2019/07/29 | 0 | 2997
المرحوم الشيخ هلال بن علي المؤمن ( 1370 -1440هـ )
كانت بداية معرفتي بسماحة الشيخ هلال بن علي بن وايل بن محمد بن عبد الله المؤمن عام 1425هـ بعد وفاة المرحوم آية الله الشيخ محمد بن سلمان الهاجري عندما علمتُ أن الشيخ هلال المؤمن كان قد تتلمذ على يد الشيخ الهاجري ، فشديتُ الرحال إلى مدينة الدمام ، منطقة المحمدية بمقر صلاته الدائمة آنذاك في مجلس أسرة المؤمن ، وفي عدة جلسات معه بذلك المجلس المبارك زودني بما لديه من معلومات عن أستاذه الشيخ الهاجري ، واستفدتُ منه فيما أبانه من مسائل فقهية للمؤمنين ، ثم طلبتُ منه أن يقبل إضافته ضمن المترجمين في كتابي المخطوط آنذاك والمسمى بـ ( هكذا وجدتُهم ) ، وبعد قراءته للأسئلة استجاب لطلبي ثم أبلغتُ المهندس أحمد بن طاهر الحمد بأهمية متابعته في ذلك ، وبعد فترة من الزمن حصلنا على تلك الترجمة ، وتم إضافتها في الكتاب المعني ، صفحة 355 وتفاصيلها ما يلي :
الشيخ هلال بن علي بن وايل المؤمن من مواليد عام 1370هـ ، بدأ الدراسة الأكاديمية في دولة الكويت ، ولما أنهى مرحلة الثانوية العامة توجّه للدراسة الحوزوية في النجف الأشرف حيث درس شطراً من كتب المقدمات في مدرسة السيد الحكيم ( قدس سره ) ، ثم هاجر إلى قم المقدسة وواصل دراسة كتب مرحلتي المقدمات والسطوح ثم الشروع في بحث الخارج ، وقد استغرقت مدة دراسته الدينية 25 سنة تقريباً ، ومن أبرز أساتذته في مرحلة المقدمات : الشيخ عبد الوهاب الغريري ( أضيف لاحقاً ) ، والسيد علي بن السيد ناصر السلمان ، والشيخ كاظم الهجري ، والسيد محمد النحوي ، والسيد كاظم الحكيم ، والسيد عبد المجيد الحكيم ، والسيد حسين الصدر ، والشيخ حسن طراد ، وفي مرحلة السطوح : الشيخ محمد الهاجري ، والسيد مهدي الروحاني ، والشيخ علي الأحمدي ، والسيد جعفر مرتضى العاملي ، والسيد عبد الهادي الشاهرودي ، وفي مرحلة بحث الخارج السيد علي الفاني ، والسيد محمود الهاشمي ، والسيد كاظم الحائري ، والشيخ هادي معرفة ، والسيد الكوكبي ، والشيخ وحيد الخراساني ، والميرزا جواد التبريزي ، والشيخ فاضل اللنكراني ، وشهد له السيد الهاشمي بالاجتهاد ، كما شهد له السيد مهدي الروحاني بذلك ( وفيما بعد نقل عن أسرته أنه حصل على إجازة من السيد كاظم الحائري ) ، وله كتابات وشروح لبعض دروس المقدمات كالألفية والمنطق وشروح للرسائل والكتابة ، كما لديه تقريرات لدروس البحث الخارج في الفقه والأصول وكلها مخطوطة ، وهناك الكثير من المقالات والبحوث المتفرقة كتبت في أزمنة متفرقة وحاجات وقتية ، كما طبع كتيباً صغيراً حول شخصية السيدة زينب ( ع ) تطرق فيها إلى لمحة موجزة عن حياتها - سلام الله عليها – وبعد رجوعه إلى البلاد عام ( 1414هـ ، أضيف هذا التاريخ لاحقاً ) اشتغل بالإرشاد الديني والتوجيه الثقافي مع مختلف مؤسسات الحج في كل من الأحساء والدمام والقطيف وسيهات ، وقد درس الكثير من طلاب العلم من الأحساء والقطيف والبحرين والكويت والعراق وإيران .
