2022/06/04 | 0 | 2249
المشموم في التراث الاحسائي (رمز المحبة و العطاء) الجزء (٢)
(الحرفيين . الفنون (رسم.شعر.القصة. تمثيل.غناء))
المشموم عند بعض الحرفين/
١. البنائين:
وكان كل حرفة بالأحساء لها أهازيجها وتسليتهم فكان البنائين لهم بعض ماينشدون من الاشعار فيذكر محمد البقشي بو مناف يقول:
(( من اجمل المشاهد واحلى الاصوات حين ينشد البناية وهم يعملون وحين يصلون للسطح ينشدون ( يازارع المشموم فوق السطوحي ،،، يكفي يامزيون عذبت روحي ))).
٢. الفلاح(النخلاوي):
فينقل من الموروث الشعبي بالأحساء، أن النهام أثناء السقي وهو يرفع الماء و هو يصدر على الحمير كان يقول بصوته الجميل :
يازارع المشموم فوق السطوحي
لاتزرعه يازين عذبت روحي
المشموم في الفنون
( الرسم والقصة والشعر والقصة والتمثيل) :
تناول الفنانين كشعراء العرب والخليج والأحسائين في أشعارهم المشموم شعرا ونثرا وفي الطرب والمناسبات وفي فن التمثيل والقصة والرسم ... الخ، لتعبيرهم عن أهمية رمز هذه النبتة كعطر وزينةورمزللعشاق والمحبين وكل جميل، وتعد من الموروث الشعبي في الأحساء والخليج:
(المشموم في الفن التشكيلي)
من خلال تأثر الفنان الأحسائي ببيئته وثقافته المحلية من البيئة الزراعية في أكبر (واحة بالعالم ٢٠٢٠م) وما تمليه عليه الذاكرة الاجتماعية ، نجد نبات المشموم دخل في بعض أعمال الفنانين والفنانات الأحسائين،وذكر لي الفنان والقاص بوتركي السيدحسين علي العلي، عن اعمال الفنانات و الفنانين الرواد، وخصوصاً الفنانات تناولوا المشموم في أعمالهم الفنية في باكورة الحركة الفنية بالاحساء مابين سنة 1975م الي الثمانينات وهناك مشاركات للفنانين تم توضيف المشموم في اعمالهم الفنية.
ومن الفنانين الأحسائين الذين تناولوا المشموم في اعمالهم:
*الفنان الأستاذ/أحمد المغلوث والذي يعتبر من الرواد في الحركة الفنية في واحة الأحساء والذي جذب المتلقين من أبناء الاحساء من مثقفين وعوام الناس بموضوعاته التي تمثل روح وهوية الاحساء الشعبية والتراثية، ويعد المغلوث ابن هذه الواحة الثرية بالاثار والزراعة والتاريخ منذ اقدم العصور، وأشار المغلوث عن نفسه في بعض لوحاته التي اسخدم فيها المشموم فيقول عن هذه التجربة:
((أنني امارس هوايتي المحببة الرسم فقد اهتممت بتوظيف جمالبات ومنتجات خير الاحساء من فواكه وورقيات فرسمت الورد والريحان في أكثر من لوحه اولا من باب نشر جمال نبتة" الريحان " المشموم " وكان ابناء الاحساء في العصور القديمة خلال الممالك التي سادت ثم بادت كان قادتها يضعون عقود الريحان على رؤوسهم وحتى اليوم نجد ان بعض ابناء المملكة في الجنوب يضعون الريحان على رؤوس محبيهم او خلال الاحتفالات والمناسبات بل هناك اشارات تاريخية تقول ان والي الكوفه كان يضع اكليلا من الريحان على رأسه .وفي احساء الخير بل والخليج اهتمت المرأة بزينتها وذلك من خلال عمل عقود من الريحان والورد خاصة في مناسبات الزواج او الاعياد اوحتى كزينة لزوجها وافراد أسرتها كدليل على المحبة والاهتمام وهناك مقوله تقول : (عليك بالشموم فريحته تدوم ) وكانت النساء المتعففات في الماضي وحتى اليوم تبيع الورقيات من انتاج بساتين اقاربهم او جيرانهم او حتى من بيوتهن حيث يطلبون من صاحب البستان أن يزودهم بكمية يتفق عليها .. ومن هنا انتشر بيع الريحان امام قيصرية الهفوف اوقيصرية المبرز في فرجان المدن والقرى خاصة في " البراحات " او في زوايا وعواير الطرق بائعات الريحان والورد وحتى البيض ..كان ذلك في الماضي وحتى اليوم تشاهد بائعات المشموم في الاسواق الشعبيه الاسبوعية والتي تشمل عددا من مدن وبلدات الاحساء))
ومن اللوحات التي استخدم المشموم في مواضيعه لوحة :
١- العروس والمشموم.
