُ للرسائلِ شرفتَه
في الوردِ ما يكفي لنمسحَ بالشذا
عن هذهِ الأرضِ الدمارَ ووحشتَه
مازالَ ينبِئنا الترابُ بأننا :
(مَنْ أودعَ (المشمومُ) -فيهِم- لهجتَه)
وتوزّعَ (اللومي) على خُطُواتِنا
حتى أتمَّ - إلى التوهجِ - رحلتَه
نحنُ الذين تبدّدوا في حزنِهمْ
مذْ راحَ يرتكبُ الحديدُ خطيئتَه
مذْ غادرَ النخلُ الحقولَ مهاجراً
نحوَ الغيابِ، وصارَ يحمل غربتَه
ضاقت بنا الأطيارُ، لمّا خانها
زمنٌ يُربَّي -بالتمدّنِ- شقوتَه
وتحزّبتْ كلُ الحمائمِ - في المدى -
والفجرُ شدَّ - على المآذنِ - حَيْرَتَه
لكننا نسمو بِقَدْرِ عذابِنا
رغمَ الذي - في الأرضِ - جرَّبَ فتنتَه
ستعودُ أعراسُ الصباحِ تلمُّنا
فمآتمُ الليلِ الطويلِ مؤقتةْ
*. وللشاعر أ. محمد سلمان المؤمن أبيات جميلة في الوعظ بأسلوب بسيط وجميل في معانيها ويتناول عدد من المواضيع كالأرحام والأهل... الخ، ومنها هذه الأبيات في القناعة والسماحة والعفو... الخ، وفي هذه الأبيات تناول (المشموم) بلفظ (الريحان) وعنوان قصيدته :
(ليالي أيامك قصيرة)
فازرع أرضها قناعة وإيمانا
ولاتغرق بساتنك حقدا
واجعل سماحتك بها عنوانا
ماربح بها زارع شوك
بل فاز فيها حاصد (الريحانا)
واتكل فيها على خالق
آلى على نفسه عفواً وغفرانا
ولاتصاحب فيها واشيا
فيزيد في اشعالها نارا وعيدانا
وصاحب من تمسك بدين
كي تحيا فيها بدين الله مصانا
* المشموم في فن الطرب و الغناء/
هناك مجموعة من الأبيات الشعرية في المشموم(الريحان) قام بغنائها بعض الفنانين في فن الغناء والطرب في الأحساء منهم:
*الفنان عيسى بن علي الأحسائي(رحمه الله)/
ولعيسى موال في المشموم(الريحان)، للشاعر ابي فراس الحمداني، التي يقول فيها:
يازارع الريحان حول خيامنا
لاتزرع الريحان لست مقيمُ
ما كل من دخل الهوى عرف الهوى
ولا كل من شرب المُدام نديم
ولا كل من طلب السعادة نالها
ولا كل من قرأ الكتاب فهيم
ولعيسى بن علي قصيدة أخرى قام بغنائها في المشموم(الريحان) يقول فيها:
ألا ياعود (ريحان ن) تمايل
بوسط السوق صادفني اضحويّه
عجبت لمشيته وسط القوايل
وشمس القيظ لأمثاله قويّه
(عيون ن) سود تذبح من تخايل
شَهْر في حدرها سيف المنيّه
ربش عقلي بعد شفت الجدايل
على الامتان ليّه فوق ليّه
الي أن يقول:
سألته منين ياعزم المثايل
من اهل الدار او انتي اجنبية
وقالت لي غريبه من حمايل
معاي فلوس وابغى الصيرفيّه
.... الخ
ويذكر فيها سوق القيصرية وحي الصالحية
*. الشاعر الاحسائي جواد فارس الشيخ/
يذكر المشموم في ابيات شعرية بعنوان:( دزّة العرسان )
وهي من الشعرالشعبي الفلكلوري .. لزفّة العريس على عروسه، لحنها الفنان عبد الرحمن الحمد،وغُنّيت في حفل جمعية الثقافه والفنون بالاحساء عام ١٤٠١ هجري
يقول:
على بساط الهوى الوردي
أخذنا الشوق وراح بنا
لفوق الفوق طار بنا
تحفّ بنا صدى الضحكات
نرسلها مع النسمات
تتهادى على الاوتار.