س/ ما تعليقك على تأثير الأوضاع المعيشية الصعبة على طالب العلم ؟
ج / المادة عصب الحياة وحياة طالب العلم كانت في ضيق وإن توسعت الآن نسبياً ، إلا أنّ لها مردوداً إيجابياً حيث ربت هذه الحالة رجالاً كان لهم الدور العظيم في حياة الأمة اقرأ سيرة العظماء من علمائنا تجد صدق ما أقول .
س/ من وجهة نظرك ما أسباب عدم مواصلة الأحسائيين للدراسة الحوزوية للحصول على ملكة الاجتهاد ؟
ج/ الوضع المادي والنفسي والأسري .
س / إلى ما تعزو اختفاء المرجعية في الأحساء ؟ وهل تتوقع رجوعها ؟
ج / أعوزها إلى عاملين : نفسي في بنية طالب العلم الأحسائي ، والآخر اجتماعي نابع من عدم تشجيع المجتمع الأحسائي لبروز المرجعية في الأحساء .
س / إلام تعزو سهولة الحصول على ملكة الاجتهاد في قم المقدسة وصعوبة تحقق ذلك لعلماء النجف الأشرف .
ج / لاختلاف النظرة إلى الاجتهاد في كل من المدرستين .
س / من وجهة نظرك ما أبرز الصفات التي يلزم توفرها في طالب العلم ؟
ج / أبرزها التقوى وحسن الخلق .
س / مع تعدد أساليب التقنية الحديثة من انترنت وفضائيات هل ترى ضرورة تجديد الخطاب الديني ؟
ج / أرى ضرورة تجديد الخطاب الديني ، لأن الإسلام لا ينطلق إلا من حيث انطلق الكفر على حد تعبير السيد عبد الحسين شرف الدين ( قدس سره ) .
س / بحسب وجهة نظرك ما أبرز الصفات التي يلزم توفرها في الخطيب الحسيني ؟
ج / الصدق والإخلاص وملامسة المشاكل الحياتية بشفافية ، وأهم الصفات التي يلزم توفرها في الخطيب الحسيني التقوى والوعي الثاقب ومتابعة مجريات الأمور .
س / لو أجرينا مقارنة بين الخطباء خارج نطاق الحدود الجغرافية للمنطقة ، والخطباء المحليين ما أبرز الاختلافات ؟ وما هو تقييمك لإنتاج الخطيب المحلي ؟
ج / الاختلاف قائم وسببه الظروف واختلاف البيئة في الخارج عن البيئة المحلية مع العلم أن بعض الإنتاج المحلي جيد .
س / شيخ هلال المؤمن متى يتضايق من كل من : طالب العلم ، الخطيب الحسيني ، المثقف ؟
ج / إذا تعدى كل واحد منهم حدوده .
س / ما رأيك في تجديد إقامة صلاة الجمعة بالمنطقة ؟
ج / لا بأس بذلك .
س / كثرة التهجم على شخصيات بارزة بالمجتمع . كيف تقرأ ردود الفعل ؟ وما أبرز الحلول المناسبة للعلاج ؟
ج / الحديث ذو شجون .
س / أخطاء طلبة العلوم الدينية كيف تقرأها ؟
ج / طالب العلم بشر وليس ملك .
س / تعليقك على توسع الفجوة بين المثقفين وعلماء الدين بالمنطقة ؟
ج / إفرازات مختلفة .
س / كلمة أخيرة .
ج / التقوى التقوى التقوى أولاً ثم الأخذ بالأسباب والأدوات المتوفرة وذلك عن طريق دراسة متكاملة ومتخصصة تنظم بشكل تدريجي مدتها أربع سنوات وأبرز التغيرات هو الانفتاح على المجتمع ومحاولة معالجة قضاياه من خلال المنبر ، كما أن هناك توجه في أسلوب الطرح واستخدام الثروة اللغوية لعرض المواضيع .