٢ - بائعة المشموم.
٣.الاميرة ديانا المشموم والورد.
*الفنانة/سلمى علي الشيخ:
مشرفة الفنون التشكيلية والخط العربي في جمعية الثقافه والفنون بالاحساء فنانة وحرفية قديرة، وشاركت الشيخ في عكاظ عبر عدد من السنوات وحصدت على العديد من الجوائز، ولها اهتمام بالحركة الفنية وتشجيع، جيل الشباب من خلال الانشطة التي تقوم بها بالتعاون مع جمعية الفنون بالاحساء وغيرها من المؤسسات.
ولها اهتمام بالتراث في أعمالها، وتناولت المشموم في بعض أعمالها الفنية، التي تزين وتبرز جمال المرأه الأحسائية،ونفذت الفنانة عملين من وحي التراث الشعبي زينت النساء ببعض نبات المشموم في أطراف الشعر،وكان عناوين اللوحات الأول والثاني التراثيات،وفي هذه اللوحات ممكن ان تقرئ كأنما الأحساء هي المرأة والأم ونجد في عناصرها رموز الأحساء البشت الحساوي الذي يغطي رأسها ويحتوي كل مفرده من العمل من بيوت وقصور وزخارف ... الخ والعمل الثاني البخنق التي تستخدمه النساء في غطاء الرأس ، والفنانة تمكنت من توظيف الالوان والأشكال بما يخدم الموضوع بشكل ناجح ومتوازن للعمل في عناصره المختلفة، بحيث نجد في عناصر عملها النخله والبيوت شعبيه والقصور القديمة كقصر ابراهيم وخزام والابواب القديمة والحلي القديمه والبشت في العمل الأول والبخنق في العمل الثاني وعباءة الراس والغطاء التقليدي الذي يغطي الوجه و(الزخرفة الاسلامية الاحسائية) كما يسميها المهندس عبدالله الشايب، بارزة في أعمالهاوتزين أعمالها والفنانة الشيخ عاشت حول هذه العناصر في طفولتها في مدينة الهفوف.
*الفنانة/تغريد حسن البقشي:
فنانة قديرة من الأحساء، عرفت في الوسط الفني بالمملكه العربية السعودية، والخليج، والوطن العربي،برغم العمرالفني القصير للفنانة إلا استطاعت أن تثبت وجودها وهويتها الفنية بين الفنانين.