***
ذوّبنا بحلاوتها السّما ولغيوم
خلّيناها تهطل ريحة (المشموم) ..
حتى فاضت الانهار
ومن كل دار
اهالينا ركضوا سُمّار
يشبّوا النار في الخيمه
وفي جوف السّيل
شربوا نشوة الغيمه
في ليلة دزّة العرسان..
رعد وامطار ..
دقّات الطبول صارت
ورود وازهار
*( غِدنتنا ) بها ازدانت.
***
وعلى بساط الهوى
أخذنا حبايبنا
وقلنا يابساط الشوق روح بنا
لفوق ..الفوق.. طِير بنا ..
وعلى سطح القمر حطنا .
* المشموم في السياحة/
من موارد استخدام المشموم في الأحساء استخدامه في المجال السياحي خصوصاً بعد أن أصبحت الأحساء في الواجهة السياحية العالمية و أصبحت عضو في منظمةالينسكو :
* اول مدينه خليجيه بالصناعات والحرف اليدوية باليونسكو ٢٠١٥م..
* خامس موقع سعودي بالتراث العالمي بمنظمة اليونسكو ٢٠١٨م.*
* عاصمة السياحة العربية ٢٠١٩م.*
* أكبر واحة نخيل بالعالم ٢٠٢٠م.*
* أول مدينه سعوديه باليونيسيف صديقه للطفوله ٢٠٢٢م.*
فنتيجة دخول الأحساء في عالم السياحة والواجهة العالمية لابد من ابتكار طرق عند استقبال الزوار والضيوف مستوحاة من التراث الشعبي كالأستقبال بالورد والريحان فهناك تجارب قام بها بعض منظمي الرحلات السياحية كنثر المشموم على بعض السواح و زوار الأحساء او رميها على طريقهم من قبل بعض الأطفال . ومن أمثل تقديم الورد الحساوي مع المشموم لضيوف وزوار الأحساء كان ذلك لما قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة موضي بنت الملك خالد ال سعود الأمينة العامة لمؤسسة الملك خالدالخيرية، وضيوفها الأعزاء من بعض سيدات المجتمع بزيارة الأحساء حيث قدم لها المشموم والورد على شكل قلادة من انتاج الأسر المنتجة في سلة المنسف في عام(٢٠١٧م)
، ومن التجارب في زيارة بعض السواح من الدول الأوربية والأمريكية قدمت لهم رزمة من الريحان في أول استقبالي لهم فكانت سعادتهم كبيرة وهو يشتمون الرائحة مع التوضيح لهم أن المشموم نقدمه للضيوفنا الذي نقدرهم ولهم مكانة عندنا.. الخ.
الا أن تقديم المشموم مع السواح محدود جدا ولكن أثره كبير وهناك بعض الملاحظات ليكون رمزا جميلا لسواح الأحساء :
١. أن يقدم على شكل قلادة مع الورد أو بدون الورد حسب موسم الورد.
٢. أن تقدم على شكل حزمة مزينة ومربوط بالخوص بطريقة مبسطة وغير مكلفة في التجهيز.
٣. تقدم في سلة صغيرة مع المشموم وبالأمكان أضافة معها الورد في وسطها .
٤. بالإمكان لف المشموم ويقدم مثل باقات الورد مع الورق والقماش الملون والزينة.
٥. يقدم على شكل تاج ليوضع على الرأس .