• وفيما بعد كنا نلتقي بسماحة الشيخ هلال المؤمن في المناسبات بالأخص في وفاة العلماء والتأبينات ومجالس العزاء وغير ذلك وإن كانت تلك اللقاءات ليست بالكثيرة . كما أننا التقينا به مصادفة في يوم الخميس الموافق 16/8/1436هـ بالمرحوم الشيخ هلال المؤمن بمجلس سماحة السيد علي بن السيد ناصر بن السيد هاشم السلمان ، ومن محاسن الصدف أننا وثقنا الحوار اللطيف الذي جرى بين سماحة السيد علي والشيخ هلال المؤمن والذي اشتمل على ما يلي :
• ( لما قدم التمر بين يدي الشيخ هلال المؤمن قال له السيد علي الناصر : كل يا شيخنا الجليل : سبع تمرات ، فهو لذيذ ومن مزرعتنا ، فقال الشيخ هلال : خمس تمرات كافية فعقب عليه السيد علي : كل
• سبع تمرات مرخص لك بالزيادة وغير مرخص لك بالنقصان ، فسألتُ هل هناك استحباب أكل سبع تمرات ؟ فقال الشيخ هلال : الصائم يستحب يفطر بسبع تمرات ، فلما أكل الشيخ هلال تمرتين ، قال له السيد علي : باقي خمس تمرات فقلتُ للشيخ هلال : إن شاء الله أنك غير مصاب بمرض السكر ؟ فقال السيد علي : هو غير مصاب بمرض السكر ، هو مصاب بمرض الضغط فقط ، فدعوتُ للشيخ هلال : بأن يمتعه الله بالصحة والعافية. فلما أكل الشيخ هلال خمس تمرات ، التفت إليه السيد علي وقال له : باقي لك تمرتان ، فقال الشيخ هلال : أكلتُ ما يكفي كعدد المصلين الذين يلزم حضورهم عندما تقام صلاة الجمعة ، فعقب السيد علي عليه قائلاً : ولكن لا تجب بناء عليه إلا إذا وصل عدد المصلين سبعة ولهذا كل تمرتين حتى يصل العدد لسبعة ويجب الحضور لها لذلك ، فقال الشيخ هلال المؤمن وهو مبتسم ، ألزم جميع من في المجلس بأكل سبع تمرات ، فقال له السيد علي : سيأكلون ، فقال الشيخ هلال : حتى أنت يا سيد أن تأكل سبع تمرات فقال له السيد علي : أنا صليتُ وانتهيتُ ، فقلتُ له : ونحن إذاً صلينا قبل ما تأتي المجلس يا سيد فقال السيد علي ، لو أقيمت الصلاة جماعة يستحب إعادتها فأنت صليت في المرة الأولى فرادى فقلتُ له : ولو صليت جماعة فقال السيد : يستحب إعادتها ، فلما أكل الشيخ هلال سبع تمرات صلينا على محمد وآل محمد ، وقلنا له : في العافية يا شيخ هلال ، فقال السيد علي : يفضل الإنسان لو أكل التمر ما يشرب الماء معها بشكل مباشر حتى لا تقل منافعه ، والتمر الخلاص مفيد بالأخص وتأثيره السلبي على بعض المرضى أقل بالنسبة للسعرات الحرارية ، ويفضل تأجيل شرب الماء لفترة بعد أكل التمر ، وكلامي هذا ليس مبنياً على أساس علمي ، فقلتُ له :
• البعض يأكل من التمر الكثير وهو مصاب بمرض السكر ويشرب معه الماء باعتقاد أن ذلك غير ضار به أو أن ذلك الماء يزيل أثر ذلك السكر ، فقال السيد علي : أنا ما اعتقد أنه يخفف عليه الضرر ، فسألتُ هل ورد استحباب أكل سبع تمرات في الليل أو تسع تمرات فقال الشيخ هلال : ورد ذلك لمريض القولون ، ثم عقب السيد علي بقوله : الأدب أن لا يأكل الإنسان إلا إذا جاع وإذا أكل أن لا يتجاوز الحد ، فقلتُ لهم أكلي في وجبة العشاء تعتمد على الزبادي والتمر ، فقال السيد علي : ونحن أحياناً نأكل أقل من عندك ، فقلتُ له كلما كبرنا ينبغي أن يقل أكلنا ، فقال السيد علي : يا سلمان نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع فقال الشيخ هلال : في