وجسدت البقشي في أعمالها الحياة الأجتماعية والثقافية للأحساء، فنجد لها لوحة بعنوان (خيرات الأحساء ٢٠٢٠م) لثلاث نساء، يظهر انهم من احد أرياف الأحساء،بملابس مطرزه متباينة في الألوان، يحملن فوق الرؤوس بعض من منتجات مزارع الأحساء،و منها: الورد الحساوي، مع المشموم، واللوحة ترجع بتاريخ(٢٠٣٠م)، مقاس٢٠٠*١٨٠ شاركت بها في جدة بمعرض (شارة الفني) للسنة السادسة،وتجد في أعمالها المرأة بارزة في أعمالها ولا تخلوا أعمالها من التجريد، والرمزية، مع أهمال بعض التفاصيل والاهتمام بقوة الفكرة،مع بروز ضربات والملامس البصرية والحسية في اعمالها، والفنانة في عملها خيرات الاحساء تمكنت من التعبير عن عطاء الأحساء بمختلف منتجاتها ومنها المشموم الذي لايستغني عنه الانسان الأحسائي والذي أصبح للمشموم سوق لشراءه والمرأه وتقود هذا النجاح والنماء، و المرأة هي التي نقف خلف المجتمع من رجالها الذين يقومون بالزراعة، والمشموم التي تفضله النساء في زينتها وتمكنت من استخدامه كتزين خصلات أطراف شعرها، وقلادة تلبسها، وتعطر به فراشها الذي تنام عليه.
*النحات علي محمد الحسن:
وهو رسام ونحات، تناول في احد اعماله المشموم واطلق عليها (ريحانة) وناريخها يرجع الي (٢٠٠٨م), وهو رسمه اقرب للواقعية بحيث ركز في عمله على نبتة المشموم وجعلها محور العمل واتزان جميل من حيث اللون والتكوين، ودراسه جيدة لتفاصيل والألوان بشكل متباين راعى الظل والنور في عمله.
*الفنانة/عليه جابر الهلال
(علية الهلال من مواليد الأحساء، وحاصلة على تخصص بكالوريوس رياضيات، ودبلوم متوسط في الفن. وشاركت في معارض دولية عدة، في مصر والأردن وفرنسا.. وغيرها).
وحرصت الهلال على توثيق فن وثقافة واحة الأحساء في أعمالها مع تنوع في مواضيها وأساليبها الفنية فنجد تنلولها فن الموزيك في بعص أعمالها، أو ما يطلق (الفسيفساء)، أي استخدامها (طبقات لونية عدة، تعطي المتلقي إيحاء بأنه أمام قِطع من الفسيفساء الملونة) .
ومن أشهر أعمال الفنانة الهلال خمسة أعمال عملت واستطاعت أن توظف النبات العطري المشموم بطريقة جميلة وتزين المرأة العربية والخليجية ولاسيما بنت واحة الأحساء في مواضيع مختلفة من سنة ٢٠١٨ م الي ٢٠٢١م تقف على كل لوحة ترى فيها حكاية :
١. اللوحة/ بنت النوخذة يرجع تاريخها الي، ٢٠١٨م ومقاسها/ ٧٠*١٠٠ .
عندما تتأمل هذه اللوحة تجد في عينيها لوعة الانتظار، والحنين وطول غياب الحبيب والايقاع اللوني المتناغم في عمل متوازن بين عناصر التكوين و بعض الالوان الحارة، المرتبط بحرارة البعد والاشتياق، وترى فيها الهوية الخليجية الأحسائية بين استعدادها لاستقبال الغائب من زينة الحناء على أجزاء جسدها بين الايدي والاقدام، والدراعة المزينة بنقوش الورد، ومزينة بالحلي من اذنيهاورقبتها الي خلخال قدميها، وحقيبة المرش لماء الورد والمشموم والتي زينت بالمشموم خصلات شعرها.
٢. اللوحة/ دخون، ٢٠١٩م ومقاسها/ ٨٠*٨٠.
وأما في هذا العمل تستطيع أن تتعرف على فتاة واحة الواحة، من خلال عدد من العناصر من المبخر والبلبول المتواجد في واحة نخيل الاحساء، ومزينة بمجوهرات الصائغ الاحسائي على رقبتها بالقلادة والاذن والاساور وفستانها الجميل المزين بالورد الاحمر ومايسمى بالورد المحمدي في الاحساء، وأعتقد الفنانة نجحت بشكل كبير في توظيف الموروث الشعبي بجميع عناصرة من حلي وملابس والمشموم المزين اطراف شعرها الي طائر البلبل ذو التغريد الجميل، وهذا الي جمال التكوين من خلال دراسة جيده لعناصر التكوين من ملامس واتزان وبالميلان في الفتاة بعثت في اللوحة روح الجمال الانثوي كما يقال (beauty line) .
