2024/07/04 | 0 | 1209
الشرف عبدٌ له
ورد في كتبنا الحديثية أن النبي صلى الله عليه وآله دخل المسجد فوجد أمير المؤمنين عليه السلام راقداً، وعلى جنبه التراب، فقال له ملاطفاً: قم يا أبا تراب! (١).. مناوئوا أمير المؤمنين عليه السلام اتخذوها مسبة مع أن الناعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما ذلك إلا أنهم يحتقرون التراب غافلين عن قول المصطفى صلى الله عليه وآله "كلكم من آدم وآدم من تراب" ولعله يمكننا أن نستنتج من ذلك أن علي سيد آدم وولده. فالشرف هنا للتراب "آدم وبنوه" بأن يكون أمير المؤمنين عليه السلام أبوهم الإيماني "يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة". انطلاقاً من ذلك فإن الانتساب لأهل البيت عليهم السلام بسببٍ أو أنسب هو فخرٌ عظيم حتى لو بالعبودية "عبيد الحسن ... نموذجاً".
السؤال عن العبودية هل هي جريمة الإنسان الكامل أم أنها واقع فرض عليه؟ من يرجع إلى المصادر يجد أن الشريعة شرَّعت أحكاماً للقضاء على هذه الظاهرة "عتق رقبة" لتحرير بني البشر من هذا الوضع الذي أنتجته الجاهلية المنتنه، ومن الجدير بالذكر أن سيف الاستعباد طال الفرس والرومان (الشاميون) وغيرهم من أبيضٍ وأسمرٍ.وأهل البيت عليهم السلام كانوا يتقربون إلى الله تبارك وتعالى بشراء العبيد وعتقهم ومع ذلك كان المعتقون يبكون حزناً لأنهم عاشوا العز والكرامة في دورهم وعتقهم هو ابتعاد عن هذه النفحات والجنان القدسية الإلهية بل إن أمهات بعض الأئمة الأطهار هنَّ "إماء" في رسالة صارخة ضد صورة الاستنقاص اتجاه هذه الفئة المبتلاة من الناس. ومما يروى أن جاراً للإمام الصادق عليه السلام عرض داره للبيع بثلاثة أضعاف سعرها مبرراً ذلك بأن جوار الإمام عليه السلام يساوي ذلك فما بالك بمن كان يعيش في داره وفي خدمته صلوات الله وسلامه عليه.
فمن الشرف أن يسمى جماعة أنهم "عبيد الحسن عليه السلام" ذلك الكريم المعز للمؤمنين سبط المصطفى وقلب المرتضى وروح الطاهرة ولو خُيروا بين الحرية والعبودية للإمام أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام لاختاروا العبودية له قطعاً عن أخرهم. فهذا ليس منقصة وأما استعباد الناس هي هفوة في تاريخ الإنسانية لا يعيِّر بها إلا العنصريون ضيقوا الأفق والمتخلفون. مع العلم أن من نعتوا بذلك منهم من هم من ذرية النبي وبني هاشم عترة رسول الله صلى الله عليه وآله ومن الأنصار وغيرهم ممن نسبهم موثق ومعروف وكفى بذلك شرفاً وفخراً.
همسات روايائية .. عن التكبر (٢)
عن النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله): "المؤمنون بعضهم لبعض نصحة وأدون وإن افترقت منازلهم وأبدانهم، والفجرة بعضهم لبعض غششة متخاذلون وإن اجتمعت منازلهم وأبدانهم.
الإمام علي (عليه السلام): لا تكونوا كالمتكبر على ابن أمه من غير ما فضل جعله الله فيه، سوى ما ألحقت العظمة بنفسه من عداوة الحسد [الحسب]، وقدحت الحمية في قلبه من نار الغضب، ونفخ الشيطان في أنفه من ريح الكبر الذي أعقبه الله به الندامة.
علة التكبر - الإمام الصادق (عليه السلام): ما من رجل تكبر أو تجبر إلا لذلة وجدها في نفسه.
- عنه (عليه السلام): ما من أحد يتيه إلا من ذلة يجدها في نفسه.
- الإمام علي (عليه السلام): كل متكبر حقير.
- عنه (عليه السلام): ما تكبر إلا وضيع.
- عنه (عليه السلام): لا يتكبر إلا وضيع خامل.
عنه (عليه السلام) - لما سأله مولانا الصادق (عليه السلام) عن الغائط -: تصغيرا لابن آدم، لكي لا يتكبر وهو يحمل غائطه معه.
علاج الكبر - الإمام الحسن (عليه السلام): لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعاظم، فإن رفعة الذين يعلمون عظمة الله أن يتواضعوا، و [عز] الذين يعرفون ما جلال الله أن يتذللوا [له].
الإمام علي (عليه السلام): لا ينبغي لمن عرف الله أن يتعاظم.
- عنه (عليه السلام): ولو أراد الله أن يخلق آدم من نور يخطف الأبصار ضياؤه ويبهر العقول رواؤه وطيب يأخذ الأنفاس عرفه لفعل، ولو فعل لظلت له الأعناق خاضعة [خاشعة]، ولخفت [لحقت] البلوى فيه على الملائكة، ولكن الله سبحانه يبتلي خلقه ببعض ما يجهلون أصله، تمييزاً بالاختبار لهم، ونفيا للاستكبار عنهم، وإبعادا للخيلاء منهم.
والله الهادي إلى سواء السبيل ....
….
هامش
١. أبو تراب - شيعي ويكيبيديا
٢. المصدر كتاب ميزان الحكمة
جديد الموقع
- 2024-12-26 نحو معارض للكتاب الخيري
- 2024-12-26 معادلة الانتصار الإلهي والقيم العليا
- 2024-12-26 أحياة هي أم ظروف حياتية؟
- 2024-12-26 د.نانسي أحمد أخصائية الجلدية :العلاج البيولوجي أحدث وأهم الخيارات في معالجة الصدفية
- 2024-12-26 "ريف السعودية" ونادي الشباب يوقعان مذكرة تفاهم لتعزيز المسؤولية المجتمعية
- 2024-12-26 تجهيز عربة عيادة أسنان في الأحساء
- 2024-12-26 4 مليارات لفرص المسؤولية الاجتماعية خلال 21 شهرًا
- 2024-12-26 نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء
- 2024-12-26 ما الكون إلا زمان .. إلاك
- 2024-12-25 قراءة في حياة الشاعر علي الحمراني