فهناك الكثير من الطرق والأفكار لتوظيف المشموم كعنصر مهم لأستقبال الزوار وسواح الأحساء من قبل وكالات السياحة و السفر وبعض الفنادق والمهتمة بالسياحة في الأحساء أو بعض الأجتماعات الدولية التي تقام فيها، وذلك لرخص وتوفر وانتشار زراعتها في المزارع وتقريباً عند كل بيت من بيوت الأحساء فريحتها جميلة جداً وأثرها في النفس كبير، وتكون كمرسى ورابط في العقل الباطن الاشعور المرتبط بالأحساء.
٦. بالأمكان عمل محمية لزراعة أنواع المشموم وبيع بذوره ومنتجاته وتحويله لبهارات و دهونات، وعطور، ومعقمات وصابون لتسويقه للسواح وهناك الكثير من المنتجات والأفكاربالأمكان الاستفادة من هذا المنتج الطبيعي.
* المشموم في الرثاء للعزاء وفقد الشباب /
ومن بعض العادات في الأحساء لبعض الأسر في بعض القرى والبلدات وبعض المدن في المنطقة الشرقية، كالدمام، والقطيف، وبعض مناطق دول الخليج كالبحرين والكويت، عند فراق شاب أو شابة لم يبلغ سن الزواج وكان يتأمل أن يتزوج ويفرحون به ولكن المنية سبقت اليد إليه، فيوضع على جنازته أو قبره المشموم، الذي كان يتمنى يوما من الأيام ان يكون عريسا ليوزع المشموم في عرسه، وبعضهم يرثون الشباب بهذه الأبيات الشعبية، وقد يوزعون المشموم معها مثل:
١. عريس يحننونه نسوان يزفونه
.... الي أن يقول
هذا ماهوقابل... نسوه... يزفونه
٢. ومن شعر المراثي التي تم ترديدها عند تشيع (شهداء الدالوة) ضحايا بعض الأعمال الأرهابيةفي (٢٠١٤م)، الذي تم القبض على مرتكبيها من قبل رجال الأمن خلال أقل من (٢٤)ساعة، وذكرت العربية الأخبارية((أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، اليوم، حكماً ابتدائياً بإعدام ٧ إرهابيين من منفذي الهجوم الإرهابي على قرية الدالوة بمحافظة الأحساء شرق السعودية، بينما صدر حكم بحق 3 آخرين بعقوبة السجن لمدة 25 عاماً))، وكان تشيع لاينسى جاؤوا مشيعين أو معزين من مختلف مناطق المملكة والخليج، ومستنكرين العمل الأرهابي من ولاة الأمر والمواطنين، ومن الأبيات التي قيلت في التشيع وبعضهم كان ينثر المشموم عليهم ، اذ اصبح البعض يرددها عند جنازة كل شاب يتوفى في عمر الزهور:
يـمـة ذكـريني من تمر زفة شباب**من العرس محروم وحنتي دم المصاب
شـمـعـة شـبـابـي مـن يطفوها**حنتي دمي والكفن ذاري التراب
يـمـة ذكـريـنـي يـمـة ذكـريـنـي مـن تـمـر زفـة شـباب..... الخ.
كلمة الختام/ خلال هذا البحث تم تناول نبات المشموم (الريحان) وأثرها في الحياة الأجتماعية والثقافية والتاريخية في واحة الأحساء و أرى يجب أن تعمل مزيد من الدراسات عنه فهذا النبات العطري يحب الأستفادة منه اقتصاديا وسياحيا وطبيا... الخ، لوفرته في واحتنا الجميلة من ارض المملكة العربية السعودية.
الهامش:
*صورة بعدستي مع المرحوم الحاج/محمدبن ملاحسن المؤمن(رحمه الله)، رجل عصامي لايأكل الأمن كد يده وعرق جبينه، كان نجاراً، في شبابة ثم تنقل في عدد من الحرف إلى أن أقعده الكبر عن العمل،صاحب ابتسامة لاتفارق محياه.
* غدنتنا : الغدنه هي غرفة العريسين ليلة الزّفه المُعده لهما بكامل زينتها .