رواية عن أمير المؤمنين ( ع ) تشير إلى أنه إذا وصل عمر الإنسان ستين سنة ينبغي أن لا يأكل في ليله شي فيه دسم ، فقال السيد علي : لا دسم يعني لا تأكل طعاماً فيه الكثير من البروتينات ، أو ما يصعب هضمه سريعاً ، فذكرتُ رواية عن الإمام علي بن موسى الرضا ( ع ) تشير إلى أهمية تقليل الأكل في الليل ( من أراد أن يكون صالحاً خفيف الجسم فليقلل عشائه بالليل )، فقال السيد علي : هذا تطابق بين قول الإمام الرضا ( ع ) وقول أمير المؤمنين ( ع ) ، أي تعشى لكن بالقليل . ثم ذكر السيد علي بعض الأوقات التي يستحب فيها النوم ومنها : نوم القيلولة قبل صلاة الظهر ، كما أنه يكره النوم بين الطلوعين ، وفي أول المغرب فقلتُ له : أنا واضع خطة أنام في الليل الساعة العاشرة إن زادت ، فقال السيد علي : هذا ما لا أستطيع فعله أنا أنام بعد منتصف الليل وعادة الساعة الثانية ، وإذا بكرتُ أنام الساعة الثانية عشر والنصف وأجلس الساعة الثانية والنصف وعندي عادة ما جيدة هي أنه لابد أن أنام بعد طلوع الشمس وهو لم يكن كذلك أيام النجف الأشرف ، ولو كنتُ أنام في الليل مبكراً لكنتُ أكثر نشاطا في الصباح نعم أنا لا أنام فترة العصر ، وأتذكر أن الشهيد محمد باقر الصدر كانت أكثر مراجعته بعد صلاة الظهر وبعد تناول وجبة الغداء فلم يكن ينام في تلك الفترة .
• وتحدث الشيخ هلال المؤمن في تلك الجلسة عن طرائف المرحوم الحاج عباس المؤمن ، وعن المرحوم الحاج موسى المؤمن .
وفي أثناء الجلسة التفتُ إلى الشيخ هلال المؤمن فقلتُ له : هل عرفتني يا شيخنا ، فقال الشيخ هلال المؤمن : شكلك معروف لكن نسيتُ اسمك ، فقلتُ له : اسمي سلمان الحجي فقال : الحجي من الاحتجاج ، فقلتُ له : لا بل من التسليم لأوامرك ، وذكّرتُه بمقابلتي معي وبسؤالي له عن إجازات أستاذه المرحوم الشيخ محمد الهاجري .
ثم أراد الشيخ هلال المؤمن الانصراف من مجلس السيد فخرج السيد علي مودعاً له إلى الباب الخارجي .
وفيما بعد التقيتُ بسماحة المرحوم الشيخ هلال المؤمن في صباح يوم الجمعة الموافق 20/8/1440هـ ومما ذكره في ذلك اللقاء المختصر ( ...
•
ذكر بأنه في درس أستاذه آية الله الشيخ محمد الهاجري كانت تحصل مواقف طريفة بين المرحوم الشيخ عبد الوهاب بن سعود بن علي الغريري ، وبين المرحوم الشيخ محمد بن سلمان الهاجري بالنظر لعمق العلاقة بينهما . كما ذكر أن مدة دراسته عند الشيخ الهاجري سنة كاملة وتشمل كتاب الكفاية ، وذكر طريقة أستاذه في التدريس والتي تعتمد على قراءة العبارة والتعليق عليها ، كما أنه أشاد برحابة صدر أستاذه وتميزه وتواضعه وعلميته ويظهر ذلك في مناقشته وكان يستجيب لاستقبال أي سؤال بالرغم أن بعض تلك الأسئلة قد لا تصل لمستوى سؤال ، وذكر الشيخ هلال المؤمن بأنه طلب من أستاذه الشيخ الهاجري اطلاعه على إجازاته بالاجتهاد بهدف معرفة مستواه العلمي واستجاب أستاذه سريعاً لطلبه وعرض عليه أربعة إجازات من كل من : الشيخ يوسف الخراساني ، والسيد عبد الله الشيرازي ، والسيد محمد الشيرازي ، والميرزا حسن الأحقاقي . وفي نقاش معه كان عن جلسة الاستراحة في الصلاة فهل تجب تلك الجلسة ؟ فأسرع الشيخ الهاجري إلى الإشارة إلى الراوية التي تشير إلى ذلك بعدما فتح بين يديه كتاب الوسائل .