٣. اللوحة/فرحة أعياد، ٢٠٢٠م بمقاس/ ٥٠*٧٠.
٤. اللوحة/ للغروب في وسط قلبي ذكريات، ٢٠٢١م، بمقاس ٩٠*٩٠
تجد غي هذه اللوحة وظفت المشموم في لوحتها ولكن كأنما تقف على أحد لوحات الفسيفساء ولكن بالهوية الأحسائية والفنانة تمكنت بمهارة فائقة في علاج الالوان والتباين الواني المتوازن في عملها.
٥. اللوحة/ هائمة الريحان ( يغلب عليهاالطراز الحديث)، ٢٠٢١.بمقاس ١٠٠*١٥٠.
والواقع الفنانة نجحت في توظيف المشموم وابراز الهوية الوطنية والخليجية والاحسائة بالخصوص والواقع تعدد موضوع المشموم يؤكد ارتباط هذه النبة في ذاكرة الاواعية في ابن الواحة لاسيما المرأة الاحسائية والتي تمكنت الفنانة علية من ابرازها بشكل ناجح.
* الفنانة/ سليمه خضر الشيخ
فنانه تشكلية من الأحساء ولها أعمال متعددة الموضوعات مع التنقل بين المدارس الفنية المختلفة.
وتناولت الفنانة مواضيع التراث الشعبي في بعض أعمابها مثلا لوحة بعنوان/
بائعة المشموم، من الكانفس بألوان زيتية، مقاسها ٦٠*٩٠ ونلاحظ في هذه اللوحة امرأة تبيع عند أحد الصكك ويظهر من الخلف احد الابواب الخشبية على طريقة أهل الاحساء نقش زخارفه، وهي جالسة وبجوارها سلتين من خوص النخيل فيها كمية من المشموم، وايضا أمامها سلة الخوص وهي جالسة على قطعة حصير أحد الاعمال الفنية التي تنتجها النساء من نساء الريف بطريقة احترافية، ويقابلها الرجل أمامها ويظهر انه يساومها على الأسعار أو الاتفاق على كمية المشموم لأستخدامها في أحد المناسبات والا لم يكن يظطر للجلوس هكذا الا لعقد اتفاقية وتفاهم بين الطرفين الا أن تكون في مناسبة مهمة.
جديد الموقع
- 2024-05-01 النقد الأدبي بين الفاعلية والمجاملات الرقمية والإعلامية.
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس المجلس المحلي للمحافظة
- 2024-04-30 سمو محافظ الأحساء يرأس اجتماع اللجنة العليا لإنشاء المستشفى الجامعي التعليمي
- 2024-04-29 وعي القلم والأمل نص مستخلص من مجموعة (كلام العرافة) للدكتور حسن الشيخ
- 2024-04-29 ريم أول حكم سعودية لرياضة رفع الأثقال حازت على الشارة الدولية
- 2024-04-29 بيئة الأحساء تدشّن أسبوع البيئة 2024 تحت شعار "تعرف بيئتك"
- 2024-04-29 منتدى البريكس الدولي يكرم الفنان السعودي الضامن في غروزني الشيشان ..
- 2024-04-29 حققوا المركز الأول على مستوى المملكة كأعلى تسجيل للطلاب طلاب "تعليم الرياض" يفوزون بـ13 ميدالية في أولمبياد "أذكى"
- 2024-04-29 جمعية العمران الخيرية بالاحساء للخدمات الاجتماعية تحظى بتكريم مرموق من مركز الملك عبد العزيز للتواصل الحضاري .
- 2024-04-29 مبادرة خطوة قبل الشكوى تبدأ فعالياتها بتأهيل اناث الدمام