المصادر :
١. منتدى بوابة العرب شعر فيه ذكر المشموم باسم علي الابراهيمي
٢. شبكة مطيرفي الاخبارية
٣. ديوان ( غدار يابحر ) الصادر سنة 1428 هج- 2007 م، جواد فارس الشيخ.
٤.ديوان ( توقيع شخصي للظلال )، دار الكيتب ( الكويت ) بالتعاون مع خيمة المتنبي (الأحساء) ، ٢٠٢١.
٥. الجلواح بقايا حكاية من فريق الطين
https://www.al-jazirah.com/2021/20210903/cm5.htm
وللشاعر الأستاذ/محمد الجلواح،أشعار إخرى في المشموم ويرجع تاريخيها الي:
6/3/1414هـ 23/8/1993 م.
٦. ويكبيديا:
https://ar.m.wikipedia.org/
٧. الأخبارية العربية:
https://www-alarabiya-net.cdn.ampproject.org/v/s/www.alarabiya.net/amp/saudi-today/2020/09/02
٨. شعر للشاعر علي عبدالمجيد النمر بعنوان:حضن النخيل، بتاريخ:
٢٠١٥م/٥/٢٦ في فاجعة القديح.
https://www.instagram.com/p/CSc1gJyIdSw/?utm_medium=share_sheet
١٠. https://www.sauress.com/anaween/3926.
١١. جريدة اليوم بتاريخ ٢٠١٩ مقالة مها العبدالهادي،
https://lym.news/a/6204412.
١٢. منتدى سماعي لإحياء التراث، (٢٠١٢).
١٣. صفحة الفنانة تغريد البقشي:
https://www.instagram.com/p/CH035-Gp5el/?utm_medium=copy_link
١٤. https://sabq.org/علية الهلال" فنانة تشكيلية طوَّعت أدوات "الفسيفساء
١٥. أبيات شعر قام بغنائها عيسى الأحسائي: https://www.facebook.com/315964595226851/posts/559174017572573/
١٦. شكر للملحن د. ابراهيم الدخيل وتزويدي لشعر ابو فراس الحمداني(يازارع الريحان.. الخ)
https://adabworld.com/
١٧.شكر للدكتور محمدبن (فريق ركن)علي المؤمن،من الكويت لما قدمه من معلومات عن بعض الممثلين من الكويت.
١٨.مقابلة مع علي المحمدعلي(المخرج).
١٩.مقابلة مع علي المبارك.
٢٠. موقع هيئة السياحة.
٢١. شكر ملازهير الخليفة السيهاتي لتزويدي بالأبيات التراثية في فقد الشباب.
جديد الموقع
- 2024-05-02 تزامناً مع اليوم العالمي للصحافة و باستضافة نادي كيو بارك .المعلق الرياضي جعفر الصليح .16 عام أمام المايك في 6 قنوات و المعلق العربي و الأجنبي اضافة لمتعة الكرة السعودية
- 2024-05-02 أفراح العايش والفرحان تهانينا
- 2024-05-01 النقد الأدبي بين الفاعلية والمجاملات الرقمية والإعلامية.
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس المجلس المحلي للمحافظة
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس اجتماع اللجنة العليا لإنشاء المستشفى الجامعي التعليمي
- 2024-04-29 وعي القلم والأمل نص مستخلص من مجموعة (كلام العرافة) للدكتور حسن الشيخ
- 2024-04-29 ريم أول حكم سعودية لرياضة رفع الأثقال حازت على الشارة الدولية
- 2024-04-29 بيئة الأحساء تدشّن أسبوع البيئة 2024 تحت شعار "تعرف بيئتك"
- 2024-04-29 منتدى البريكس الدولي يكرم الفنان السعودي الضامن في غروزني الشيشان ..
- 2024-04-29 حققوا المركز الأول على مستوى المملكة كأعلى تسجيل للطلاب طلاب "تعليم الرياض" يفوزون بـ13 ميدالية في أولمبياد "أذكى"