ثم أخذتُ رقم الهاتف الجوال للشيخ هلال المؤمن من المصور لذلك اللقاء الإعلامي الحاج رسمي المؤمن ، وأصبحتُ أرسل للشيخ هلال المقاطع التي أصورها بين الحين والآخر ، وسألتُه ذات مرة أن كان ذلك لا يضايقه فتبسم وقال : لا لكنه قال لي : بأني لا أعلق عليها ولهذا لم يعلق إلا على موضوع توثيق الحاج أحمد بن محمد الضحاك بوخضر المشهور بالبحري حيث أرسل لي علامة + في برنامج الوات ساب .
وأما عن آخر لقاء معه فتم في مجلس عزاء المرحوم المهندس عبد المجيد بن سلمان بن علي بو صبيح المتوفى في يوم الأحد الموافق 5/10/1440هـ .
وفي صباح يوم الجمعة الموافق 15/11/1440هـ كانت لدي رغبة اللقاء به لتوثيقه بحكمة أو نصيحة يقدمها للشباب ، أو الإشارة إلى بعض دروسه العلمية لكن المنية منعت ذلك وإنا لله وإنا إليه راجعون ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
وفي صباح يوم وفاته ( الجمعة وكذلك يوم السبت ) أجرينا بعض اللقاءات من القريبين منه من أرحام وأصدقاء وطلبة للحديث عن شخصيته ومزاياه رحمه الله ومنهم : السيد هاشم بن السيد علي السلمان ، والشيخ ياسين بن علي المؤمن ، والشيخ مضر المؤمن ، والشيخ زكي العمران ، والشيخ مؤمل المؤمن ، والشيخ عبد العزيز بو سعيد ، والأستاذ باقر السروج ، والمهندس فؤاد الحمادة ، والحاج عمار المؤمن .
ولعل من المعلومات الإضافية التي تمكنا من الحصول عليها تتمثل في الآتي :
• جدة الشيخ لأبيه اسمها ( الحاجة مطرة بنت عويض الحربي ، وأصبح فيما بعد اسمها مدينة ) تزوجها الحملدار الحاج وايل المؤمن في طريق أداء مناسك الحج ، وكانت من أهالي منطقة الشبيكية ، ثم هاجرت مع زوجها إلى خوزستان ، وقيل عن إيمانها أنها وقت الاحتضار كانت تلهج بذكر أمير المؤمنين ( ع ) . وقد كان الحملدار الحاج وايل المؤمن طويلاً ، قوي البنية ، له مواقف تدل على شجاعته ووجهاته ونفوذه بين قوافل الحج، وكانت قافلته للحج تنطلق من خوزستان ( هذا ما قبل ما يزيد عن مئة سنة ) إلى العراق إلى الكويت ومنها إلى الأحساء ، وهناك من يتبعهم من البحرين ثم يتجهون للديار المقدسة بحسب ما ذكره الشيخ ياسين بن علي الوايل .
• والد الشيخ هلال ( الحاج علي بن وايل المؤمن ) عاش سنوات طويلة في الكويت ولهذا درس الشيخ هلال المؤمن بداية دراسته في المرحلة الابتدائية والمرحلة المتوسطة في الكويت ، وكان والده معروفاً بالبشاشة والابتسامة من دون تكلف .
• والدة الشيخ هلال اسمها ( الحاجة سكينة بنت حسين الزين المؤمن ) ، وللشيخ هلال أخ من أمه اسمه الحاج حاتم بن محمد بن حسن المؤمن ، ولديه أخ من أبيه اسمه الشيخ ياسين وأربع أخوات هن : ( 1 ) الحاجة أم محمد بن وايل المؤمن ، ( 2 ) والحاجة أم حسن بن علي المؤمن ، ( 3 ) والحاجة أم يوسف بن جمال المؤمن ( 4 ) والحاجة أم حسين بن علي المؤمن .
• ينقل الشيخ مؤمل المؤمن بأن أحد طلبة العلوم الدينية وكان شاباً أساء التصرف مع الشيخ هلال بأن أصبح يصرخ في وجهه أمام المدعوين على ضيافة ، والشيخ هلال أصبح يكرر له ثلاثاً : ما هكذا الظن بك يا فلان وكان مبتسماً إلا أن ملامح وجهه واضح فيها التأثر .
• كما أن أحدهم ذكر طرفة بمحضر الشيخ هلال وتناول فيها عيباً لأحد المؤمنين فالتفت إليه الشيخ هلال قائلاً له قل : أستغفر الله .
• كان الشيخ هلال مهتماً بالعلوم الطبيعية والحديثة وما يرتبط بالعلوم الزراعية والعلوم الكهربائية والالكترونيات ولهذا كان يحضر المعارض العالمية التي تقام في دول الجوار .
• كان كثير الذكر ، ويقرأ سورة يس في الصباح وفي الليل ، كما كان يداري أتباع المذاهب الإسلامية الأخرى ، وكان يشجع الشباب على فتح مشاريع تنموية بحسب ما ذكر ذلك الحاج عمار المؤمن .
• كان الشيخ هلال يلتزم بالتعقيبات في الحضر وفي السفر وإذا طلب منه تعجيل ذلك في السفر كان يقول : أعطوني فرصة لأخذ هديتي من الله سبحانه وتعالى .
• وكان إذا ركب السيارة يقرأ سورة الفاتحة مرة وسورة التوحيد سبع مرات وآية الكرسي سبع مرات وحتى لو نزل من السيارة لدقيقة ثم رجع إليها مرة أخرى أعاد قراءة ذلك مرة أخرى بحسب ما نقله الشيخ مضر المؤمن .
• كان الشيخ رحمه الله يعشق الجلسات العلمية وعادة ما يستعرض بعض الآراء العلمية ويعلق عليها مما يدل على عمق معرفي لسماحته بحسب ما ذكر ذلك الشيخ زكي العمران
• ذكر الأستاذ باقر السروج بأن الشيخ هلال قبل موته بيومين أوصاني بأهمية الاستمرار على قراءة دعاء الندبة صباحاً .
• كان لنا تردد على حسينية المؤمن في يومي الجمعة والسبت ( 15-16/11/1440هـ ) ، كما شاركنا في مراسم التشييع عصر يوم الأحد الموافق 17/11/1440هـ ، وصلى على جثمانه صلاة الأموات سماحة السيد منير الخباز ، ثم وري جثمانه الطاهر إلى بيته الجديد بمقبرة الشهداء .
• في يوم الأربعاء الموافق 20/11/1440هـ أرسل لنا سماحة الحجة آية الله السيد منير الخباز هذه المعلومات عن شخصه والتي تتمثل في : ( الشيخ هلال المؤمن درس الرسائل في النجف الأشرف عام 1399هـ عند الشيخ محمد تقي الجواهري ، ودرس المكاسب عند السيد وهاب بن السيد يوسف الحكيم ، ثم توجه إلى قم وأكمل الرسائل والكفاية ج2 عند السيد مهدي الروحاني ، وأكمل المكاسب عند الشيخ علي الأحمدي والذي له تحقيقات تاريخية ومناقشات للسلفية ، ثم حضر بحث الخارج في الأصول عند السيد الحائري ، وفي الفقه عند السيد علي الفاني عام 1402هـ . وكان زميله في مرحلة السطوح السيد محمد الترحيني قد أخذه معه بعض الأيام لبحث السيد محمد الروحاني لكنه لم يستمر معه ) .
فقدنا هذا العالم الجليل والذي برز بأخلاقه وتعامله الطيب مع الآخرين ، وبرز بتواضعه وابتسامته ، وبرز بترك ما لا يعنيه ، وبرز بحسن تعامله مع الموقف ، فرحمة الله عليه ولروحه وموتانا وموتاكم وموتى المؤمنين قراءة سورة الفاتحة قبلها الصلاة على محمد وآله .
جديد الموقع
- 2024-05-18 إيماءات الأطفال، وماذا تعني
- 2024-05-18 أفراح سادة آل سلمان "الكاظم "و العلي " تهانينا
- 2024-05-18 الشاعران بيلا والحرز في منتجع ماربيا
- 2024-05-18 قاسم العبدالسلام عريسا في الدانة البيضاء بالاحساء
- 2024-05-18 التمار والحسان تحتفل بزواج ابنيها " علي وحيدر "
- 2024-05-18 قطوف دانية من كلام الإمام الرضا (عليه السلام)
- 2024-05-18 مشهد الطروبة "في ذكرى مولد المولى أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام"
- 2024-05-17 (نادي ابن عساكر) يستضيف الباحث (المطلق) في فعالية (الآراء التاريخية الشاذة)
- 2024-05-17 أفراح الجزيري تهانينا
- 2024-05-17 الكتاب الذي ينسيك أنك تقرأ